تتويج الفائزين بملتقى عمان لألعاب القوى لذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
اختتمت فعاليات ملتقى عمان لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة الذي نظمته اللجنة البارالمبية العمانية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بإشراف من اللجنة البارالمبية الدولية، وجرت أحداثه على ملاعب مجمع السلطان قابوس ببوشر، وجاء بمشاركة أكثر من ١٥٠ لاعبًا ولاعبة من سلطنة عمان وأندية خليجية، وأقيم حفل تتويج الفائزين برعاية لجينة بنت محسن الزعابية عضوة مجلس الاتحاد العماني لكرة القدم، حيث سجلت مسابقات اليوم الأخير منافسات قوية ومثيرة، جاءت نتائجها على النحو التالي: في سباق ١٠٠ متر فتيات فئة 20، حققت اللاعبة حنين المصباح من نادي الطموح الكويتي المركز الأول، بعدما قطعت مسافة السباق في ١٥:٣٣ ثانية، وجاءت آية قاسم من مركز الرعاية والتأهيل في المركز الثاني، بعدما قطعت السباق في زمن قدره ٢٢:٩٧ ثانية، وحلت طيف الجابرية من نادي التضامن العماني بزمن ٢٥:٠٠ ثانية.
وفي سباقة١٠٠ متر رجال، حقق اللاعب طه الحراصي من اللجنة البارالمبية العمانية المركز الأول، بعدما قطع مسافة السباق في ١٢:٧٨ ثانية، وحل اللاعب يحيى البلوشي من نادي الثقة الإماراتي في المركز الثاني بعدما قطع مسافة السباق في ١١:٨٠ ثانية، وحل في المركز الثالث سيف المقيبلي من اللجنة البارالمبية العمانية بعدما قطع مسافة السباق في ١١:٨١ ثانية.
وفي سباق ٢٠٠ متر فتيات، حققت اللاعبة حنين المصباح من فريق نادي الطموح الكويتي المركز الأول، بعدما قطعت مسافة السباق في زمن قدره ٣١:٦٥ ثانية، وحصلت اللاعبة طيف الجابرية من فريق التضامن العماني على المركز الثاني، بعدما قطعت مسافة السباق في زمن قدره ٤٩:٣٢ ثانية، وجاءت في المركز الثالث اللاعبة آية قاسم من مركز التقييم والتأهيل المهني العماني، بعدما قطعت مسافة السباق في زمن قدره ٥١:٨٩ ثانية.
وفي سباق ١٥٠٠ متر رجال، حقق اللاعب عبدالرزاق حاسه من فريق الطموح الكويتي المركز الأول، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره ٥:٥١:١٠ دقائق، وفي المركز الثاني حل صقر القاسمي من اللجنة البارالمبية العمانية، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره ٥:٠٧:٩٠ دقيقة.
وفي مسابقة ٢٠٠ متر رجال، حقق اللاعب يحيى البلوشي من فريق الثقة الإماراتي المركز الأول، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره ٢٤:٢١ ثانية، وحل في المركز الثاني قصي الرواحي من اللجنة البارالمبية العمانية، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره ٢٤:٧٧ ثانية، وجاء في المركز الثالث اللاعب سيف المقيبلي من اللجنة البارالمبية العمانية، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره ٢٤:٢٣ ثانية.
وفي مسابقة دفع الجلة للفتيات، حققت اللاعبة يسميان وهد بخش من فريق المدينة السعودي المركز الأول، بعدما حققت مسافة ٤.٥٨ متر، وفي المركز الثاني جاءت مها الرشيدية من فريق المدينة السعودي، بعدما حققت مسافة ٣.٦٠، وفي المركز الثالث حلت راية العبرية من اللجنة البارالمبية العمانية بعدما حققت مسافة ٣.٥٤ متر.
وفي مسابقة دفع الجلة للرجال، حقق اللاعب عبدالله المصباحي من نادي خور فكان الإماراتي المركز الأول، بعد تحقيقه مسافة ٧.١١ متر، وفي المركز الثاني حل العماني سلطان الشامسي من فريق التضامن بعدما حقق مسافة ٧.٨٣ متر، وفي المركز الثالث جاء العماني مكتوم المقبالي بعدما حقق مسافة ٦.٢٠ متر.
