الأسبوع:
2025-12-01@16:39:40 GMT

الأمن الغذائي المصري ومواجهة الأزمات العالمية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

الأمن الغذائي المصري ومواجهة الأزمات العالمية

الأمن الغذائي يعني توفير الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء باحتياجاتهم بصورة مستمرة من أجل حياة صحية ونشطة. ويُعتبر الأمن الغذائي من التحديات الرئيسية في الدول النامية، فعلى الرغم من توفر الموارد الطبيعية من الأرض والمياه والموارد البشرية، إلا أن الزراعة في الدول النامية لم تحققِ الزيادة المستهدفة في الإنتاج لمقابلة الطلب على الأغذية، واتسعتِ الفجوة الغذائية، وأصبحتِ الدول النامية تستورد حوالي نصف احتياجاتها من السلع الغذائية الرئيسية.

وقد ازداد اهتمام الدول النامية بتوفير احتياجاتها من الأغذية في أعقاب الأزمة الغذائية العالمية الحادة التي بلغت ذروتها في عام 2008، وتمثَّلت في مضاعفة أسعار السلع الغذائية الرئيسية، وتقلُّص الواردات منها، مما دعا الدول النامية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية مثل: دعم أسعار الأغذية، تقنين تصدير السلع الغذائية، إلغاء الضرائب على الواردات، وزيادة أجور العاملين. وتُعتبر زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي من السلع الغذائية من المقومات الرئيسية للأمن الغذائي. وشهد العالم في السنوات الأخيرة -ولا يزال- العديدَ من الأزمات، منها: جائحة كورونا، التغيرات المناخية العالمية، ثم الأزمة الروسية الأوكرانية.. تلك الأزمات التي أثرت على إمدادات الغذاء والطاقة ومستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأعلاف والأسمدة، كما أدت إلى الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية لهذه المنتجات. وقد اتخذت مصر العديدَ من السياسات والإجراءات والتدابير لمواجهة أثر الأزمات على الأمن الغذائي، وتتمثل هذه الرعاية في التأكيد المستمر من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة العمل باستمرار على زيادة الإنتاج الزراعي أفقيًّا ورأسيًّا، وتحقيق درجة أعلى من الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية الاستراتيچية، وزيادة الاستثمارات المخصصة للزراعة من الاستثمارات الحكومية في السنوات الأخيرة، وكذلك تنفيذ العديد من المشروعات الزراعية القومية الكبرى، ومن هذه المشروعات: مشروع الريف المصري لاستصلاح واستزراع حوالي 1.5 مليون فدان معظمها (حوالي 65%) في صعيد مصر، مشروع استصلاح واستزراع حوالي نصف مليون فدان في سيناء، مشروع الدلتا الجديدة بالضبعة والساحل الشمالي (حوالي نصف مليون فدان قابلة للزيادة إلى مليون فدان، ثم إلى 2.2 مليون فدان)، ومشروع توشكى (حوالي 540 ألف فدان). أي أن الدولة بصدد إضافة حوالي 3 ملايين فدان أراضٍ زراعية تمثل حوالي ثُلث المساحة المزروعة في مصر، واستخدام طرق الري الحديثة في جميع الأراضي الجديدة، مع التحوُّل التدريجي من الري بالغمر إلى الري الحديث، مع تحسين الإنتاجية والجودة وتخفيض التكاليف وبالتالي تحسين الدخول الصافية للمزارعين، واستنباط أصناف نباتية جديدة عالية الإنتاجية والجودة وذات الاحتياجات المائية الأقل والمقاوِمة للظروف المعاكسة أو ظروف الإجهاد البيئي كالتغيرات المناخية والحرارة والجفاف والرطوبة والملوحة والأمراض والحشرات، وتحفيز المزارعين على زيادة الإنتاج والتوريد من خلال مدِّهم بالأسعار المجزية التي تغطي تكاليف الإنتاج وتسمح لهم بهامش ربح مجزٍ وتتماشى مع الأسعار العالمية، مع إعلان هذه الأسعار للمزارعين قبل الزراعة بوقت كافٍ، والتوسع في الزراعات التعاقدية. كما تنفذ الدولة العديدَ من مشروعات تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، مثل مشروع البتلو والتحسين الوراثي للماشية واستيراد الماشية عالية الإنتاجية والجودة، وإنشاء مراكز تجميع الألبان والقرى الداجنة في الظهير الصحراوي، ومشروعات الاستزراع السمكي في محور قناة السويس ومحافظات كفرالشيخ (بركة غليون) وبورسعيد والفيوم وبني سويف وغيرها. كما ساعد المشروع القومي للصوامع على زيادة السعات التخزينية، حيث زادتِ السعة التخزينية من حوالي 1.4 مليون طن في عام 2011 إلى حوالي 5.5 مليون طن عام 2022. وقد أدى ذلك إلى القضاء على الفقد في التخزين، حيث كان هناك فقد نتيجة لتخزين القمح في الشون الترابية حوالي مليون طن سنويًّا. وقد أدت كل هذه السياسات والإجراءات والتدابير إلى تخفيف آثارها على الأمن الغذائي في مصر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السلع الغذائیة الأمن الغذائی الدول النامیة ملیون فدان

إقرأ أيضاً:

المحاصيل الحقلية: تنافسية المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية تعتمد على جودة الإنتاج

تعد المنتجات الزراعية المصرية من أبرز العناصر التي تدعم الاقتصاد الوطني، حيث يسعى قطاع الزراعة المصري إلى تحسين قدرته التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي.

