وثائق حكومية بريطانية تكشف عن تحذير من هجوم إرهابي أعنف من هجمات 11 سبتمبر
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
كشفت وثائق حكومية بريطانية رفعت عنها السرية أن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير قد حذر من احتمال وقوع هجوم إرهابي على المملكة المتحدة "أكثر ترويعا" من هجمات 11 سبتمبر.
ووفقا للوثائق فإنه بعد أيام من الهجمات عام 2001، أبلغ رئيس الوزراء آنذاك بمخاطر أسلحة الدمار الشامل.
وبينت الوثائق أن بلير تلقى في وقت سابق تحذيرا صارخا بشأن التهديد الإرهابي للمملكة المتحدة، مبنية أن ستانلي قال في حديث خاص لرئيس الوزراء في الأيام التي أعقبت الهجمات إنه "ليس من مصلحة الأمن القومي" وضع بعض النقاط التي يريد طرحها في المجال العام.
وحث ستانلي الحكومة على وضع سياسات الأمن والدفاع المدني والاستخبارات على افتراض أن "هجوما إرهابيا بأسلحة الدمار الشامل سينفذ على واحد أو أكثر من المراكز السكانية في المملكة المتحدة"، مشددا على أنه "يجب تخصيص المزيد من الأموال للاستخبارات الوطنية، ويجب إعادة بناء أنظمة الدفاع المدني للتعامل مع عواقب هجوم بأسلحة الدمار الشامل. كما يجب توفير اللقاحات والإمدادات المضادة للإشعاع لزيادة فرص البقاء على قيد الحياة في حالة التعرض لهجوم كيماوي بيولوجي أو نووي".
وأضاف: "يجب أن تكون هناك مراقبة أوثق بكثير ويسهل احتجاز الإرهابيين المشتبه بهم في المملكة المتحدة، ويجب أن تتمتع الحكومة بصلاحيات تحديد التدابير الأمنية للبناء في الملكية الخاصة والعامة
ورد بلير بالقول إنه أمر بإجراء مراجعات لإجراءات مكافحة الإرهاب فور وقوع الهجوم، مبينا أن "تطوير وإدخال أنظمة جديدة سيستغرق بعض الوقت ولكن سيتم إدخالها في أسرع وقت ممكن".
وقال إن "التهديد الأكبر لا يزال من الهجمات التقليدية وليس أسلحة الدمار الشامل".
كما كشفت الوثائق كيف كتبت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر إلى بلير للإشادة بـ"تصميمه" في أعقاب الهجمات التي قتل فيها ما يقرب من 3000 شخص، وقالت إن بلير أظهر أن بريطانيا كانت "مدافعة قوية عن الحرية" و "حليف مخلص لأمريكا"، وأن "هذه هي أفضل سمعة يمكن أن تتمتع بها بلادنا".
المصدر: BBC
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الإرهاب لندن
إقرأ أيضاً:
مجلة بريطانية تكشف سلسلة إخفاقات محرجة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان “في البحر الأحمر
يمانيون../
في تقرير تحليلي مطوّل حمل نبرة نقد لاذعة، كشفت مجلة The Economist البريطانية تفاصيل مثيرة ومقلقة عن مهمة حاملة الطائرات الأمريكية USS Harry S. Truman، التي انتهت مؤخرًا بخروجها من البحر الأحمر وانتقالها إلى المتوسط، بعد سلسلة من الحوادث التي وصفتها المجلة بأنها “أحد أكثر الفصول البحرية إثارة للجدل والفشل في تاريخ البحرية الأمريكية الحديث”.
المهمة التي كانت تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، تحوّلت – بحسب المجلة – إلى “دراما عملياتية عرّت ثغرات بنيوية في أداء البحرية الأمريكية”، وذلك بعد تتابع وقائع كارثية، من بينها فقدان ثلاث مقاتلات من طراز F/A-18، واصطدام مباشر مع سفينة تجارية، وفشل في نظام إيقاف الطائرات، أدى إلى إقالة قائد الحاملة وفتح تحقيقات موسعة داخل البنتاغون.
وأكدت The Economist أن الحاملة، وخلال فترة انتشارها، نفذت عمليات قتالية جوية معقدة، وشاركت في الحفاظ على وجود أمريكي في مياه تعتبر من أخطر بؤر التوتر، ضمن ما أسمته “استراتيجية الاحتواء البحري الأمريكية” لمواجهة تصاعد الهجمات اليمنية وتنامي التهديدات في الشرق الأوسط.
غير أن هذه الاستراتيجية اصطدمت بواقع ميداني مرتبك. ففي فبراير الماضي، وأثناء وجود الحاملة قرب ميناء بورسعيد المصري، اصطدمت بسفينة تجارية ضخمة، مخلّفة أضرارًا في الهيكل أجبرت الحاملة على الرسو في قاعدة أمريكية لإجراء إصلاحات عاجلة، أعقبتها إقالة قائد السفينة وسط تكتم رسمي لافت حول تفاصيل الاصطدام.
وفي حادث ثانٍ وقع في أبريل، وبينما كانت الحاملة تعود إلى البحر الأحمر، انزلقت مقاتلة F/A-18 ومركبة جرّ إلى البحر خلال عملية نقل روتينية، بعد أن كانت السفينة تقوم بمناورة تفادي مفاجئة. وقد نجا الطيار من الموت بأعجوبة، بعد أن قفز من الطائرة قبل لحظات من سقوطها.
ثم توالت الكوارث، ففي الأسبوع نفسه، فشل نظام الكابل الخاص بإيقاف الطائرات على متن الحاملة في الإمساك بمقاتلة أخرى أثناء محاولة هبوط، ما أدى إلى تحطم الطائرة وسقوطها في البحر، إلا أن الطيارين تمكنا من القفز والنجاة عبر قذف طارئ.
هذه الحوادث، وفق المجلة، سلّطت الضوء على اهتراء في أنظمة السلامة والتشغيل داخل البحرية الأمريكية، خصوصًا أن كل طائرة من طراز F/A-18 تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، ناهيك عن الحاملة نفسها التي تقدر تكلفتها بما يفوق 6 مليارات دولار.
وتؤكد المجلة أن الضغط الشديد الذي تعرض له الطاقم على مدار شهور طويلة من الانتشار، في ظل تصاعد عمليات الاستهداف اليمنية والمخاطر الإقليمية المتصاعدة، شكّل بيئة مثالية لوقوع هذه الإخفاقات، ما دفع دوائر داخل البنتاغون للمطالبة بمراجعة جذرية للمهمة بأكملها، بما في ذلك إجراءات القيادة، وأنظمة السلامة، وأهلية الطواقم.
وبحسب التقرير، فإن عودة الحاملة إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا ستكون بداية لمسار طويل من المراجعات والتقييمات، وسط دعوات لتحديث بروتوكولات السلامة والاعتماد على أنظمة متقدمة، وربما غير مأهولة، لتقليل الخسائر البشرية والمادية.
وفي ختام التقرير، خلصت The Economist إلى أن مهمة USS Truman، التي كان يُراد لها أن تكرّس التفوق الأمريكي في البحار، تحوّلت إلى فضيحة مؤسسية تُظهر حجم الترهل في البحرية الأمريكية، وقد تترك أثرًا بعيد المدى على مستقبل نشر حاملات الطائرات الأمريكية في بؤر التوتر، في ظل تصاعد التحديات من خصوم واشنطن، وعودة الأسئلة الجوهرية حول فاعلية هذه السفن العملاقة في حروب القرن الحادي والعشرين.