مصر – تحدث مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية اللواء طيار هشام الحلبي عن تأثير العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

وكشف اللواء طيار دكتور هشام الحلبي في تصريحات خاصة لـ RT أن الملحق الأمني لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ينص على وجود ترتيبات أمنية بين الطرفين، بوجود حجم معين من القوات في مناطق محددة بالنسبة لمصر مناطق (أ – ب – ج)، وبالنسبة لإسرائيل المنطقة ( د ).

وأوضح أن المادة الثالثة من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، تتضمن التأكيد على ضرورة أن يحترم كل طرف سيادة الطرف الأخر وسلامة آراضيه، وأن يتعهد كل طرف بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة، على نحو مباشر وغير مباشر.

ويضيف اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أن إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية في قطاع غزة، وأجبرت أكثر من مليون فلسطيني على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه وتراكموا في رفح الفلسطينية، وأصبح بها 1.4 مليون شخص في حين أنها لا تتحمل أكثر من 300 ألف شخص تقريبا.

وأشار إلى أن إسرائيل ترغب في استهداف رفح الفلسطينية وتقوم باقتحامها، مما يطرح السؤال المهم وهو .. أين سيذهب هؤلاء السكان؟ .. ليكون أحد الاحتمالات البارزة هو توجههم نحو الحدود المصرية والدخول إلى سيناء، وبالتالي إذا حدث ذلك يكون بمثابة تهديد “غير مباشر” ويكون “نقضا لبند من بنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل” التي تنص على منع التهديد المباشر وغير المباشر.

وأشار مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية إلى أن تهديد السكان في جنوب قطاع غزة ودفعهم نحو الحدود المصرية وسيناء، يمثل مساس بالأمن القومي المصري بصورة غير مباشرة، وسلامة الأراضي المصرية والاستقلال السياسي طبقا لبنود معاهدة السلام، مشيرا إلى أن مصر حذرت من هذا السيناريو، وتم إبلاغ الجانب الإسرائيلي وعدد كبير من دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية بذلك، وهو ما انعكس على الشكل العام للتصريحات الرسمية في العالم بما فيها الأمريكية، أن هناك محاذير عالية للغاية على استهداف رفح الفلسطينية.

اللواء طيار هشام الحلبي

وأكد أن مصر حاليا تدير جهود مكثفة ومفاوضات مضنية، لمحاولة إيقاف العمليات العسكرية والوصول إلى هدنة مع تبادل المحتجزين والأسرى، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الأرض التي يتم عليها تبادل الأسرى والمحتجزين هي الأرض المصرية، وبالتالي فأن “إقدام إسرائيل على هذا العمل سيمثل ضربة لمعاهدة السلام، ونسفا لكل ما هو موجود ببنود المعاهدة بما في ذلك الترتيبات الأمنية، وهذه إحدى المعاهدات القوية التي حفظت الأمن في المنطقة لسنوات طويلة.

وشدد على أن إقدام إسرائيل على هذا العمل سيؤدي إلى أنها ستفقد مصر كوسيط نزيه في الوساطة بينها وبين حماس أو في تبادل الأسرى، والمرات السابقة التي حدث خلالها اقتتال كانت مصر تدخل كوسيط نزيه لمحاولة وقف القتال ونجحت به أكثر من مرة، وأشاد بدورها العديد من دول العالم، وبالتالي هل إسرائيل لديها استعداد أن تفقد كل ذلك مقابل اقتحام رفح؟.
وشدد على أنه يجب على إسرائيل تقدير الموقف بالكامل لأن موضوع رفح الفلسطينية موضوع حساس، وبالتالي مصر جاهزة لكل السيناريوهات، مشيرا إلى أن مصر لا تتمنى الحرب وتحافظ على معاهدة السلام.

وكشف اللواء طيار دكتور هشام الحلبي- مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية ، أن تواجد القوات الإسرائيلية في محور صلاح الدين أو “محور فيلادفيا” ، لا يمكن أن يتم إلا بالتنسيق مع مصر.

