في تقرير حالة الإدارة الحكومية العربية: الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البيانات»

دبي - الخليج
شهد منتدى الإدارة الحكومية العربية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2024، إطلاق تقرير حالة الإدارة الحكومية العربية في نسخته الثالثة بعنوان: «حالة الإدارة الحكومية العربية: الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البيانات»، التي ركز فيها على الذكاء الاصطناعي والبيانات وجاهزية الإدارة الحكومية العربية لهما.


وتطرق التقرير في تحليلاته إلى الفرص والتحديات أمام الحكومات العربية، والجهود التي يمكن بذلها لتسخير الذكاء الاصطناعي والبيانات في تطوير فعالية وكفاءة وإنتاجية نظمها الإدارية. كما ناقش التقرير تأسيس منظومة حكومية متينة لإدارة وحوكمة الذكاء الاصطناعي والبيانات، إضافة إلى تمكين المواهب الحكومية الرقمية من مهارات الذكاء الاصطناعي والبيانات، واعتماد استراتيجيات متكاملة لتعزيز الأمن السيبراني. كما أشار إلى أهمية تصميم وإطلاق المشروعات التجريبية العملية ذات الأثر، علاوة على تأسيس مجالس وطنية للذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الحكومية.
جاء إطلاق التقرير، بالشراكة بين مؤسسة القمة العالمية للحكومات، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية. وقد تم تطوير التقرير بناء على دراسة شملت أكثر من 1600 مسؤول حكومي، في مجال التنمية الإدارية والخدمة المدنية في الدول العربية، إضافة إلى أفضل التجارب والتوجهات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات في مختلف الحكومات، وساهم في إعداده نخبة من الباحثين والخبراء في مجال الإدارة الحكومية.
وقال الدكتور يسار جرار، عضو مجلس أمناء محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والأستاذ في كلية هلت إنترناشيونال الأمريكية للأعمال، إن الجاهزية للمستقبل هي المفتاح للتحول الرقمي الناجح. استطلع التقرير آراء المسؤولين الحكوميين حول البيانات والذكاء الاصطناعي في الحكومات العربية، وسلط الضوء على أهمية منظومة متكاملة لرفع جاهزية الحكومات للمستقبل.
وأضاف «يكشف التقرير عن التأثير الكبير المتوقع للذكاء الاصطناعي في تحقيق التحول الشامل في الحكومات، فهو يمتلك القدرة على تعزيز الكفاءة وتحسين توفير الخدمات العامة، وتعزيز اتخاذ القرارات».
واقع وفرص الذكاء الاصطناعي في الحكومات العربية
ناقش التقرير واقع وفرص توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية العربية، حيث تطرق إلى جهود وتجارب الحكومات العربية في استخدام الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى توحيد المعايير وإمكانات تطوير التطبيقات الوطنية للذكاء الاصطناعي العربي في مختلف القطاعات. إضافة إلى ذلك، ناقش موضوع القدرات الحكومية العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى بناء المهارات الرقمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لدى المواهب الحكومية، إضافة إلى التشجيع على تبنّي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، ووضع السياسات وتطوير التشريعات المتعلقة بحوكمة الأخلاقيات والاستخدامات ذات العلاقة.
واستعرض التقرير التحديات التي تواجهها الحكومات العربية والفجوات في الأداء، بناء على نقاط القوة والضعف في نظم الإدارة الحكومية العربية والسياسات والتشريعات والخدمات، مشيراً إلى الحاجة إلى التركيز على الوعي الحكومي بإمكانات الذكاء الاصطناعي في الإدارة العربية، وأهمية وجاهزية استخدام البيانات لأغراض الذكاء الاصطناعي ضمن سياساتها المؤسسية.
توصيات لتحقيق نقلة نوعية في مستقبل الإدارة الحكومية العربية
استهل التقرير توصياته بأهمية تطوير استراتيجيات ومعايير عالمية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي والبيانات، متوافقة مع أولويات التنمية في المنطقة العربية، كما ركزت التوصيات على بناء القدرات الحكومية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات، وتطوير البنية التحتية الرقمية والسياسات والتشريعات عبر القطاعات الحكومية المختلفة.
ونظراً لأهمية البيانات في تفعيل دور وأداء الذكاء الاصطناعي، أشارت توصيات التقرير إلى وجوب تطوير بنية تحتية قوية وموثوقة للبيانات، باعتبارها أحد الأصول السيادية لأي حكومة حالياً ومستقبلاً، وتطوير النماذج والأنماط والتصنيفات التي تحقق جاهزية استخدام البيانات في مجال الذكاء الاصطناعي، ووضع الخطط وأطر العمل والسياسات والتشريعات لإدارة البيانات في مختلف القطاعات الحيوية.
حدات متخصصة بالذكاء الاصطناعي
