كشف فلسطينيون في مناطق وأحياء سكنية واسعة بمدينة غزة، أمس الثلاثاء، عن وجود جثث متحللة بالشوارع ودمار هائل بالمباني السكنية والمرافق الحيوية والصحية والبنى التحتية، وذلك عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من تلك المناطق.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن عشرات الجثث لفلسطينيين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي تناثرت في شوارع المدينة بعضها متحلل والبعض الآخر بدأ بالتحلل، ما يشير إلى أنها ظلت ملقاة لأيام طويلة دون انتشالها أو التمكن من دفنها.


وقالوا إن الجيش استكمل في ساعات مبكرة الثلاثاء، انسحابه من ميناء مدينة غزة، ومخيم الشاطئ (غرب) والشيخ رضوان (شمال)، والدرج والشجاعية والتفاح والزيتون (شرق)».
فيما أعاد تموضعه على الأطراف الشرقية من «الشيخ رضوان والشجاعية والزيتون والتفاح»، بحسب مراسل الأناضول نقلا عن مصادر محلية.
ويأتي هذا التراجع عقب تسريح الجيش الإسرائيلي لعدد من ألويته التي تشارك في الهجوم البري الذي بدأ في 27 أكتوبر على قطاع غزة.

جثث متحللة ودمار
في حي الشيخ رضوان، كشف الانسحاب الإسرائيلي عن دمار هائل في المباني والبنى التحتية والأسواق والمركبات التي كانت هناك.
فالقصف الإسرائيلي حول الحي، الذي مكث فيه لأسابيع طويلة، إلى كومة من الركام والرماد.
بعض المواطنين، الذين رصدت الأناضول شهاداتهم، قالوا إنهم «باتوا لا يعلمون أماكن منازلهم بعدما تغيرت ملامح الحي جراء التدمير الإسرائيلي المتعمد».
وعلى قارعة الطريق، تتكرر مشاهد الجثث المتناثرة، والتي تفجع المواطنين الذين يزورون الحي للمرة الأولى منذ أسابيع، لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
بعض الجثث تحللت ولم يبق منها إلا ملابس مضرجة بدماء جافة، أما البعض الآخر فقد تم توريتها بما تيسر من أقمشة أو حصر بعدما تعذر انتشالها ودفنها.
ورغم قساوة هذه المشاهد، إلا أن المواطنين أعربوا عن مخاوفهم من أن تصيب هذه المنطقة أمراض وأوبئة جراء تناثر الجثث المتحللة.
كما شهد سوق الشيخ رضوان المركزي، تدميرا إسرائيليا واسعا، حيث تم تجريفه بالآليات الثقيلة، ما أدى إلى اختفاء معالمه بشكل كامل، وتحويله إلى ساحة رملية خاوية.
كما جرفت الآليات الإسرائيلية الطرقات المعبدة والمرصفة الواقعة في أحياء مدينة غزة، فيما دمّر بالقصف الحربي بعض هذه الطرقات.
التدمير طال البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، ما يجعل عودة السكان للعيش بهذه المناطق على ركام منازلهم، أمرا صعبا أو مستحيلا، كما قالت مصادر محلية وشهود عيان للأناضول.
وكذلك الأمر في محيط أبراج الفيروز (شمال المدينة)، الذي تعرض لدمار هائل وواسع في المباني السكنية والتعليمية في المنطقة.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن المباني التي ما زالت قائمة بالمنطقة، أصيبت بأضرار بالغة جدا، وقد تكون آيلة للسقوط في أي لحظة.
بعد أن التقطت المنطقة الغربية من قطاع غزة أنفاسها قبل اندلاع الحرب، وزينت أرصفتها بالإضاءات الملونة وانتشرت فيها المقاهي والفنادق والاستراحات، وكان الناس يقصدونها بغرض الاستجمام وقضاء أوقات الفراغ.
حولت آلة الحرب الإسرائيلية هذه المنطقة إلى مساحة رملية سوداء تخلو من السكان، في مشهد صدم من جاء لتفقدها.
هذه المنطقة، التي تعد من المناطق السكنية والسياحية الراقية في مدينة غزة، تعرضت لدمار واسع طال أصغر تفاصيلها من مبان سكنية وسياحية ومحال تجارية ومعارض للسيارات، فيما أشار شهود عيان إلى أن تدمير المباني راوح بين كلي وجزئي.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن الجيش الإسرائيلي أحرق آلاف السيارات التي تواجدت في المنطقة سواء في معارض أو تعود لمواطنين تعذر عليهم اصطحابها معهم خلال رحلة النزوح.
كما قالوا، إن «قوارب الصيادين التي كانت تتواجد في ميناء مدينة غزة (غرب) تعرضت للتدمير والإحراق الكلي أو الجزئي»، فضلا عن تدمير غرف تعود للصيادين تم بناؤها بتمويل خارجي من أجل تسهيل مهام الصيادين.

