يمانيون:
2025-07-03@14:49:45 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

وديع العبسي

قواعد ثبتت صدقيتها، كلما طال العدوان على اليمن زاد التصنيع العسكري اليمني من قفزاته التطويرية، وكلما تمادى الكيان الأمريكي في الغطرسة، واستمر يتعامل مع دول المنطقة بذات التعالي، كلما اتسعت مديات العمليات اليمنية لمنع عبور السفن المرتبطة بثلاثي الوقاحة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
صرنا اليوم إلى المحيط الهندي وجنوب أفريقيا، وغدا سيلعن التاريخ الأمريكي قياداته حين يصير للسلاح اليمني أن يجتاز المحيطات والقارات، خصوصا وأن خبراء دوليين بدأوا الحديث عن احتمالية امتلاك صنعاء للأسلحة العابرة للقارات أو إمكانية وصولها إلى هذا النوع من السلاح، ولا شيء مستحيل ولا شيء صعب، متى ما توفرت الإرادة والشجاعة.


في اليمن كل شيء يبدو استثنائيا في زمن استكان فيه الواقع في مساحة كبيرة من خارطة العالم إلى الإرادة الأمريكية، اليمن من لا شيء يتخلق، واليمن من لا شيء يفضح هشاشة القوى التي كان يُزعم أنها الأقوى، واليمن يثبت إمكانية تحقيق التحولات رغم سيطرة اللوبي الصهيوأمريكي على العالم، ثم اليمن يقدم لهذا العالم النموذج على أن الإيمان والإرادة والثقة أركان تصير أمامها كل التحديات الغربية هشة.
ليس بالإمكان- جملة وتفصيلا- انتقاد اليمن على موقفه أو إخضاعه لأي مقاربة قانونية بقصد حصره في موقف المخالف للقانون، فقد كان الموقف الأخلاقي والإنساني معلنا منذ البداية: ما يجري في فلسطين أمر يتجاوز كل الأعراف والقيم، وممارسات عصابات وقطّاع طرق، ولا يصح للمجتمع الدولي أن يبقى يشاهد هذه المجازر دون أن يحرك ساكناً، وعلى النقيض من ذلك يقف العالم الحر ضد السلوك الأمريكي الطائش والمستميت في الدفاع عن الكيان الصهيوني واعتماده لغة الإرهاب لتحقيق هذا الغرض, فهل شاهد الأمريكان الطوفان البشري الذي شهدته العاصمة صنعاء و15 محافظة أخرى يوم أمس الأول، لقد خرجوا رغم مشقة الخروج تحت أشعة الشمس وهم صائمون ليؤكدوا رسوخ ثباتهم على الموقف المناصر لفلسطين والمقدسات، وليؤكدوا أن الكيان وحاميته الأمريكية والبريطانية مآلهم الخسران الأكيد
اليمن يوسع من نطاق عملياته لأن كيانات الشر تمادت وتحدت العالم وأمعنت في عمليات الإبادة بتجويع النساء والأطفال في غزة، ولا أحد يعلم غدا ما الذي ستفاجئ به اليمن العالم من اقتدار أكبر يمثل إعجازا شكلا ومضمونا، يعجز التحليل عن تفسيره.
ويبقى الأمر دائما دفاعا عن القيم الإنسانية، ورفض الاستفراد الصهيوني بشعب أعزل مُنع عنه الغذاء والدواء.
وفي الأثناء تحافظ بعض الأنظمة العربية العميلة على دورها في حماية الكيان، فتمد اليه حبلا سُرِّيا برِّيا بالغذاء وكل ما يحتاج، ولا يطرأ في حسابها أن تتخذ نفس التوجه مع حالة الجوع التي يعيشها الفلسطينيون، وحسنا كان موقف الشعب الأردني الباسل الذي خرج متظاهراً، مطالباً بفتح جسر بري إلى غزة لدعم الفلسطينيين هناك بالغذاء والدواء.
فيما أمريكا لا تزال تكذب على عالم يعلم أنها تكذب، مع ذلك يتماهى مع مسلكها الشيطاني، فتتحدث واشنطن عن إمكانية دخول المواد الغذائية إلى غزة في غضون شهرين مع انتهاء جيش البيت الأبيض من إنشاء ميناء بايدن العائم، وهذا الاستخفاف إنما يشير أولا إلى استمرار العملية الإرهابية الصهيونية ضد غزة، وثانيا أن أي تحركات أو نقد ضد ممارسات الكيان وأمريكا لا تأثير له.
ويؤكد ما سلف أيضا، حديث أمريكا (الطازج) عن تفعيل جديد لتحالفها الفاشل منذ البداية، وجديدها هذه المرة دخول أنظمة عربية في التحالف، وطبعا من المستحيل عليها أن تسميه، وفي كل الأحوال الترهيب الجديد يؤكد أن أمريكا باتت مثيرة للشفقة ولم يعد لديها من الأوراق ما تلعب بها، وإلا لكانت تذكرت أنها لا تزال تقود تحالفا جمع من كل مكان مرتزقاً، وشن عدوانا واسعا على اليمن استمر تسعة أعوام ولم يحقق شيئا يذكر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لا شیء

