كشفت جهات حقوقية، عن مصير الناشط الحقوقي السوري أحمد قطيع عقب اختفائه على إثر توقفه من قبل السلطات التركية في مدينة إسطنبول لأسباب مجهولة في 27 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي.

وتداول ناشطون خبر اعتقال قطيع، الذي يعرف عنه دفاعه عن اللاجئين السوريين في تركيا ضد الحملات العنصرية المناهضة لوجودهم، من مكان عمله في منطقة يوسف باشا وسط اسطنبول، دون توضيح أسباب التوقيف ما ترك عائلته في حيرة من أمرها حول مصيره.



والثلاثاء، قال الناشط الحقوقي التركي طه غازي، نقلا عن المحامي عبد الحليم يلماز الذي تم توكيله بالقضية، إن قطيع تواجد في شعبة مكافحة الإرهاب عقب توقيفه، وتم عرضه اليوم الثلاثاء على النائب العام في محكمة تشالايان بمدينة إسطنبول.

Suriyeli insan hakları savunucusu ve Sığınmacı Hakları Platformu üyesi Ahmed Katie’den 27 Kasım 2023 tarihinden beri haber alınamıyor.

Kendisi gözaltına ya da idari gözetim altına alındı ise İçişleri Bakanlığı tarafından bu konuda bir an evvel bir açıklama yapılmalıdır. Şayet… pic.twitter.com/geab33zI6E — Mustafa Yeneroğlu (@myeneroglu) December 6, 2023
ويأتي بيان غازي، عقب نشاط حقوقي مكثف من قبل جهات سورية وتركية على رأسها منظمة "مظلوم دير" غير الرسمية، من أجل الكشف عن مصير الناشط وتحديد مكانه على مدى أسبوعين منذ لحظة توقيفه.

يشار إلى أن أحمد قطيع، من أبرز الناشطين السوريين المدافعين عن حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، وله نشاط واسع وجلي في ميدان مناهضة خطاب الكراهية والانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون والتي تتسم بدوافع عنصرية، بحسب طه غازي.


ولا تزال الأسباب وراء اعتقال الناشط السوري غير واضحة، حيث تواصلت "عربي21" مع جهات حقوقية سورية للتعليق على الحادثة واستيضاح التهم الموجهة لقطيع، إلا أن عدم توفر المعلومات بشكل كافي حال دون قدرتهم على الإجابة.

وكان قطيع الذي عارض حملات ترحيل اللاجئين السوريين التركية التي تصاعدت وتيرتها خلال شهر آب /أغسطس الماضي، كشف عن تعرضه لضغوطات شديدة خلال الآونة الأخيرة بسبب نشاطه الحقوقي والإعلامي في تركيا، ما دفعه إلى إعلان توقفه بشكل كامل عن كافة الأنشطة الحقوقية.



وقال قطيع في تدوينة مقتضبة عبر حسابه في منصة "فيسبوك"، في 29 تشرين الأول /أكتوبر الماضي: "نظرا للظروف الخاصة والضغوطات التي أمر بها مؤخرا، والتي أصبحت أكبر من أن أتمكن من تحملها منفردا، أعلن توقفي التام عن أي نشاط حقوقي أو إعلامي لحين توفر البيئة والأدوات المناسبة".

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الناشط الحقوقي المقيم في تركيا منذ 8 سنوات عن تعرضه لضغوطات من قبل السلطات، حيث تم منعه من الدخول إلى تركيا العام الماضي رغم امتلاكه إقامة عمل سارية المفعول، بحسب "تلفزيون سوريا" المعارض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا اللاجئون السوريون سوريا سوريا تركيا اللاجئون السوريون سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی ترکیا من قبل

إقرأ أيضاً:

حينما يستدعي بعض السوريين نتنياهو!

