البوابة نيوز:
2025-05-13@00:57:32 GMT

شلال الدم في غزة

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

 

كم هو ضئيل هذا المقال الذي أكتبه تضامنًا مع غزة، ولكن ما حيلتي وأنا صحفي وممنوع علينا نحن معسكر الكتاب والصحفيين أن نذرف الدمع وأن واجبنا المقدس هو الرصد والكتابة والتحليل وأن تبتعد قليلًا عن مصادرك حتى تكون نزيهًا مُجردًا من الهوى.

ولكن الحال في الحرب على غزة مختلف.. الضحايا مدنيون محاصرون جوعى تنهش إصابات الحرب أعمارهم بسبب إنعدام الخدمات الصحية وعدم توفير العلاج اللازم، الأطفال هناك غارقون بين دموعهم ودمائهم، النساء لا يملكون إلا النظر إلى السماء والدعاء بالستر والنجاة، هذه محرقة بالصوت والصورة بينما المجتمع الدولي يستمتع بالمشاهدة.

 لا يشعر بالنار إلا من يمسك بها، مناضلو الفنادق المكيفة يلتهمون وجباتهم الساخنة وينطلقون نحو تغريدات ساخنة أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما المقابر في غزة تصرخ من ازدحامها بالجثث، لا يوجد صوت عاقل لكى يصرخ «أوقفوا إطلاق النار».. المخطط الشامل للمنطقة يمنع وقف إطلاق النار، غزة هي الهدف المؤقت بينما الكعكة الكبرى هي مصر المحروسة التي تتأمل المشهد وتدرس خياراتها بالعقل وبكل ما تمتلك من عمق الرؤية والرصيد الوطني.

الرسائل المصرية المتتالية واضحة،  أول تلك الرسائل هي: لا يمكن القبول بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، وأن سيناء التي دفع المصريون فيها الدماء لن تكون محطة للتهجير، قالت مصر وعلى العالم أن يسمع، قالت وعلى لسان رئيسها عبدالفتاح السيسي أننا وقت الحرب كنا مقاتلين ووقت السلم كنا مبادرين، هذه هي المعادلة السحرية التي قيلت في احتفال الكلية الحربية الأسبوع الماضي، وأظن أن هذه اللغة الواضحة قد وصلت إلى كل العواصم رعاة المخطط الجهنمي الذي يحاك لمنطقة الشرق الأوسط.

حدود مصر من الجنوب والغرب والشرق قد اشتعلت، فهل هناك من أي شك بأن القاهرة هي محط الأنظار؟ هذا لا يغيب أبدًا عن العزيمة المصرية حكومةً وشعبًا، لذلك لا وقت للسؤال عن من هو الذي بدأ معركة غزة، هذه المعركة أظنها كانت مؤجلة وأن إزاحة الغزاوية نحو سيناء هو حلم قديم عند الكثيرين الذين لا يريدون لنا خيرًا، وحسنًا فعلت القيادة المصرية التي أعلنت بوضوح وقوة أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، ويقف معنا في هذا الإعلان كل أصحاب الضمير في العالم.

الحرب المنقولة على الهواء مباشرة من غزة لا بد أن يكون لها ما بعدها، حل الدولتين والمبادرة العربية وتفعيل إتفاق أوسلو كل هذه الخيارات مازالت على الطاولة، طريق الدم لا بد له من نهاية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا بد من الحصول عليها، حتى لا نكتب بعد عام أو عشرة أعوام مرثيات جديدة نبكي فيها الضحايا المدنيين، ويتكرر ذلك المسلسل الذي صار قبيحًا.

الحرب ليست نزهة، لدينا حروب أخرى نخوضها على مدار الساعة وهي حروب البناء والاستقرار ودعم الأمن والأمان ورعاية مستقبل الأجيال وصيانته،  لدينا حروب ضد تخلف الفكر وضد انحطاط الذوق وتهديد مدنية الدولة، هذه هي الحروب التي تخوضها مصر من أجل بناء الجمهورية الجديدة.

أما وقد صار واضحًا أن هناك من يحاول عرقلة جيوش البناء وهي في طريقها للعمل، فعلينا الحذر كل الحذر والانتباه لموضع أقدامنا.. يقظة الرأي العام في مصر والمنطقة العربية هي طريق النجاة من هذه المحرقة التي يحاول أعداء الحياة دفعنا نحوها.

