سواليف:
2025-10-15@20:45:07 GMT

تضارب الثقافات

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

تضارب الثقافات

#تضارب_الثقافات
م. #أنس_معابرة

يروي الدكتور جلال أمين في كتاب العولمة قصة حدثت في السودان، حيث قدِمتْ معلمة لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، نظراً للضعف العام التي تعاني منه الشعوب العربية تجاه لغة الإحتلال.

أرادتْ المعلمة أن تحفّز الطلبة على حضور ومتابعة حصص اللغة الإنجليزية، فقامت بتوزيع دمى عليهم على شكل دب صغير، أو كما يدعي الدب “تيدي”، وطلبت منهم تسمية هذه الدمى بالأسماء التي يرغبونها.

قام أحد الأطفال بتسمية دميته ب “محمد”، نظراً لشيوع الأسم ومحبة الناس له، فما كان من الأطفال جميعاً إلا أن حذوا حذو هذا الطفل، وبالتالي تم إطلاق اسم “محمد” على جميع الدمى، ولم تجد المعلمة حرجاً في ذلك، إذ أرادت أن تُسعد الأطفال فقط، ولم تدرِ ما يحمله هذا الأسم من أهمية ومكانة مرموقة لدى المسلمين.

مقالات ذات صلة على الهواء مباشرة 2023/10/23

عندما عاد التلاميذ إلى منازلهم، أخبروا ذويهم بقصة الدمى، وما أن علم أولياء الأمور بإطلاق أسم محمد على الدمى حتى ثارت ثورتهم بسبب إطلاق أسم نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام على دمية على شكل حيوان الدب.

تقدّم أولياء الأمور بشكوى رسمية ضد المعلمة، فأُلقي القبض عليها وأودعت في السجن تمهيداً لمحاكمتها على الجريمة النكراء التي ارتكبتها.

حسب وجهة نظري لم يرتكب أيٌّ من الأطراف في هذه المعضلة خطأً، بل قام الجميع بالصواب؛ إذ لم تخطئ المعلمة حين أرادت تشجيع الأطفال على الدراسة؛ بل هي مشكورة على ذلك، ولم يخطئ الأطفال حين تبِعوا فطرتهم في حب أسم نبيهم الكريم، وأطلقوه على الدمى، ولم يخطئ أولياء الأمور حين غضبوا من إطلاق أسم نبي الإسلام على دمية الدب.

يمكن تعريف ما حصل في القصة السابقة بأنه “تضارب الثقافات”، أو صراع بينها، ينشأ نتيجة الإختلافات في الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والتي تكون عادة مستمدة من تاريخ طويل.

نعم لقد جعلت العولمة من العالم الكبير قرية صغيرة؛ ولكن في مجالات محددة فقط، عولمة لأفكار وعادات وسلع تخص الدول الكبرى المهيمنة فقط، عولمة باتجاه واحد، يريدون ان يصدروا فقط، ولا يريدون أن يتأثروا بما لدينا من دين وأخلاق، يريدون أن نرتدي الجينز ونأكل المكدونالد ونشرب البيبسي، ويرفضون لباسنا التقليدي، وديننا الحنيف، وعاداتنا الأصيلة.

وعلى الرغم من اتفاق الثقافات الإنسانية في كثير من المبادئ والأفكار والأفعال؛ إلا أن هنالك إختلافات عديدة أيضاً، قد يكون الإختلاف بين الثقافات بسيطاً ولا يكاد يُلاحظ، ولكنه قد يكون عميقاً في أحيان أخرى، فالنظر في عين مُحدثك هو نوع من أنواع التقدير والإنتباه حسب ثقافتنا، ولكنه نوع من أنواع الوقاحة واقتحام الخصوصية لدي اليابانيين خصوصاً، والشرق أسيويين عموماً.

كما أن وضع رجل فوق الأخرى خلال الجلوس بين الناس هو نوع من أنواع التكبر عليهم حسب ثقافتنا، وهو فعل مذموم، خاصة لدى كبار السن، ولكن إن فعله أمريكي أمامك؛ فهذا يعني أنه قد وثق بك، وارتاح إليك، لدرجة أن بإمكانه التبسط في الأقوال والأفعال أمامك، أي أنك أصبحت من المقريين لديه.

يمكن أن نتلافى المشكلات التي تأتي من تضارب الثقافات عبر الإطلاع والمعرفة، وضرورة التعرف على تقاليد الشعوب وثقافاتها قبل زيارتها، فلو عرفتْ تلك المعلمة مقدار الإحترام الذي نكنه لأسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ما وافقتْ الأطفال على إطلاقه على دمية الدب.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مصرع 15 شخصاً جراء غرق قارب في غانا

لقي 15 شخصاً معظمهم من الأطفال مصرعهم في غرق قارب في بحيرة بشمال شرق غانا، وفق ما أعلنت السلطات البحرية في البلاد الأحد.

وأفاد بيان صادر عن هيئة الملاحة البحرية الغانية أن "من بين القتلى 11 طفلاً تراوح أعمارهم بين عامين و14 عاماً"، جراء الحادث الذي وقع السبت في بحيرة فولتا بمنطقة أوتي. 
وأضاف البيان أن الأطفال والضحايا الآخرين كانوا متوجهين من أوكوما إلى بوفيم عندما انقلب قاربهم، مشيراً إلى نجاة أربعة أشخاص بالغين وواصفاً الحادث بأنه "انتهاك خطير وغير مقبول لمعايير السلامة". 
وقالت هيئة الملاحة إنه تم نشر فريق متخصص لتحديد سبب غرق القارب، لافتة إلى أن النتائج الأولية تشير إلى أنه كان محملاً بأكثر من طاقته. 
وأكدت الهيئة أنها ستشكل لجنة تحقيق رفيعة المستوى مع وزارة النقل وستطلق "عملية مستمرة لفرض إجراءات السلامة على ضفاف البحيرة" لضمان الامتثال لحدود عدد الركاب وقواعد سترات النجاة. 

وتعد كوارث القوارب شائعة في بحيرة فولتا، وغالباً ما تحدث بسبب الحمولة الزائدة والاصطدام بجذوع الأشجار. 

أخبار ذات صلة غرق قارب يودي بحياة 26 شخصاً في نيجيريا وزارة الخارجية تتسلّم نسخة من أوراق اعتماد سفير غانا المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • «جثة مجهولة».. تضارب حول هوية جثمان بين حماس وإسرائيل
  • هل تتعاون آبل مع شركة طورت لابوبو؟
  • إشادة أُمميّة بجهود سلطنة عُمان في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة
  • تضارب الأنباء بشأن إعادة فتح معبر رفح وإيصال المساعدات
  • إيران تعتقل منتجي دمى “مرضية” و”مرتضى” المثيرة للجدل
  • يونيسف: نحن بحاجة لتدفق المساعدات لغزة وإيواء الأطفال في خيام
  • غوغل: قانون أستراليا الجديد لن يجعل الأطفال أكثر أماناً على الإنترنت
  • تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطافه
  • مدير تعليم بورسعيد يتفقد مدرسة الشهيد محمد صبري عبد العال الأساسية
  • مصرع 15 شخصاً جراء غرق قارب في غانا