غزة.. الشجرة التي صعد عليها الجميع
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
بعد أكثر من 100 يوم على الحرب، تبدو غزة كالشجرة التي صعد عليها الجميع دون أن يرتب أحدٌ سُلمًا للنزول. ويبدو أن البدايات كانت لدى الجميع مرهونةً بضغط اللحظة التي ينبغي أن تبدأ، فيما النهاية جزءٌ من ترتيبات لاحقة.
خاضت حماس عمليتها في السابع من أكتوبر وهي تعي تمامًا أن ردة الفعل لن تكون أي شيء معتاد، لكن رغم ذلك يبدو أن التصورات لم تصل درجة اللامعتاد الحالي الذي نعايشه.
تستند الرواية الفلسطينية، حتى دون أن يرويها أحد، إلى أن الفعل من جنس الواقع. فلم يكن واقع غزة لائقًا بحياة البشر بسبب إستراتيجيات العقاب الجماعي التي اعتقد أصحابها أن العصا تجلب الأمن.
يقولون في علوم التربية؛ إن العنف العقابي يُوقف الفعل لكن لا يمنعه، بل قد يحفزه عند فرصة ما. خالف الاحتلال، ومِن ورائه الفاعلون الدوليون والإقليميون في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، قواعدَ التفاعل البشري وديناميات الفعل وردّه التي تقررها الطبيعة، وذهبوا جميعًا إلى سياسة الضغط حتى النهاية، فكان السابع من أكتوبر تلك النهاية. والمقاومة الفلسطينية بفعلها تبدو واعية لإمكانية معركة طويلة ومدمرة، لكنه يبقى وعيًا لم يجب عن سؤال السُّلم، سُلم النزول.
إلا أن المشهد الحالي يُظهر المقاومة كأكثر أطراف الصراع استعدادًا للتخلي عن السُّلم، والقفز من أعلى، على قاعدة أن الموت السريع بكل مأساويته خيرٌ من البطيء، الذي لا خير فيه إلا اعتياد الألم والتعايش معه. أما في جانب الاحتلال فهو الفاعل الأكثر تورطًا، والذي لا يسعفه وزنه للقفز بدون سُلم. النزول عن شجرة غزة بالنسبة للاحتلال هزيمة لا تبدو حقيقتها موضع نقاشٍ كبيرٍ بعد فشل تحقيق أهداف الحرب، رغم كل هذا الوقت والتحشيد وعمليات التقتيل والإبادة الجماعية.
هزيمة الاحتلال الإستراتيجية ناجزة بغض النظر عن النتيجة المنتظرة على الأرض. ومن هنا يبحث الاحتلال عن طريقة نزول مشرّفة، مدفوعةٍ بالهيبة المُهرقة على رمال غزة وغِلافها، وبالبقايا التي يحاول نتنياهو لملمتها من حياته السياسية التي وصلت حلْقتها الأخيرة في هذه الحرب.
نتنياهو سببٌ كبيرٌ في استمرار الحرب؛ بحكم المستقبل الحرج الذي ينتظره، إلا أنه يمتلك قوةً تتمثل بالضعف الكلي لدولته، مجتمعًا وجيشًا وحكومةً. فالإجماع الإسرائيلي على استمرار أطول حربٍ إسرائيلية بلا أفق هو ضعف، لكنه يمنح نتنياهو قوته الخاصة للاستمرار في محاولاتٍ حثيثة لتجميع فرصٍ تُمكّنه من البقاء في حرب البقاء الأشمل والأخطر لهذا الكيان. إلى أن ينكسر إجماعُ المذبحة الإسرائيليُّ، فنتنياهو بخير، وحربه في استمرار، وباقي المواقف الدولية تفاصيل مهمة، لكنها ليست حاسمة.
يستند الإجماع الإسرائيلي اليوم إلى عاملين؛ الأول: هو انكسار هيبة الردع، وفشل الجيش في استعادتها حتى الآن، وليس ممكنًا التساهل في هذا الجانب كونه من عقائد الدولة التي تقوم على أساس بناء الأمن. والثاني: هو وجود أسرى إسرائيليين لابد من تحريرهم كأقل نتيجة للحرب.
خلل إستراتيجيهنا، ومن باب التفكير بصوتٍ عالٍ، ولأهل الميدان ظروفهم وتقديراتهم، قد يكون مهمًا التفكير بشكلٍ مختلفٍ في سياق المفاوضات القائمة لأجل صفقةٍ تُنزل الجميع من الشجرة خطوة خطوة. قد يكون القبول بصفقة تبادل كبيرة مقابل هدنة تمتد لأسابيع أو شهرين أو ثلاثة، دافعًا إلى إلغاء فاعلية العامل الثاني من عوامل الإجماع الإسرائيلي.