لا مكان للمزايدة ولا مكان للفتاوى الواردة من جنرالات المقاهي، الحالة كما نراها الآن واضحة وضوح الشمس، بلادنا في خطر ودوامة اللهب تحاول بكل مكر جر أقدامنا إليها، لذلك نعيد صرختنا من جديد «أوقفوا إطلاق النار» واذهبوا إلى حل نهائي كي يتوقف شلال الدم.

*كاتب صحفى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الضحايا النساء

إقرأ أيضاً:

روسيا ترد على ضغوط الغرب لوقف الحرب: لغة الإنذار غير مقبولة

اعتبر الكرملين الإثنين أن "لغة الإنذارات غير مقبولة" بعدما حضّت كييف وحليفاتها الأوروبية موسكو على قبول وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوما قبل محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا حول تسوية النزاع بينهما.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطته الإعلامية إن "لغة الإنذارات غير مقبولة لموسكو وغير لائقة".

وأضاف بيسكوف: "لا يجوز مخاطبة روسيا بهذه الطريقة".

وحضّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الإثنين روسيا وأوكرانيا إلى الاجتماع "في أسرع وقت ممكن" و"إعلان وقف إطلاق النار" بعد أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لقائه شخصيا في إسطنبول.

وصرّح فيدان للصحافيين "ندعو الطرفين إلى الاجتماع في أسرع وقت ممكن وإعلان وقف إطلاق النار. نأمل أن يتحقق ذلك، وهذا ما نعمل من أجله".

ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الرئيس بوتين إلى أن يبرهن على أنه يتعامل "بجدية" مع السلام، خلال اجتماع عقد الإثنين في لندن حول الحرب في أوكرانيا، بعد توجيه إنذار لموسكو للقبول بوقف إطلاق النار.

وعقد الاجتماع بينما اتهمت أوكرانيا روسيا بإطلاق أكثر من مئة طائرة مسيّرة ليلة الأحد- الإثنين.

وأفاد لامي بأن الوقت "حان لفلاديمير بوتين أن يأخذ السلام في أوروبا بجدية، ووقف إطلاق النار بجدية، والمحادثات بجدية".

وطالبت كييف وحلفاؤها الأوروبيون خلال نهاية الأسبوع بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما اعتبارا من الإثنين، وهو شرط مسبق وفقا لهم لبدء محادثات مباشرة للسلام بين الروس والأوكرانيين في تركيا.

وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الإثنين أن "لإجراء محادثات السلام، يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار" و"يجب أن نمارس ضغطا على روسيا لأنها تراوغ".

من جانبه، أكد الوزير الفرنسي المسؤول عن الشؤون الأوروبية، بنجامين حداد، أن "الهدنة غير المشروطة" كانت شرطا لإجراء المفاوضات.

وتحدث وزير الخارجية البريطاني الأحد مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الذي أكد له أن "أولوية واشنطن هي وقف القتال والحصول على وقف فوري لإطلاق النار"، وذلك بحسب المتحدثة باسمه، تامي بروس.

والأحد، حثّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوكرانيا وروسيا على الاجتماع "فورا"، دون انتظار وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • كيف يترقب أهالي غزة التحركات الأخيرة حول مفاوضات وقف إطلاق النار؟
  • قيادي في حماس: الحركة تجري محادثات مباشرة مع واشنطن لوقف الحرب في غزة
  • ترامب: نأمل إطلاق سراح أسرى آخرين من غزة.. زيارتي للمنطقة تاريخية
  • روسيا ترد على ضغوط الغرب لوقف الحرب: لغة الإنذار غير مقبولة
  • حرب إطلاق الحمير
  • تعرف على اول طلب تقدم به بابا الفاتيكان لكل دول العالم
  • وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.. نار الحرب تُطفأ بدلو من واشنطن!
  • ما العوامل العسكرية التي مهدت لوقف إطلاق النار بين باكستان والهند؟
  • إعلان مفاجئ من ترامب: الهند وباكستان اتفقتا على وقف الحرب
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم