عادة ما يمتلك المرء عدة حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، سواء كانت فيسبوك أو منصة إكس أو إنستغرام؛ حيث يتم استخدام مثل هذه الخدمات للدردشة أو مشاركة الأفكار والصور ومقاطع الفيديو مع الآخرين.

ولكن من المؤكد أن صاحب هذه الحسابات الإلكترونية سيسري عليه ما يسري على كل كائن حي ويتعرض للوفاة في يوم ما، وهنا يظهر تساؤل حول كيفية حذف الحسابات الرقمية للأشخاص المتوفين أو على الأقل منع الوصول إليها.

وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات، التي يجب مراعاتها:

تدوين بيانات الوصول إلى الحسابات الرقمية

يتعين على كل مستخدم لشبكة الإنترنت تدوين جميع بيانات الوصول المهمة إلى الحسابات الرقمية، مثل فيسبوك وإنستغرام وغيرهما، في أقرب وقت وحفظها في مكان آمن أو مشاركتها مع شخص موثوق.

بهذه الطريقة يمكن لأقرباء الشخص المتوفى الوصول إلى الحساب المعني، سواء كان ذلك لحذفه من شبكة الإنترنت أو الوصول إلى البيانات المهمة.

حفظ جميع بيانات الوصول في مكان آمن

يمكن حفظ معلومات عامة تشمل جميع الحسابات بما في ذلك اسم المستخدم وكلمات المرور في مكان آمن بالمنزل أو حفظ هذه البيانات في وصية موثقة، بالإضافة إلى أنه يمكن تخزين بيانات الوصول في وحدة ذاكرة أو خزينة مؤمنة.

وتشرح ريبيكا فايس، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ذلك بقولها: "هذا يعني أنه يمكن للورثة قراءة البيانات المخزنة على هذه الأجهزة دون قيود".

ونصحت فايس المستخدم بضرورة اتخاذ قرار في أقرب وقت ممكن بشأن ما إذا كان يُسمح للورثة بالوصول إلى البيانات الرقمية الخاصة به بعد الوفاة.

تحديد شخص موثوق للتعامل مع الحسابات الرقمية

من الأمور المفيدة أن يقوم المستخدم بتحديد شخص موثوق للتعامل مع الحسابات الرقمية بعد الوفاة، ما لم ينص في الوصية أو التوكيل على خلاف ذلك.

ونصحت المحامية الألمانية تاتيانا هالم بضرورة إخبار هذا الشخص بكيفية التعامل مع الحسابات الرقمية بعد الوفاة، مثل حذف الحسابات مباشرة أو إتاحة الوصول إليها أمام الآخرين أو تحويل البيانات إلى أطراف أخرى.

يجب على كل مستخدم لشبكة الإنترنت تدوين جميع بيانات الوصول المهمة إلى الحسابات الرقمية (غيتي) طلب حذف البيانات بالتوكيل أو شهادة الميراث

لا تقتصر حقوق الورثة على الممتلكات المادية فحسب، بل إنها تشمل العقود، التي أبرمها المستخدم قبل الوفاة. وأضافت ريبيكا فايس قائلة "يسري ذلك على جميع الخدمات المدفوعة مثل اشتراكات خدمات البث".

ولذلك فإن الورثة يتمتعون بحقوق إنهاء خاصة لهذه العقود مع الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت والبريد الإلكتروني والخدمات السحابية.

وأكدت المحامية الألمانية تاتيانا هالم أنه يمكن للورثة إنهاء العقود وطلب حذف البيانات، إلا أن الأمر يتطلب إثبات أنه يحق لهم القيام بذلك من خلال تقديم التوكيل العام الممنوح لهم أو شهادة ميراث موثقة.

ما العمل إذا لم يتمكن الورثة من الوصول إلى الحسابات الرقمية للمتوفى؟

أجابت الخبيرة الألمانية ريبيكا فايس عن هذا التساؤل قائلة إنه في حالة عدم توافر بيانات الوصول لدى الورثة، فإنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى هذه الحسابات، ولكن يمكن التواصل مع الشركات المقدمة لهذه الخدمات أو صفحات الإنترنت وطلب تحويل الصفحة الشخصية للمتوفى إلى "الحالة التذكارية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الوصول إلى

إقرأ أيضاً:

رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى

حين يُذكر اسم محمود عبد العزيز، يتبادر إلى الذهن فورًا فنان من طراز خاص، لا تُختزل مسيرته في عدد الأفلام أو الجوائز، بل في ما تركه من أثر حقيقي.

 

 

لم يكن من هواة الصخب، ولا من نجوم العناوين العريضة، لكنه كان حاضرًا بقوة في قلوب الجمهور، بأدواره الصادقة، وموهبته.

 

لذلك، يبدو مؤلمًا ومربكًا أن يُستدعى اسمه اليوم في خضم أزمة عائلية، لا تليق بتاريخه، ولا تعبر عن صورته الحقيقية. فالرجل الذي عاش بعيدًا عن الخلافات، واختار دائمًا أن يتحدث فنه نيابةً عنه، لا ينبغي أن يصبح اسمه جزءًا من جدل حول الميراث أو أوراق الطلاق.
 

أن يتحول "الساحر" الذي ألهم الأجيال، إلى اسم عالق في أزمة عائلية، تتنازعه بيانات وتصريحات عن الميراث، وأوراق الطلاق.
الحقيقة أن هذا المشهد لا يُسيء لمحمود عبد العزيز، بقدر ما يجرح صورة نحب أن نحتفظ بها نقية، كما عرفناها. فهو لم يكن يومًا "ثروة" تُقسم، بل "قيمة" تُحترم. رجل عاش ومات بعيدًا عن المزايدات.

 

 

في عام 2016، رحل "الساحر" عن عالمنا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا وسيرة عطرة لا يزال يُشهد له بها بين زملائه ومحبيه. واصل نجلاه، محمد وكريم محمود عبد العزيز، المسيرة الفنية بأعمال نالت ترحيب الجمهور، الذي استقبل حضورهما بمحبة تشبه ما كان يكنّه لوالدهما.

 

 

والحق يُقال، لم يزجّ الثنائي نفسيهما في أي خلافات أو مشادات عبر السنوات، بل ظلا حريصين على الدعاء لوالدهما وذكره بالخير في كل مناسبة.

 

 

كما ترك زوجة أحبّته حتى النهاية، هي الإعلامية بوسي شلبي، التي غادرت منزلهما يوم رحيله، مدركةً أنه أوصى بكل ما يملك لنجليه، حسب ما يؤكده عدد من المقربين منهما في الوسط الفني.

 

 

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي تغير بعد تسع سنوات من الوفاة، حتى يُزج باسمه في قضايا من هذا النوع؟

 

 

نجله الأكبر، المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، نفى تمامًا كل ما تردد حول نزاع على قطعة أرض بمليارات الجنيهات، مؤكدًا أن إعلام الوراثة الرسمي الصادر بعد الوفاة لم يتضمن سوى اسمه واسم شقيقه فقط.

 

 

لقد أحبّ محمود عبد العزيز أبناءه حبًا جارفًا، وفضّلهم في حياته على الجميع، وربما اعتقد أن هذا وحده كافٍ ليُدركوا أن قيمة الشرف والاحترام أعلى من أي خلاف على مال. لكن من المؤسف أن يتم الزج باسمه في بيان يطعن في زواجه.

وإن كانت محاولة نفي الزواج مرتبطة بخلاف على الميراث، فهل كان من الأجدر أن تُحل الخلافات في صمت، بدلًا من تشويه صورة فنان عظيم لم يعد بيننا، ولا يملك حق الدفاع عن نفسه؟

 

 

على الجانب الآخر، تقف الإعلامية التي ما دام أكدت في لقاءاتها أنها لا تزال على العهد، وفية لزوجها الراحل، ومخلصة لكل لحظة بينهما، حاملة ذكراه في قلبها كما اعتدنا أن نراها. لكن السؤال المشروع هنا: لماذا قررت إثارة هذه القضايا والخلافات، التي بدأت منذ عام 2021، لإثبات أن الطلاق الذي تم في أواخر التسعينيات — بعد شهور قليلة من الزواج — لم يُوثق بشكل نهائي؟

 

 

 

إذا كانت تمتلك بالفعل أوراقًا رسمية تثبت الزواج، كما تقول، وإن كانت لا تطالب بالمال أو الميراث — كما يدّعي بعض أصدقائها من الوسط الفني — فما الذي يدفعها لفتح هذا الملف الآن؟ وهل يمكن أن يُفهم هذا الإصرار على إثبات الزواج كإشارة إلى أن الراحل قد "ردّها" إلى عصمته شفهيًا دون توثيق؟
 

 

شرعًا، تُعد زوجته. لكن قانونًا، إذا كانت تملك منذ سنوات ما يثبت الزواج، فلماذا لم تُعلن ذلك إلا بعد مرور تسع سنوات على وفاته؟
 

 

وإذا كان الاتفاق — كما يؤكد المقربون منهما — هو ألا تطالب بأي شيء من الإرث احترامًا للعِشرة ولأبنائه، فلماذا تراجعت فجأة؟
هل هذا هو الوفاء الذي اعتادت أن ترفعه ؟ أم أن بعض الأسئلة لا تجد إجابات، لأن الحقيقة ليست دائمًا كما تُروى؟

 

الجميع يقف الآن طرفًا في حرب من تبادل التصريحات، كلٌّ يحاول إثبات صحة موقفه بكل ما أوتي من قوة. لكن هذه المعارك، بكل ضجيجها، لا تليق بمحمود عبد العزيز. فلا يجب أن تُبنى النزاعات على حساب فنان رحل، لا يملك اليوم أن يدافع عن نفسه، ولا أن يروي ما غاب من تفاصيل لا يعلمها سوى الله.

 

 

هو الذي لم يتحدث كثيرًا عن نفسه، ولم يسعَ إلى رسم صورة أسطورية له. اكتفى بأن يكون صادقًا، وترك أعمالًا تُغني عن أي سيرة. من "رأفت الهجان" الذي أصبح رمزًا وطنيًا، إلى أدوار الإنسان البسيط في "الكيت كات"، و"البرئ"، و"الساحر"… لم يكن بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس دون ادعاء.

 

 

وهكذا نحب أن نتذكره: فنانًا صدق نفسه فصدقه الناس، أبًا ترك في عيون أبنائه دفئًا حتى وإن اختلفوا بعده، ورجلًا لم يكن بحاجة لمن يُدافع عنه بعد رحيله.

 

 

الجدل حول المال لا يُغيّب الحقيقة: أن الإرث الحقيقي لمحمود عبد العزيز لا يُقاس بالممتلكات، بل بالمحبة. محبة جمهور لا يزال يستعيد مشاهده، ويرويها للأبناء، وينحني احترامًا لفنٍّ لا يموت.

 

 

ولأن الثروة الحقيقية لا تُورَّث… بل تُستلهم، سيبقى اسمه في المكان الذي يليق به: في القلوب، لا في سجلات المحاكم.

مقالات مشابهة

  • الاتصالات تؤكد مواصلة الجهود لتحسين الوصول إلى الاتصالات والإنترنت والخدمات الرقمية
  • في زحلة.. تدابير سير غداً
  • الذكاء الاصطناعي تقنية مهمة للصحافة الرقمية
  • "كوين بايس": قراصنة الإنترنت سرقوا بيانات العملاء وطالبوا بـ20 مليون دولار.. لن ندفع
  • شرطة أبوظبي تحدد 4 تدابير لحماية شاهد الإثبات
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: هل بات السودان خارج الحسابات الأمريكية؟
  • رغم عزل مبدع.. مجلس الفقيه بنصالح غارق في تصفية الحسابات وإهدار الفرص التنموية
  • رونالدو وسيماكان خارج حسابات النصر أمام التعاون
  • محافظ الدقهلية يزور مصابي حادث حريق قرية أبو زاهر ويعزي أسر المتوفين
  • رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى