احتفت وسائل الإعلام العالمية بالنجاحات التي حققها الكونغرس العالمي للإعلام الذي اختتم فعالياته يوم أمس، مؤكدة أنه صاغ رؤى مهمة حول مستقبل الإعلام، ونظرة مستقبلية من أجل تطوره، واستعرض التقنيات والحلول المبتكرة التي تسهم في تعزيز دوره وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز فرص وصول المواد الإعلامية على اختلافها إلى الجمهور.

فمن جانبها قالت وكالة أنباء دي دي نيوز الهندية، إن الكونغرس العالمي للإعلام، الذي اختتمت أعماله أمس، يمثل حدثاً رائدا حيث جمع الإعلاميين من جميع أنحاء العالم، في العاصمة أبوظبي، موضحة في تقرير لها أن انعقاد المؤتمر جاء تحت شعار “الاستدامة والابتكار”، وضم مجموعة متنوعة من المتحدثين، بما في ذلك نخبة من خبراء الإعلام، وقادة الصناعة، والمسؤولين الحكوميين.

وأشار التقرير إلى أن حلقات النقاش وورش العمل والكلمات الرئيسية تناولت مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي والتحول الرقمي ودور وسائل الإعلام في تشكيل الخطاب العام.

وأضاف أن الكونغرس العالمي عرض عددًا من تقنيات وحلول الوسائط المبتكرة، مما يوضح إمكانات التكنولوجيا لتعزيز رواية القصص وإشراك الجمهور.

وأكد التقرير أن الكونغرس أسفر عن رؤى مهمة، لافتا إلى ضرورة مواكبة المؤسسات الإعلامية للتحول الرقمي والتوافق مع أنماط استهلاك الجمهور المتطورة، وأهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات للارتقاء بمستوى إنتاج المحتوى وتوزيعه، مشيرا إلى الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي كمنصة أساسية لنشر الأخبار والمعلومات.

وذكر التقرير أن الكونغرس بحث المشهد المعقد الذي شكلته التحديات والفرص التي يفرضها انتشار المعلومات المضللة، مما دفع إلى التعاون للوصول للتدابير المضادة الفعالة.

بدورها قالت وكالة أنباء “إيه إن أي” ، إحدى أبرز وكالات الأنباء في جنوب أسيا، إنه خلال الدورة الثانية للكونغرس العالمي للإعلام، وضع المتحدثون والحاضرون خلال جلساته صوراً حقيقية لحلول المشكلات التي يواجهها الإعلام ، ونظرة مستقبلية من أجل تطوره.

وأشارت، في تقرير لها ، إلى أنه مع نجاح الحدث في تحطيم كل الأرقام القياسية من حيث عدد الحضور والمتحدثين ومشاركة كبريات الشركات الإعلامية ، فإن المؤتمر حدد وبصورة واضحة دور الإعلام في مجتمع عالمي دائم التطور.

من جهتها أكدت وكالة أنباء “إي إف إي” الناطقة بالإسبانية، أنه وبعد ثلاثة أيام من التبادل المكثف للخبرات بين مختلف وسائل الإعلام والوكالات من جميع أنحاء العالم، اختتم الكونغرس العالمي للإعلام فعالياته بيوم مخصص للصحافة الرياضية، تم خلاله التأكيد على أهمية نسج العلاقات بين المعنيين في هذا القطاع.

وأشار تقرير الوكالة إلى أنه من التحديات الرئيسية التي تم التركيز عليها ، المخاطر التي ينطوي عليها التحول الرقمي في جميع القطاعات.