وأكد على أن مصر لا تقبل ضرب واستهداف رفح الفلسطينية لعدة أسباب الأول هو رفض مصر القاطع لاستهداف وضرب المدنيين الفلسطينيين، والثاني هو رفض مصر تهجير المدنيين الفلسطينيين من منازلهم مرة أخرى، بعدما تم تهجيرهم من شمال قطاع غزة إلى رفح، والسبب الثالث أن هذا التهجير قد يؤدي إلى اجتياز الحدود والنزوح إلى سيناء ما يمثل ضرب لمعاهدة السلام.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: رفح الفلسطینیة هشام الحلبی اللواء طیار أن مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: محاولة أسر جنود بغزة خطط مدروسة وليست مصادفة

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن تنفيذ المقاومة عملية عسكرية مركبة بمنطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، ليست مصادفة ميدانية، بل هي معارك مُخطط لها بامتياز.

وبثت الجزيرة مشاهد حصرية توثق محاولة أسر أحد جنود الاحتلال، نفذها مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة).

وأظهرت المشاهد محاولة أسر القسام جنديا إسرائيليا بعد فراره من حفار عسكري قبل قتله والاستحواذ على سلاحه، خلال إغارة على تجمع لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.

وكشفت العملية عن قدرة المقاومة على التسلل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي في مناطق يُفترض أنها "مؤمّنة"، مستغلة التضاريس والأنقاض لتنفيذ ضربات دقيقة.

واعتمدت العملية -وفقا للفلاحي- على التمويه والصمت القتالي بدلا من الهجوم الصاخب الذي يتطلب تغطية نارية، مما مكّن المقاومين من الاقتراب لمسافات قريبة جدا من الأهداف -بين 100 و150 مترا- لضمان فعالية القذائف.

ويعكس تصاعد العمليات في المناطق التي ينسحب منها الجيش فهما عميقا لخرائط الانتشار العسكري، واستغلالا للثغرات في منظومة المراقبة الإسرائيلية رغم تفوقها التكنولوجي.

ويكشف جمع المعلومات الدقيقة عن تحركات القوات الإسرائيلية، كما يوضح الفلاحي، وتوزيع المهام بين المجموعات، والتوقيت المتزامن للضربات، عن جهاز استخباراتي يعمل بكفاءة عالية.

كما تؤكد قدرة المقاومة على تنفيذ هجمات مركبة في مناطق متباعدة -من بيت حانون شمالا إلى رفح جنوبا- مرونة التخطيط وتمكّن العناصر الميدانية التي وصلت لمستوى متقدم في حرب العصابات.

وتتجاوز دلالات هذه العمليات الجانب التكتيكي إلى استنزاف معنويات الجيش الإسرائيلي، فمحاولات الأسر المتكررة تثبت أن المقاومة ما زالت قادرة على فرض معادلة رعب داخل مناطق يزعم أنها "آمنة".

إعلان

وتشير بيانات جيش الاحتلال إلى أنه يعاني نقصا في العتاد وتمردا في صفوف الاحتياط وتدنيا في الروح المعنوية، رغم أنه يسعى إلى تسريع وتيرة العمليات العسكرية بالتزامن مع مفاوضات الدوحة لتحسين موقف تل أبيب على طاولة المفاوضات.

وقبل يومين، توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام جيش الاحتلال بتكبيده خسائر يومية من شمال القطاع إلى جنوبه ضمن معركة استنزاف، ملمحا إلى أن المقاومة في غزة قد تتمكن قريبا من أسر جنود إسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • 131 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة جرّاء العملية الإسرائيلية
  • خبير عسكري: حماس أصرت في المفاوضات على خروج إسرائيل من محور موراج
  • خبير عسكري: الشعب المصري الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية
  • خبير عسكري: إسرائيل تسعى إلى اجتزاء 35 % من مساحة قطاع غزة
  • خبير عسكري: إستراتيجية المقاومة تقضي بنقل المعركة لشمال غزة
  • خبير عسكري: عمليات مقاومة غزة تؤكد مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ
  • زيلينسكي يتحدث عن دعم عسكري أميركي وأوروبي مرتقب لأوكرانيا
  • خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للمقاومة
  • خبير عسكري: محاولة أسر جنود بغزة خطط مدروسة وليست مصادفة
  • الأحرار الفلسطينية وفتح الانتفاضة تباركا العملية البطولية في مدينة الخليل