الخليج الجديد:
2025-10-28@01:56:00 GMT

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

إسرائيل هددت أكثر من مرة بالسيطرة على محور فيلادلفيا في مخالفة صريحة لملحق أمني تابع لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

درس جنوب أفريقيا كشف بلادة العالم العربي بحكامه، وأكد حقيقة أن الانتصار للإنسانية والحرية لا علاقة له بحدود جعرافية أو ديانة أو عرق أو جنسية.

مارس العالم العربي الرسمي بلادة فائقة في التعاطي مع تحرك جنوب أفريقيا، فلم تعلن أي دولة عربية دعم هذا الحراك القانوني الذي من شأنه إيقاف العدوان على غزة!

* * *

جنوب أفريقيا تقاضي إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية.. كان هذا هو العنوان الرئيس لكافة المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية في الأيام الماضية، فالدولة الأفريقية التي تبعد عن قطاع غزة آلاف الأميال قررت أن تعطي حكام الدول العربية وشعوبها درسا في الإنسانية.

جنوب أفريقيا ليست دولة عربية، ليست عضوا في الجامعة العربية أو في منظمة التعاون الإسلامي، لا تربطها مع قطاع غزة أي حدود جغرافية، ومع ذلك أبت إلا وأن تكون ضوءا في نهاية هذا النفق المظلم الذي يعاني بداخله أكثر من إثنين مليون إنسان فلسطيني.

إسرائيل التي هاجمت جنوب أفريقيا في بداية الأمر، ثم قللت من أهمية هذه الدعوى وهذا التحرك القانوني، عادت وتعاملت مع الأمر بجدية تامة وأعلنت مثولها أمام محكمة العدل الدولية للتحقيق في تهم ارتكاب الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

كلفت الحكومة الإسرائيلية أحد أشهر المحامين في العالم لتمثيلها أمام محكمة العدل الدولية، وهو المحامي اليهودي الأصل الصهيوني آلن ديرشوفيتز، وهو الذي تم اتهامه مؤخرا في قائمة عملاء جيفري إبستين في قضية الاتجار بالجنس وممارسة الجنس مع قاصرات.

على النقيض، مارس العالم العربي على الصعيد الرسمي بلادة غير مسبوقة في التعاطي مع تحرك جنوب أفريقيا، فلم تصدر أي دولة عربية أي بيان رسمي أو دعم معلن لهذا الحراك القانوني الذي من شأنه إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الدولة الوحيدة التي أعلنت تأييده (متأخرا) هي المملكة الأردنية؛ على لسان وزير خارجيتها الذي أعلن دعم بلاده لهذا التحرك، وسبقتها في ذلك دول إسلامية مثل ماليزيا وتركيا، ولكن بقية الأنظمة والحكومات العربية تحلت بالصمت والبلادة التامة.

ربما كانت حكومات العالم العربي مشغولة بإنقاذ الشعب الفلسطيني بطرق أخرى غير التي قامت بها جنوب أفريقيا، فهل هذا صحيح؟

في مصر، الجارة الأقرب جغرافيا لقطاع غزة، المسؤولة تاريخيا عن القطاع قبل احتلاله في حزيران/ يونيو 1967، والتي يرتبط أمنها القومي مباشرة بأي تغير أو عدوان في قطاع غزة، الشقيقة الكبرى والدولة العربية الأهم إقليميا أو هكذا كانت في عصور سابقة، يبدو أنها مشغولة بدعم خاص لقطاع غزة.

النظام المصري يغلق معبر رفح تماما، لا يستطيع إدخال أي مساعدات دون إذن إسرائيلي وفقا لما أعلنه سامح شكري وزير الخارجية المصري في مقابلة تلفزيونية سابقة مع شبكة سي إن إن الأمريكية.

مصر لا تستقبل عددا كافيا من الجرحى الفلسطينيين، الأمر الذي دفع مدير القطاع الطبي في غزة منير البرش لأن يطالب بإغلاق المعبر تماما حتى لا يحسب على أهل غزة بإنه مفتوح.

تسعة آلاف مصاب فلسطيني استشهدوا بسبب تعنت السلطات المصرية في استقبالهم عبر معبر رفح لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وفقا لبيانات صادرة عن المكتب الحكومي الفلسطيني في قطاع غزة.

إسرائيل هددت أكثر من مرة بالسيطرة على محور فيلادلفي في مخالفة صريحة لملحق أمني تابع لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فكان الرد الرسمي المصري هو نقل كافة أبراج المراقبة على الحدود المصرية من كرم أبو سالم بامتداد محور فيلادلفيا إلى الداخل المصري غربا في سيناء، وفقا لما وثقته مؤسسة سيناء الحقوقية.

النظام المصري لم يستطع دعم جنوب أفريقيا في حراكها القانوني ضد إسرائيل لأنه كان مشغولا باعتقال من تظاهروا دعما لقطاع غزة ورفضا للعدوان في الميادين المصرية، وتمت إحالتهم للنيابة العامة ومحاكمتهم بتهمة الانتماء لجماعة محظورة.

سعوديا، لم يختلف الأمر كثيرا، يبدو أن ولي العهد السعودي محمد من سلمان وصديقه رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ لم يسمعا عن حراك جنوب أفريقيا، والسبب هو ارتفاع الأصوات الصاخبة في حفلات موسم الرياض والتي كانت على ما يبدو أعلى صوتا وصخبا من أصوات القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة منذ ثلاثة أشهر.