رفع سوريون، في السويداء والساحل، صور نتنياهو، أو "أبو يائير" كما سماه البعض، كما رفعوا أعلام إسرائيل التي بات عليها طلب كبير من جمهور يرى فيها المخلص من ظلم شركاء الوطن والأمل الأخير للولوج إلى بر الأمان، وبر الأمان هنا هو الانفصال وتشكيل كيان منسجم وعصري، ومغادرة العيش مع الهمج أبناء الخيام والكهوف!

المشكلة أن "أبا يائير" هذا، الذي تُرفع صوره كما كانت تُرفع صور جيفارا في زمن مضى، يستخدم الأقليات في سوريا لأهداف يحلم بتحقيقها، فلم يخف يوما رغبته في تقسيم سوريا ورؤية خمسة كيانات تتربع على خريطتها، ولم يدع وسيلة للتحريض على سوريا لإبقاء العقوبات عليها واستمرار عزلها؛ لتقديره أن هذا هو الطريق الأنسب لتفكيكها وتحويلها إلى دويلات طوائف متقاتلة وضعيفة. ومقابل ذلك، وعد بالعمل في مجالات الزراعة وبناء المستوطنات في الجولان تحديدا، وربما في مناطق الشريط الحدودي التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد سقوط نظام الاسد، والمشكلة أن البعض يمنّي النفس في الحصول على تقدير أكبر عبر تشريفه في الخدمة بالجيش الإسرائيلي مستقبلا!

كان ملحوظا ازدياد شراسة المطالبة بالانفصال، والفيدرالية واللا مركزية، بعد زيارة أحمد الشرع إلى واشنطن، وما قيل عن اختراقات دبلوماسية تم تحقيقها ولا سيما في ملف إلغاء العقوبات، وقد كشفت الصحافة الإسرائيلية حجم انزعاج نتنياهو من هذا الوضع، واعتقاده أن الشرع عاد "منفوخا" بعد الزيارة وبات يطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي تم احتلالها بعد سقوط النظام، وتعبيرا عن هذا الانزعاج زادت نسبة التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا، وزار نتنياهو قرية حضر في ريف دمشق، وأكد أن جيشه لن ينسحب من تلك المناطق، وقامت طائراته باستعراض جوي في سماء سوريا من شمالها إلى جنوبها.

 بالتوازي مع ذلك، ارتفع سقف المطالب والتحدي لدى المراهنين على نتنياهو في المقلب السوري؛ نصّب مظلوم عبدي نفسه ناطقا باسم الأقليات، وطالب كناية عن الجميع بالفيدرالية واللا مركزية، اشتدت المعارك في شرق سوريا والهجمات على مواقع الجيش السوري، وفي السويداء زادت الاحتكاكات مع قوى الأمن الموجودة في الريف الغربي، وجاءت أحداث حمص لتشعل الأوضاع في الساحل وترتفع الأصوات المطالبة باللا مركزية، أو بلغة أقل تشذيبا الانفصال أو التأسيس له.

من الواضح أن هناك من يريد دفع السلطة الحالية إلى ارتكاب خطأ ما، هناك استدعاء صريح لمجزرة أو سقطة جديدة، ليجري تبرير ما سيأتي من مطالبات وتحركات، ومن الواضح أن بعض القوى تجهّزت لهذا الحدث جيدا، عسكريا وإعلاميا وسياسيا، وهناك مايسترو خارجي يدير شبكة معقدة من التفاعلات والترتيبات وغرفة عمليات واحدة، وما ينقص حتى اللحظة لبدء التشغيل أن سلطة دمشق تبدو أكثر وعيا؛ ربما نتيجة نصائح إقليمية ودولية، أو حتى نتيجة حساب دقيق للمخاطر والخسائر التي قد تنتج عن أي فعل غير مدروس بعناية.