إقرأ أيضاً:

إيران تلقن الكيان الصهيوني درسا وتعطي رسائل للعرب

توقفت أو انتهت الحرب الصهيونية الأمريكية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي بدأت فجر يوم الجمعة ١٣ يونيو واستمرت لمدة ١٢ يوما، والتي أعطاها الكيان الصهيوني اسما له أبعاد توراتية؛ «Operation Rising Lion» أو «الأسد الصاعد». وبدأ الكيان الصهيوني حربه بدعم عسكري واستخباراتي أمريكي وغربي واضح، وبطريقة خاطفة ومباغتة، وبتضليل وخداع لإيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

استطاعت هذه الحرب في ساعاتها الأولى القضاء على عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، وعدد من كبار العلماء النوويين، إضافة إلى استهداف مدمر لعدد من المواقع العسكرية والاستراتيجية الإيرانية المهمة. وبالطبع، في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة. وهذا ليس بجديد على الكيان الصهيوني الذي لا يعترف أصلا بالقانون الدولي، ولا يقيم له وزنًا، ويعلم أنه محصن من أي عقوبة دولية.

وأن من يقوم بتحصينه هي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، التي لطالما تشدقت باحترامها للقانون الدولي وللشرعية الدولية ولحقوق الإنسان.

ظن الكيان الصهيوني وظنت معه الولايات المتحدة أن ٤٦ عاما من العقوبات المستمرة والحظر على إيران، وتحديدًا الحظر على توريد الأسلحة، سيجعل منها لقمة سائغة، وسيتم شل حركتها العسكرية في ساعات، جراء الضربات الجوية الصهيونية الأمريكية العنيفة. ونسوا أن إيران والحضارة الفارسية التي تأسست إمبراطوريتها الأولى عام ٥٥٩ قبل الميلاد، وأن هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه ٩٠ مليون نسمة، وبمساحة شاسعة تقدر بمليون و٦٤٨ ألف كيلومتر مربع، لا يمكن أن يتحطم بالسهولة التي توقعها المعتدون، بالرغم من الظروف الاقتصادية الخانقة والتغلغل الاستخباراتي الصهيوني والغربي الكبير.

لقد كسرت إيران التعجرف والصلف والغرور الصهيوني، عندما قامت خلال ساعات معدودة بتعيين قيادات عسكرية في كل المواقع التي استشهد قادتها، والتي يبدو أنها كانت مستعدة لمثل هذا الأمر، وقامت بتحصين الجبهة الداخلية، في مفاجأة للمعتدين الذين ظنوا أن النظام الإسلامي في إيران ليس له قبول، وأن الشعب سيقوم بنفسه بالتخلص من هذا النظام عند بداية أي هجوم على إيران.

وبدأت في اليوم نفسه عملية الرد على هذا العدوان تحت مسمى «الوعد الصادق ٣»، والذي يعد امتدادا لسلسلة من العمليات تحمل الاسم نفسه؛ إذ كانت عملية الوعد الصادق الأولى في يوليو من عام ٢٠٠٦م، من قبل حزب الله، وأُطلق الاسم نفسه على الضربات الإيرانية على الكيان الصهيوني في أبريل ٢٠٢٤، ثم على الضربات الإيرانية على الكيان الصهيوني في أكتوبر ٢٠٢٤، التي أُطلق عليها عملية «الوعد الصادق٢».

وبدأت إيران في الرد الصاروخي العنيف على أرض فلسطين المحتلة بأسلحة استراتيجية، وهي الصواريخ البالستية التي تعد من أعمدة القوة العسكرية الردعية في الاستراتيجيات الدفاعية الحديثة، نظرا لقدراتها التدميرية العالية وسرعتها الكبيرة، وكذلك الصواريخ الفرط صوتية التي تنطلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بمقدار يتراوح بين ٥ و٢٥ ضعفًا - وهي كلها صناعة إيرانية.

لقد استطاعت هذه الصواريخ التي تحمل مسميات مختلفة: كشهاب وعماد وخيبر وقاسم وفتاح، وغيرها من المسميات، أن تصيب أهدافها بدقة، وتدمر مواقع حيوية استراتيجية عسكرية واستخباراتية صهيونية، وتخترق -تحت دهشة العالم أجمع - التحصينات الأمريكية لهذا الكيان، التي تتكون من ٤ طبقات تحت مسميات؛ القبة الحديدية، ومقلاع داود، وصواريخ حيتس ٣، ونظام ثاد الأمريكي.