وأضاف التقرير أنه تحت شعار “تشكيل مستقبل صناعة الإعلام”، استضاف الكونغرس فعاليات تتعلق بعالم الشركات الناشئة لأول مرة لإعطاء هذه الشركات الفرصة لتقديم أفكار للقطاع وتوفير الأدوات اللازمة لتوسيع نطاق النشر.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«قمة بريدج» تشهد تحالفات عالمية لحماية نزاهة المعلومات

أبوظبي (الاتحاد)

استضافت «قمة بريدج 2025» في أبوظبي، جلسة دبلوماسية مغلقة رفيعة المستوى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، جمعت نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء الدوليين، لمناقشة مستقبل نزاهة المعلومات في عالم يعاد تشكيله على إيقاع الذكاء الاصطناعي، وتسارع التكنولوجيا الرقمية.
وجاءت الجلسة، التي امتدت لساعة كاملة تحت عنوان «تحالفات من أجل الشرعية والنزاهة في السرديات العالمية»، في توقيت يشهد فيه النظام المعلوماتي العالمي تحولات متسارعة، تصاعدت خلالها تحديات فقدان الثقة بالمؤسسات، وتنامي أنماط جديدة من التأثير والتلاعب عبر المحتوى المفبرك والمجتمعات الرقمية المغلقة.

أخبار ذات صلة «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تُعلن تقديم موعد خُطبة وصلاة الجمعة «أبوظبي للإعلام» تُشارك في قمة «بريدج 2025» بمبادرات تفاعلية

واستهدفت الجلسة تعميق الحوار بين الجهات الدولية المعنية بتطوير الإعلام، ومحو الأمية الرقمية، وتدفقات المعلومات، دون السعي إلى تقديم حلول جاهزة، بل عبر استكشاف مساحات التوافق، ورسم ملامح إطار تعاوني محتمل يعزز الثقة ويقوي مناعة المجتمعات والديمقراطيات في مواجهة اضطرابات المشهد الإعلامي العالمي.
وشارك في الجلسة نخبة من القيادات وصناع السياسات والخبراء، يمثلون مؤسسات حكومية ومنظمات دولية كبرى وكيانات إعلامية وشركات تكنولوجية عالمية. وأدار الجلسة كل من: أديلين هولين، رئيسة وحدة محو الأمية الإعلامية في «اليونسكو»، وكريستوفر إيشام، رئيس قطاع الاستخبارات الأميركية في مجموعة CT.

الحقيقة ساحة صراع 
وأكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس تحالف «بريدج»، أن نزاهة المعلومات باتت التحدي الأكبر الذي يواجه قطاعي الإعلام والترفيه، مشيراً إلى أننا نعيش في زمن تتطور فيه التقنيات بخطى واسعة، وتتشكل فيه السرديات بسرعة غير مسبوقة تفوق قدرة المجتمعات على التقاط أنفاسها، فيما أصبحت الحقيقة نفسها ساحة صراع بين المصالح المتضاربة.
وتقدم معاليه بالشكر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، على مشاركتها الفاعلة في القمة، مؤكداً أنها ضمير العالم وصوت الأخلاق، الذي يحمل على عاتقه منذ عقود مسؤولية حماية الفكر، وصون التنوع الثقافي، وبناء جسور التفاهم بين الأمم، مشيراً إلى أن مشاركتها في القمة تمثل شهادة على أن نزاهة المعلومات لا تزال معياراً لا يقبل المساومة.
وقال معالي رئيس تحالف «بريدج»: قمة بريدج وجدت لتكون منصة تعيد وصل ما انقطع بين الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا والخبراء وصناع المحتوى. ورؤية القمة في قطاع الإعلام والترفيه قائمة على مبدأ بسيط وعميق: لا قيمة لتقنية لا تخدم الإنسان، ولا معنى لابتكار لا يستند إلى أخلاق.
وتابع معاليه: تتقاطع رؤية دولة الإمارات مع رسالة «اليونسكو»، إذ نؤمن بأنه لا بد من إخضاع الخوارزميات لمنظومة قيمنا المشتركة وأنسنة التكنولوجيا الحديثة، وأن تُصبغ بقيم العدالة والاحترام والشفافية كي تصبح رافعة للمعرفة لا أداة لتشويهها.
واختتم معاليه تصريحه، بالتأكيد على أن الجلسة أتاحت مساحة تفاهم مشتركة، تساعد على بناء مناعة معرفية تحمي مجتمعاتنا من المعلومات المضللة وتمهد لتعاون دولي يحمي الحقيقة، ويعيد بناء الثقة، ويفتح الطريق نحو عالم تدار فيه السرديات بروح مسؤولة تعلي الإنسان قبل كل شيء.

