إيران تتغلب على أمريكا.. هكذا بدد هجوم أكتوبر تهدئة سبتمبر
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
مع شن الجماعات الموالية لها هجمات من نقاط متعددة، وانتعاش برنامجها النووي فجأة، تفرض إيران تحديا جديدا على الولايات المتحدة التي تجد نفسها أمام خيارات صعبة ومحدودة للغاية، لاسيما في ظل دعم منافستيها الاستراتيجيتين روسيا والصين لطهران.
ذلك ما خلص إليه ديفيد سانجر وستيفن إرلانجر، في تقرير بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه للأمن القومي اعتقدوا، في الصيف الماضي، أنه تم احتواء احتمالات الصراع مع إيران ووكلائها".
ولفتا إلى أنه "بعد محادثات سرية، توصل الطرفان (في سبتمبر/ أيلول الماضي) إلى اتفاق أدى إلى إطلاق إيران سراح خمسة أمريكيين مقابل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة وسجناء إيرانيين. وبدا أن المسلحين الذين تمولهم وتسلحهم طهران، حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، هادئون نسبيا".
وتابعا: "كما أبطأت إيران عملية تخصيب اليورانيوم في مواقعها النووية؛ مما أدى إلى تأخير تقدمها نحو تصنيع السلاح. لكن هجوم حماس على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورد الفعل الإسرائيلي الصارم أديا إلى تغيير كل ذلك".
اقرأ أيضاً
إيران حققت أقصى نفوذ إقليمي ممكن.. المرشد وإسرائيل بين 5 أسباب
زيادة تخصيب اليورانيوم
و"الآن يواجه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون، وعشرات الدول التي تعمل بشكل متضافر للحفاظ على تدفق التجارة في البحر الأحمر، إيران العدوانية الجديدة"، بحسب سانجر وإرلانجر.
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة ومستمرة بدعم أمريكي، شنت الجماعات الموالية لإيران هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات.
وأضاف سانجر وإرلانجر أنه "بعد شن عشرات الهجمات، من لبنان إلى البحر الأحمر إلى العراق، دخلت هذه الجماعات في صراع مباشر مع القوات الأمريكية مرتين في الأسبوع الماضي، وتهدد واشنطن علنا بشن ضربات جوية إذا لم يهدأ العنف".
كما قالا إن "المفتشين الدوليين أعلنوا، في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن إيران بدأت زيادة ثلاثة أضعاف في تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية".
وأردفا أنه "وفقا لأغلب التقديرات، فإن إيران تمتلك الآن الوقود اللازم لثلاثة أسلحة نووية على الأقلـ ويعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن التخصيب الإضافي اللازم لتحويل هذا الوقود إلى مادة يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية، سيستغرق بضعة أسابيع فقط".
وتتهم دول إقليمية وغربية، بينها إسرائيل التي تمتلك ترسانة نووية، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها إنتاج الكهرباء.
و"يقول مسؤولون مخابراتيون أمريكيون وأوروبيون إنهم لا يعتقدون أن الإيرانيين يريدون صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، فهو صراع تعتقد طهران أنه لن ينتهي بشكل جيد"، كما زاد سانجر وإرلانجر.
واستدركا: "لكن يبدو أن الإيرانيين على أتم استعداد لتجاوز الحدود وتمكين الهجمات وتنسيق استهداف القواعد الأمريكية والسفن التي تحمل البضائع والوقود (المرتبطة بإسرائيل)، والسير إلى حافة القدرة على صنع أسلحة نووية مرة أخرى".
اقرأ أيضاً
التواصل غير المباشر مع إيران محور رئيسي في رحلة بلينكن إلى المنطقة.. لماذا؟
دعم روسي وصيني
سانجر وإرلانجر قالا إن "ما يزيد من تعقيد ومشكلة هو الاتساع الكبير في نطاق مساعدات إيران لروسيا، وما بدأ كقطرة من طائرات "شاهد" (المسيّرة الإيرانية) التي تم بيعها لروسيا من أجل استخدامها ضد أوكرانيا (المدعومة من الغرب)، تحول إلى فيضان".
وتابعا: "والآن يعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن إيران تستعد لشحن صواريخ قصيرة المدى لاستخدامها ضد أوكرانيا، بينما تعاني كييف من نقص الدفاع الجوي وقذائف المدفعية".