في الأردن كانت البضائع الأردنية تغزو الأسواق الإسرائيلية، اختفت الخضروات في السوق الأردني وارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية ليفاجأ المواطن الأردني بأن بلاده تصدرها للاحتلال الذي يرتكب المذابح بحق الفلسطينيين.

الإمارات لم تجد وقتا كافيا هي الأخرى لدعم جنوب أفريقيا، فكل وقتها وجهودها كانت موجهة لإتمام الجسر البري المحمل بالبضائع والذي يبدأ من دبي مرورا بالسعودية والأردن وصولا لإسرائيل عبر شركة مصرية.

درس جنوب أفريقيا كشف بلادة العالم العربي بحكامه وملوكه وأمرائه، وأكد حقيقة أن الانتصار للإنسانية وحرية الشعوب لا علاقة له بحدود جعرافية أو ديانة أو عرق أو جنسية، يكفيك فقط أن تكون إنسانا.

*أسامة جاويش كاتب صحفي وإعلامي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة مصر جنوب أفريقيا العالم العربي جرائم الحرب محكمة العدل الدولية لقطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ميناءا بورسعيد والإسكندرية يتصدران أفريقيا في تصنيف أفضل 100 ميناء عالمي

تصدر ميناءا بورسعيد والإسكندرية قائمة أفضل الموانئ الإفريقية ضمن تصنيف "Lloyd’s List" العالمي لأفضل 100 ميناء حاويات في العالم لعام 2025، في إنجاز جديد يعزز مكانة مصر كمركز محوري للتجارة البحرية العالمية، وذلك تقديرا لأدائهما المتميز وتطورهما في مجالات التشغيل والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.
ويعد تصنيف "Lloyd’s List" واحدا من أقدم وأهم المؤشرات العالمية في مجال الشحن البحري والنقل الدولي، تصدره مؤسسة "Lloyd’s List Intelligence" البريطانية، وهي جهة متخصصة في تحليل بيانات الملاحة والتجارة البحرية.
وفق تصنيف مؤسسة "لوديز" الذي نقلته منصة "بيزنيس أفريكا"، أن القائمة الإفريقية ضمت 4 موانئ فقط من القارة السمراء بورسعيد والإسكندرية وطنجة في المغرب ولومي في توجو، منبها إلى أن التصنيف استند على بيانات مناولة الحاويات لعام 2024.
ويأتي ذلك تأكيدا على التطور الكبير في قدرات الموانئ المصرية، من حيث البنية التحتية وكفاءة التشغيل وحجم مناولة الحاويات، مما يعكس استراتيجية الدولة في تحويل مصر إلى بوابة لوجستية عالمية.
كان ميناء بورسعيد التابع للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس قد حاز على المركز الثالث عالميا والأول إقليميا في مؤشر أداء موانئ للحاويات (CPPI) لعام 2024 الصادر عن البنك الدولي، ليؤكد مكانة الميناء كأحد أسرع الموانئ تطورا وأكثرها كفاءة على مستوى العالم.
وأشار التقرير، إلى أن قطاع النقل البحري في العالم شهد تحولات مهمة خلال السنوات الأخيرة، مع التركيز على تحسين كفاءة الموانئ وتطوير البنية التحتية وتعزيز دور الرقمنة والاستدامة البيئية.
وتابع: بلغ إجمالي مناولة الحاويات في الموانئ الـ100 الأولى مجتمعة 743.6 مليون "TEU"- وحدة قياس لحجم الحاويات في النقل البحري- في عام 2024، بزيادة قدرها 8.1% مقارنة بالعام السابق.
ويظهر التصنيف استمرار الهيمنة الآسيوية على التجارة البحرية، حيث تتصدر الموانئ الصينية القائمة، من بينها ميناء شنغهاي، نينغبو-تشوشان، شنتشن وتشينغداو، بينما تحافظ موانئ سنغافورة وبوسان وجبل علي وبورت كلانج على مراكزها ضمن أفضل 10 عالميا.
 

طباعة شارك ميناءا بورسعيد والإسكندرية أفضل الموانئ الإفريقية أفضل 100 ميناء حاويات في العالم

مقالات مشابهة

  • رئيس جنوب أفريقيا: خروقات العدو الصهيوني على غزة تهدد وقف إطلاق النار
  • من هو أمجد الشوا الذي يطرح اسمه لتولي رئاسة اللجنة الإدارية في غزة؟
  • المتحف المصري الكبير الوحيد في العالم الذي يحتوي على 12 قاعة تاريخية
  • أناتولي كاربوف.. أسطورة الشطرنج الروسي الذي تطارده العقوبات الدولية
  • المغنيسيوم.. المعدن الذي يحتل صدارة المكملات الغذائية بين الفوائد والدعاية
  • منتخب التجديف يصل جنوب أفريقيا للمشاركة في البطولة الأفريقية
  • ماليزيا والبرازيل تؤيدان الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل بتهمة الإبادة في غزة
  • ميناءا بورسعيد والإسكندرية يتصدران أفريقيا في تصنيف أفضل 100 ميناء عالمي
  • الاتحاد العربي للفنادق والسياحة: المتحف المصري الكبير وعد بالمستقبل ورسالة إبهار جديدة من مصر
  • العالم سيقف في وجه إسرائيل.. أبو الغيط: قطاع غزة سيتحرر بالكامل