أعلنت صقلية حال الطوارئ بسبب الجفاف، نظراً إلى أن الأمطار التي طال انتظارها بعد صيف حارق لم تهطل في الشتاء على أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط.
«الوضع مأساوي»... بهذا الكلام، تصف ماريلينا باريكا المشهد وهي تتأمل تلال مادوني في شرق مدينة باليرمو، والتي تحولت مراعيها الخصبة إلى ما يشبه سجادة صفراء.
حتى أن التبن في المكان بات بنوعية رديئة لدرجة أن الأبقار لم تعد تأكله.

خارج صقلية، يؤثر هذا الوضع على غرب البحر الأبيض المتوسط برمّته، من شمال أفريقيا إلى إسبانيا، بما في ذلك المناطق الإيطالية الأخرى مثل جزيرة سردينيا.
بسبب تغير المناخ، من المتوقع أن تصبح موجات الجفاف أكثر تواتراً في صقلية، وكذلك الأمطار الغزيرة وموجات الحرّ.
أدت العواصف، التي اجتاحت الجزيرة خلال موسم حصاد التبن في ربيع 2023، إلى إتلاف الأعلاف، ما أدى إلى ظهور سموم خطيرة على الماشية. ومذاك، لم تهطل أي أمطار تقريباً. وبالتالي، لا يوجد تبن ليحل محله.

أبقار مسمومة
ماريلينا، البالغة 47 عاماً، تدير مزرعتها مع شقيقتها، وتنفق ما يقرب من ثلاثة آلاف يورو شهرياً لشراء العلف الذي لم تكن قادرة على إنتاجه بنفسها.
وفي غياب التبن عالي الجودة لاستخدامه في تغذية المواشي، فإن الأمر يرتبط بالنسبة لها بالحفاظ على أبقارها البالغ عددها 150 على قيد الحياة: إذ تنتج الحيوانات حالياً ما بين 17 إلى 18 لتراً فقط من الحليب، مقارنة بـ27 إلى 30 لتراً عادةً.
تقول ماريلينا، وهي طبيبة بيطرية أيضاً، إن أبقار زملائها قد تسممت بسبب الأعلاف الفاسدة، و«لا يمكن أن تنجب عجولاً، وتتعرض لحالات إجهاض تلقائي وينتهي بها الأمر في المسلخ أو حتى تفارق الحياة قبل ذلك».

ماريلينا باريكا صاحبة مزرعة في صقلية أخبار ذات صلة المجاعة تتعمّق في غزة وتهدد حياة مئات الآلاف الجفاف في «رئة الأرض» مرشح للاستمرار

وتأسف قائلة «علينا أن نستورد علفاً عالي الجودة، لكن تكاليفه باهظة للغاية».
سجلت صقلية ثمانية أشهر من «الجفاف شبه الكامل»، بحسب مرصد الموارد المائية. ولن يكون للأمطار القليلة التي هطلت في الأيام الأخيرة سوى تأثير محدود أو معدوم.
وبحسب وكالة الأرصاد الجوية الإقليمية، كان النصف الثاني من عام 2023 الأكثر جفافاً منذ أكثر من قرن، في حين كانت الجزيرة قد شهدت بالفعل درجة حرارة قياسية على المستوى الأوروبي في عام 2021، عند 48.8 درجة مئوية.
وبسبب عدم قدرتها على ملء خزاناتها، اضطرت صقلية إلى تقنين المياه في عشرات المدن في الجزيرة، ما أثر على حقول القمح وبساتين البرتقال والزيتون.
ثمار ذابلة 
يسحق فيتو أمانتيا (67 عاماً)، كتلاً من الأرض المتربة بيديه، باحثاً من دون جدوى عن آثار البذور التي زُرعت في نوفمبر، «والتي كان من المفترض أن تكون قد أنتجت نباتات بطول 50 سنتيمتراً».