واعتبرا أن هذا "انعكاس لتغير حاد في ديناميكية القوة: فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا (فبراير/ شباط 2022)، لم تعد إيران تجد نفسها معزولة، فقد أصبحت فجأة في تحالف من نوع ما مع روسيا والصين، وهما عضوان (دائمان) في مجلس الأمن الدولين (...) وفجأة أصبح لدى إيران قوتين عظميين، ليس فقط كحليفين، ولكن كعميلين يخترقان العقوبات".
وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس: "أرى أن إيران في وضع جيد، وقد تغلبت على الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط".
وأضافت أن "إيران تنشط على جميع الجبهات، وتقاوم أي نوع من التغيير من الداخل، بينما تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات مثيرة للقلق للغاية".
وبحسب سانجر وإرلانجر، فإن "بايدن يواجه خيارات صعبة، إذ انسحب من الشرق الأوسط للتركيز على التنافس مع الصين وردعها (في آسيا)، والآن يتم سحبه مرة أخرى (إلى الشرق الأوسط)".
وتابعا: "ويعترف مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن خيارات إدارة بايدن محدودة للغاية. ومع قيام إيران بتزويد روسيا بالأسلحة وبيع النفط للصين، لا توجد فرصة لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن".
اقرأ أيضاً
تشاتام هاوس: الردع الأمريكي ضد إيران تضرر بشدة.. وهذه طريقة ترميمه
المصدر | ديفيد سانجر وستيفن إرلانجر/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران أمريكا حماس إسرائيل البحر الأحمر حزب الله الحوثيون الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
كيف تتغلب على الخوف بامتحانات الثانوية العامة؟.. خبير تربوي يجيب بخطة متكاملة
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن صعوبة بعض المواد الدراسية أمر طبيعي قد يواجهه الكثير من الطلاب خلال فترة الامتحانات، وقد يكون مجرد التفكير في هذا الأمر مصدرًا كبيرًا للقلق والتوتر.
لكنه شدد على أن تجاوز هذا الشعور والتعامل مع الامتحانات بثقة وهدوء هو أمر ممكن تمامًا، بشرط اتباع خطوات عملية مدروسة تساعد على تحقيق أفضل أداء ممكن داخل اللجنة، مهما بلغت صعوبة المادة أو كثافة المنهج.
وأوضح أن الاستعداد الجيد لأي امتحان لا يقتصر فقط على الحفظ، بل يجب أن يعتمد على مجموعة من المهارات الذهنية مثل الفهم والتطبيق والتحليل والتفسير، مع ضرورة التدرب على إجراء المقارنات، واكتشاف العلاقات بين العناصر، وفهم التعليلات المختلفة، إلى جانب حفظ المصطلحات والمفاهيم الأساسية.
وأشار إلى أهمية تكوين صورة شاملة عن المقرر، بحيث يتمكن الطالب من مراجعة المادة بشكل مجمل أولًا لفهم تسلسلها وبنيتها العامة، ثم يعود إليها بشكل تفصيلي يركز فيه على الجزئيات الدقيقة، وهو ما يعزز من ثبات المعلومات في الذهن ويجعل عملية الاسترجاع أسهل أثناء الامتحان.
ونصح الدكتور عاصم الطلاب باستخدام وسائل المذاكرة الحديثة مثل الجداول والرسوم التوضيحية والخرائط الذهنية، التي تسهل الفهم وتثبيت المعلومة، إلى جانب الاعتماد على الكلمات المفتاحية، والتلخيص الذاتي، وإعادة شرح الدروس بأسلوب الطالب نفسه، سواء بصوت مسموع أو كتابة، وهي طرق فعالة لتنشيط الذاكرة وتعزيز الفهم.
كما شدد على ضرورة حل تطبيقات وأسئلة كثيرة، والتدرب على امتحانات سابقة، مع تقسيم مهام المذاكرة والمراجعة إلى أجزاء صغيرة ومنظمة، ما يضمن إنجاز المهام بإتقان دون شعور بالإجهاد.
