وثيقتان تؤكدان أن المخابرات الإسرائيلية توقعت هجوم «حماس» وحذّرت نتنياهو
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
كُشف النقاب في تل أبيب، أمس الثلاثاء، عن وثيقتين تبيّنان أن قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) كان قد تنبأ بهجوم تشنه حركة «حماس» أو «حزب الله» أو كلاهما خلال هذه السنة، ووجّه تحذيراً بشأن ذلك إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لكن الأخير لم يكترث، كما يبدو، ولم يفعل شيئاً لتغيير سياسته التي تشجع الحركة الفلسطينية أو الحزب اللبناني على التخطيط لهجمات.
وقد جاء هذا الكشف من خلال تسريب وثيقتين كان قد أعدهما العميد عميت ساعر، رئيس «أمان»، وسلّمهما إلى مكتب رئيس الوزراء، نتنياهو، في 19 مارس و 16 يوليو الماضيين، أي قبل بضعة شهور فقط من الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وحذّر ساعر في الوثيقتين من أن الأزمة السياسية والاجتماعية في إسرائيل والتي تفاقمت من جراء مساعي ائتلاف نتنياهو الحكومي لتغيير منظومة الحكم، وإضعاف القضاء، «تشجّع إيران، و(حزب الله)، و(حماس)، على المخاطرة باتخاذ إجراءات أو تحرّكات ضدّها (إسرائيل)، وحتى القيام بذلك في الوقت نفسه».
وكتب ساعر المذكرتين اللتين نشرتهما صحيفة «هآرتس» العبرية، الثلاثاء، بطريقة مهنية وفق متطلبات الوثائق الرسمية التي تصلح أدلة في محكمة، وأرفقها بملحق يتضمن معلومات استخباراتية خام أولية، ليفسر سبب اعتقاده أن هناك خطراً قصير المدى ووشيكاً لتصعيد عسكريّ.
وجاء في الوثيقة الأولى التي كانت تحت عنوان: «الأشياء التي يرونها من هناك – كيف يُنظر إلى إسرائيل في المنظومة؟»، أن «جميع اللاعبين في النظام (إيران وحزب الله وحماس) يشيرون إلى أن إسرائيل تعيش أزمة حادّة وغير مسبوقة، تهدّد تماسكها وتُضعفها».
وأضاف: «أعداؤنا هؤلاء يعدون هذا الضعف مساراً لتطورات عملية ستنتهي بانهيار إسرائيل، والوضع الحاليّ هو فرصة لتسريع وتعميق أزمتها».
وقال إن «هذا التقويم يشير إلى وجود خلل في ميزان الردع، وإمكانية توحيد الساحات، وفُرصة للمساس بالتماسك، والإضرار بالإسرائيليين في الساحة القانونية والدولية».
وكتب ساعَر لنتنياهو أن «هذا التحليل ليس رؤية تحليليّة للواقع، بل هو الأساس لتقييم الوضع من قِبل القيادة، وأفراد المخابرات، وأنظمة الاتصالات، إنه يؤدي بالفعل إلى تغييرات في عملية اتخاذ القرار، والمجازفة من قبل مختلف اللاعبين، الذين يقومون بتحليل الوضع الداخلي في إسرائيل، واستخلاص العواقب (المحتملة) منه».
وتابع ساعر أن «الأزمة الداخلية تخلق قيوداً كبيرة على إسرائيل، تجعلها تحاول تجنّب التصعيد الأمني، وتجعل من الممكن زيادة المخاطر التي تواجهها إسرائيل، وتؤدي أيضاً إلى تآكل الدعم الأميركي والأوروبي، لدرجة التقليل من قدرتها على التعامل مع أزمة أمنيّة واسعة النطاق».
وزاد قائلاً إن «أعداء إسرائيل يتكاتفون ضدها لأنهم يعتقدون أن هناك فرصة لإثارة عاصفة شاملة، وأزمة داخلية، وتصعيد واسع في الساحة الفلسطينية، وتحدٍّ من جبهات أخرى، ما يخلق ضغطاً متعدد الأبعاد ومستمرّاً».
وهنا يكتب ساعر بوضوح عن الهجوم فيقول: «وفق فهمنا، فإن هذه الرؤية تكمن وراء الدافع الكبير لدى (حماس)، لتنفيذ هجمات من الشمال، في الوقت الحاضر، كما أنها تشجع إيران على زيادة وكلائها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، إذ إن جميع اللاعبين يدركون أن هناك فرصة لتحركات للتأثير على الوعي، والتي من شأنها تعميق الانقسام الداخلي».
وأشار إلى أن قادة إيران و«حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» يعتقدون أنه يمكن البدء في التصعيد في ظل ضعف إسرائيل.
وتقول «هآرتس» إن الوزير غالانت، توجّه، بعد أيام قليلة من إرسال الرسالة لنتنياهو، مطالباً «بوقف العملية التشريعية في هذا الوقت؛ لأنها ستؤدّي إلى خطر واضح وفوريّ على أمن الدولة»، لكن نتنياهو رد باتخاذ قرار بعزله من منصبه، ولم يتراجع عن ذلك إلا بعد اندلاع مظاهرات احتجاجية ضد خطوته هذه.
وفي الرسالة الثانية التي بعث بها ساعر إلى نتنياهو، حذّر مجدداً من أن «تفاقُم الأزمة يعمّق تآكل صورة إسرائيل، ويؤدي إلى تفاقم ضعف الردع الإسرائيلي، ويزيد من احتمالات التصعيد».