ولا تزال القناة القريبة من أرضه متوقفة عن العمل، رغم سنوات من أعمال الصيانة.
في بستانه للبرتقال الذي يستفيد من التربة البركانية الخصبة بالقرب من جبل «إتنا»، لم يعد يُرى سوى ثمار أصغر بكثير من المعتاد أو أخرى ذابلة على الأغصان.
يقول هذا الممثل المحلي لمنظمة «كولديريتي»، وهي الجهة التمثيلية الرئيسية لمشغّلي الأراضي الزراعية في إيطاليا «لا أذكر، وأنا في عمر السبعين عاماً تقريباً، أنني رأيت شيئاً مشابهاً في ما مضى، أو سمعت أن والدي أو جدي اضطرا لمواجهة ما يشبه هذا الوضع».

ووفقا له، فإن 30% من منتجي الليمون في منطقة كاتانيا، ثاني أكبر مدن صقلية، معرضون لخطر الإفلاس.
يقول أندريا توريتي منسق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي «ما يقلقنا حقاً هو أن توقعاتنا للأشهر الثلاثة المقبلة بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط تشير إلى درجات حرارة أعلى بكثير من المعتاد».
ويواجه حوالى 70% من أراضي صقلية خطر التصحر، ليس فقط بسبب انحباس الأمطار لفترات طويلة، ولكن أيضاً بسبب التوسع الحضري غير المنضبط وهدر المياه، بحسب مرصد الموارد المائية.

قناة جافة بسبب انعدام المياه 

وقد أتلفت صقلية 95% من أراضيها الرطبة على مدى السنوات المئة والخمسين الماضية لتحويلها إلى أراضٍ زراعية أو بناء، على الرغم من دورها الرئيسي في منع الجفاف.
إلى ذلك، تُفقد 52% من المياه المتداولة في شبكة إمدادات المياه في صقلية بسبب عمليات التسرب، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.

محاصيل جافة بسبب نقص المياه المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صقلية حال الطوارئ الجفاف

إقرأ أيضاً:

البحوث الفلكية: الزلازل التي شعرت بها مصر لم تؤثر على البنية التحتية

كشف شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية،  أسباب تعرض مصر لعدة هزات ارضية خلال الأيام الماضية.

باكستان: هروب 200 سجين بعد حدوث زلزالبعد زلزال شمال العريش.. طرق الحماية داخل المنزل من الهزات الأرضيةحد عارف النيزك هينزل إمتى.. بشرى تعلق على الزلزال الأخيرتعمل ايه لو حصل زلزال؟.. خطة إنقاذ سريعة


وقال الهادي في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"،:" جميع الزلازل التي شعرت بها مصر لم تؤثر في البنية التحتية في كافة أنحاء الجمهورية".

وتابع شريف الهادي :" جميع الزلازل حدثت في أماكن نشطة زلزاليا خارج الحدود المصرية".


وأكمل :" البحر المتوسط به حزام نشط زلزاليا وتتكرر فيه الزلازل بشكل فجائي  والزلازل بدأت من شرق البحر المتوسط عند قبرص مرورا بجزيرة كريت وتأثرت به مصر".


ولفت شريف الهادي:" النشاط الزلزالي  في حزام الزلازل بالبحر المتوسط نسجله بشكل يومي لكن معظمها لا يشعر بها". 

طباعة شارك زلزال الزلازل اخبار التوك شو هزات أرضية مصر

مقالات مشابهة

  • 53 بالمئة من أراضي أوروبا وحوض المتوسط تأثَرت بالجفاف خلال أيار
  • الوزير بدر يبحث مع مديري الزراعة في المحافظات واقع القطاع والصعوبات التي تواجه المزارعين في ظل أزمة الجفاف
  • مرصد أوروبي: الجفاف يطال 53% من أراضي أوروبا وحوض المتوسط في ماي الماضي
  • اجتماع موسع في هيئة مصائد البحر العربي يبحث الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون في المياه الإقليمية
  • بقوة 3.2 درجة.. زلزال يضرب جزيرة كريت اليونانية
  • البحوث الفلكية: الزلازل التي شعرت بها مصر لم تؤثر على البنية التحتية
  • الأعلى منذ 13 عاماً.. الجفاف يغزو أكثر من نصف أراضي أوروبا وحوض المتوسط
  • 69 إصابة في تركيا جراء هزة أرضية
  • دولة آسيوية تعلن حالة الطوارئ بسبب فيروس نقص المناعة البشرية
  • شحة المياه جراء ضعف حكومة السوداني تسبب في منع زراعة” الرز” في العراق