انطلاق المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تنطلق الثلاثاء المقبل بالعاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي الذي ينظمه في يومين مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي بالشراكة مع مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة بمشاركة محلية ودولية واسعة “.
وأطلع وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال – رئيس المؤتمر حسين حازب خلال ترأسه اجتماع اللجنة التحضيرية على التحضيرات النهائية لانطلاق أعمال المؤتمر والذي يشارك فيه 700 مشارك ومشاركة من مختلف المحافظات، وآلية توزيع المهام والاختصاصات على أعضاء ورؤساء اللجان.
واستعرض الاجتماع الذي ضم المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات – رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور فؤاد حسن عبد الرزاق ، وأمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، ومساعد مدير مركز تقنية المعلومات الدكتور موسى غراب ، أهداف ومحاور المؤتمر الذي يسعى إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بضمان جودة التعليم العالي في الجامعات والكليات “.
وأكد مدير مركز تقنية المعلومات أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بشكل فعال وآمن ورفع مستوى جودة مؤسسات التعليم العالي والاستفادة منها في مجال البحث العلمي من خلال تقديم منصة للنقاش والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي على المستوى المحلي والدولي والخروج بتوصيات ومقترحات علمية حديثة وشاملة تساعد صناع القرار على رسم السياسات واتخاذ القرارات المناسبة.
وأوضح الدكتور عبد الرزاق أن المؤتمر سيناقش ستة محاور حول ” متطلبات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكيفية استخدام هذا النوع من التكنولوجيا في ضمان جودة التعليم العالي وتطبيقاته، والتحديات والمخاطر التقنية والأخلاقية لاستخدام هذه التكنولوجيا في التعليم العالي، والتوجهات والتهديدات المستقبلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف ايضاً إلى تعزيز الوعي بأحدث التطورات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي، وتشجيع البحث العلمي وتعزيز التطوير التكنولوجي والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات والحكومات في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البلد وتحديد التحديات والمشكلات التي تواجه استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي ووضع الحلول الممكنة “.
وأشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجهود قيادة مركز تقنية المعلومات على النجاحات التي حققها خلال الفترة الماضية وأبرزها تطوير وتحديث البوابة الإلكترونية للتنسيق والقبول في الجامعات الحكومية والأهلية بما يلبي تطلعات ومواكبة التطورات العالمية وتتويجها بانعقاد المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي “.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي تکنولوجیا الذکاء الاصطناعی فی لتکنولوجیا الذکاء الاصطناعی جودة التعلیم العالی فی التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي في التعليم.. ضرورة وطنية وليس خيارا تقنيا
في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة بفعل الثورة التكنولوجية، لم يعد الذكاء الإصطناعي (AI) مجرد رفاهية أو مجالاً خاصاً بالمبرمجين والمهندسين فقط، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية: من الهواتف الذكية، إلى محركات البحث، إلى أنظمة الرعاية الصحية والمرور والسيارات ذاتية القيادة، ومن تطبيقات الترفيه إلى أنظمة الصحة والتعليم، الذكاء الإصطناعي موجود في كل مكان. وفي الوقت نفسه، ما تزال غالبية أنظمتنا التعليمية تعتمد على أساليب تقليدية في التدريس، تفتقر إلى مواكبة هذه الطفرات التكنولوجية. وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة: هل يجب تدريس الذكاء الإصطناعي كمادة أساسية في جميع المراحل التعليمية؟
لقد بات من الضروري تهيئة الأجيال القادمة لفهم هذه التكنولوجيا والتعامل معها بوعي وفعالية.
ويبدأ ذلك قطعاً من المدرسة. إن دمج الذكاء الإصطناعي في التعليم لم يعد ترفاً تقنياً، بل ضرورة إستراتيجية تفتح آفاقاً واسعة لتطوير العملية التعليمية وتحقيق العدالة في الوصول إلى المعرفة.
إدخال الذكاء الإصطناعي إلى المناهج الدراسية لا يعني إستبدال المعلمين بالروبوتات، بل يعني تحويل التعليم إلى بيئة ذكية، تفاعلية وشخصية، تعزز قدرات الطالب وتعدّه لمستقبل تتغير فيه المهارات المطلوبة بشكل دائم، والدول التي ستبدأ اليوم في تأهيل أجيالها للتعامل مع هذه التقنية، هي التي ستحجز موقعها في خريطة المستقبل الإقتصادي والمعرفي.
لقد أصبح الذكاء الإصطناعي هو حجر الزاوية في تشكيل إقتصاد المستقبل، وهو القوة المحركة وراء تطور المجتمعات وإبتكار أساليب التعليم الحديثة، ليعزز بذلك التقدم في جميع المجالات ويعيد تعريف طريقة تعلمنا وعملنا في المستقبل. واليوم، لم يعد السؤال هو هل يجب أن ندمج الذكاء الإصطناعي في التعليم؟، بل متى نبدأ؟ وكيف نضمن أن يتم ذلك بفعالية وشمولية؟
تدريس الذكاء الإصطناعي لا يعني بالضرورة تدريب الأطفال على البرمجة المعقدة أو تعليمهم تصميم الروبوتات منذ الصغر. الفكرة الأساسية تكمن في تمكين الطلاب من فهم كيف تعمل الأنظمة الذكية التي يتعاملون معها يومياً، وتعزيز وعيهم الرقمي والتكنولوجى. فعلى سبيل المثال، عندما يتعلم الطالب كيف تحدد منصات مثل "تيك توك" أو "يوتيوب" الفيديوهات المقترحة، يصبح أكثر وعياً بكيفية تشكيل الرأي العام والتأثير على القرارات الفردية. وعندما يناقش كيفية إتخاذ الذكاء الإصطناعي للقرارات في المجال الطبي أو الأمني، يبدأ في تطوير حس نقدي أخلاقي ضروري في هذا العصر.
