اشار وزير الإقتصاد أمين سلام الى أن "ملف الدعم هو أكبر ملف فساد مرّ على لبنان، خصوصاً في مراحل سنوات الحكومات السابقة"، معتبراً أن الهدر الأكبر حصل في قطاع المحروقات الذي لم يستفد منه لبنان، تليه المواد الغذائيّة تحديداً السلّة الغذائيّة التي كانت غير مبرّرة وغير مدروسة وفق كل المقاييس.
وفي مقابلة عبر "الحرة" تطرّق الى زيارته لأميركا، مشيرا الى أن الأهداف الأساسيّة للزيارة وتحديداً الإجتماع مع البنك الدولي كان للبحث بالآلية التي ستُوضع لمرحلة ما بعد انتهاء قرض البنك الدولي الحالي للطحين، وقد تمّ الإتفاق على العمل على "الخطة باء" لمرحلة ما بعد انتهاء المبلغ الحالي.


وفي تفاصيل هذه الخطّة، قال إن الداتا التي عملت عليها وزارة الإقتصاد خلال فترة السنة ونصف السنة المنصرمة سيتمّ جمعها، وتُضاف إليها داتا وزارة الشؤون الإجتماعية التي تستهدف العائلات الأكثر فقراً والمسجّلة للإستفادة من برنامج أمان وتحديداً كل موظفي القطاع العام التي تتقاضى راتبها بالليرة اللبنانية، وبعدها سيجري العمل على ما يُسمّى ترشيد الدعم، ومن خلاله يتمّ تحويل كل الأموال الجديدة التي سيجري الإتفاق للحصول عليها من البنك الدولي الى بطاقة تمويليّة قيمتها 20 دولار أو 25 دولار شهريّاً لشراء الخبز، كما سيتمّ إيقاف الدعم العشوائي على ما يُسمّى السلع.
واشار سلام الى أن هذه البطاقة ستذهب للعائلات المسجّلة وعناصر القوى الأمنيّة والعسكريّة، والعائلات غير الميسورة والأفراد الذين ما زالوا يقبضون رواتبهم بالليرة اللبنانية.

  كما جزم أن ربطة الخبز هي أرخص مادّة في لبنان، وهي أرخص من العلكة، قائلاً: وصلتني تقارير من الخارج أن ربطة الخبز في لبنان هي أرخص ربطة خبز عالميّاً وأيضاً أرخص ربطة خبز في منطقة الشرق الأوسط، والبنك الدولي قال لي إن هذا السعر غير موجود في العالم.
وفي حديثه أيضاً، أكد أن التسعير بالدولار خلق نوعاً من المنافسة، أما غلاء الأسعار فليس بسبب الدولرة إنما بسبب جشع بعض التجار، لذلك جرى العمل مع السلطة التشريعيّة بعيداً عن القضاء، وتمّ تعديل قوانين دقيقة لها علاقة بحماية المستهلك، فرُفعت قيمة محاضر الضبط على المخالفات من قبل التجّار والسوبرماركت لمبالغ ضخمة جدّاً تبدأ من 5000 دولار وأكثر.   وأضاف سلام أنه في التعديلات الجديدة حصلت وزارة الإقتصاد على نوع من صلاحيات الضابطة العدليّة فيحقّ لها أن تقفل وتختم بالشمع الأحمر، مشيراً الى أن هذا القانون وصل الى اللجنة الفرعيّة للمجلس النيابي ويجب ان يمرّ بشكل أو بآخر، ومفعول هذا القانون سيكون "نفّذ ثم اعترض"، اي يجب دفع محضر الضبط ثم لاحقاً الإعتراض لدى القضاء.
ومن الخطوات الجديدة التي تحدّث عنها وزير الإقتصاد للمرة الأولى هي العمل مع القطاع الخاص والجمارك ومع منظمة الغذاء العالمية على المكننة وفق نظام متطوّر، فيتمّ إصدار لائحة يوميّة وليس أسبوعية أو شهريّة بالأسعار الحقيقيّة لنحو مئة سلعة، مشيراً الى أن هذه الخطوة ستغذّي المنافسة وستبدأ بعد نحو شهر ونصف الشهر.
أما عن التهريب فأكد وزير الإقتصاد أنه ما زال مستمرّاً حتى اليوم رغم تغيير معطياته، ولكن ليس بالحجم الذي كان سابقاً عندما كانت معظم المواد مدعومة، معتبراً أن ما هو أبشع من التهريب وجود اقتصاد الظلّ أو الإقتصاد الموازي اي دخول المواد من دون جمارك.

  سياسيّاً، أكد سلام أنه في قراءته بعد آخر زيارة للولايات المتحدة الأميركية، الملف الرئاسي ما زال يُدار بالموفدين ولم يرتق الى مرحلة الجدية من خلال اجتماع وزراء خارجية الدول المعنيّة التي تقرر مصير لبنان، وقال: يبدو أننا سندخل عام 2024 من دون جديّة في التعاطي مع الملف الرئاسي.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الى أن ة التی

إقرأ أيضاً:

سلام والمبعوث الفرنسي يبحثان تطورات الجنوب اللبناني

لبنان – أجرت بيروت وباريس، امس الثلاثاء، مباحثات تناولت التطورات في جنوب لبنان، على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

جاء ذلك خلال لقاء في بيروت بين رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بحضور سفير باريس لدى لبنان هيرفيه ماغرو.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أنه “جرى عرض للمستجدات السياسية والاقتصادية الراهنة، والتطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية فرنسية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات وخلّفت ما لا يقل عن 211 قتيلا و504 جرحى، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف سلام عن نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن بالجنوب، واعتبر أن “الوقت حان لبناء الدولة واستعادة السيادة وضمان الأمن على كافة أراضي البلاد”.

وقال سلام، خلال مؤتمر “إعادة بناء لبنان: إطار الاستثمار وفرص الأعمال” ببيروت، إن “الهجمات الإسرائيلية دمرّت البنى التحتيّة وأثّرت على حياة اللبنانيين”.

وتتصاعد ضغوط دولية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، على لبنان لنزع سلاح “حزب الله”، رغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل أعلنت حركة الفصائل اللبنانية تمسكه بسلاحه، ورفضه أي نقاش حول تسليمه، إلا ضمن شروط يصفها بأنها مرتبطة بالسيادة الوطنية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في لبنان وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • سلام والمبعوث الفرنسي يبحثان تطورات الجنوب اللبناني
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستخفض الأموال المخصصة لشراء الأسلحة لأوكرانيا في ميزانية 2026
  • وزير الاقتصاد يعرض للودريان الإصلاحات والتحضيرات لمؤتمري الدعم والاستثمار
  • خرجت لشراء الخبز ولم تعد
  • بنسبة 4.6%.. البنك الدولي يكشف عن توقعات نمو الاقتصاد المصري والعالمي
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • سلام أدان الاعتداء على اليونيفيل
  • سلام استقبل لودريان في السرايا
  • غداً.. لقاء بين سلام ولودريان في هذا التوقيت
  • الاقتصاد الأمريكي يضيف 139 ألف وظيفة في مايو