عصر التحولات الرقمية
وشهدت الجلسة مداخلات لعدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم فخامة ماكي سال، الرئيس الأسبق لجمهورية السنغال، الذي قدم رؤية حول استقرار الحوكمة من منظور دول الجنوب العالمي، ومعالي نورة الكعبي وزيرة دولة، التي تحدثت عن دور الدبلوماسية الثقافية في بناء الثقة العابرة للحدود، وعبدالله الحميد، من المكتب الوطني للإعلام في دولة الإمارات، حول حوكمة الإعلام في عصر التحولات الرقمية، إلى جانب السير أوليفر داودن، نائب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي تناول علاقة السياسات العامة بمناعة النظم الديمقراطية.
كما شارك في النقاش، بيتر كيرستنز، من المفوضية الأوروبية، متناولاً قضايا المعايير الرقمية والوضوح التنظيمي، وكارو كريل، من «مؤسسة طومسون» حول صمود الإعلام المستقل، ونيخيل كولار، من شركة «مايكروسوفت»، حول أنظمة المحتوى وضوابط الذكاء الاصطناعي، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين.

التأثير الرقمي بالخطاب العام   
وتناولت النقاشات قضايا تتصل بكيفية إدارة الخطاب العام في زمن التدفق اللحظي للمعلومات، وتأثير الحملات الرقمية واسعة النطاق في تشكيل الرأي العام والأسواق، إضافة إلى سبل التصدي لسرعة انتشار المعلومات المضللة، وتأثير التفاعل المتبادل بين المحتوى الرقمي وتصورات الجمهور. كما ناقش المشاركون، أهمية البعد الإنساني في الخطاب الإعلامي، ودوره في حماية الكرامة الإنسانية وتعزيز التماسك الاجتماعي. وأكدوا أن السرديات الإعلامية لم تعد تكتفي بعكس الواقع، بل أصبحت عنصراً فاعلاً في تشكيله، مما يجعل الحد من دوائر التضليل عاملاً محورياً في ترسيخ الاستقرار المجتمعي.
 وأعرب المشاركون عن أملهم في أن تسهم خلاصات الجلسة في إغناء الحوار المستقبلي مع المنظمات الدولية المعنية بتطوير الإعلام ومحو الأمية الرقمية ونزاهة المعلومات، وأن تشكل إضافة نوعية للنقاش العالمي الذي تقوده المؤسسات الفاعلة في هذا المجال.
وتأتي هذه الجلسة ضمن برنامج «قمة بريدج 2025»، الذي يضم أكثر من 300 جلسة، وتُقام الدورة الأولى من القمة خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025 في مركز «أدنيك» أبوظبي، بحضور أكثر من 430 متحدثاً، ضمن منصة عالمية تجمع قادة الإعلام والتكنولوجيا والثقافة والاقتصاد الإبداعي، لبحث التحديات المشتركة واستشراف آفاق التعاون العملي.

مقالات مشابهة

  • المغلوث يبحث آفاق التعاون مع نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام
  • «قمة بريدج» تشهد تحالفات عالمية لحماية نزاهة المعلومات
  • الإمارات تفوز باستضافة الكونغرس العالمي للمهندسين 2027
  • حضور دولي واسع.. انطلاق «أيام طرابلس الإعلامية 2025»
  • وأج: وسائل إعلام وطنية تندد بحملة فرنسية ضد الجزائر
  • انطلاق قمة بريدج 2025… منصة عالمية للإبداع من قلب أبوظبي
  • الإمارات.. نموذج للحوكمة الإعلامية الحديثة
  • وزير الاتصالات ورئيس الأعلى للإعلام يبحثان وضع أطر جديدة لتنظيم المحتوى الرقمي
  • “بريدج 2025” تنطلق غداً.. الإمارات تعيد رسم مستقبل الإعلام العالمي
  • متظاهرون حاشدة ضد ترامب .. ورفض واسع للحرب على فنزويلا