 وفي هذا السياق، أكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، أن تنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية تعتمد بشكل أساسي على تحسين جودة الإنتاج وتطوير منظومة البحث والتطوير، مضيفا أن هذه التحسينات جاءت نتيجة لتطبيق معايير الجودة الدولية وتحديث عمليات الفحص والحجر الزراعي، مما ساعد على فتح آفاق جديدة للتوسع في الأسواق العالمية.

تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية:

وأوضح الدكتور خالد جاد أن المنتجات الزراعية المصرية شهدت تحولًا ملحوظًا في جودة الإنتاج، حيث أصبحت العديد من المحاصيل تصدِّر إلى الأسواق الدولية وفقًا للمعايير العالمية، مضيفا إن هذا التطور الكبير في الجودة يعود إلى تحديث المعامل والحصول على شهادات اعتماد دولية لعدد من المعامل الزراعية، مما عزز من ثقة الأسواق العالمية في المنتج المصري، مشيرا إلى أن تطوير المنظومة البحثية والفنية أسهم في إنتاج أصناف جديدة عالية الجودة وزيادة الإنتاجية.

وأضاف جاد أن جهود وزارة الزراعة في تحديث منظومة الفحص والحجر الزراعي، وتطوير المعامل المتخصصة، كانت لها دور كبير في ضمان سلامة المنتجات الزراعية المصرية وامتثالها للمعايير الدولية، وهو ما يسهم في فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية وزيادة حصتها في الأسواق العالمية.

الزراعة تنظم ورشة عمل بالتعاون مع منظمة "سيكا" لدعم الأمن الغذائي

فتح أسواق جديدة في آسيا وأمريكا اللاتينية:

وفيما يتعلق بتوسيع أسواق الصادرات الزراعية، أكد جاد أن الوزارة تواصل فتح أسواق جديدة في دول آسيا وأمريكا اللاتينية، وذلك من خلال التنسيق مع المكاتب التجارية بالخارج، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى تقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية، وزيادة تنوع الأسواق المستهدفة لمنتجات المحاصيل الزراعية المصرية. 

وأضاف أن الاتفاقيات التجارية التي تبرمها الدولة مع هذه الدول تساهم بشكل كبير في تسهيل دخول المنتجات المصرية إلى أسواق جديدة ومتنوعة، مما يعزز من تنافسية الصادرات الزراعية المصرية.

وعن الخطط المستقبلية للقطاع الزراعي، شدد وكيل معهد المحاصيل الحقلية على أن المشروعات القومية الزراعية، مثل التوسع في الرقعة الزراعية وتطوير نظم الري، أسهمت بشكل كبير في زيادة الإنتاجية وتعزيز قدرة مصر التنافسية في الأسواق العالمية، لافتا إلى أن هذه المشاريع تعد حجر الزاوية لتحقيق المزيد من التوسع في الصادرات الزراعية المصرية.

وزيرا الزراعة يبحث مع اتحاد الدواجن تحفيز الإنتاج المحلي لخفض الاستيراد من الخارج

دعم المصدرين وتسهيل الإجراءات:

كما أضاف الدكتور جاد أن الدولة تواصل دعم المصدرين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، بما في ذلك تسريع الإجراءات وتوفير الدعم المالي والإداري، موضحا أن تطوير البنية التحتية الزراعية، إلى جانب استصلاح الأراضي، يعزز من قدرة مصر على زيادة إنتاجيتها الزراعية، مما يسهم في دفع عجلة النمو في قطاع الصادرات الزراعية خلال السنوات المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • أمنستي ورايتس ووتش تناشدان الدول الأطراف حماية الجنائية الدولية ومواجهة واشنطن
  • عشائر إيلام.. عماد الأمن الغذائي في إيران يعيشون بلا ماء ولا طرق
  • المحاصيل الحقلية: تنافسية المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية تعتمد على جودة الإنتاج
  • الأمانة العامة تبحث تنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي
  • وزير الخارجية: نتطلع لمواصلة التعاون مع باكستان في إطار مجموعة الدول الثماني النامية D8
  • تقرير أممي: اليمن من بين أسوأ الدول في انعدام الأمن الغذائي والوضع فيه ما يزال شديد الهشاشة
  • يومياً.. 7.4 مليون دولار خسارة توقف حقل كورمور عن الإنتاج
  • تقرير أممي: اليمن من بين أسوأ الدول في انعدام الأمن الغذائي
  • الوكالة الإسلامية والفاو يطلقان مشروعاً للأمن الغذائي والتغذية لصغار المزارعين في سنار
  • وزيرة هولندية: أكثر من 21 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي