وربما فقدان زيلينسكي دعم الجنرالات له فهذا يعني المزيد من الضغوط عليه
لأن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو/ حزيران الماضي فشل، ولأن الدول الغربية فقدت حماستها وقدرتها على مواصلة دعم كييف، ولأن خسائر الجيش الأوكراني تتعاظم من دون إمكانية لحشد المزيد من القوات في المعركة، ولأن الجنرلات بدأوا ينتقدون خيارات الرئيس فلوديمير زيلينسكي، ويتحدثون علناً عن «طريق مسدود» وعدم قدرة على تحقيق أي انتصار، كما قال قائد الجيش فاليري زالوجني، فإن الرئيس الأوكراني يجد نفسه في موقف صعب بات يشكل له مأزقاً فعلياً، خصوصاً مع توارد معلومات تؤكد أنه يتعرض لضغوط غربية للقبول بمفاوضات تؤدي إلى حل سياسي.يقول ستيفن براون، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي «من الواضح أن الاتجاه الحالي للأحداث سلبي بالنسبة لزيلينسكي وبالنسبة لأوكرانيا أيضاً.. والجنود في الميدان يعرفون ذلك»، ويتساءل «هل سينحرف زيلينسكي أم ننتظر ما لا مفر منه؟».
وفيما تضخ الولايات المتحدة المزيد من الدعم لأوكرانيا، فإنها تستكشف أيضاً الطرق لبدء المفاوضات، لكن المشكلة أن روسيا لديها مطالب أخرى تتجاوز وقف إطلاق النار والمفاوضات، فهي تريد مفاوضات أيضاً مع حلف الأطلسي لوقف توسعه شرقاً باتجاه حدودها الغربية، ووضع حد لجهود انضمام أوكرانيا إلى الحلف.
من الواضح أن الرهان على مواصلة الدعم الغربي، وطلب المزيد من الأسلحة المتطورة خصوصاً طائرات «إف 16» لن يغير من الوضع الميداني كثيراً. وقد أكد الأدميرال البحري الأمريكي المتقاعد والقائد العام السابق لحلف الأطلسي في أوروبا جيمس ستافريديس في حديث لصحيفة بلومبيرغ أن «هجوم الربيع والصيف تحول إلى طريق مسدود.. حتى طائرات إف 16 الإضافية لن تغير من الوضع شيئاً». وتوقع أن تكون نهاية الحرب مشابهة للسيناريو الكوري في الخمسينات من القرن الماضي، إذ لا يمكن لأوكرانيا الاعتماد على النصر الكامل.
والسيناريو الكوري هو القبول بأن شبه جزيرة القرم والجسر البري المؤدي إليها يبقيان تحت السيطرة الروسية.
ويقول راي مكغفرن المحلل السابق في المخابرات الأمريكية إن أوكرانيا تخسر، والوضع الحالي على الجبهة بات أسوأ من الجمود. وأشار إلى أن القوات الروسية تتفوق على الجيش الأوكراني من حيث القوة والعدد، حيث تم تدمير معظم القوات المسلحة الأوكرانية.
وإذا ما أضفنا كل ذلك إلى إرهاصات التململ داخل القيادة العسكرية الأوكرانية، وربما فقدان زيلينسكي دعم الجنرالات له، فهذا يعني المزيد من الضغوط عليه، لإعادة النظر في كل سياساته واتخاذ قرارات صعبة بقبول ما كان يرفضه، والتخلي عن شروطه مستحيلة التحقيق، خصوصاً تلك المتعلقة باستعادة كل الأراضي الأوكرانية، وعدم إجراء مفاوضات أثناء رئاسة فلاديمير بوتين.
الحرب الأوكرانية أمام مفترق طرق، لكن طريق المفاوضات يتقدم على ما عداه ما دامت الطرق الأخرى باتت وعرة ومن الصعب سلوكها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة زيلينسكي المزید من
إقرأ أيضاً:
البرلمان الأوكراني يصادق على اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة
صادق البرلمان الأوكراني اليوم الخميس على الاتفاق التاريخي مع الولايات المتحدة بشأن استغلال الموارد الطبيعية في البلد فيما عُرف بـ"اتفاق المعادن"، والذي أبرم بعد أسابيع من المفاوضات الشائكة، وقد يمهد بحسب كييف لمساعدات أمريكية جديدة.
وقالت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدنكو في منشور على منصة إكس، إن "البرلمان الأوكراني صادق على اتفاق الشراكة الاقتصادية التاريخي بين أوكرانيا والولايات المتحدة".
أخبار متعلقة الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديدًا للفاتيكانانفجارات تهز مطار مدينة جامو في كشمير الهنديةضمانات أمنية لكييفوالاتفاق محوره استغلال المعادن (الخام والنفط والغاز) في أوكرانيا التي تواجه منذ أكثر من 3 سنوات غزوًا روسيًا لأراضيها.
قال #ترامب للصحفيين في #البيت_الأبيض: "لدينا #اتفاق_المعادن، وأعتقد أنه سيوقع الخميس المقبل، أفترض أنهم سيلتزمون بالاتفاق، لذلك سنرى، لكن لدينا اتفاق بشأن ذلك".#اليوم https://t.co/FxT2n3B8hd— صحيفة اليوم (@alyaum) April 17, 2025
لكنه لا يتضمن ضمانات أمنية لكييف كما كان يشترط الجانب الأوكراني.
مساعدات عسكرية أمريكيةوفي وقت سابق اليوم الخميس، أعربت سفيريدنكو عن أملها في أن يسمح الاتفاق لأوكرانيا بالحصول على مساعدة عسكرية جديدة من إدارة دونالد ترامب التي تعمل على وضع حد للحرب.
وأبرم هذا الاتفاق الثنائي في أواخر أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين كييف وواشنطن بلغ أقصاه في المشادة الكلامية التي حدثت بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني في المكتب البيضاوي في أواخر فبراير.