ونوه التقرير إلى ضرورة وجود وحدات حكومية متخصصة بالذكاء الاصطناعي تُعنى بتطوير استراتيجيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الوطنية وتعمل على تطوير سياسات وتشريعات الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي، وتمكين المواهب الحكومية بالمهارات اللازمة لضمان المواءمة مع أولويات الحكومات العربية في التنمية.
مجالس وطنية للذكاء الاصطناعي
كما دعا التقرير إلى تأسيس مجالس وطنية للذكاء الاصطناعي، في مختلف القطاعات، تعمل على تحديد دور الذكاء الاصطناعي والقيمة المضافة له، وتسخيره في تعزيز الإنتاجية والكفاءة والفعالية في القطاعات الحيوية ذات الأولوية، حيث تضم المجالس المقترحة خبراء في الذكاء الاصطناعي ومسؤولين حكوميين وشركات وطنية ورواد أعمال وأكاديميين ومبتكرين؛ لوضع استراتيجيات وطنية، والعمل على تطوير رؤى استباقية لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز جاهزية البنية التحتية الرقمية والبيانات، والمساهمة في تحديد الأهداف الاستراتيجية للحكومات.
المواهب والمهارات وإعادة برمجة الكفاءات الحكومية
وشدد التقرير على أهمية تطوير المواهب والمهارات، نظراً لأنها ستشكل المكون الرئيسي وحجر الأساس لقدرات الذكاء الاصطناعي والبيانات في حكومات المنطقة العربية، لضمان الاستجابة الفعّالة والمبتكرة للتحديات والفرص القادمة. كما أشار التقرير إلى ضرورة وجود أطر لمهارات الذكاء الاصطناعي والبيانات في الحكومات العربية، وأهمية مراجعة وتحديث برامج بناء قدرات المواهب بشكل دوري، لضمان الاستمرارية والمواءمة مع التطورات.
الذكاء الاصطناعي والتكامل مع القطاعات الرئيسية
كما تطرق التقرير إلى الحاجة إلى وجود استراتيجيات تكفل الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص، للاستفادة من التجارب وتعزيز الابتكار، وذلك من خلال تطوير مبادرات مشتركة لتبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والمهام الحكومية، في مجالات مثل التعليم والصحة والأمن والبيئة بحسب الاحتياجات والأولويات التنموية للحكومات العربية.
مرصد تقنيات حكومة المستقبل للدول العربية
وأوصى التقرير بأهمية إنشاء مؤسسة تُعنى بدراسات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات وأهم التجارب والممارسات الناشئة، وتقييم تأثيرها على الأداء الحكومي باستخدام مختلف الأدوات التكنولوجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبيانات، مثل الواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا البلوك تشين والحوسبة الكميّة وتقنيات الجيل الخامس، وذلك لضمان جاهزية الحكومات العربية للتحولات القادمة. كما دعا التقرير إلى إنشاء مرصد عربي لتقنيات المستقبل ضمن المؤسسة المذكورة.
المشاريع التجريبية للذكاء الاصطناعي
ولضمان تحقيق الاستفادة القصوى من القدرات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، أشار التقرير إلى وجوب اتخاذ خطوات مدروسة نحو تنفيذ المشروعات التجريبية في القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، النقل، والسلامة العامة؛ بما يتيح القدرة على التقييم الفعال للتأثيرات والفوائد المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي في مختبرات تجريبية.
مواجهة التهديدات السيبرانية
واختتم التقرير توصياته بضرورة تبني استراتيجية سيبرانية، تعمل على تحديث الأنظمة الرقمية باستمرار، واعتماد حلول رقمية متقدمة لتعزيز الأمن السيبراني وضمان حماية البيانات. كما أكد ضرورة تطوير المهارات والمواهب السيبرانية، من خلال برامج متقدمة تركز على التعلم المستمر ورفع مستويات الجاهزية، من خلال تزويد المواهب الحكومية بالأدوات اللازمة لمواجهة التهديدات السيبرانية، وحماية الأصول الرقمية السيادية، والحفاظ على مستويات الثقة الرقمية في الحكومة.
تم تطوير التقرير عبر دراسة التطورات والممارسات العالمية، وإجراء المقابلات والاستبيانات مع 1600 شخصية من القطاع الحكومي والخاص، بالشراكة بين مؤسسة القمة العالمية للحكومات والمجموعة الدولية للاستشارات، ونخبة من الخبراء والكفاءات العربية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات والإدارة الحكومية؛ بقيادة د. يسار جرار، عضو مجلس أمناء محمد بن راشد للإدارة الحكومية، الأستاذ في كلية هلت إنترناشيونال الأمريكية للأعمال، وبمساهمة من باحثين وكفاءات عربية من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دولة الإمارات، ووزارة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية، والبنك الدولي، وشركة مايكروسوفت، ومجموعة السركال في دولة الإمارات، وجامعة ساذرن الأمريكية، وجامعة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وجامعة تونس المنار في تونس، ومجلس الغرف السعودية بالمملكة العربية السعودية، ومن المملكة الأردنية الهاشمية شركة Data Hub Analytics، وشركة Zenobia AI، وشركة StartAppz.
-انتهى-