وأدخلت كل سكان الكيان الصهيوني للملاجئ، في مشاهد من الرعب لم يتعرض لها هذا الكيان المجرم المتعجرف من قبل. وبالرغم من قيام هذا الكيان بالتعتيم التام وحظر نشر أي صور لهذه المواقع الاستراتيجية المدمرة، والقيام باعتقال فوري لمن يقوم بتصويرها، وذلك حتى يثبت أنه لم يتأثر، وهي جزء من استراتيجيته الإعلامية لإظهار القوة وفشل أعدائه في التأثير عليه، والسماح فقط بنشر بعض الأضرار التي لحقت بالمواقع المدنية. إلا أن الواقع والتسريبات بينت عكس ذلك تمامًا، وأن هذا الكيان وعلى مدى ١٢ يومًا ومن خلال مئات الصواريخ وصل إلى مرحلة قريبة من الانهيار، لولا تدخل الرئيس ترامب في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء ٢٤ يونيو لإنقاذه، من خلال عرض وقف إطلاق النار على إيران المنهكة هي أيضا من الضربات الجوية الأمريكية الصهيونية.

لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال هذه الحرب، عدة أمور، ووجهت كذلك للدول العربية عدة رسائل وحقائق منها: إن إيران بالرغم من الحصار الطويل المميت، الذي امتد لـ ٤٦ عاما وتسبب في حرمانها من الطائرات الحربية وكذلك الدفاعات الجوية المتطورة - وهذا ما أثبتته الحرب - من استباحة الطيران الصهيوني الأمريكي للأراضي الإيرانية طوال مدة الحرب، إلا أنها بالمقابل استطاعت من خلال قوتها الذاتية صناعة الآلآف من صواريخ الردع الاستراتيجية، بطريقة مذهلة تثير الإعجاب.

وأن الحروب والتفوق فيها، تعتمد على عوامل عدة، يأتي في مقدمتها الصبر وتحمل قوة ضربات العدو مهما كانت قوتها. كذلك بينت أحداث هذه الحرب أن الدول الغربية لا يمكن الوثوق بها إطلاقًا.. وهذا ما أكدته ردة فعل الدول الغربية الكبرى فور العدوان الصهيوني على إيران، من خلال إصدارها بيانات تؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. بالرغم من أن هذا الكيان هو المعتدي، ولم تقم إيران بالاعتداء عليه حتى يدافع عن نفسه.

وأن الضعف العربي والخذلان من قبل معظم الدول العربية، وبالذات الدول العربية النافذة والوقوف وقوف المتفرج على المجازر والإبادة الجماعية، والتجويع حتى الموت التي يمارسها هذا الكيان الصهيوني المجرم على المدنيين العزل في غزة، على مدى أكثر من ٢٠ شهرا، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من ٥٦ ألف شهيد، و١٣٣ ألف جريح، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير غزة بالكامل تقريبًا.

ليس لهذا الضعف العربي ما يبرره، فإيران المحاصرة على مدى عقود، اقتصاديا وعسكريا، استطاعت تأديب هذا الكيان المتعجرف، والدول العربية التي تملك أحدث الأسلحة المتطورة لم تستطع أن ترفع عقيرتها بالصوت أمام هذا الكيان لإدخال أبسط أنواع المساعدات الإنسانية لغزة، كالماء على سبيل المثال لا الحصر. وأن الحقيقة التي يفترض أن يضعها النظام الرسمي العربي أمام عينيه، أن من يتجرأ ينتصر، ومن يهين نفسه لا يتوقع من الآخرين أن يحترموه ويهابوه.

وأن الدور أتٍ على من يظن أنه في مأمن من التخطيط الصهيوني الشيطاني وتحقيق حلمه بإسرائيل الكبرى.

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية

مقالات مشابهة

  • إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟
  • مباركة فلسطينية للعملية اليمنية بعمق الكيان
  • نشرة أخبار العالم| ترامب يعلن موافق إسرائيل على هدنة غزة وينتظر موافقة حماس.. وواشنطن توقف تسليم بعض الأسلحة لأوكرانيا.. ووزير الدفاع الإسرائيلي يُهدّد اليمن
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة لـ60 يوما في انتظار موافقة حماس
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة 60 يوما بانتظار موافقة حماس
  • اول رد يمني على تصريحات السفير الامريكي لدى الكيان!
  • صاروخ يمني يدك الكيان الصهيونية وسماع دوي انفجارات عنيفة
  • ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالسينما
  • جماهير الهلال تحتفل بسفير العرب في المونديال وتزلزل أمريكا باسم الهلال .. فيديو
  • إيران تلقن الكيان الصهيوني درسا وتعطي رسائل للعرب