أبوظبي – الوطن:

نظَّمت أكاديمية ربدان مؤتمر «التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي في إدارة الحرائق»، بحضور خبراء ومُمارسين ومتخصصين وباحثين من مختلف الجهات المعنية، بهدف تعزيز الاستجابة الوطنية الموحَّدة للتعامل مع حوادث الحرائق الكُبرى.

نُظِّم المؤتمر على مدى يومين مُتتاليين ونوقشت فيه محاور معنية بالطوارئ والأزمات في العديد من الجلسات الحوارية وورش العمل وسيناريوهات مكافحة الحرائق الكبرى، وأُطلق خلاله أول مركز من مراكز تميُّز التدريب المشترك، المعني بالحرائق الكُبرى، من 12 مركز تميُّز، ضمن مشروع وطني مُتكامل بإشراف أكاديمية ربدان.

ورعى الحدث عددٌ من المؤسَّسات الوطنية المعنية بمجال مكافحة الحرائق، وهي وزارة الداخلية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، إلى جانب مشاركة العشرات من كوادر مختلف الجهات المُتخصِّصة في الدولة.

وقال سعادة اللواء الركن مايك سيمون هندمارش، قائد حرس الرئاسة ورئيس مجلس أمناء أكاديمية ربدان: «إنَّ هذا المؤتمر يأتي استجابةً لتطلعات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في توحيد جهود مؤسسات الدولة ذات التوجُّه المشترك، للوصول إلى مراكز تميُّز فعّالة في المجالات ذات الصلة، مُشيداً بدور أكاديمية ربدان في هذا الصدد، التي أصبحت نموذجاً عالمياً لمراكز تميُّز التدريب المشترك التي تجمع مجالات متعددة، منها السلامة والأمن والدفاع والتأهب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات».

وأضاف هندمارش: «إنَّ تأسيس أكاديمية ربدان جاء في إطار 3 محاور مهمة، يتعامل المحور الأول مع الجانب الأكاديمي من خلال برامج البكالوريوس والدراسات العليا التي تطرحها الأكاديمية، ويتعامل المحور الثاني مع التعليم والتدريب المهني وهو ما تنفِّذه الأكاديمية من خلال برامج التدريب والتطوير المهني الاحترافي، أمّا المحور الثالث فهو توحيد جهود الجهات الوطنية ذات التوجُّه المشترك تحت مظلة واحدة لتطوير مراكز تميُّز عالمية المستوى».

وعبَّر سعادة جيمس مورس، رئيس أكاديمية ربدان، عن شكره لجميع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر، آملاً أن يعمل هذا الحدث المهم على دفع تطوير قطاع إدارة الحرائق في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاستفادة من دور أكاديمية ربدان في التعليم والتدريب، بما يُعزِّز من تحقيق التميُّز والتحسين المستمر للقدرات الوطنية في مجال إدارة الحرائق.

وتحدَّث في المؤتمر الدكتور دينيس أونيال، نائب مدير الإطفاء السابق في إدارة الإطفاء الأمريكية، مركِّزاً على أهمية التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي في إدارة الحرائق للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث. وتعرَّف المشاركون على بعض تحديات الاستجابة المشتركة لحالات الطوارئ غير المتوقعة، وعرض تجربته الشخصية في مركز التجارة العالمي خلال الأسابيع التي تلت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الدكتورة منى عبدالله بلفقيه، مدير إدارة شؤون التعليم المهني في أكاديمية ربدان: «اليوم نُترجِم طموحات وتطلُّعات دولة الإمارات العربية المتحدة نحو التطوُّر والتقدُّم إلى خططٍ واستراتيجيات، للتعامُلِ مع حالاتِ الحرائِق الكُبرى والاستجابة للطوارئ، في ظل ما يشهدهُ العالم من تحدياتٍ كبيرة، وتسارعٍ غير مسبوق في التغيُّر المناخي».

وأضافت بلفقيه: «إنَّ المؤتمر يتماشى مع محاور مئوية الإمارات 2071 ويعمل على استشراف المستقبل وِفق رؤيةٍ بعيدة المدى تتبنّى أفضل التجارب والممارسات».

وقدَّمت القيادة العامة للدفاع المدني ورقة العمل الأولى في اليوم الأول للمؤتمر بعنوان «عملية ضمان سلامة الأرواح والممتلكات» وألقاها سعادة العميد محمد عبدالله النعيمي، والعقيد عادل علي السمري، والنقيب المهندس  يوسف عبدالله السعدي. وركزت ورقة العمل على الأهداف الاستراتيجية والمبادرات والجهود التي تُسهم في إبقاء دولة الإمارات العربية المتحدة دولة رائدة في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات. وسلَّطت الضوء على البرامج الرئيسية والشراكة بين المؤسَّسات التي تسهم في التميُّز التشغيلي في مجال إدارة الحرائق، فضلاً عن خطة أكاديمية الدفاع المدني للتطوير المهني للضباط.