فعودة أسرى الاحتلال تجعل الحرب تستمر بأهداف نتنياهو فقط، بعد زوال واحد من عوامل إجماعٍ إسرائيليٍ يحمل معه مصلحة نتنياهو الشخصية في استمرار الحرب حتى يجد هذا الأخير سُلّمه الخاص للنزول. أما العامل الأول المتعلق بالردع والأمن، فإن كافة الأطراف وصلت مرحلةً باتت فيها مستعدةً لإعطاء شعور تحقيقه ولو مؤقتًا، سواء في جبهة غزة، أو في جبهة الشمال ومثيلاتها.
إن تحقيقَ صفقة كبيرة- يخرج فيها رموز من الأسرى الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية، مثل: مروان البرغوثي، وأحمد سعادات – قد يسمح بإنتاج فاعلية فلسطينية من نوع جديد. وهنا لابد من تذكر الخلل الإستراتيجي الذي يلف الحالة الفلسطينية المتمثل بالانقسام بين حماس وفتح، والذي يمكن التقدير أن أسبابه الموضوعية لا تلغي مخاطره الإستراتيجية. إن استعادة جبهةٍ فلسطينيةٍ موحدةٍ أمرٌ ممكنٌ بالرمزيات، والساحة الفلسطينية متوثبة لوحدة سياسية وميدانية، وهي نسيجٌ مولعٌ بالرمزيات، التي يعكس حضورها مكانةً سياسيةً قد تكون الكبرى قياسًا على التجربة التاريخية.
كل ما سبق يستدعي الاتفاق مسبقًا على صفقة تتم من خلال بلورة مشروع سياسي فلسطيني واضح المعالم، وتصوّرٍ مُشبعٍ بالنقاشات الوطنية مع جميع الفاعلين الفلسطينيين. فهذه لحظة اجتماعٍ فلسطيني، والحرب هيّأت الجميع لتجاوز الفئويات لصالح مشروع وطني كبير، قد تكون هذه الدماء الطاهرة في غزة بوابته.
إن تفكير المقاومة الفلسطينية في استدعاء الاجتماع الوطني كطريق متعرج لتحقيق وقف الحرب من جهة، والبناء على نتائجها، الإيجابية والسلبية، هو المسار الأفضل، وربما الأقصر، والأهم؛ لأنه الأكثر جدوى وطنيًا على المديَين: القريب والبعيد معًا.
تهشيم سمعة المجرم وداعميهنأخذ بعين الاعتبار وضع الصاعد الثالث على شجرة غزة، وهي الولايات المتحدة الأميركية. فواشنطن لم تعد قادرة على محاكاة شروط موقفها في الأسابيع الأولى للحرب، خاصةً مع مشهد محكمة العدل الدولية التي صدر حكمها الأخلاقي والدعائي ضد الاحتلال في الصورة التاريخية للمجرم في قفص الاتهام، قبل أن يصدر حكمها القانوني أيًا كان. وهي صورة مست سمعة المجرم وداعميه بطبيعة الحال.
ولا يخفى على أحد التباعد الذي يتسع بين نتنياهو وبايدن الذي يواجه استحقاقات موقف دعم الحرب محليًا ودوليًا. فواشنطن التي تفكر بعقلها الإستراتيجي في كل بقاع العالم، تلبس عقل إسرائيل الأمني عندما تصل الشرق الأوسط.
مشكلة واشنطن اليوم أنها مطالبة بالتفكير بعقلين معًا: العقل الأميركي تجاه حرب روسيا وأوكرانيا، وتأهب بكين الذي يزداد كل يوم لضم تايوان للبر الصيني من جهة، والعقل الإسرائيلي الذي يعبث بمصالح وسمعة أميركا والغرب كله في المنطقة والعالم، من جهةٍ أخرى. وما جعل الله لرجلٍ من قلبَين في جوفه.