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات الإدارة الحکومیة العربیة فی مجال الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی فی مختلف القطاعات المواهب الحکومیة الحکومات العربیة التقریر إلى فی الحکومات البیانات فی العربیة فی إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

توني ستارك التركي يكشف عن المسيرات ذات الذكاء الاصطناعي

نشر سلجوق بيرقدار المهندس التركي المعروف ومالك شركة "بايكار" (Baykar) التركية الرائدة في قطاع التكنولوجيا، تغريدة سريعة عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، وفيها استعرض أحدث ابتكارات شركته، وهي طائرة مسيرة قادرة على حمل الصواريخ الصغيرة ومعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبدلًا من أن تنطلق الطائرة من منصة خاصة بها، انطلقت من فوق سطح سيارة مسرعة.

أثارت التغريدة ردود فعل متفاوتة من مختلف بقاع العالم، فقد تم مشاهدتها أكثر من 130 ألف مرة وأعيد نشرها أكثر من ألفي مرة، وانهالت الأسئلة مباشرةً على سلجوق في التعليقات حول الطائرة الجديدة.

ولكن هذه الطائرة، ليست حديثة العهد، بل إن ما أعلن عنه بيرقدار كان انتهاء الاختبارات الأخيرة للطائرة التي تحمل اسم "بايراكتار كيمانكيش 2" (Bayraktar KEMANKEŞ 2) التي تمثل السلاح الأحدث في ترسانة شركة "بايكار" التي يرأسها توني ستارك التركي.

Bayraktar #KEMANKEŞ 2️⃣ ????????

Yapay Zeka Tabanlı Mini Seyir Füzesi | Mini Cruise Missile with AI Tech. ???? ????

▪️ Sistem Tanımlama Testi
▪️ System Identification Test#MilliTeknolojiHamlesi ???????????? pic.twitter.com/jMrl4Wz1cF

— Selçuk Bayraktar (@Selcuk) May 20, 2025

من هو سلجوق بيرقدار؟

ولد سلجوق بيرقدار في منطقة ساريير بإسطنبول عام 1979 لوالدين ينحدران من مقاطعة طرابزون الشهيرة، والده أوزديمير الذي توفي عام 2021 أسس شركة الطيران التركية "بايكار" في عام 1984 قبل أن ينهي سلجوق دراسته في كلية روبرت الأميركية في إسطنبول ويتخرج منها عام 1997، ليبدأ بعد ذلك رحلته في الدراسات العليا بجامعة إسطنبول التقنية، وخلال تلك الفترة، حصل على منحة دراسية من جامعة بنسلفانيا حيث أنهى بها دراسة الماجستير عام 2004.

إعلان

تمحورت رحلة سلجوق الدراسية حول المركبات الخفيفة الطائرة والمسيرات عن بعد، وهي الدراسة التي استغلها لاحقًا في تطوير شركة والده "بايكار" التي تحولت إلى واحدة من كبرى الشركات التركية في قطاعات التكنولوجيا المختلفة مع تركيز واسع على المسيرات عن بعد والمركبات بشكل عام فضلًا عن تزويد هذه المركبات بالأسلحة والصواريخ اللازمة لاستخدامها عسكريًا، ومن هنا يمكن تشبيهه بتوني ستارك، بطل أفلام "آيرون مان" (Iron Man) الذي ورث شركة والده وصنع ثروته من صناعة الأسلحة المتطورة.

ما "بايراكتار كيمانكيش 2″؟

تعد مسيرة "بايراكتار كيمانكيش 2" إحدى ابتكارات شركة "بايكار" الأصيلة، وهي طائرة مسيرة صغيرة مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي تساعدها في التعرف على الأهداف والاستجابة للأوامر بشكل أسرع مع مستوى دقة مرتفعة وسرعة أعلى فضلًا عن تمتعها بمدى طويل، إذ يمتد مداها إلى 200 كيلومتر.

وبحسب بيان شركة "بايكار"، فإن الطائرة تم تصميمها لتلبي الاحتياجات الخاصة بالجيش التركي سواء كانت العثور على الأهداف أو تتبعها وتدميرها بشكل آلي ودون أي تدخل بشري، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع يتجاوز 8 آلاف متر مع الوصول إلى سرعة 0.6 ماخ وحمولة تصل إلى 20 كيلوغراما، بينما يصل وزنها إلى 70 كيلوغراما.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع الخبراء العرب والصينيين حول الذكاء الاصطناعي في المكتبات بالصين
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • قمة الإعلام العربي: الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر من إجادته والتدريب عليه
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • جوجل تكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر Google I/O 2025
  • إماراتية تسخّر الذكاء الاصطناعي في تصنيع عطور عضوية
  • تسريبات.. هاتف Motorola Edge 2025 بمعالج Dimensity 7400 وبلمسة الذكاء الاصطناعي
  • توني ستارك التركي يكشف عن المسيرات ذات الذكاء الاصطناعي
  • الرقابة المالية: الذكاء الاصطناعي ضروري في تطوير القطاع المالي