وحملت ورقة العمل الثانية عنوان «جاهزية الدفاع المدني – دبي»، وقدَّمها الرائد الدكتور عيسى أحمد المطوّع، من إدارة الدفاع المدني دبي، حيثُ سلَّط الضوء على جاهزية منظومة الدفاع المدني في دبي وقدراتها عالمية المستوى التي تواكب أحدث التقنيات والتجارب والممارسات العالمية، إلى جانب استخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها على منظومة العمل التشاركي والمتكامل مع العديد من الجهات الوطنية ذات الصلة.

وعرضت هيئة أبوظبي للدفاع المدني ورقة العمل الثالثة تحت عنوان «الاستجابة النفسية والاجتماعية لحوادث الإصابات الجماعية»، وقدَّمها الرائد المهندس علي حسن المدفعي. وأوضح المدفعي أنَّ إدارة الحوادث بطبيعتها تحدٍّ ذي تخصُّصات متعددة، ويمتد إلى أبعد من الاحتواء التكتيكي للتهديدات. وهو يشمل التفاعل بين مختلف الجهات، حيث يتمتَّع كل منها بخبرة وموارد ومسؤوليات فريدة. ومع ذلك، وسط تنسيق الجوانب اللوجستية والتشغيلية، غالباً ما يقف المجال النفسي والاجتماعي منسقاً صامتاً لتعافي المجتمع. ومن خلال إدراك ومعالجة الندوب الاجتماعية التي خلفتها هذه الحوادث، يمكننا تحقيق إدارة شاملة ومرنة للحوادث.

وقدَّمت الهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ورقة العمل الرابعة تحت عنوان «تنظيم الجاهزية الوطنية للتصدي لحوادث المواد الخطرة»، وعرضها حميد عبدالله اليماحي، حيث ركَّز خلالها على دور الهيئة على المستوى الوطني وضرورة التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في جميع المستويات، وفي جميع مراحل إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث، والتركيز على الدعم المعلوماتي بين الجهات.

وتخلَّل المؤتمر حلقة نقاشية متخصِّصة في مكافحة الحرائق الكبرى، تناولت ديناميكية العمل بين المؤسَّسات المعنية خلال جهود الاستجابة المشتركة، إلى جانب عرض للممارسات والإجراءات العالمية الرائدة، والتحديات والتوقُّعات المستقبلية في منظومة مكافحة الحرائق والاستجابة للطوارئ.

وشارك في الحلقة النقاشية التي أدارها أندرياس كارستن، من إدارة التعليم المهني في أكاديمية ربدان، عدد من المتحدثين المتخصِّصين، منهم العقيد سيف مهير الطنيجي من وزارة الداخلية، وحميد عبدالله اليماحي من الهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والرائد محمود محمد البلوشي من هيئة أبوظبي للدفاع المدني، وأوس الخنجري من مطارات أبوظبي، ويزيد بن عبدالله من وزارة الداخلية.

وتضمَّنت أعمال المؤتمر ورش عمل وسيناريوهات لأحداث من الواقع، شارك فيها العشرات من كوادر الجهات الوطنية المتخصِّصة، بهدف دراسة هذه السيناريوهات، وتقديم الاستجابة المُثلى لحالات الطوارئ المفاجأة، وعرض استراتيجيات وخطط مُبتكرة للاستجابة الفوريّة والفعّالة.

واختتم المؤتمر أعماله بعرض أهم النقاط التي نوقشت فيه، وعرض لمخرجات وتوصيات المؤتمر التي تهدف إلى تعزيز التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي لإدارة الحرائق في منظومة مكافحة الحرائق الكُبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟

#سواليف

اندلعت #نيران #ضخمة في #شعبة_الاستخبارات_العسكرية ” #جليلوت ” التابعة للاحتلال بعد #القصف_الإيراني على شمال ” #تل_أبيب ” صباح اليوم.

وأظهرت الصور استهداف #الصواريخ_الإيرانية لمقر لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال المسؤول مع #الموساد عن #الاغتيالات وتوفير بنك الأهداف.

وتعيد قاعدة “جليلوت” المشهد إلى أشهر مضت، حيث صورتها #مسيرات_الهدهد التابعة لحزب الله وأعلن عن استهدافها عدة مرات خلال #الحرب على #لبنان وعقب اغتيال قائد قوة الرضوان الشهيد فؤاد شكر.

مقالات ذات صلة وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا صاروخا لم تتمكن إسرائيل من رصده أو اعتراضه 2025/06/17

ما هي هذه القاعدة؟

تعتبر قاعدة “جليلوت” هدفا عالي القيمة إذ أنها #قاعدة_استخباراتية ترتكز على العمل في مجال جمع المعلومات وتحليل البيانات، وفيها مركز كبير للعمليات السيبرانية، وتعتبر مقر جهاز ” #الموساد ” الإسرائيلي وهي أيضا قاعدة الوحدة 8200 الاستخباراتية والتي تعتبر أقوى أذرع “الموساد”.

