جريدة الوطن:
2025-05-17@14:55:22 GMT

الاعتداء على غزة ما بين اليأس والانتصار

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الاعتداء على غزة ما بين اليأس والانتصار

خلال الأسابيع الماضية وتحديدًا منذ السَّابع من أكتوبر الجاري، ومع هلال «طوفان الأقصى» استسلمنا جميعًا بإرادتنا وبطواعية تامَّة للقنوات الإخباريَّة ذات البثِّ المباشر والعاجل والعاجل جدًّا والحصري، وتلقَّت حواسُّنا ملايين الكلمات الَّتي تضخُّها ماكينات الكلام في رؤوسنا كُلَّ يوم وساعة وثانية من محلِّلين وخبراء ومسؤولين، في محاولة لتهدئة الشغف في معرفة جديد الأحداث، ونتيجة لكثرة المشاهد المحزنة لشهداء الحياة، أصبح الموت خبرًا، فنسمع خبر استشهاد الأبرياء تحت المباني السكنيَّة والمستشفيات معظمهم أطفال صغار مَدنيون لا يعرفون معنى الموت أو الحياة فالتفَّت أجسامهم بأكفان البراءة، واستبدل الصَّمت أفواههم بدلًا من الضحكات أو الفرح لقطعة حلوى أو دمية تغنِّي للسَّلام، لِينتهيَ عِندها معنى الحياة فنقف في حيرة عِند ماذا حدث؟ فتعُودُ الإجابة عِند بعض الانتصارات، إلَّا أنَّ مشاهد الدمار وضحايا الإجرام تَعُودُ وتضعنا تحت طائلة اليأس والحزن، خصوصًا وهي ملفوفة بالانحراف الغربي وانحيازه للإجرام، ويعمينا بتضليله المستمرِّ لقنوات «أهل الفرنجة» مع عدم الاستطاعة في التفكير تحت هذه المطاردة المستمرَّة من تلك الأكاذيب، نستسلم للإحباط.


في لحظة نور من الفَهْمِ المتعمق بعد العبور على كُلِّ ما يحدُث بالتدقيق والسؤال عن حقيقة ما حدَث وما يحدُث، فاجأني أحَد الأصدقاء برسالة أعدُّها جوابًا شافيًا لجوهر السؤال عن الاستفهامات الستة ماذا ـ من ـ متى ـ أين ـ لماذا ـ كيف، فكانت رسالته المباشرة، أنَّه ينبغي ألَّا نقعَ في الإحباط والاكتئاب لأسباب كثيرة أمام أعْيُننا ويخفيها عنَّا الكاذبون، فقط أرجو أن نتذكَّرَ أنَّ العدوَّ الصهيوني فقَدَ أكثر من 1500 قتيل ولدَيْه 5000 جريح والعدد في تزايد بشكلٍ يومي، كما وقَعَ في الأسر من العدوِّ 200 أسير بَيْنَهم ما لا يقلُّ عن (50) ضابطًا و(50) جنديًّا، والباقي كُلُّهم احتياط، وعلى المستوى الاقتصادي خسرت عملة العدوِّ (الشيكل) بفقدانها أكثر من (30%) من قِيمتها، وتدهورت لدَيْه السِّياحة لسنين قادمة، مدينتا عسقلان وسيدروت تمَّ إخلاؤهما وعدد سكَّانهما لا يقلُّ عن (68) ألف مستعمِر، ولا أظنَّ أن أحدًا سيعُودُ إليها في القريب المنظور، هذا بخلاف الرعب من تساقط القذائف على تل أبيب العُمق الاستراتيجي لدَيْه، ونتج عن هذه الهزيمة النَّفْسيَّة الَّتي تعرضت لها «إسرائيل» وخصوصًا جيشها الَّذي لَمْ يحارب أيَّ حرب حقيقيَّة منذ حرب 1973، كما أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة عادت إلى صدارة قضايا العالَم، وصاحبها عودة الروح إلى الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة وأحرار العالَم، ظهور وجْهِ «إسرائيل» البَشِع لكُلِّ العالَم برغم التضليل الإعلامي الممنهج، استخدام روسيا الفيتو لتعطيل مشروع قرار أميركي يدين حماس، ضدَّ كُلِّ فيتو أميركي لعدم إدانة «إسرائيل»، وقفَ قطار التطبيع، وفُضح المتصهينون بمواقفهم المخذِّلة، بخلاف الأخبار المتداولة عن تمرُّد في بعض أسلحة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومِنْها خبر سلاح الجوِّ الَّذي يقول إنَّ (4) ضبَّاط برتبة عميد انسحبوا من القواعد العسكريَّة ومعهم 200 طيار ومساعد، ويؤكِّد هذا الكلام ما أشيع عن هروب مجموعة كبيرة من الجنود الصهاينة من أرض المعركة خوفًا من الحرب البرِّيَّة الَّتي لَمْ تبدأ حتَّى كتابة هذه السطور.
إنَّ مِثل هذه الأخبار تضعُ فينا الأمل في أنَّ النصر مستمرٌّ وقادم إن شاء الله، وأنَّ ضحايا جرائم الحرب الَّتي يرتكبها العدوُّ الصهيوني ستكُونُ هي مفتاح الانتصار ونهاية لعدوٍّ بدأت مع هلال «طوفان الأقصى».

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

من أرصفة الحكمة الى ظلال الحياة

بقلم : د. مظهر محمد صالح ..

