استنادا إلى أزمات دبلوماسية سابقة مع إسرائيل، تعلمت تركيا كيف تعاملها، ولذلك تحاول ممارسة ضغوط عليها عبر توجيه انتقادات حادة والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية ضد الفظائع الإسرائيلية في قطاع غزة، وفقا لرجب صويلو في مقال بموقع  "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).

ولليوم الـ46، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، حيث يعيش نحو 2.

3 مليون فلسطيني؛ مما خلّف أكثر من 13 ألفا و300 شهيد، بينهم ما يزيد عن 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وقال صويلو، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه بعد أن شنت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بيانات متوازنة".

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني، شنت "حماس" في ذلك اليوم هجوما ضد مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، كما أسرت نحو 240 ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وأوضح صويلو أن أردوغان أدان الهجوم الفلسطيني والقصف الإسرائيلي على غزة، ودعا إلى وقف التصعيد، والحوار، معربا عن استعداد أنقرة للمساعدة في تسهيل إطلاق سراح الأسرى.

واستدرك: لكن لم يحقق التواصل الدبلوماسي التركي النتائج المرجوة؛ ففي حرب غزة لا تملك أنقرة نفوذا كافيا لإجبار إسرائيل على حضور محادثات.

و"لا يحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يحب أردوغان، وهو شعور متبادل. كما قال مسؤولون إسرائيليون إنهم غير مستعدين للتفاوض حتى تفرج حماس عن الأسرى، وركزت إسرائيل على الانتقام بدلا من السعي إلى الحوار"، بحسب صويلو.

واستطرد: "كذلك بذل الأردنيون والمصريون والقطريون جهودا للتوسط في صفقة، لكن يبدو أن كلا من إسرائيل وحماس اختارتا قطر للمشاركة في الجزء الأكبر من المحادثات؛ بفضل العلاقات الطويلة الأمد وقدرة الدوحة على التوسط في صفقات سابقة".

كما "لم تتعاون واشنطن مع تركيا بشأن الأزمة الأخيرة، حيث اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم نتنياهو دون قيد أو شرط، مما أدى إلى مقتل احتمال إجراء محادثات"، كما زاد صويلو.

وأردف: "وبينما ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قضية الأسرى مع نظيره التركي هاكان فيدان، كان نفوذ أنقرة داخل البيت الأبيض محدودا منذ العقد الماضي وسط سلسلة من الخلافات".

اقرأ أيضاً

أردوغان: الإدارة الإسرائيلية في حالة من الجنون والهمجية البربرية

جبهة موحدة

لذلك، بحسب صويلو، "ركزت تركيا على أهداف يمكن تحقيقها، وخلال جولته في المنطقة، نقل فيدان رسالة واحدة إلى الأردن ومصر والسعودية والإمارات، وهي أن: أنقرة مستعدة لدعم الدول العربية في موقفها ضد إسرائيل، وترغب في رؤية جبهة موحدة".

وأضاف أن "أنقرة دعمت مؤتمر السلام المصري (في 21 أكتوبر الماضي)، وتجاهلت الرياض بلينكن بجعله ينتظر لساعات (قبل الاجتماع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان)، فيما استدعى الأردن سفيره لدى إسرائيل للتشاور وحذت أنقرة حذوه".

وتابع صويلو: "وأرادت الرياض استضافة مؤتمر مع الدول الإسلامية حول فلسطين (قمة عربية إسلامية عقدت في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري)، وهو مستوحى من اقتراح تركي، وقد دعمت أنقرة هذا الجهد".

وزاد بأن "الدبلوماسيين الأتراك توصلوا إلى عدة أفكار للإعلان المشترك للقمة العربية الإسلامية، والذي ركز على ضرورة إجراء المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا (في جرائم إسرائيل) والسعي إلى إصدار حكم من محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، إلى جانب آليات جمع الأدلة على جرائم الحرب الإسرائيلية".

اقرأ أيضاً

أردوغان: تركيا سوف تتقدم بشكوى قانونية ضد الإبادة الإسرائيلية في غزة

نظام ضمانة

كذلك اقترح فيدان "نظام ضمانة" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتواجد قوات دولية في غزة لتجنب المزيد من جولات التصعيد، وفقا لصويلو.

