رمال غزة .. واوحال فيتنام
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
بقلم: جاسم الحلفي ..
في حين يحتفل العالم بعيد ميلاد السيد المسيح، ويستقبل سنة ميلادية جديدة، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه السافر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستخدما اكثر الأساليب الفاشية اجراما، مواصلا حربه العدوانية، فارضا حصارا جائرا، ومستخدما سلاح التجويع والتعطيش، في تحدٍ صلف للقانون الدولي الانساني، وعدم اكتراث بالرأي العام الدولي، الذي يحتج في تظاهرات شعبية ضخمة تشهدها عواصم عديدة في العالم أسبوعيا.
لم يوفر جيش الاحتلال الاستيطاني وسيلة بشعة الا واستخدمها، مجسدا فاشية تعدت همجيتها ما شهدته ماكنة حرب هتلر ونازيته. فقد قصف مدن قطاع غزة بمئات القنابل الضخمة، التي أدت الى هدم العمارات السكنية من اساساتها، وخلفت مئات حفر الارتطام التي يزيد قطر الواحدة منها على اثني عشر مترا، حسب رصد الأقمار الصناعية ووفق تحليل أجرته شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية ( Synthetaic) لصالح شبكة CNN الإعلامية، وفيه اكدت أن “هذه القنابل أثقل أربع مرات من تلك التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم “داعش” في مدينة الموصل بالعراق”.
فأي جريمة اشنع من القصف العشوائي الذي يحرّمه القانون الدولي الإنساني، ومن قصف المدنيين في بيوتهم التي لم تنعم يوما بالامان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ احتلال فلسطين.
ومع كل هذا العدوان الهمجي الذي يتواصل على مدار الساعة منذ ما يقارب ثلاثة اشهر، ورغم عشرات الاف الشهداء والجرحى وعمليات النزوح في العراء تحت قسوة الطقس، وانعدام ابسط مستلزمات الحياة الأساسية، نشهد صمودا اسطوريا للشعب الفلسطيني البطل، ونتابع تصدي مقاومته الباسلة للعدوان الفاشي. جاعلة من حكومة (النتن ياهو) مسخرة عاجزة مهزوزة القرار، حيث لم تحقق الامن للمستوطنين، ولم تستطع القضاء على المقاومة واعتقال قادتها، مثلما ادعت، ولا الوصول الى أي رهينة احتجزتها المقاومة كما هدفت.
لقد فاقت جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل ما قامت به أمريكا ضد الشعب الفيتنامي، عندما كان يخوض كفاحه المستميت من اجل التحرر من نير الاحتلال الأمريكي. وقد قال محقق جرائم الحرب السابق لدى الأمم المتحدة مارك غارلاسكو عن كثافة القصف الإسرائيلي على غزة في شهره الاول: “لم نشهد مثل هذا منذ حرب فيتنام”!
وعند استحضار هزيمة أمريكا امام مقاومة الشعب الفيتنامي، الذي استخدم بيئته المحلية خير استخدام واستدرج جيوش المحتلين واغرقهم في اوحال فيتنام، فانسحبوا اذلاء مكسورين .. ندرك ان انتصار الشعوب المكافحة من اجل الحرية والكرامة، لا يعيقه تفوق المحتل عسكريا وامتلاكه الأسلحة الحديثة، فإرادة التحرير هي الحاسمة، وهذا ما سيحققه شعب الجبارين الفلسطيني، حيث تبتلع رمال غزة الآليات العسكرية للمحتل، وتواصل المقاومة حصد حشود المعتدين. وما انسحاب قوات النخبة “لواء جولاني” من قطاع غزة بعد تكبدها خسائر كبيرة، وقتل عدد كبير من قادتها، الا مقدمة لانكسار جيش الاحتلال امام إرادة الشعب الفلسطيني، الذي اجاد في اكثر من مواجهة في استدراج ومحاصرة جيش الاحتلال بين انفاق غزة ورمالها.
وسنشهد بالتأكيد هزيمة جيش الاحتلال ذليلا مكسورا.
جاسم الحلفي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الاستقلال الفلسطيني: شعبنا صمد على مدار 735 يومًا من القصف والدمار
أشاد الدكتور محمد أبو سمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، بصمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أنه صمد على مدار 735 يومًا من القصف والدمار، ودفع ثمناً باهظًا مقابل كرامته وحقه في الحرية، قائلاً: "الشعب الفلسطيني واجه أهوالًا لا تطيقها الجبال، ورفض النزوح والتهجير، ولدينا مليون ضحية بين شهيد وجريح ومفقود وأسير".
وأكد أبو سمرة، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن الدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حاسمًا في حماية القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، مشيرًا إلى أن القاهرة لم تهدأ منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر 2023، وعملت بكل الوسائل لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ومواجهة محاولات فرض التهجير القسري.
مصر أربكت حسابات الاحتلالقال أبو سمرة إن موقف مصر البطولي أربك الكيان الصهيوني وقياداته، مضيفًا: "مصر رفضت استقبال نتنياهو في قمة شرم الشيخ، وهو مجرم حرب يمكن القبض عليه بموجب اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، كما أن هذا الموقف جاء احترامًا لمشاعر الشعب الفلسطيني والعربي".
ثقة فلسطينية كاملة في مصروشدّد أبو سمرة على وجود إجماع فلسطيني تام على الثقة في مصر، مؤكدًا أن "غزة وكل فلسطين تمنح الشقيقة الكبرى ثقتها الكاملة"، مضيفًا أن القاهرة أثبتت في هذه القمة، كما في مؤتمرات سابقة، قدرتها على جمع كل الأطراف الدولية والإقليمية حول القضية الفلسطينية.