البحث عن الحياة
في منطقة «العباس»، بحي الرمال، والذي كان أحد أرقى أحياء المدينة، قبل أن تدمره الطائرات والآليات الإسرائيلية وتحول الآلاف من مبانيه إلى ركام، يحاول الفلسطينيون هناك البحث عن الحياة.
وافتتح المواطنون، مؤخرا، سوقا صغيرا يضم عددا من «البسطات»، لبيع ما تبقى في هذه المدينة من طعام وملابس.
ويقول شهود إن أسعار البضائع تضاعفت مقارنة بما قبل اندلاع الحرب، جراء ندرتها وإغلاق المنافذ المؤدية إلى المدينة؛ الأمر الذي يحول دون وصول السلع للمواطنين أو حتى المساعدات الإنسانية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة أحياء بغزة الدمار في غزة الاحتلال الإسرائيلي مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: إصابة 5 جنود إسرائيليين في 3 حوادث أمنية متفرقة بقطاع غزة

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن 5 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي أصيبوا، اليوم السبت، في ثلاثة حوادث منفصلة وقعت داخل قطاع غزة، دون توضيح طبيعة الإصابات أو تفاصيل العمليات العسكرية التي كانوا يشاركون فيها.

وفي تطورات ميدانية متزامنة، أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بوقوع "حدث أمني كبير" في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما استدعى تنفيذ عمليات إجلاء جوي لعدد من الجرحى بطائرات مروحية. وتضاربت الروايات حول طبيعة الحدث، وسط تكتم رسمي من الجيش الإسرائيلي.

تل أبيب تشهد مظاهرات حاشدة للمطالبة بوقف الحرب في غزة وإنجاز صفقة تبادلتعثر في مفاوضات غزة وسط ضغوط إسرائيلية متزايدة على نتنياهو لقبول هدنةبسبب تمسك الاحتلال بهذا الشرط.. تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

وفي السياق ذاته، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع في خان يونس، بالتزامن مع إلقاء قنابل مضيئة فوق مناطق النصيرات وسط قطاع غزة.

وتواجه مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بشأن قطاع غزة حالة من الجمود، وفق ما أفاد به مصدران فلسطينيان مطلعان، نتيجة إصرار إسرائيل على خطة انسحاب عسكرية تبقي على وجودها في أجزاء كبيرة من القطاع.

وأوضح أحد المصدرين لوكالة "فرانس برس" أن مفاوضات الدوحة وصلت إلى مرحلة معقدة بسبب خريطة انسحاب قدمتها إسرائيل الجمعة الماضية، تقترح فيها إعادة انتشار لقواتها بدلا من انسحاب كامل، ما يعني بقاء القوات الإسرائيلية في أكثر من 40% من مساحة غزة، وهو ما ترفضه حركة حماس بشدة.

وذكر المصدر الثاني أن إسرائيل تواصل مماطلتها وتعرقل التوصل إلى اتفاق بهدف استمرار الحرب، حسب تعبيره.

انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي

في السياق نفسه، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة دعت حماس إلى تأجيل مناقشة مسألة حجم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتركيز حالياً على قضايا أخرى ضمن مفاوضات تبادل الأسرى، بهدف إنقاذ العملية التفاوضية من الانهيار.

ويأتي هذا التعثر في ظل استمرار الخلاف الرئيسي حول خرائط الانسحاب الإسرائيلية، حيث تعتبرها حماس غير كافية، رغم إشارات إسرائيلية إلى استعدادها لإبداء مرونة أكبر في الجنوب.

وبحسب المقترح الأميركي، فإن بحث قضية الانسحاب العسكري الإسرائيلي سيعاد فتحه لاحقاً، بعد التوصل إلى تفاهمات شاملة بشأن باقي البنود في الاتفاق المقترح.

طباعة شارك جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة خان يونس الجيش الإسرائيلي حركة حماس

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: إصابة 5 جنود إسرائيليين في 3 حوادث أمنية متفرقة بقطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مخيم الشاطئ بغزة إلى 47 شهيدا وجريحا
  • حكومة غزة: الموت جوعا يهدد 650 ألف طفل دون الخامسة بالقطاع جراء الحصار الإسرائيلي
  • القاهرة الإخبارية: مجزرة جديدة في رفح وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي
  • مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعثّرا بسبب الموقف الإسرائيلي
  • المدينة الإنسانية برفح.. دلالة المسمى الإسرائيلي ومدى جدية المخطط؟
  • أكسيوس: واشنطن تطلب من حماس تأجيل مفاوضات انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق في مدينة غزة
  • الاحتلال يواصل هدم المباني السكنية في مخيم طولكرم