صحيح أن الحرب الحالية تمثل معضلةً للجميع، لكنها لم تصل نقطة النضج الكلية، التي تجعل انتهاءها مطلبًا للجميع. فهناك طرفٌ لايزال يرى إمكانية الاستمرار، مدعومًا بإجماع أصحاب المصالح في سياقه، وهو الاحتلال الإسرائيلي. وإستراتيجية وقف الحرب تستدعي إيصال الجميع إلى نقطة النضج، التي يشكل الإجماع الإسرائيلي حائطًا لابد من تجاوزه في الخطوة ما قبل الأخيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم
غزة- تقديرا لجهوده الإنسانية والطبية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اختارت مجلة تايم الأميركية الطبيب الفلسطيني الدكتور يونس عوض الله ضمن قائمتها السنوية العالمية "تايم 100 صحة" (TIME100 Health) لعام 2025، التي تضم شخصيات بارزة هي الأكثر تأثيرا في مجال الصحة حول العالم.
عندما اندلعت الحرب على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آثر أخصائي الصحة والتغذية الدكتور عوض الله البقاء وعدم المغادرة والسفر للخارج، وعاد من تقاعده لعمله في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، للمساهمة في عمليات منقذة للحياة، وكان له إسهامات مؤثرة من قيادته حملات تطعيم وإنقاذ وسط ظروف معقدة، وفي ظل المخاطر والاحتياجات الهائلة وقلة الإمدادات الطبية.
وكانت هذه التجربة الملهمة للدكتور عوض الله محور فيلم وثائقي بعنوان "التهديد الصامت لغزة"، أنجزته "اليونيسيف" ويرصد معايشة واقعية للحياة الإنسانية والمهنية اليومية له خلال الحرب، وفاز هذا الفيلم بجائزة في مهرجان بالولايات المتحدة، والمنظمة الأممية بصدد توزيعه على كل مكاتبها في 159 دولة حول العالم.
ويعتبر الدكتور عوض الله -في حديث خاص مع الجزيرة نت- اختياره كطبيب فلسطيني من غزة ضمن الأكثر تأثيرا في المجال الصحي على المستوى العالمي خاتمة مشرفة لمسيرته المهنية، وتكريما له كطبيب فلسطيني عايش تجربة الحرب القاسية، دون أن ينسى مشاركة هذا الإنجاز مع "فريق من الزملاء والشركاء" الذين عمل معهم في المؤسسات الدولية وفي هيئات صحية أخرى في غزة.
إعلانوفي ما يأتي نص الحوار:
من الدكتور يونس عوض الله؟أنا يونس رمضان يوسف عوض الله من مواليد غزة في العام 1956، لأسرة لاجئة من بلدة "المسمية الكبيرة" في العام 1948.
أنهيت دراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وبعد حصولي على شهادة المرحلة الثانوية، سافرت لدراسة الطب في جامعة الأزهر بمصر وتخرجت فيها عام 1981، وعملت في المستشفى الجامعي كمقيم جراحة أطفال لنحو عام ونصف العام.
في العام 1982 انتقلت للعمل بالسعودية وأقمت بها 20 عاما، ومن ثم عدت إلى غزة وعملت مديرا لدائرة صحة الطفل في وزارة الصحة الفلسطينية في سنة 2002. وخلال 8 سنوات كانت تجربة ناجحة ولها أثر كبير على صعيد اعتماد برامج وبروتوكولات معالجة الأمراض الحادة لدى الأطفال أقل من 5 أعوام، ودعم الرضاعة الطبيعية.
وفي العام 2010 التحقت بالعمل مع "اليونيسيف" أخصائي صحة وتغذية لنحو 12 سنة حتى تقاعدي، وقمنا خلال هذه الفترة بدعم برامج الصحة في غزة، ونجحنا في تقليل معدلات الوفيات لدى الأطفال والأمهات، وذلك من خلال تطوير أقسام الحضانة ومستشفيات الولادة، ودعم برامج التطعيم، ورفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي، وإدارة الطوارئ خلال الحروب المتكررة، وغيرها من البرامج والأنشطة الصحية.
تقاعدت من اليونيسيف في سنة 2021 وكنت بعمر 65 عاما، لماذا عدت مع اندلاع الحرب؟عندما اندلعت الحرب تواصل معي زملاء في اليونيسيف لمساعدتهم في تجهيز قائمة مشتريات من المستلزمات الطبية الخاصة بالطوارئ، وقد استطعنا إنجازها في فترة قياسية خلال 3 أيام فقط، وتقديرا لهذا العمل، وقعوا معي عقدا جديدا كأخصائي صحة وتغذية، وهو ما وجدته تكريما من المؤسسة، وفرصة للمساهمة في إنقاذ الأرواح، خاصة في أوساط الأطفال والنساء وهم شريحة الضحايا الكبرى للحرب.