وأضاف أن "أردوغان استخدم بشكل فعال وجوده الإعلامي للتنديد بتكتيكات الحرب الإسرائيلية الثقيلة وتقاعس الغرب ومعاييره المزدوجة وسط الأزمة الإنسانية الهائلة وتزايد عدد القتلى في غزة".

ومنذ اندلاع الحرب، قطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

صويلو رأى أن "أنقرة تعلمت، استنادا إلى أزمات دبلوماسية سابقة مع تل أبيب، أن الإجراءات العقابية ضد إسرائيل لا تؤدي إلى نتائج. ولأن نفوذها ضد إسرائيل محدود للغاية، ركزت تركيا على سبل الحفاظ على الحوار، في حين انتقدت إسرائيل علنا بسبب فظائعها في غزة".

ورجح أن "يواصل أردوغان هذه الهجمات اللفظية المكثفة ضد إسرائيل طالما استمر الهجوم على غزة، وستبذل تركيا كل ما في وسعها للمساعدة في تخفيف معاناة غزة عبر المساعدات الإنسانية الطارئة وجلب مصابين للعلاج في البلاد".

اقرأ أيضاً

أردوغان يزور مرضى فلسطينيين نقلتهم تركيا من غزة

 

المصدر | راجيب صويلو/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: انتقاد تنسيق تركيا إسرائيل ضغط حرب غزة ضد إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

معارك بجنوب غزة وارتفاع القتلى العسكريين الإسرائيليين إلى 306

سرايا - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ثمانية من عناصره السبت في قطاع غزة، حيث يخوض حربا ضد حركة حماس الفلسطينية منذ أكثر من ثمانية أشهر، ليرتفع عدد القتى العسكريين الإسرائيليين إلى 306 منذ بدء الهجوم الاسرائيلي البري على القطاع.

يأتي ذلك فيما تتلاشى الآمال بتحقيق هدنة بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوعين، لتباعد المواقف بين الطرفين.

وبينما أفاد سكان عن وقوع قصف وقتال بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين السبت في رفح وضواحيها، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية عسكريين "خلال نشاط عملاني في جنوب قطاع غزة".

وردا على سؤال عن ظروف مقتل الجنود، أكد الجيش أن آليتهم المدرعة المخصصة لنقل القوات انفجرت في منطقة رفح.

عيد كئيب

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما على مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، في السابع من أيار/مايو الماضي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي كون المدينة تضيق بالنازحين الفلسطينيين.

ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي البري على قطاع غزة في 27 تشرين الأول/اكتوبر، قتل 306 جنود اسرائيليين، بينهم الجنود الثمانية الذين قتلوا السبت، في حصيلة هي من بين الأسوأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي في يوم واحد.

فلسطينيا، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة السبت ارتفاع حصيلة الشهداء مع تسجيل 30 قتيلًا خلال 24 ساعة حتى صباح السبت. فيما بلغ العدد الإجمالي للمصابين 85197، ومعظم الضحايا من الأطفال والنساء.

يشهد القطاع المحاصر أزمة إنسانية عميقة وتهدد المجاعة سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والذين شردت الحرب 75% منهم، بحسب الأمم المتحدة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة يعالجون في غزة من سوء التغذية الحاد، "من بينهم 1600 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد".

بينما يستعد المسلمون في أماكن أخرى من العالم للاحتفال بعيد الأضحى الأحد، فإن الفلسطينيين في غزة يأسفون للنقص الحاد في الضروريات الأساسية في القطاع المحاصر.

تتذكر بمرارة أسماء المصري، وهي من بيت حانون ولجأت إلى جباليا القريبة.

"في السنوات السابقة (للعيد) كنا نعمل الكعك، ونحضّر العيديّة والملابس الجديدة للأطفال (...) ونشتري اللحم والسمك وغيرها من المأكولات الزاكية".

اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مما أدى إلى استشهاد 37296 قتيلا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.

