شاهد: علماء آثار وجنود إسرائيليون يبحثون عن رفات قتلى هجوم حماس وسط الرماد
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
حتى الشهر الماضي، كان موشيه عجمي يعمل على بقايا بشرية يعود تاريخها إلى قرون أو آلاف السنين، لكن عالم الآثار الإسرائيلي بات يتولى مهمة صعبة هي إيجاد وفحص رفات أشخاص قتلوا في هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
يقول عجمي، عالم الآثار ونائب مدير هيئة الآثار الإسرائيلية، "يعمل عالم الآثار عادة في الخلاء، في الهواء الطلق، نقوم بالتنقيب عن الآثار ويبتسم الجميع".
ولكن في هذه المهمة التي تختلف تماما عن أي شيء خبره طوال حياته المهنية الممتدة ثلاثة عقود، يجوب مع فريقه المنازل المحترقة في الكيبوتسات، ولا سيما في نير عوز القريب جدا من الحدود مع قطاع غزة، حيث قضى نحو ثلاثين شخصا واحتجز نحو 70 آخرين رهائن.
قُتل حوالى 1200 شخص، يقول مسؤولون إن معظمهم من المدنيين، في الهجوم الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية، وهو الأكثر دموية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وخفضت السلطات الإسرائيلية حصيلة الضحايا إلى 1200 قتيل الجمعة بعدما تحدثت في البداية عن 1400، وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن ذلك جاء بعدما تبيّن أن العديد من الجثث تعود الى مقاتلين من حماس.
بعد الهجوم، سرعان ما بدأت الشرطة ومنظمة "زاكا" المتخصصة في جمع الرفات البشري، عملية تحديد الهوية المعقدة للغاية، وقامتا بتمشيط الكيبوتسات المدمرة في جنوب البلاد.
فيديو: في مشاهد تدمى لها القلوب.. أهل غزة يقيمون صلاة الجنازة على ضحايا القصف الإسرائيليوزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير يدعو إلى احتلال غزة وتسليح المستوطنينبعد مرور أكثر من شهر على 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال حوالى 21 شخصا في عداد المفقودين: إذ لم يتم التأكد من وفاتهم ولا من وجودهم بين حوالى 240 رهينة لدى حماس في غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
رماديقول موشيه عجمي "اعتقد أحد الأشخاص في الجيش أن من المفيد دعوة سلطة الآثار الإسرائيلية التي تتمثل خبرتها في العثور على الرفات البشري والهياكل العظمية، بما فيها تلك المحترقة".
ويقوم خبير الآثار حاليا مع فريقه بفحص الأرض والرماد في الكيبوتسات، وقد عثروا على رفات حوالى ستين شخصا تم التعرف على عشرة منهم ودفنهم.
ويضيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر سلطة الآثار الإسرائيلية، "إنها مهمة مختلفة، محاولة العثور على الهياكل العظمية للأشخاص المفقودين في هذا الجحيم، خصوصا مع الانفجارات والتفجيرات من حولنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
ويشدد "لكننا لم نتوقف للحظة".
"شرف عظيم"تشبه منهجية العمل إلى حد كبير أسلوب التنقيب الأثري الكلاسيكي.
ويوضح عجمي أن خبرة علماء الآثار عمرها عقود، مما يسمح لهم "بالتعرف على أصغر قطعة من العظام" لتحديد مكان رفات القتلى.
ويقول آري ليفي، الخبير في سلطة الآثار الإسرائيلية والعامل حاليا في كيبوتس نير عوز، "قمنا بتقسيم المنزل إلى عدة أقسام وبدأنا النبش".
قُسّمت الغرف المحترقة، ويتم غربلة الرماد والتراب المأخوذ من المنازل بحثا عن بقايا العظام والأسنان.
الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف "بنى تحتية إرهابية في سوريا" شاهد: مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماسيتم سؤال العائلات إن كان لأقربائهم غرسات معدنية أو أطراف اصطناعية أو مجوهرات يمكن أن تساعد في التعرف على الرفات. وللأسنان أهمية خاصة "لأننا نستطيع استخراج الحمض النووي منها حتى إذا احترق الهيكل العظمي"، كما يوضح آري ليفي.
ويضيف "نعرف من نبحث عنهم، ونعرف وجوههم في كثير من الحالات، والأسماء، والعائلات... لا يمكننا أن ننأى بأنفسنا عاطفيا".
تعتزم سلطة الآثار الإسرائيلية أيضا استخدام طائرات مسيّرة وأدوات لايزر وتقنيات أخرى من مجموعة أدوات علماء الآثار الحديثة لإعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لمشاهد من الهجوم.
ويقول موشيه عجمي "لم أعتقد قط أنني سأضطر إلى القيام بشيء كهذا"، مؤكدا أن هذه المهمة رغم صعوبتها تمثل "شرفا عظيما".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: أزيد من 20 ألفا يشاركون في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في بروكسل بريق القنابل والصواريخ المتساقطة على غزة كما يراه الإسرائيليون في سديروت ماكرون يندد بـ"عودة معاداة السامية الجامحة بصورة لا تطاق" إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس فلسطين غزة إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس فرنسا قصف طوفان الأقصى الشرق الأوسط الضفة الغربية باريس قطاع غزة غزة إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس فرنسا یعرض الآن Next قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شريف عامر: الحرب الإيرانية الإسرائيلية مؤجلة منذ 30 عامًا.. كانت احتمال وهاجس
أكد الإعلامي شريف عامر، مقدم برنامج "يحدث في مصر"، أنه لم يكن يتصور أن يبدأ الحديث بعد عطلة العيد عن تطورات شديدة الخطورة في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجميع تابع ما بدأ يوم 13 يونيو 2025 من مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، وهي الحرب التي ظل الطرفان مترددين في خوضها طوال الثلاثين عامًا الماضية، أي منذ عام 1995.
وأضاف شريف عامر، خلال تقديم برنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن العالم كان يتعامل مع فكرة الحرب كاحتمال أو هاجس، إلا أن يوم 13 يونيو مثّل تحولًا فعليًا في هذا التصور، حيث تغيّر الوضع بشكل كامل، وأصبحت الأحداث على الأرض تمضي بعيدًا عن التمنيات أو الأحلام، بل وفقًا لتحليلات واقعية للوقائع والمواقف.
وشدد شريف عامر، على أن التطورات الحالية صعبة ومعقدة، وأن نتائجها ستكون ممتدة على مدى الأيام والشهور والسنوات القادمة، لافتًا إلى أن ما يحدث اليوم سيؤثر بشكل مباشر في شكل المنطقة، موضحًا أن هذه الحرب كانت مؤجلة بين طرفين يفصل بينهما آلاف الكيلومترات، ومع ذلك فإنها انطلقت الآن، مشيرًا إلى أن لا توجد حرب بلا هدف سياسي، وكل حرب لها نهاية، سواء بمنتصر كامل أو جزئي، أو مهزوم كذلك".
وتابع : "منذ خمس ساعات فقط كان الوضع مختلفًا، وحتى منذ ساعة واحدة كان المشهد الميداني في الحرب مختلفًا عما هو عليه الآن"، موضحًا أن هناك تلويحًا حاليًا بإمكانية تدخل أمريكي في الصراع، بعد الإعلان عن خلية أمن من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وأشار شريف عامر، إلى أنه خلال خمسة أيام فقط تغيّرت الأفكار والترتيبات بصورة كبيرة، لدرجة أن المشهد الذي اعتبره البعض مسرحيًا في بدايته، تطور سريعًا خلال 24 ساعة إلى مواجهة فعلية بين الطرفين، مضيفًا "القتال يجري الآن عن بُعد، لكنه قد يتصاعد إذا ما قررت الولايات المتحدة الأمريكية الدخول كطرف مباشر في الحرب، وهو ما لوّح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".