إعلان
لماذا آثرت البقاء وعدم مغادرة غزة رغم الحرب والمخاطر؟
عملت في المجال الطبي لعقود طويلة، وعائلتي كلها أطباء، وقد نشأنا وتعلمنا من والدنا وأخوتي الأكبر منا العطاء للآخرين، وتقديم حاجة الناس على أي حسابات ومصالح شخصية وذاتية، وأنا من المؤمنين بالعطاء والتضحية والانتماء لهذه الأرض، وعملنا في القطاع الصحي هي رسالة إنسانية سامية.
ولا بد من الإشارة إلى جانب إنساني في تجربتي خلال الحرب، فأنا أقيم هنا في غزة ونزحت من بيتي في مدينة غزة إلى منطقة القرارة بمدينة خان يونس في جنوب القطاع قبل الانتقال إلى مدينة دير البلح وسطه، بينما زوجتي المريضة بالسرطان وبناتي الأربع بعيدات عني في الخارج.
ماذا أنجزت خلال تجربة الحرب؟كل يوم مر علينا خلال الحرب كان أسوأ مما قبله، وعملنا في ظروف خطرة وتحديات كبيرة، والاحتياجات ضخمة من الإمدادات الطبية والغذائية من أجل إنقاذ الأرواح، ورغم ذلك نجحنا في سد الفراغ ووفرنا الكثير من الأدوية، و50 جهاز حضانة، بحيث يكون لكل طفل حضانة واحدة بدلا من مشاركة كل 4 أطفال في واحدة، وساهمنا في تحسين جودة الخدمات بغية السيطرة على الأوبئة والأمراض.
عملي فني ميداني، وخلال الزيارات الميدانية لمتابعة العمل كانت الحركة خطيرة جدا رغم التنسيق، وأكثر من مرة تساقطت القذائف من حولنا وعلى مقربة منا، ولا ضمانة لحياتنا، وأرواحنا على أكفنا.
وإضافة لذلك، واجهنا معاناة من الناحية النفسية، حيث لا راحة ولا نوم ولا أمان، فضلا عن أزمات تعرقل العمل من حيث عدم توفر الإنترنت والانقطاع عن العالم والعيش في عزلة.
هل تعتبر تجربة الحرب هي الأصعب في مسيرتك المهنية؟ إعلانبكل تأكيد، هذه حرب غير مسبوقة وهي التجربة الأصعب ليس فقط في مسيرتي المهنية كطبيب، وإنما في مسيرتي الإنسانية، ولذلك وبناء على الظروف الخطرة والمعقدة من حولنا فإن تحقيق أي هدف كان بمثابة إنجاز كبير.
وخلالها عايشت الكثير من المواقف الصعبة والمؤثرة، من حيث التدمير والقتل ومشاهد كثيرة مؤذية لأي إنسان، خاصة الأعداد الكبيرة من الضحايا في أوساط الأطفال والنساء.
وهذه الحرب أنتجت حروبا أخرى موازية لها تتعلق بانتشار الأمراض والأوبئة، وأخرى يكابد فيها الجميع خصوصا النساء والأطفال من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك زاد من صعوبة المهمة وبذلنا جهودا أكبر من أجل السيطرة واستمرارية العمل.
ووثقت اليونيسيف تجربتي كطبيب عائد من التقاعد في فيلم كان عبارة عن قصة إنسانية من حيث توثيق ومعايشة حقيقية خلال العمل وحتى خلال فترات الراحة القصيرة، وتضمن مواقف إنسانية لم أتمالك فيها نفسي وبكيت، وفاز بجائزة في مهرجان بالولايات المتحدة يركز على الشخصيات الأكثر تأثيرا بالمجال الطبي حول العالم.
وتم تصوير هذا الفيلم على مدار 10 شهور، ومدته 32 دقيقة، واليونيسيف بصدد توزيعه على كل مكاتبها في 159 دولة حول العالم.
بناء على هذه التجربة الملهمة اختارتك مجلة تايم الأميركية ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرا في مجال الصحة حول العالم، ماذا يعني لك ذلك؟على المستوى الشخصي وكطبيب فلسطيني اعتبر هذا الاختيار خاتمة ممتازة وتتويجا لمسيرتي المهنية واعترافا بجهودي وتقديرا لكل شيء قدمته للإنسانية، وما زلت على استعداد للعمل حتى آخر لحظة في حياتي.
وعلى المستوى المهني، لا أدعي النجاح لوحدي، وهذا الإنجاز ليس شخصيا، فقد عملت مع فريق من الزملاء والشركاء في هيئات دولية ومحلية، كان لهم دور فيما حققناه من إنجازات.