مشاركة واسعة
وأشارت لجينة بنت محسن إلى أنها فخورة بالمشاركة في هذا العرس الرياضي لملتقى عمان لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة، وهذه الفئة تعد قريبة من قلوب الجميع، مبينة أن مثل هذه الملتقيات مهمة ولها أهداف بعيدة المدى منها اكتشاف قدرات ومهارات الأشخاص ذوي الإعاقة ومنحهم الثقة في ما يملكون من طاقات لإبرازها من خلال مجموعة من المسابقات، وكما تابعنا فهي فجّرت لديهم الحماس والتنافس الشريف من أجل الفوز في مختلف المسابقات.
وأضافت: المشاركة الواسعة للاعبي سلطنة عمان من مختلف المراكز والأندية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وكذلك مشاركة عدد من أندية دول مجلس التعاون الخليجي، يؤكد نجاح اللجنة البارالمبية العمانية في تنظيم الملتقى وقدرتها على استقطاب هذه الأعداد التي استطاعت من خلال الكوادر الوطنية إدارة وتنظيم مختلف مسابقات ألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والسمعية والمكفوفين وبالتالي هي فرحة جماعية لهؤلاء اللاعبين والمشاركين، وأتمنى أن يتطور الملتقى القادم وأن يجد المزيد من الدعم.
وأكدت الزعابية أن ما يميز بطولة عمان هو اعتماد نتائجها واعتبار أرقامها المحققة أرقاما مؤهلة للألعاب البارالمبية الدولية، ويؤكد كذلك أن مركز عمان وثقة العالم واللجنة البارالمبية الدولية وقدرات سلطنة عمان على التنظيم وكفاءة التحكيم الموجود فيها، وبالتالي نفخر بأن تكون هذه الأحداث الرياضية في خارطة البارالمبية الدولية، وهنا أتوجه بالشكر لكل القائمين على هذا الملتقى وفي مقدمتهم صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب ودعمه اللامحدود للرياضة العمانية.
نقلة نوعية
بينما قال الدكتور منصور بن سلطان الطوقي رئيس اللجنة البارالمبية العمانية: الملتقى ظهر بمستوى جيد جدًا ونجح في استقطاب أكثر من 150 لاعبًا ولاعبة من سلطنة عمان ومن أندية دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنه كان نقلة نوعية لكل معايير التحكيم وكانت معاييره دولية بعد تأهيل الحكام المشاركين قبل انطلاق الملتقى بإقامة دورة تحكيم دولية لإدارة مباريات ألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة، موضحًا أن تأهيل 30 حكما يهيئ سلطنة عمان لتنظيم بطولات متنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفًا إن الملتقى وبفضل دعم وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ودائرة الطب الرياضي كان ناجحا بشهادة الجميع.
تطور ملحوظ
من جانبه أشاد طارق الصويعي -الرئيس التنفيذي باللجنة البارالمبية الآسيوية المدير الفني للملتقى- بالمستوى التنظيمي العالي للبطولة وبملتقى عمان لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة، معتبرًا إياه ناجحا بكل المقاييس، وشهد الكثير من التطور في التنظيم والإعداد والتنفيذ بفضل الجهود الكبيرة التي بذلت من اللجنة المنظمة للملتقى من متطوعين وحكام وإداريين وفنيين وما توفر من خدمات لإنجاح هذا الملتقى، وهذا يؤكد الخبرات المتراكمة للكوادر العمانية في تنظيم الأحداث الرياضية.
وأضاف: المشاركة الواسعة من لاعبي المنتخبات والأندية في سلطنة عمان ولاعبي الأندية بدول مجلس التعاون الخليجي هو مؤشر على الاهتمام بتطوير قدرات لاعبيهم وبسمعة ملتقى عمان لألعاب القوى للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أصبح دوليا، وأعتقد أن الملتقى سيكون في الأعوام القادمة من أهم المحطات الدولية التي تؤهل للأولمبيادات البارالمبية وبطولة العالم، مشيرًا إلى أن مسابقات الملتقى سجّلت منافسة قوية وأظهرت عددا من المواهب الواعدة كما حقق عدد من اللاعبين أرقاما جيدة.
