أكاديميون إسرائيليون يدعون حكومتهم للتحرك ضد الجوع بغزة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
دعا أكاديميون إسرائيليون حكومة بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضد الجوع في قطاع غزة "قبل أن يتسبب في وفيات جماعية".
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 730 أكاديميا دعموا حملة توقيع أطلقت لاتخاذ إجراءات عاجلة ضد الجوع في قطاع غزة المحاصر.
ودعا الأكاديميون الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة ضد الجوع قبل أن تخرج الكارثة الإنسانية في غزة عن السيطرة وتتسبب بوفيات جماعية وتتحول إلى وصمة عار لا تمحى".
ومن بين الذين دعموا حملة التوقيع رئيس جامعة تل أبيب البروفيسور أرييل بورات، ورئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم الإنسانية البروفيسور دافيد هاريل.
كما شدد الأكاديميون على ضرورة إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
تزامن ذلك مع ما ذكرته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن الجوع في كل مكان بقطاع غزة. وشددت -عبر منصة إكس- على أن "الوضع شمالي غزة مأساوي حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة".
Hunger is everywhere in #Gaza ????
The situation in the north is tragic, where aid via land is denied despite repeated calls. Ramadan is approaching. The death toll continues to rise.
Humanitarian access across the #GazaStrip & an immediate ceasefire are imperative to save lives. pic.twitter.com/mgdgxqDeJu
— UNRWA (@UNRWA) March 10, 2024
وجراء الحرب وقيود يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حياة آلاف الأطفال في غزة مهددة بالخطر وسط معاناة من الجوع والمرض
مع دخول فصل الشتاء، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرات متصاعدة بشأن الوضعين الغذائي والصحي للأطفال في قطاع غزة، مشيرة إلى أن نحو 9,300 طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد حتى شهر أكتوبر الماضي. وبينما يشتد البرد وتتساقط الأمطار، يتفاقم الخطر على حياة آلاف الأطفال الذين يعيشون في مخيمات مكتظّة أو داخل بيوت مدمّرة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
في جولة ميدانية داخل عدة مناطق بالقطاع، تبدو المأساة أكبر بكثير مما تصفه الأرقام. شهادات الأهالي تكشف عمق الألم والعجز، وتوضح كيف تحوّل الشتاء إلى "عدوّ إضافي" يهاجم أجساد الأطفال الضعيفة.
شتاء بلا مأوى ولا بطانيات جافة
في مدينة حمد بمواصي خانيونس تجلس ختام شعبان (35 عامًا)، أمّ لخمسة أطفال، قرب خيمتها الممزّقة وهي تهدهد رضيعها إبراهيم، الذي وُلد خلال الحرب ويعاني التهابًا رئويًا. تقول: "غرقت الخيمة بالكامل ونحن نيام، أطفالي كانوا يرتجفون طوال الليل، ولا نملك بطانية جافة. قال الطبيب إن إبراهيم يحتاج إلى تدفئة وعلاج، لكن المستشفى لا يملك شيئًا، زوجي ما زال معتقلًا لدى سجون الاحتلال، منذ بداية الحرب وانا اصارع برفقة أولادي من اجل البقاء” وفي المخيم ذاته، تقف تساهيل علام (32 عامًا) تحمل طفلها (عام ونصف) في طابور طويل أمام نقطة طبية: "فقد ابني وزنه بشكل مخيف. بطنه منتفخ وضلوعه بارزة. جئت مرات كثيرة، لكن الحليب العلاجي غير متوفر. أشعر أنني أراقبه يذبل أمامي".
جوعٌ يفتك بالأطفال وأمهات يبحثن عن لقمة
تصف أم محمد الهنداوي (37 عامًا) واقعها في مخيم عشوائي بدير البلح: "نطبخ على الحطب، المساعدات الإنسانية شحيحه جدًا، طفلتي تبكي من الجوع ثم تنام من التعب. المستشفى أخبرنا أنها تعاني سوء تغذية حاد لكن العلاج غير موجود. البرد قارس ليلًا، والأطفال بحاجة إلى عناية كبيرة"، ويضيف زوجها وهو يمسك بعلبة حليب شبه فارغة: "هذه آخر علبة منذ أسبوعين. نخفف الحليب بالماء رغم خطورته. الطفلة ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع رفع رأسها". وتبيّن أم محمد أن سوء التغذية تسبب في تأخر نمو ابنتها: "كان ينبغي أن تمشي منذ أشهر لكنها لا تستطيع الوقوف. قال الطبيب إن نقص الغذاء أوقف نموها. أسعار البيض واللحوم مرتفعة ولا نملك شراءها”.
أمراض تتفشّى ومستشفيات عاجزة
في غرفة صفّية مدمّرة تحوّلت إلى مأوى في شمال غزة، يقول أحمد حامد (41 عامًا) والد أربعة أطفال: "الرطوبة خانقة والمطر يتسرب من السقف. أصيب أطفالي بإسهال وحمى. قال الأطباء إن ضعف المناعة بسبب قلة الطعام. أعطونا دواء واحدًا نتشاركه جميعًا”. وتضيف زوجته: "ليلًا يصبح البرد كالسكاكين. ابني الأوسط يعاني ضيق تنفّس وسوء تغذية. أخاف أن يموت وهو نائم”. أرقام رسمية تكشف حجم الكارثة بحسب اليونيسف، أُدخل في مايو 2025 نحو 5,119 طفلًا (6 أشهر-5 سنوات) للعلاج من سوء التغذية في غزة، بينهم 636 طفلًا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
ومنذ مطلع 2025 حتى نهاية مايو، بلغ عدد من أُدخلوا للعلاج 16,736 طفلًا بمعدل 112 طفلًا يوميًا. كما حذّرت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي من أن نحو 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم بحاجة إلى علاج عاجل، فيما يقدَّر أن أكثر من 320 ألف طفل دون الخامسة باتوا معرّضين لخطر سوء التغذية الحاد.
الأونروا: الوضع الإنساني في غزة ما زال مأساويًا
رغم وقف إطلاق النار، ما زال الوضع الإنساني في قطاع غزة مأساويًا، وفقًا للأونروا، التي أشارت إلى أن دخول الموظفين الدوليين والمساعدات ما زال محظورًا من قبل السلطات الإسرائيلية، بينما تُركت نحو 6 آلاف شاحنة غذائية متكدسة عند المعابر. وتعتمد أكثر من 90% من الأسر في القطاع على المساعدات، ويكتفي كثيرون بوجبة واحدة يوميًا، في وقت يدخل القطاع نحو 170 شاحنة فقط يوميًا، أي أقل بكثير من الحاجة الفعلية. فيما تستقبل العيادات يوميًا 15 ألف مريض، وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية لتصل إلى 90%.
الشتاء تهديد إضافي يرفع مخاطر الوفاة تؤكد اليونيسف أن الشتاء يزيد انتشار الإسهال والالتهابات التنفسية، وهي أمراض قاتلة للأطفال المصابين بسوء التغذية، مع العجز شبه الكامل للمستشفيات عن توفير العلاج.
مع استمرار الظروف الراهنة، تتعاظم الكارثة يومًا بعد يوم. كل وجبة مفقودة وكل ليلة باردة تترك أثرًا لا يُمحى في حياة الأطفال. في غزة، يقف الأطفال - الأكثر هشاشة - في خط المواجهة الأول أمام الجوع والبرد والمرض، فيما يحاصرهم نقص الغذاء وانهيار النظام الصحي وانقطاع سبل العلاج.