وجاءت هذه الرسالة تحت عنوان: «تفاقم الأزمة الداخلية – العواقب على الجانب الأحمر (يقصد العدوّ بلغة المخابرات)»، وجاء فيها: «بينما كان اللاعبون الإقليميون متردّدين في البداية، بشأن ما إذا كانت هذه جولة أخرى من الأزمة السياسية المستمرّة، قدّروا مع مرور الوقت وتفاقُم الأحداث، أن هذه أزمة عميقة وضعت إسرائيل في إحدى نقاط ضعفها منذ قيامها. وهذا التقييم يُسمع في العلن، لكنه يُسمع أيضاً… في قلب تقييمات الوضع لدى أعدائنا، في غرف مغلقة ونقاشات مهنية للقوات الأمنية في إيران ولبنان وقطاع غزة».
وقال إنه «بالنسبة لأعدائنا، مع التركيز على النظام الإيراني و(حزب الله)، فإن الأمر لا يتعلق فقط بتقييم الوضع، بل بالتنفيذ الفعليّ لرؤيتهم الأساسيّة للعالم: إسرائيل دخيلة، ومجتمعها ضعيف ومنقسم، ونهايتها هي الزوال. ووضعها الداخلي، على أقل تقدير، سيمنعها من القيام بمبادرات عسكرية كبيرة، مع التركيز على هجوم في إيران، وتحرُّك في لبنان، وحتى خطوة كبيرة ضد (حماس) في القطاع».
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عشرات الغارات الإسرائيلية وأحزمة نارية تستهدف بيت حانون (شاهد)
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، عشرات الغارات الجوية والأحزمة النارية في بيت حانون شمال قطاع غزة، وذلك ضمن حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ نحو 22 شهراً.
وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة نتيجة القصف الجوي الكبير الذي استهدف بيت حانون، ما أحدث حالة من الإرباك والهلع في صفوف الفلسطينيين لا سيما الأطفال والنساء.
من جانبه، ذكر جيش الاحتلال أن عشرات الطائرات المقاتلة شنت موجة غارات مكثفة على بيت حانون، بزعم استهداف مواقع لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في تغريدة عبر منصة "إكس": استهدفنا أكثر من 35 هدفاً في بيت حانون"، مدعيا أن من بين هذه الأهداف بنى تحتية تابعة لحركة حماس في المنطقة، دون التطرق لتفاصيل أخرى.
ولم يُسجل وقوع شهداء أو إصابات في صفوف الفلسطينيين، إذ أن بيت حانون باتت خالية تقريبًا من السكان بعد إجبار جيش الاحتلال لهم على النزوح نحو وسط القطاع.
يأتي ذلك فيما تشهد البلدة غارات مكثفة منذ عدة أيام، مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، محاصرتها من الجهات كافة.
والجمعة، نشر وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صورة جوية تُظهر الدمار الكامل الذي لحق ببيت حانون شمالي قطاع غزة، متباهيا بـ"تسويتها بالأرض".
وتُظهر الصورة، التي التُقطت من الجو، مساحات شاسعة من الركام والخراب، حيث لم يتبق من بيت حانون، سوى أطلال متناثرة وبقايا أبنية مدمرة بالكامل، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي لحقت بالمنطقة.
وتقع بيت حانون، على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وكانت خلال الأشهر الماضية خاضعة لسيطرة نارية إسرائيلية عبر طائرات حربية والمدفعية، في حين كانت وحدات من الجيش تسير دوريات محدودة داخل البلدة وعلى أطرافها.
وبالرغم من ذلك، تمكنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس من تنفيذ كمين استهدف قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل 5 عسكريين إسرائيليين وإصابة 14 آخرين.
وصباح الثلاثاء، قال الجيش في بيان إن 5 جنود من كتيبة "نتساح يهودا"، التابعة للواء "كفير"، قتلوا في معارك شمال قطاع غزة، وأصيب 14 بينهم اثنان جروحهما خطيرة".
ولاحقا كشف تحقيق له، نشرته إذاعة الجيش، أن مقاتلي حماس، فجروا 3 عبوات ناسفة في قوة راجلة تابعة للكتيبة في بيت حانون، ثم اشتبكوا معها بالرشاشات.
ويواصل الاحتلال حربه على غزة بموازاة مفاوضات غير مباشرة بقطر بين تل أبيب وحماس، في محاولة للتواصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
قبل لحظات، دُكت بيت حانون بأطنان من المتفجرات، في القصف الأعنف منذ بداية الحرب . نتحدث عن مدينة مدمرة بالكامل ومحاصرة من جميع الاتجاهات ، لا تبعد سوى كيلومتر ونصف فقط عن سديروت.
كل هذا في محاولة للقضاء على الشرفاء والأبطال والعظماء الذين يتحصنون تحت هذه الأرض المباركة المقدسة،… pic.twitter.com/qOg9MdS6ZT
أحزمة نارية كثيفة تلتفّ على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في واحدة من أعنف موجات القصف التي شهدتها المنطقة منذ بدء جريمة الإبادة.
كأنّ الاحتلال ينفّذ خطة تدمير شامل، يطبقها بمنهجية وسرعة، وكأن الزمن يداهمه والهدف: محو كل ما تبقّى من ملامح الحياة.
بيوت تُسوى بالأرض، عائلات… pic.twitter.com/T1pvDZ0LXp
كأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة
طائرات الاحتلال تشن أكبر سلسلة غارات منذ بداية الحرب على مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة
بعد إعلان حصارها خلال الأسبوع الماضي، جيش الاحتلال ينفذ أكثر من 50 غارة جوية متزامنة pic.twitter.com/aJRVHRd5mg