لجريدة عمان:
2025-05-09@00:33:52 GMT

نوافذ :أحزان بداية العام

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ashuily.com

وأنا اقرأ عن بدايات العام الجديد تمهيدا لكتابة هذه الزاوية لفت نظري موضوع يتطرق فيه كاتبه عن أحزان نهاية العام والبدايات الحزينة المرافقة للعام الجديد مع إعطاء بعض النصائح للتخلص من تلك الأحزان خصوصًا عن الاحتفال ببدايات العام الجديد. توقفت طويلًا أمام جملة «أحزان نهاية العام» وتأملت في أحوال العالم المتصارعة والمتحاربة التي تشهد أوضاعًا سياسية واقتصادية هشة، وهل يمكن مع كل هذه المآسي أن نشهد بعض الفرح وإن كان بعيدًا ليزيل غمامات الكآبة عن المشهد الإنساني بأكمله وحاولت مع كل ما أستطيع من قوة لاستجلاب الفرح والسعادة وأن أجد مبررا ولو بسيطا لما يسمى بأحزان بداية العام ولماذا لا يرى المصابون بهذا الداء أي بارقة أمل تلوح في الأفق في أن تتحسن أوضاع العالم وأن تعود الدنيا للفرح والسرور بدلا من التشاؤم والقنوط.

ربما نسمع قريبًا أن علماء الطب السلوكي قد صنفوا أحزان بداية العام كمتلازمة نفسية تصاحب الشعور بانتهاء عام وبدايات عام جديد، وقد يمتد ذلك إلى إسداء بعض النصائح والإرشادات والجلسات النفسية المصاحبة لبدايات العام ونهاياته، مع وصف بعض العقاقير المهدئة للحالة المزاجية التي تعين المريض على البقاء في حالة مزاجية معتدلة على الأقل عند الاحتفال ببدايات عام جديد.

الباحثون في مجالات الطب النفسي والمشتغلون في العلاجات النفسية يقرون أن العالم بات يعاني من حالات اكتئاب عميقة ومتجذرة مع ازدياد في الحالات النفسية والعصبية المصاحبة للكثير من المشاكل والمآسي والكوارث والحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فمشاكل الحياة المدنية الحديثة عمقت كثيرا من أوجاع العالم النفسية والسلوكية، ورفعت من أعداد المرضى النفسيين إلى نسب عالية فمثلا تقرير منظمة الصحة العالمية يقول إن شخصًا واحدًا من أصل ثمانية أشخاص مصاب باضطراب نفسي مثل القلق والاكتئاب وأن عددَ من يعانون من هذه الاضطرابات بلغ خلال عام ٢٠١٩ أكثر من مليار شخص مع ارتفاع تلك الأعداد خلال أزمة كورونا، وما صاحبها من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

استمعت إلى حلقة من حلقات بودكاست «جلسة كرك» كانت مع الدكتور والطبيب النفسي محمد الحسني مؤلف كتاب «عقدك النفسية سجنك الأبدي» الذي بيعت منه كما يقول المؤلف ذاته أكثر من 65 ألف نسخة وشجعني ذلك على تحميل وقراءة الكتاب إضافة إلى ما قاله الدكتور المؤلف عن الأمراض النفسية خصوصا في عالمنا العربي التي شخصها بأنها تبدأ من الطفولة، وتمتد حتى الشيخوخة ويعزوها الدكتور إلى كثير من عوامل الموروث الفكري وطريقة تربية الوالدين لأبنائهم وأثر ذلك على تنشئة الأبناء وتشكيل هوياتهم بالإضافة إلى تحليل بعض المعضلات النفسية المرتبطة بالأسرة والعمل والمدرسة وتأثير تلك العقد النفسية على الفرد والمجتمع وغيرها من الفصول التي استوحى فيها المؤلف قصصه من واقع ما شخصه من مرضاه المترددين عليه والذين يعانون من أمراض نفسية مختلفة يعزو المؤلف أكثرها إلى التنشئة والتربية خصوصًا في بيئتنا العربية.

ناقشت صديقا في جلسة مطولة أسباب انتشار الأمراض النفسية والهشاشة النفسية خصوصا في مجتمعنا المعاصر والأسباب التي تؤدي إلى ازدياد أعداد المصابين بتلك الأمراض خصوصًا عند المراهقين والشباب وإن كان كبار السن لا يخلون من أعراض تلك الأمراض ولو بنسب أقل، فاتفقنا على أن المدنية الحديثة ووسائل التحضر والتقدم والشبكات الاجتماعية ربما هي ما يعزى إليه كثرة انتشار المرضى النفسيين إضافة إلى هشاشة الجيل الحديث الذي لا يستطيع تحمل الكثير من المسؤوليات والعواقب التي بدورها تؤدي إلى مشاكل نفسية لدى الجيل الجديد من الشباب فضلا عما ذهب إليه الدكتور يوسف في كتابه من الآثار النفسية التي تتركها التنشئة في الصغر على جيل الشباب والمراهقين وتمتد حتى الشيخوخة.

لا أستغرب بعد كل ما شاهدت وقرأت وسمعت من أن بدايات العام الجديد قد تحولت من أفراح إلى أحزان وأن العالم بدلا من أن يفرح بدخول عام جديد بتفاؤل وسعادة وفرح سوف ينظر إلى العام الجديد بأنه ليس سوى نسخة من العام الذي سبقه مليء بالسواد والقتامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العام الجدید

إقرأ أيضاً:

اجتماع تنسيقي لمتابعة انطلاق أولى رحلات الحج بداية من السبت المقبل

انعقد الثلاثاء، اجتماع تنسيقي بمقر وزارة النقل، جمع وزير النقل السعيد سعيود، ووزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، بحضور مدير الديوان الوطني للحج والعمرة مرفوقًا بإطاراته، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني، المدير العام لشركة الطاسيلي للطيران، وبحضور إطارات من الوزارتين، خصص لمتابعة الجوانب اللوجستية المتعلقة بانطلاق أولى رحلات الحج بداية من يوم السبت المقبل 10 ماي 2025.

وحسب بيان لوزارة النقل، تم خلال هذا الاجتماع التطرق إلى مختلف التدابير التنظيمية لضمان انطلاق سلس وآمن. للرحلات الجوية المخصصة لنقل حجاجنا الميامين، والتأكد من جاهزية شركتي الخطوط الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران. من حيث الأسطول المخصص، وبرمجة الرحلات، والجاهزية التقنية والبشرية.

حيث أكد الوزيران، بمعية مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، على أهمية التنسيق المحكم بين كافة الفاعلين. لضمان راحة وسلامة حجاجنا الميامين، وتوفير كل الظروف الملائمة لإنجاح موسم الحج لهذه السنة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • العباس يدعو البابا الجديد لمواصلة جهود السلام التي بدأها سلفه فرنسيس
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • جميع المدارس.. موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025
  • تركيا تسجّل أداء سياحيا استثنائيا منذ بداية العام.. استقبلت أكثر من 8 ملايين سائح
  • علماء الشريعة والسياسة.. بداية الإشكال وأخطاء الاشتباك
  • موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025.. وزير التعليم يعلن الخريطة الزمنية
  • اجتماع تنسيقي لمتابعة انطلاق أولى رحلات الحج بداية من السبت المقبل
  • مفتي الجمهورية: الأمراض النفسية من القضايا المعقدة التي تتطلَّب اجتهادًا جماعيًّا
  • لقجع: العائدات الجبائية ارتفعت بـ20 مليار درهم منذ بداية العام