الأمر لا يتطلب أن يصبح جميع الطلاب مبرمجين، بل أن يمتلكوا فهماً أساسياً لكيفية عمل الأنظمة الذكية، وقدرة على التفكير النقدي، والتفاعل الواعي مع التكنولوجيا. وهو ما يفتح الباب لتنشئة جيل مسؤول، قادر على إتخاذ قرارات مستنيرة في بيئة مشبعة بالخوارزميات والمعلومات. ينبغي أن يبدأ تعليم مفاهيم الذكاء الإصطناعي من المرحلة الابتدائية، بأساليب مبسطة تعتمد على الأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية. ويتدرج هذا التعليم ليشمل في المراحل الإعدادية والثانوية مفاهيم أكثر تعقيداً، مثل تحليل البيانات، وتعلّم الآلة، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وفي المرحلة الجامعية، يمكن التخصص بعمق في هذا المجال الحيوي، الذي بات يشكل العمود الفقري للثورة الصناعية الرابعة.
في كثير من الدول المتقدمة، بدأت وزارات التعليم بدمج مفاهيم الذكاء الإصطناعي في المناهج المدرسية، ليس فقط كمادة مستقلة، بل كأداة تعليمية تساعد في تطوير مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، وفهم العالم الرقمي المحيط بالطالب. وتشير التقارير إلى أن دولاً مثل الصين وسنغافورة وألمانيا بدأت بتطبيق برامج تعليمية مرتبطة بالذكاء الإصطناعي بدءاً من المرحلة الإبتدائية، عبر مفاهيم مبسطة تعتمد على اللعب والملاحظة، وتتدرج تدريجياً لتصل في المرحلة الثانوية إلى مشاريع تطبيقية في التعلم الآلي ومعالجة البيانات.
الوظائف المستقبلية تتطلب مهارات جديدة، والذكاء الإصطناعي يتربع على رأسها. تقرير المنتدى الإقتصادي العالمي لعام 2023 أشار إلى أن الذكاء الإصطناعي سيكون من أكثر المهارات طلباً في سوق العمل خلال العقد القادم. ما يعني أن تأخير دمجة في التعليم قد يؤدي إلى فجوة معرفية ومهارية يصعب سدّها لاحقاً.
صحيح أن هناك تحديات حقيقية: من نقص فى المعلمين المؤهلين والمتخصصين، إلى ضعف البنية التحتية التكنولوجية في بعض المدارس ، إلى جانب الحاجة لتطوير مناهج متكاملة ومحتوى تعليمى يناسب مختلف المراحل العمرية، لكنها ليست مستحيلة الحل. هذه التحديات لا تعني أبداً التراجع، بل تُحث على ضرورة بناء رؤية وطنية شاملة لتعليم الذكاء الإصطناعي، تبدأ من تدريب المعلمين، وتطوير المناهج، وتوفير الأدوات التقنية اللازمة، وصولاً إلى شراكات فاعلة بين قطاع التعليم والقطاعين الخاص والتقني. فالتجارب الدولية الناجحة أثبتت أن التعاون بين القطاع الحكومي، والخاص، والمؤسسات الأكاديمية، قادره على تجاوز هذه العقبات بسرعة وكفاءة. كما أن تأجيل هذا التحديث يعني ببساطة تأخير دخولنا إلى المستقبل، وترك أجيالنا القادمة بلا معرفه تمكنها من التفاعل مع عالمها ودون الأدوات اللازمة للتفاعل الفعال مع عالم سريع التغير يتطلب مهارات وتقنيات متقدمة.
إن مستقبل التعليم لا يُنتظر، بل يُصنع اليوم. ودمج الذكاء الإصطناعي في المناهج ليس رفاهية ولا خياراً تقنياً، بل قراراً وطنياً إستراتيجياً يجب أن يُؤخذ بجرأة وإرادة، لأنه يتعلق بمستقبل أبنائنا، وقدرتهم على الإبداع، والتأثير، والقيادة في عالم يحكمه الذكاء الإصطناعي. فإذا أردنا لأبنائنا أن يكونوا منتجين في المستقبل لا مجرد مستهلكين، علينا أن نزرع فيهم اليوم فهماً عميقاً للتكنولوجيا التي سترسم ملامح عالمهم غداً. تدريس الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً، بل ضرورة تربوية وإقتصادية وثقافية.
فهل نحن مستعدون لصناعة هذا التحول؟ أم سنكتفي بمشاهدة قطار التقدم يمر من أمام مدارسنا دون أن نصعد إليه؟