في تقييم الأوضاع، من وجهة نظر القوى الداخلية التي ترغب في توريط السلطة، يبدو أن الوقت يضيق مع تسارع التحولات المحلية والإقليمية، وأن الأوراق التي في حوزتهم لم تعد قابلة للاستثمار، فقد تقادمت أخطاء السلطة، في الساحل والسويداء، وانتهت مفاعيلها، وثمة حاجة إلى تحديث جديد يتم استخدامه ورقة جديدة في إقناع الخارج أو إحراجه لإعادة النظر في الملف السوري، وإعادة تقييم سياساته والخلوص إلى نتيجة واحدة: من حق من يطالب بالانفصال حماية نفسه وتأسيس كيان مستقل والتحالف مع من يريد أو طلب الحماية ممن يريد، وأن هذه السلطة لا ينفع معها غير العزل والاستمرار بالعقوبات.

لماذا هذا الاستعجال بالتسريع في إيقاع السلطة في مطب جديد؟ ثمّة عاملان يفسران هذا الأمر: الأول اقتراب استحقاق اندماج قوات قسد في الجيش السوري، وتسليم حقول النفط والمطارات والمعابر في شرق سوريا بضغط تركي وموافقة أمريكية، وظهور بداية تململ في السويداء من حكم الحرس الوطني ولا فعالية وعود الهجري بالاستقلال، مقابل ازدياد الأوضاع بؤسا في السويداء نتيجة الفساد وانقطاع مرتبات الموظفين وتعطل الحياة الاقتصادية جراء منع التجارة والنشاطات الاقتصادية مع دمشق والمحافظات السورية الأخرى. والعامل الثاني، سقوط جميع الرهانات على نشوب حرب بينية ضمن هياكل السلطة السورية وتراجع احتمالات سقوطها، وهو رهان وصل إلى حد اليقين لدى قوى الأمر الواقع في شرق سوريا وجنوبها.

إزاء ذلك، لم يبق سوى رفع سقف التصعيد والتحدي لسلطة دمشق، حتى لو كان الثمن بحرا من الدماء، فالمشكلة أن هذه القوى أحرقت سفنها مع سوريا كوطن، ورتبت على نفسها وعود والتزامات لا تتضمن أي شراكة سياسية أو حتى شكل من أشكال المعارضة الداخلية، وترى أن أي تراجع سيؤدي إلى حرقها وإخراجها من المشهد، ولن تكون قوى مقبولة لدى حواضنها، ولا لدى من ارتبطت بهم في الخارج، هم يشعرون بخطر يقترب ويتصرفون بناء على ذلك بتوتر وارتباك، لدرجة يصبح معها الذهاب إلى الحرب إنقاذ وجودي لهم.

في هذا السياق، يأتي استعطاف نتنياهو لحثه على الاسراع بالتحرك، لإنقاذ الموقف الآخذ بالتصدع. نتنياهو يشكّل أخر الأوراق بعد أن سقطت جميع الأوراق، لكن من قال إن نتنياهو قابل للاستخدام لهذه الدرجة وأنه سيكون جاهزا لتلبية النداء عندما يطلب منه أحدهم النجدة؟

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم الكشف عن شبكة صرافة سريّة تديرها حماس في تركيا
  • أبرز 10 لتصريحات لانفجار صلاح: الوعود لم تنفذ ليفربول تخلى عني.. وعلاقتي بسلوت انقطعت دون سبب
  • هيغسيث يرفض الكشف عن مصير فيديو الضربة الثانية في البحر الكاريبي
  • الناشط علاء الدين اليوسف يروي قصة مشاركته في الثورة السورية
  • ناشط جنوبيّ يفجِّرها للعلن: هذه الدَّولة هي من شاركت ووفَّرت الغطاء لإسقاط حضرموت بيد الانتقاليِّ
  • في بيان... الممثل الكوميدي يعتذر بعد توقيفه أمس في المطار
  • عملية “صادمة” في تركيا.. اعتقال مذيعات شهيرات في عملية لمكافحة المخدرات
  • تركيا تعتقل مذيعات شهيرات في حملة مكافحة المخدرات
  • حينما يستدعي بعض السوريين نتنياهو!
  • تركيا تؤكد تعزيز التعاون الاقتصادي مع ليبيا وتوسيع حضور الشركات التركية