وأشار إلى أهمية أن يتدرب الطالب على محاكاة أجواء الامتحان أثناء الحل، ليعتاد على الضغط الزمني، وطريقة التفكير تحت ظروف مشابهة لما سيواجهه داخل اللجنة، مع التركيز خلال المراجعة على النقاط الصعبة دون إهمال النقاط السهلة، حتى لا يتعرض لمفاجآت أثناء الحل.
وأضاف أن استخدام كل أدوات التعلم المتاحة، سواء الفيديوهات أو الملفات الصوتية أو الصور والرسوم، يعزز التفاعل مع المعلومة ويربطها بأكثر من حاسة، مما يجعل تذكرها أسرع وأسهل.
وخلال الامتحان نفسه، شدد الدكتور عاصم على أهمية قراءة التعليمات جيدًا قبل البدء في حل الأسئلة، والتأني عند قراءة كل سؤال، مع الانتباه إلى وجود أدوات لغوية مثل النفي أو التعميم أو التقييد، لأنها قد تغير المعنى تمامًا وتكون مفتاح الحل.
ونصح بأن يبدأ الطالب بحل الأسئلة السهلة أولًا لتوفير الوقت وبناء ثقة مبكرة في النفس، وعدم التوقف طويلًا أمام سؤال واحد، بل يجب تحديد وقت معين لكل سؤال، مع تخصيص ربع الساعة الأخيرة من وقت اللجنة للمراجعة، لأن السهو والخطأ وارد حتى مع الإجابات التي يشعر الطالب بالثقة فيها.
وعند مراجعة الحلول، أوصى بأن يتعامل الطالب مع كل سؤال وكأنه يراه لأول مرة، ويتأكد من فهم المطلوب تحديدًا.
أما في الأسئلة المقالية، فنصح بتنظيم الأفكار أولًا في الذهن واختصارها قبل البدء في الكتابة، حتى لا يتشتت أو يكتب إجابات عشوائية، لافتًا إلى أن الإجابات المرتبة والواضحة تعكس مدى فهم الطالب وتُقيّم بشكل أفضل.
وإذا واجه الطالب سؤالًا صعبًا، فمن الأفضل أن يتجاوزه مؤقتًا وينتقل لغيره، مؤكدًا أن بعض الأسئلة قد تساعد في حل أسئلة أخرى أو تقدم مفاتيح لأسئلة معقدة.
وأشار الدكتور عاصم إلى أن تقسيم السؤال المركب إلى أجزاء صغيرة والتعامل مع كل جزء على حدة يسهل كثيرًا من الحل، كما أن استدعاء المعلومة بالاعتماد على الذاكرة البصرية قد يكون أكثر فاعلية، لأن الصور والمشاهد تكون أيسر في التذكر من النصوص المكتوبة.
وإذا لم يتمكن الطالب من الوصول إلى إجابة واضحة في الدقائق الأخيرة من الامتحان، فقد يكون من المفيد الاعتماد على أول إجابة تطرأ على ذهنه، لأنها غالبًا ما تكون ناتجة عن معرفة حقيقية مخزنة في الذاكرة وإن لم يتمكن من استرجاعها بشكل واعٍ.
وفي حال ضيق الوقت، خصوصًا مع الأسئلة المقالية، نصح الطالب بكتابة العناصر الرئيسية بإيجاز دون الدخول في شرح مطول، وهو أمر يُحتسب للطالب إذا عبر عن الفكرة بوضوح. كما أكد أنه إذا تطلب حل السؤال الاستعانة بقوانين أو مصطلحات واردة في كتيب المفاهيم، فعلى الطالب مراجعتها أولًا حتى يتأكد من استخدامها بشكل صحيح.
واختتم الدكتور عاصم حجازي حديثه بالتأكيد على أهمية تهيئة النفس للامتحانات من خلال التخلص من الأفكار السلبية، وعدم التفكير في النتيجة أثناء الحل، بل التركيز فقط على إدارة الذات والوقت والقدرات بأفضل صورة ممكنة.
ونصح بممارسة تمارين الاسترخاء، والنوم الجيد لسبع أو ثماني ساعات متواصلة، مشيرًا إلى أن الثبات الانفعالي والهدوء الداخلي هما المفتاح الأساسي للأداء الجيد داخل لجنة الامتحان، وهما ما يميز الطالب المتماسك عن غيره في الأوقات الصعبة.