وقالت قسيمة الموسوي رئيسة وفد نادي الطموح الكويتي: إن الملتقى جاء ناجحًا تحكيميًا وتنظيميًا، ووفر فرصًا للاعبين للتنافس الشريف لإبراز الطاقات والقدرات، حيث سجّلت المسابقات تنافسًا قويًا ومثيرًا في مختلف الفئات، واستطاع أبطالنا التنافس والحصول على ٦ ميداليات منها خمس ذهبيات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البارالمبیة الدولیة فی المرکز الثانی فی المرکز الثالث المرکز الأول وفی المرکز سلطنة عمان حقق اللاعب بعدما حقق ثانیة وفی من فریق من نادی
إقرأ أيضاً:
غدًا.. تتوج أبطال بطولة العالم للإبحار الشراعي لذوي الإعاقة
المصنعة – عامر بن عبدالله الأنصاري
يقترب المتنافسون في بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025، والقادمون إلى سلطنة عمان من 37 دولة، إلى لحظة الحسم بإعلان النتائج، إذ يسدل الستار مساء الغد الاثنين على البطولة العالمية الأولى من نوعها، في حفل يقام في منتجع بارسيلو المصنعة برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وبحضور الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار وعدد من الحضور ممثلي الجهات الداعمة للبطولة والمتعاونة في تنظيمها منها الاتحاد الدولي للإبحار ووزارة السياحة.
وقبل حفل الختام سيخوض المتسابقون اليوم الخامس من السباق في أربعة فئات مختلفة، "هانسا 303"، وفئة "آر.إس.فينشر"، و فئة "فار.إيست" و "إلكا6"، ليضع المحكمون قولهم الفصل في النتائج العامة التي سوف تعلن غدًا.
نتائج اليوم الثالث
ووفق بيان مؤسسة عمان للإبحار الشراعي شهد اليوم الثالث، أمس، استمرارا لحدة التنافس بين البحّارة المشاركين ضمن الفئات الأربع المعتمدة، حيث حافظ أبرز المتصدرين على مواقعهم، بينما تقدّم آخرون في الترتيب العام مع اقتراب الحسم النهائي للبطولة الغد.
وفي فئة هانسا 303، واصل البريطاني "روري ماكّينا" أداءه القوي ليحافظ على صدارته، فيما احتفظ الياباني تاكومي نيوا بالمركز الثاني، وجاء البرتغالي جواو بينتو في المركز الثالث، ونجح البحّار العُماني مالك القرطوبي في الصعود إلى المركز الحادي عشر.
أما في فئة إلكا 6، فقد واصل البريطاني "موري ماكدونالد" هيمنته على السباقات، بينما حافظ البحّار الإماراتي مروان سلوم على مركزه ثالثا بعد أداء بارز عزّز منافسته على منصة التتويج، والبحّار "تسز هين تشيونج" من هونج كونج في المركز الثاني.
ففي فئة قوارب آر.أس فنتشر، واصل الفريق البولندي المكّون من الثنائي المتألق البحّار "بيوتر سيخوتشكي" والبحّار "أولغا غورناس غرودزين" صدارة الترتيب العام، فيما نجح الفريق البرتغالي في الصعود إلى المركز الثاني ويضم كلا من البحّار "بيدرو كانسيو ريس" والبحّار "جيلهيرمي ريبيرو"، تلاه الفريق اليوناني ثالثا بقيادة البحّار "فاسيليس كريستوفورو" والبحّار "ثودوريس اليكسا"، وحلّ فريق سلطنة عُمان المكّون من البحّار زاهر العتبي وحسن اللواتي في المراكز الرابع عشر.
وبالنسبة لفئة "فار.إيست" للمكفوفين، حافظ الفريق البريطاني بقيادة لوسي هودجز على صدارة السباقات، تلاه الفريق الإسباني بقيادة "دانيال أنجلادا بيتش" في المركز الثاني، والفريق البريطاني بقيادة "كارل هاينز" في المركز الثالث.
تنظيف الشواطئ
ولا تغفل مؤسسة عُمان للإبحار عن تعزيز الجانب الاجتماعي والبيئي، إذ أقامت اللجنة المنظمة للبطولة اليوم حملة لتنظيف شاطئ المصنعة بمشاركة البحّارة والمتطوعين والوفود الحاضرة، وشملت الحملة جمع المخلفات وفرزها، إلى جانب نشر الوعي بأهمية حماية البيئات البحرية ودور الرياضات المائية في ترسيخ مفهوم الاستدامة، انسجاماً مع توجهات سلطنة عُمان في تعزيز المسؤولية البيئية، وتجسيداً لرؤية البطولة كمنصة رياضية وإنسانية مستدامة.
