موسكو: الاتفاقات الأمنية بين كييف والغرب "لن تغير شيئا"
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ما تسمى بالاتفاقات الأمنية بين كييف والدول الغربية، لن تغير في الأمر شيئا على أرض الواقع.
وقالت زاخاروفا: "الاتفاقات التي وقعتها كييف مع عدد من الدول الأوروبية بما فيها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا والدنمارك، تحت مسمى "الضمانات الأمنية" في أوكرانيا على الرغم من عدم وجود أي "ضمانات" فيها، لن تغير أي شيء في الواقع".
وأضافت: "بهذه الاتفاقات، تعتزم برلين تخصيص 7 مليارات يورو من المساعدات العسكرية لكييف حتى نهاية عام 2024 و6 مليارات في السنوات اللاحقة، وستقدم باريس 3 مليارات يورو هذا العام، ولندن ستنفق حوالي 2.5 مليار جنيه إسترليني، وأوتاوا أكثر من ملياري دولار، ولم يعد أحد كييف بأي شيء أكثر من ذلك، حتى قبل توقيع هذه الاتفاقاات."
وتابعت: "ممثلو الدول الغربية أنفسهم الذين يوقعون مثل هذه الاتفاقات مع كييف يؤكدون أنها فارغة. وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أكد أن توقيع "اتفاقات الضمانات الأمنية" بين إيطاليا وأوكرانيا خطوة "سياسية رمزية لن يكون لها بعد قانوني".
وأشارت زاخاروفا إلى أن الغرب فقد مصداقيته منذ فترة طويلة، حيث أنه في فبراير 2014 "لم تفعل برلين وباريس ووارسو شيئا لتنفيذ الاتفاقية بين الرئيس الشرعي لأوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة، على الرغم من أنها وقعت اتفاقات ضامنة".
وأضافت: "في فبراير 2015 وقعت ألمانيا وفرنسا ضمانات لتنفيذ اتفاقية مينسك التي وافق عليها قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكنهم "دفنوها" بالتعاون مع كييف، مما أدى إلى تشكيك المجتمع الدولي بأسره بصدق نواياهم".
وتابعت: "اليوم القادة الغربيون ليسوا في عجلة من أمرهم لقبول "الضمانات" والتورط في التزامات جديدة، لكنهم يسعون وراء هدف واحد فقط وهو تحويل أوكرانيا إلى مستعمرة عاجزة واستخدامها أداة ضد روسيا".
وعن العلاقات مع الدول الغربية قالت زاخاروفا: "العلاقات الروسية الألمانية والروسية الفرنسية في هذه المرحلة للأسف في مستوى سيء وغير مسبوق، لقد تجاهل الشركاء السابقون الإرث الضخم للتعاون الثنائي الكبير والمتراكم على مدى عدة أجيال، هذا ليس خيارنا، منذ عامين كنا نراقب كيف تقوم دول الناتو ومن بينها ألمانيا وفرنسا بدور نشط، بتزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة، وتدريب الأفراد العسكريين، وتوفير المعلومات الاستخبارية، والمساهمة في تصعيد الأعمال العدائية".
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا متطرفون أوكرانيون
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: تغير في موقف واشنطن يُنذر بمسار جديد في ليبيا
العبدلي: رسالة ترامب أوصلت موقفًا حازمًا لجميع الأطراف الليبية
ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه رسالة صريحة عبر مستشاره للشؤون الأفريقية مسعد بولس، مفادها أن الوضع السياسي القائم في ليبيا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وترامب شخصيًا.
تحذير غير عبثي وطبقة سياسية هشة
العبدلي وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أكد أن رسالة ترامب وصلت إلى جميع الأطراف الليبية دون استثناء، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يطلق تصريحاته عبثًا، بل كانت محسوبة، ولديه سوابق في توجيه تهديدات مبطنة لدول أخرى.
وأوضح أن الطبقة السياسية الليبية ضعيفة ولا تستطيع معارضة الولايات المتحدة، ما يجعل الرسالة الأمريكية بمثابة كشف لواقع سياسي هش قد يفضي إلى مسار جديد، في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالملف الليبي.
مصالح اقتصادية وعروض بمليارات الدولارات
العبدلي أشار إلى أن الولايات المتحدة تملك مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، أبرزها الاتفاقيات مع المؤسسة الوطنية للنفط، وامتيازات في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، لكنه شدد على أن العروض التي قدمها عبد الحميد الدبيبة بقيمة 70 مليار دولار، تأتي ضمن محاولات تودد مكشوفة وفاشلة، إذ إن واشنطن قادرة على فرض ما تريده دون الحاجة لمجاملات.
تغير في أولويات واشنطن وتوجه نحو تدخل مباشر
وأوضح العبدلي أن ليبيا لم تكن ضمن أولويات الإدارات الأمريكية السابقة، لكن تصريحات ترامب تشير إلى تحول في هذا الاتجاه، وقد يتضح شكل التدخل خلال الفترة المقبلة، مع دعم متوقع لخارطة الطريق الأممية.
الديمقراطية غائبة والدعم موجّه لحلفاء واشنطن
وحول المسار الديمقراطي، قال العبدلي إن بعثة الأمم المتحدة ما تزال تملك دورًا في كسر الانسداد، لكنها تواجه تحديات كبيرة. ورغم رفع واشنطن شعار الديمقراطية، إلا أن ممارساتها في ليبيا تدل على سعيها لتمكين حلفائها بغض النظر عن إرادة الشعب.
الدعوة لإفساح المجال أمام الشباب
وأشاد العبدلي بتصريحات ترامب حول دعم الشباب الليبي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة التقت بعدد من الكفاءات الشابة. وقال إن من قادوا ليبيا خلال العقود الماضية تسببوا بانهيار الدولة، وأن الوقت قد حان ليأخذ الشباب دورهم، خاصة أن العقلية القديمة ترتبط بالفساد وتشبث السلطة.
الفرصة قائمة ولكن تتطلب جدية أمريكية
وختم العبدلي بالتأكيد على أن التغيير ضرورة حتمية، وإذا اقترن دعم الشباب الليبي من قبل واشنطن بجدية في دعم البعثة الأممية ووقف الفوضى السياسية، فإن ذلك سيمثل خطوة إيجابية على طريق إنقاذ ليبيا.