وتأتي أهمية هذا المنطقة أنها تقع على بعد 110 كيلومتر من الحدود اللبنانية داخل عمق الاحتلال، وتبعد عن تل أبيب 1500 متر فقط، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لها بوجود قاعدة الموساد والوحدة 8200 التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.

شبكة تجسس إيرانية جمعت معلوماتٍ عنها

في أكتوبر 2024، كشف موقع “والا” العبري تفاصيل عن سبعة مستوطنين قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، لوائح اتهام ضدهم بتهم التجسس لصالح إيران، أشار فيها إلى أن المستوطنين السبعة قدموا معلومات عن 60 موقعا عسكريا وعن محطة الكهرباء ومنشآت الطاقة ومواقع القبة الحديدية، والتواصل كان مع شخصين في روسيا وإيران وتبين أنهما عنصران في المخابرات الإيرانية.

وأضاف الموقع، في تقرير ترجمته “شبكة قدس” حينها، إن المستوطنين السبعة، قدموا معلومات عن قاعدة تدريب “جولاني” التي استهدفها حزب الله وأسفرت عن عشرات القتلى والإصابات، ومعلومات عن قاعدة “جليلوت” التي يتواجد فيها مقر الوحدة 8200، شمال “تل أبيب” وتم استهدافها عدة مرات خلال الحرب على لبنان.

وبحسب الموقع، فإن “عملاء إيران” قدموا معلومات وصوراً عن أماكن سقوط الصواريخ، بينما جرى اعتقال ثلاثة منهم لحظة إرسالهم لمعلومات وصور عن قواعد عسكرية إسرائيلية.، ومن بين المستوطنين السبعة، أب وابنه، بينما كان أحد المعتقلين جندياً سابقاً في جيش الاحتلال.

وقالت النياية العامة للاحتلال إن المستوطنين نفذوا مهام مختلفة منها جمع معلومات عن مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال منها قاعدة سلاح الجو في “نفاتيم” و”رمات دافيد” وكذلك مقر هيئة الأركان “الكرياه” ومواقع منظومة القبة الحديدية وغيرها.

ووصفت النيابة العامة للاحتلال هذه القضية بأنها من أخطر قضايا التجسس التي كشفت خلال الأعوام الماضية.

ثأر #حزب_الله

خلال الحرب على لبنان، استهدف حزب الله قاعدة “جليلوت”، أكثر من مرة، إحداها في عملية “يوم الأربعين” ضد #الاحتلال الإسرائيلي، انتقاما لاغتيال القائد فؤاد شكر.

واستهداف هذه القاعدة بشكل أساسي من حزب الله يأتي بسبب ارتباطها باغتيال القائد الكبير فؤاد شكر، كما أن الحزب اللبناني باختياره هذه القاعدة، سعى إلى إيضاح أنه يستطيع الوصول إلى أهم الأماكن والأهداف الإسرائيلية وقتما يشاء.

ونشر حزب الله سلسلة مقاطع مصورة لقواعد عسكرية في الأراضي المحتلة ضمن ما أسماه “ما رجع به الهدهد”، بعد اختراقه أجواء فلسطين المحتلة وتصويره مواقع حساسة للاحتلال بينها قاعدة “جليلوت”، رغم كثافة الدفاعات الجوية التي نصبها في هذه المناطق، وهو ما أثار غضباً واسعاً في أوساط صحفية وقادة سابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بسبب قدرة الحزب على اختراق وتصوير مناطق ذات أهمية استراتيجية.

مقالات مشابهة

  • الجزيرة للدراسات يختتم مؤتمر التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط
  • اليوم الثالث من تصحيح أوراق “البيام” ..هذه هي النقاط التي تحصل عليها التلاميذ
  • “عميل على ظهر صاروخ إلى تل أبيب”.. القصة الكاملة وراء الصورة التي أربكت مواقع التواصل
  • ملتقى يبحث تعزيز التكامل الأكاديمي والصناعي وتطوير مهارات المخرجات
  • وزارة البلدية تنظم مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة يومي 25 و26 يونيو الجاري
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • صحة الدقهلية: تدشين أول مؤتمر للترصد الصحي على مستوى الجمهورية
  • وكيل صحة الدقهلية يدشن أول مؤتمر ترصد صحي على مستوى الجمهورية
  • الجبهة الوطنية تنظم أول مؤتمر شعبي حاشد بالقليوبية
  • رئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة لـ”الثورة ” : نجاح العمل يتطلب التكامل في العملية الإشرافية بين الجميع لتحقيق العدالة