"الطريقة الأمثل"

تزايدت المخاوف من اتساع رقعة النزاع في الأيام الأخيرة. فقد أعلن حزب الله اللبناني الداعم لحركة حماس، أنه كثف ضرباته منذ الأربعاء على إسرائيل ردا على اغتيالها أحد قادته.

وقال حزب الله في بيان السبت إنه استهدف "قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة"، ونفّذ "هجوماً بأسراب من المسيرات الانقضاضية" على قاعدة إسرائيلية أخرى" ردّاً على "الاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة جويّا" والذي استهدف القيادي البارز في الحزب طالب عبدالله.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستضع خريطة طريق فرنسية بصيغة "ثلاثية" لاحتواء التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رفض هذه المبادرة الجديدة الجمعة، متهما باريس بأنها تناصب إسرائيل "العداء". وهي تصريحات وصفتها الخارجية الإسرائيلية بأنها "غير مناسبة".

من جانبهم، أعلن المتمردون الحوثيون اليمنيون في الأيام الأخيرة مسؤوليتهم عن سلسلة من الهجمات ضد سفن في البحر الأحمر نصرة لغزة، لتعلن واشنطن بدورها "تدمير" سبعة رادارات ضرورية لشن مثل هذه العمليات.

وخلال جولة جديدة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع للترويج لخطة وقف إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "الطريقة الأمثل" للمساعدة على تهدئة الجبهة الشمالية تكمن في إنهاء الحرب في غزة ووقف إطلاق النار.

استمرت الهدنة الوحيدة التي تم التوصل إليها في هذه الحرب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أسبوعًا وسمحت بإطلاق سراح 105 محتجزين، من بينهم 80 إسرائيليا والباقون مزدوجو الجنسية، مقابل 240 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل.

على هامش قمة مجموعة السبع التي تختتم السبت في إيطاليا، انتقد بايدن حماس التي اتهمها بعرقلة مقترح وقف إطلاق النار. وقال بايدن الخميس "قدمتُ اقتراحا وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والإسرائيليون، والعقبة الرئيسية في هذه المرحلة هي رفض حماس التوقيع، على الرغم من أنهم اقترحوا شيئا مماثلا".

وينص المقترح الذي عرضته حليفة إسرائيل في 31 أيار/مايو، في مرحلة أولى على وقف لإطلاق النار ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح بعض المحتجزين والإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.

نقل الرصيف العائم مجددا

عرض بايدن الخطة على أنها إسرائيلية. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتبرها غير مكتملة، مؤكدا تصميم حكومته على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع المحتجزين.

وأرسلت حماس إلى الدول الوسيطة – قطر ومصر والولايات المتحدة – ردا أوليا يتضمن، بحسب مصدر مقرب من المحادثات، "تعديلات" على الخطة، بما في ذلك "جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية" من غزة. وهي مطالب رفضتها إسرائيل باستمرار.

من ناحية ثانية، أعلنت القيادة الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) الجمعة أنها ستقوم بسحب الرصيف المؤقت الذي يسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البحر مع توقع اضطراب الموج، موضحة أنه سيتم نقله مرة أخرى إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.

أ ف ب


مقالات مشابهة

  • أنقرة تكشف عن عدد السورين العائدين من تركيا إلى بلدهم
  • معارك بجنوب غزة وارتفاع القتلى العسكريين الإسرائيليين إلى 306
  • أردوغان: فيدان بحث مع بوتين موضوع انتخابات الأكراد في شمال سوريا
  • 18 مليار دولار من البنك الدولي لتمويل تركيا
  • تركيا على أبواب بريكس.. هل تقطع أنقرة حبلها الرفيع بين الشرق والغرب؟
  • توقيع 11 اتفاقية بين تركيا وإسبانيا
  • تركيا تكشف عن توقيع صفقة مقاتلات إف-16 مع الولايات المتحدة
  • أردوغان: سنتابع تطبيق قرار مجلس الأمن بشأن غزة
  • تركيا تعلن توقيع صفقة مقاتلات إف-16 مع الولايات المتحدة
  • بعد ردها على مقترح الهدنة.. انتقاد نادر لحماس من داخل غزة