كما تضمنت الأنشطة البيئية المصاحبة جلسة توعوية حول الحد من هدر الطعام، وجولة تعريفية بجهاز تحويل بقايا الأطعمة إلى تربة زراعية صديقة للبيئة، إضافة إلى ورشة تناولت أسباب التغيّر المناخي وتداعياته، بما أسهم في رفع مستوى الوعي ودعم رسالة البطولة في تقديم حدث يعكس المسؤولية الاجتماعية والبيئية.
التعريف بالسياحة
شاركت وزارة التراث والسياحة بركن تعريفي يبرز التراث العُماني العريق والثقافة المحلية، ويوفّر للمشاركين والوفود الدولية فرصة للتعرّف على الموروث الثقافي لسلطنة عُمان، وإلى جانب ذلك، تم تنظيم رحلات سياحية للمشاركين والوفود الدولية شملت زيارة معالم بارزة في محافظة مسقط، وجزر الديمانيات، وولايات الرستاق ونزوى، إضافة إلى زيارات للأسواق التقليدية والقلاع والحصون والعيون والأفلاج، في تجربة متكاملة تجمع بين الرياضة والسياحة والثقافة، وذلك بالتعاون مع الوزارة والمشغل الوطني للسفر (Visit Oman).
قال سلطان بن سيف الهنائي، رئيس قسم الترويج السياحي، بإدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة: "يُسهم ركن وزارة التراث والسياحة في المعرض المصاحب للبطولة في تقديم المعلومات السياحية وإرشاد الزوار إلى أبرز المواقع التراثية والوجهات السياحية المتنوعة التي تزخر بها محافظة جنوب الباطنة، وسلطنة عُمان بشكل عام، والرد على استفساراتهم وتزويدهم بالمعلومات الضرورية حول الخدمات السياحية، وزيارة الأسواق التقليدية، بالإضافة إلى مساعدتهم في حجز الرحلات، إلى جانب الأنشطة والفعاليات السياحية والتراثية والترفيهية التي تشجع الزوار على زيارتها واستكشافها".
وأضاف رئيس قسم الترويج السياحي، بإدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة: "أن الركن يقدم مجموعة متنوعة من المواد الترويجية مثل الكتيبات والمطويات وبطاقات الدليل السياحي والخرائط السياحية، إضافةً إلى المعلومات المتعلقة بالمتاحف والشركات المقدمة للخدمات السياحية والفندقية".
عادل السيابي: أفتخر بريادة سلطنة عمان في رياضة الإبحار لذوي الإعاقة
قدّم لاعب الإبحار الشراعي لذوي الإعاقة عادل السيابي سردًا ثريًا لتجربته الشخصية والرياضية خلال مشاركته في البطولة الدولية المقامة في المصنعة، وهي بطولة تُعد الأولى من نوعها عالميًا من حيث جمعها لأكثر من فئة من الإعاقات في بطولة واحدة، بما في ذلك الإعاقة الحركية والذهنية والبصرية.
يؤكد السيابي أن البطولة استطاعت أن تحقق نجاحًا لافتًا يفوق ما توقعه المشاركون أنفسهم، إذ يقول: "كنا نظنها بطولة بسيطة، لكن بالعكس، صارت بطولة لها كلمة وثقل، رأينا لاعبين من الإعاقة البصرية وكيف يخوضون البحر بثقة، ورأينا لاعبي الإعاقة الذهنية يقدّمون أداء يفاجئ الجميع. اكتشفنا أبطالًا حقيقيين". ويضيف أن وجود أبطال عالميين ضمن المشاركين منح اللاعبين فرصة فريدة للاحتكاك بخبرات رفيعة، الأمر الذي يصفه بأنه "مكسب كبير لا يمكن تعويضه". ومن النقاط التي حرص السيابي على إبرازها هو الدور الريادي لسلطنة عمان في تطوير رياضة الإبحار الشراعي لذوي الإعاقة، إذ يقول: "سلطنة عمان هي الدولة العربية الأولى التي تمتلك قوارب إبحار شراعي مخصصة لذوي الإعاقة من نوع آر.إس.فينشر، وهذا شيء يدعو للفخر، ويثبت الاهتمام الحقيقي بهذه الرياضة". ويشرح السيابي أن القوارب المستخدمة في البطولة تنقسم إلى "آر.إس.فينشر" وهي قوارب ثنائي مخصص غالبًا للإعاقات الحركية، وقوارب "هانسا303" الفردية وتستخدم في سباقات فردية، ويتميز بسهولة السيطرة عليه، إضافة إلى قوارب "فار.إيست" التي يشارك فيها المكفوفين، وقوارب "إلكا 6".