لم تفلت مني زمام الحكمة وانا اعاود المحاولة كي اتنفس اركان المعرفة التي اصطفت على بلاطات ارصفة الزقاق الرابط بين شارع مادسون ومكتبة مدينة نيويورك العامة. فجنبات الزقاق التي اضاءها الصباح تجعلك لاتبالي باناس ذلك الدرب ،فهم مجانين في مدينة المال ولايرون الا ما في رؤوسهم من حسابات ، فاستعبرت طويلاً قبل ان تلوح في عيني لمعة خاطفة تجاهلت فيها المارة والواقفين حتى وقعت عيني على قطع برونزية شديدة اللمعان ثبتت على بلاطات الرصيف وامتدت بقطع متجاورات تذكي ضياءً من جد وتوثب. وقع نظري على واحدة من تلك القطع البرونزية ولكن بلا تحدي ولا ابتسامة الظفر فوجدتها تخاطبني ،وهي تتمتع بزينتها من دون قلق ولا اعتذار ، وهي تقول : أقرأ ايها القادم من شرق المتوسط ،قبل ان ينقلب الجو عليك متخشعاً تحت سمرة المغيب. فليس ثمة اهمال او عدم مبالاة في هذه البلاد فنحن مشغولون في اعداد المستقبل دون نكران الماضي لنخوض غمارمعركة الحياة .
شعرت حالاً ان سبل الحياة في هذه الامة تقتضي الكفاح وان الكثير يشقى بعنادها وكيدها، وان الحياة بدون تلمس ابرة بوصلتها هي العدو الوحيد الذي لاتدري الامة كيف تأخذ بتلابيبه. لامست ارجلي فجأة قطعة برونزية فريدة على ذلك الرصيف وكانت تحاكي بحق وجه من اوجه شقاء الحياة ومفارقاتها ويقول نصها: الطبيعة والفن يبدوان مختلفين. فلايمكن للاشياء ان تكون نفسها، وعلى الرغم من ذلك ،فان الفن الذي يجسد فهمنا يؤكد دوماً ان الطبيعة هي واحدة ولا تختلف!. قلت في سري من هو قائل ذلك النص الذي ثُبت على تلك القطعة البرونزية اللامعة ؟ عاودت نظري ثانية محدقاً عيني لاجد ان قائلها هو الرسام التشكيلي بابلو بيكاسو. استدركت من فوري لاُعيد انتاج شيئاً رقد في مستودعات ذاكرتي لاسيما تلك الحادثة التي عاد يومها بيكاسو الى بيته بصحبة صديق له، فوجد أثاث منزله مبعثراً وان ادراجه محطمة وجميع الدلائل تشير الى ان اللصوص اقتحموا البيت في غياب صاحبه وسرقوه. وعندما عرف بيكاسو ماهي المسروقات ظهر عليه الضيق والغضب الشديد. هنا سأله صاحبه: هل سرقوا اشياءً مهمة؟أجاب بيكاسو:كلا لم يسرقوا سوى اغطية الفراش.فقال صديقه وهو يسأل بدهشة:إذن لماذا انت غاضب؟اجاب بيكاسو وهو يحس بان كبريائه قد جرح : يغضبني ان هؤلاء الاغبياء لم يسرقوا شيئاً من لوحاتي..!. هنا اخذت ارجلي تغادر نهايات الرصيف متذكراً حكمت بيكاسو بان الفن هو الذي يجسد الطبيعة الواحدة نفسها وان السراق هم تصرفوا خلاف الطبيعة. واخيرا انتهيت بآخر لوحة برونزية اصطفت في رصيف ذلك الزقاق وكانت للشاعرة الاميركية اميلي ديكنسون ، وهي تقول: تموت الكلمات عندما تقال في يوم ما، ولكنني اقول ان الكلمات بدأت لتعيش منذ يومها الاول! .ختاما،وقفت امام مكتبة نيويورك العامة وقد اعتلا مقدمتها اعلانا كبيرا يقول ان بين شهري ايلول وتشرين الاول 2015 سيقدم عدد من الكتاب والمؤلفين نبذة من اصداراتهم الجديدة والدعوة عامة للجميع. استدركت هنا ان ذلك الجمع (من الكتاب والمؤلفين والروائيين ) لم تُغيبهم ارصفة الحكمة طالما ستصطف رموز اعمالهم على ارصفة طريق مكتبة نيويورك العامة . فالطبيعة هي واحدة مهما اختلفت الاشياء.

د.مظهر محمد صالح

مقالات مشابهة

  • تفاصيل الاعتداء على 3 أطفال بعزبة الهجانة
  • رشا عبد العال: تطبيق الفاتورة الإلكترونية ساهم في تقليص التهرب الضريبي
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين الاعتداء الصهيوني على موانئ اليمن
  • الضرائب: النهج الجديد في التعامل مع الممولين قلل النزاعات القضائية
  • الضرائب: نتبع فلسفة ترتكز على الشراكة مع الممول حققت رضا المواطنين
  • الضرائب: نتبع رؤية إصلاحية هدفها تجاوز المشكلات وبناء مستقبل ضريبى عادل وشفاف
  • الضرائب: القضاء على التحديات من خلال تعديلات تشريعية وقرارات إدارية
  • مديرية الرضمة في إب تشهد مسيرا لخريجي دورات التعبئة العامة
  • قصة: على هامش الحياة
  • من أرصفة الحكمة الى ظلال الحياة