ويضيف أن تصميم هذه القوارب يضمن مستوى عالٍ من الأمان والثبات، ما يتيح للرياضيين خوض المنافسة بثقة، بغض النظر عن اختلاف درجة الإعاقة. كما تحدّث السيابي عن أبرز الصعوبات التي تواجه اللاعبين، وهي تقلبات الرياح خلال اليوم، مشيرًا إلى أن بعض الجولات تُقام في أوقات تكون فيها الرياح خفيفة جدًا، بينما تنشط بشكل ملحوظ بعد الظهيرة، قائلا: "المعتاد عندنا في المصنعة أن الريح تتحرك بعد الساعة الثانية، وهذا قد يمنح أفضلية غير مقصودة لبعض المجموعات، لذلك حرصت اللجنة المنظمة على تدوير أوقات لعب المجموعات لضمان العدالة، بحيث يلعب كل فريق صباحًا في يوم، وعصرًا في يوم آخر، لضمان تكافؤ الظروف".
ورغم أن السيابي بدأ ممارسة الإبحار الشراعي قبل حوالي، إلا أنه تمكن من بلوغ مستويات عالية في فترة قصيرة، وشارك في بطولات داخل سلطنة عمان وخارجها، وحقق إحدى أبرز إنجازاته بحصوله على المركز الثالث في بطولة بريطانيا. ويقول السيابي: "عندما يعرف اللاعبون الأجانب أننا فقط 3 أو 4 سنوات في الإبحار، يستغربون... هم بعضهم لهم 20 و30 سنة. لكننا نتقدم بسرعة، والحمد لله ننافسهم بكل قوة". في الجانب الإنساني من القصة، يروي السيابي أن إعاقته لم تكن منذ الولادة، وإنما جاءت نتيجة إصابته بمرض التصلّب اللويحي، وربما ارتبطت – بنسبة بسيطة – بحادث مرّ به قبل سنوات، ويوضح ذلك بقوله: "الأطباء قالوا ربما 20 % من الحادث، والباقي من المرض نفسه، لكن بالنهاية نقول الحمد لله. الإبحار أعاد لي الحركة والطاقة والمعنى".
ورغم التحديات الصحية، يواصل السيابي السفر والمشاركة في البطولات والتدريبات، مؤكدًا أن الدعم الذي يلقاه من المحيطين به يمنحه دافعًا لمواصلة الطريق. وحول ارتباطه بالبحر قال: " البحر كان جزءًا من حياتي قبل الإعاقة وبعدها، لكن الإبحار الشراعي مختلف تمامًا، ليس كالإبحار بالمحركات، الإبحار الشراعي شعور مختلف تمامًا، هنا تتعامل مع الطبيعة مباشرة، تقرأ الموج والهواء، وتشعر أنك تعود إلى ذاتك".
اختتم السيابي حديثه برسالة يقول فيها: "يكفينا فخرًا أننا نمثل عمان في بطولات العالم، ووجودنا بين أبطال من مختلف دول العالم حافز كبير، أشكر كل من يدعم هذه الرياضة، ودائمًا نقول، الإعاقة ليست نهاية، بل بداية جديدة".
مختار المجيني: الاختلاف في نقطة الانطلاق طبيعي.. ومعايير أخرى تحسم الأفضلية
تتفاوت القدرات في بطولة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، والمتأمل لطبيعة السباقات يجد في نفسه تساؤلات عديدة، منها ما يتعلق بخطّ الانطلاق الذي لا يصطف عليه المتسابقون من مختلف الفئات على خط واحد، فلأيٍ الأفضلية؟ ومنها ما يتعلق بتقلبات الرياح، المحرك الرئيسي لرياضة الإبحار الشراعي، فالجولة الأولى ليست كالجولة الأخيرة من حيث الشدة، وغيرها من الاستفسارات التي تتبادر إلى ذهن المتابع، هذه التساؤلات حملناها إلى مختار المجيني أحد أفراد مؤسسة عُمان للإبحار، وعضو الطاقم التنظيمي في البطولة، حيث يرافق قوارب السباق ويشرف على نقاط الانطلاق والإشارات التنظيمية داخل المضمار.
وعن شارة الانطلاق في سباقات الإبحار والصافرات المحددة قبل بدء السباق يقول مختار المجيني: "إشارة الانطلاق الأولى تبدأ من الشاطئ، وهي عبارة عن صافرة أولى يتزامن معها رفع علم يحمل شعار القارب الذي سيبدأ أولًا، هذا التنبيه الأولي يُبلغ البحّارة بأن فئتهم ستكون صاحبة البداية".
وتابع: "بعد انتقال البحّارة إلى المضمار والتأكد من ملاءمة سرعة الرياح، نبدأ مراحل العدّ التنازلي، أول إشارة في المضمار هي الصافرة مع رفع العلم البرتقالي، وهذا يعني تبقّي 10 دقائق على الانطلاق الرسمي".
ويوكد مختار تفاصيل العدّ التنازلي وعدد الصافرات حتى لحظة الانطلاق، قائلا: "بعد صافرة العشر دقائق، تأتي صافرة أخرى قبل 3 دقائق من الانطلاق، ومعها نرفع علم شعار القارب، ثم، عند تبقّي دقيقتين، نرفع العلم الخاص بقانون السباق ليُعلم البحّارة بأن مرحلة الحسم قد بدأت، وفي الدقيقة الأخيرة، يبقى فقط العلم البرتقالي مرفوعًا إلى جانب علم شعار القارب، وفي هذه اللحظة يجب على كل متسابق البقاء ثابتًا في نقطة محددة دون تجاوز خط الانطلاق، وعند انطلاق السباق، تظل بعض الأعلام مرفوعة لعدة لحظات بحسب التعليمات الدولية".
ويشير المجيني إلى موضوع تجاوز المتسابق خطّ الانطلاق خلال الدقيقة الأخيرة، موضحا أنه إذا لمس المتسابق الخط في الدقيقة الأخيرة، فالقانون واضح، إمّا يتم استبعاده من السباق، أو يُطلب منه إجراء دورة حول قارب لجنة التحكيم ثم العودة للانطلاق مرة أخرى، القرار يعتمد على العلم المرفوع ونوع المخالفة.
وفيما يتعلق بصعوبة أن يصطفّ المتسابقون من كل الفئات على خط واحد تمامًا، أوضح المجيني قائلا: "الاختلاف طبيعي، ولا يمكن أن يصطف الجميع على خط واحد تماما ونحن في البحر، لذلك نحن نتعامل مع كل فئة وفق معاييرها وقوانينها، ويُحسب الزمن والأفضلية وفق نوع القارب وليس موقع الاصطفاف فقط".
وأضح المجيني الفروقات الأبرز في القوارب، مشيرا إلى أن كل قارب يتميز عن الآخر من حيث الشكل والحجم والسرعة وعدد البحّارة. فمثلًا بعض القوارب فردية، مثل هانسا 303، وهي أبطأ وأكثر ثباتًا، وبعضها ثنائي مثل آر.إس.فينشر، وهو أسرع ويحتاج عملًا جماعيًا، وهناك قوارب أكبر وأكثر سرعة مثل فار.إيست والكا 6، التي تتطلب مهارة أعلى، وقال: "كلما زادت سرعة القارب كانت مسافة المضمار أطول، وهذا طبيعي في سباقات الإبحار لضمان التكافؤ بين الفئات المختلفة".
واختتم المجيني حديثه قائلاً: "تنظيم هذه البطولة تجربة ثرية جدًا، خصوصًا وأن سلطنة عُمان أصبحت الدولة العربية الأولى التي تمتلك قوارب آر إس فينشر المخصصة لذوي الإعاقة، وهذا يجعلنا فخورين للغاية، وجود هذه الفئات المتنوعة من البحّارة على شواطئنا يمنح البطولة بعدًا إنسانيًا ورياضيًا كبيرًا".