أكد السيد حامد بن سلطان البوسعيدي المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة، وعضو لجنة الحوكمة والأداء المؤسسي في "رؤية عمان 2040" أن الورش تعد جزءا من عمل إدارة أي مشروع نتبعه، والقصد منها معرفة الفجوات ونقاط القوة والضعف والفرص، وأيضا من خلالها نبني تصورا مبدئيا بما يحتويه دليل ميثاق الحوكمة من عناصر، مبينا أن هذه الورش أساسية ومهمة وهي إحدى آليات عملنا التي تأتي في المرحلة الثانية، حيث أن المرحلة الأولى هي قراءة المصادر والاطلاع على البيانات والمعلومات المرسلة من قبل الجهة المعنية سواء أكانت اللوائح والقوانين أم غيرها، وبعد أن نكوّن فكرة جيدة نعقد الورشة، حيث يتم خلال الورشة الالتقاء بالمعنيين بمختلف فئاتهم والجهات المعنية التي يطبق من خلالها الحوكمة لمعرفة آرائهم والذي من شانه أن يعزز من جودة العمل، ويتم وضعهم في مجموعات ومن ثم تحديد عمل أو الأهداف التي يعملون بها ويتم النقاش معهم، وبعد الانتهاء من الورشة يتم كتابة تقرير مختصر لمعرفة نقاط القوة والضعف والتحديات ونحدد على ضوئها الخطوة الثانية من آلية العمل.

4 مرتكزات

جاء ذلك في الورشة الأولى لتحليل الفجوات للجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية والتي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال الفترة من 31 مارس وحتى الثاني من أبريل الجاري بفندق إنترستي بالخوير.

وأضاف البوسعيدي: الورشة اشتملت على مرتكزات توضح المفاهيم التي تم التطرق لها، وإعطاء صورة أوضح للقائمين في اللجنة الأولمبية على مفهوم الحوكمة ونشأتها وأهدافها، مشيرا إلى أنه مع بداية كل ورشة نعطي صورة واضحة عما تعنيه الحوكمة والهدف منها وأهميتها، بالإضافة إلى الهدف من المشروع نفسه وإعطاء صورة عن الخطوات التي سيتم تنفيذها، وتطرق البوسعيدي للحديث عن المرتكزات التي جرى الحديث عنها خلال الورشة والتي تخدم اللجنة الأولمبية وهي 4 مرتكزات، الأول يخص مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية وفصل الأدوار وذلك بالتخطيط والإدارة من خلال فصل السلطات والصلاحيات والتي تختص بالجمعية العمومية ومجلس الإدارة والأمانة العامة، والمرتكز الثاني يتعلق بالإدارة المالية السليمة والذي يتحدث عن الرقابة والتقارير عن اللجان المعنية بالتدقيق والرقابة عن مراقب الحسابات الخارجي وموضوع الإفصاح والشفافية، أما المرتكز الثالث فهو الاستجابة والتواصل من خلال أهمية وكيفية تفعيل مبدأ التواصل والاتصال والتعامل مع الشكاوى المختلفة، بينما المرتكز الرابع هو السلوك المهني وضرورة وجود ميثاق يعنى بالسلوك المهني والأخلاقي، والاستدامة والتوجهات المستقبلية ويتم خلال هذا المرتكز التطرق لعدة جوانب منها مبدأ المسؤولية المجتمعية ومبدأ ميثاق السلوك المهني لأعضاء مجلس الإدارة التنفيذية، مؤكدا أن هذه المرتكزات التي يتم الاستعانة بها في الورشة والتي تسهم في إعداد المشروع وتحديد أطراف العلاقة كذلك والمتمثل في الجمعية العمومية ومجلس الإدارة واللجان والأمانة العامة ووحدة التدقيق، بالإضافة إلى الأطراف الأخرى ذات العلاقة التي تربط عمل اللجنة الأولمبية على سبيل المثال بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أو المنظمات الدولية.

تحديات داخلية وخارجية

وأكد البوسعيدي أنه كان هناك شقان خلال الورشة تمثلت في تحديات داخلية وأخرى خارجية، حيث تعتمد التحديات الداخلية على وضوح في الرؤية، ووصلنا إلى هدف أسمى وهو الحفاظ على مكانة وسمعة سلطنة عمان فيما يتعلق بهذا الجانب والمنافسة في الألعاب الأولمبية، أما الأمر الآخر من الأمور الداخلية فهو أهمية فصل الاختصاصات بين مجلس الإدارة التنفيذية وبين الأطراف أو الكيانات الأخرى في الهيكل المعتمد، وتابع: من التحديات أيضا ضرورة توضيح أدوار كل من وزارة الثقافة والرياضة والشباب والعلاقة بينها واللجنة الأولمبية وعلاقة اللجنة الأولمبية بالاتحادات الرياضية ووجدنا أنه لا بد من توضيح الدور من خلال النقاش وكذلك بين المنظمات الخليجية والعربية، ومبدئيا هناك تحديات نعمل على علاجها وفي مقدمتها الجانب المالي، حيث إن هذا الجانب ضروري جدا في تمكين المؤسسات بالقيام بدورها بشكل أمثل وتطوير عملها وتوسعها والوصول إلى العالمية، مبينا أنه يجب تحديد آليات هذا الجانب وضرورة أن يكون البيت الداخلي والمتمثل في اللوائح منظما بحيث يكون قادرا على التطور والاستثمار والتوسع، واللوائح الداخلية مثل لائحة شؤون الموظفين واللائحة المالية والمخاطر وميثاق السلوك المهني مهم جدا والذي يساعد المؤسسة على النمو.

حلول التمويل وتعزيز الموازنات

وأوضح بقوله: إننا لا نستطيع أن نضع حلولًا شاملة لمسألة الجانب المالي، حيث إن حلول التمويل وتعزيز الموازنات ليس له علاقة بنا وإنما من الممكن أن نضع إطار لكيفية توظيف المبالغ من خلال اللائحة المالية وكيفية الحد من مخاطر التلاعب الإداري والمالي لكن على العموم الجانب المالي من اختصاص مجالس الإدارات والجهات المعنية، وتابع: دائما ما تقوم مؤسساتنا بكافة أشكالها القانونية سواء أكانت شركات أو مؤسسات تابعة للدولة بخطط واضحة واستراتيجيات واضحة ولديها كادر ذو كفاءة عالية، لكن ما ينقصها هو تنظيم آلية العمل من الداخل والشفافية في تقاريرها في الوصول إلى المعلومات للمستفيدين من الجهات المتعاملة معها؛ فالحوكمة بما تعنيه من مفهوم هي تنظيم بيئة العمل بشكل أفضل وتحسينه وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمجتمع بشكل عام، وعلى المستوى البعيد ستحسن مسألة الصلاحيات واتخاذ القرار والحد من المخاطر والتلاعب الإداري والمالي، وستعزز من ثقة وسمعة المتعاملين مع المؤسسة وبالتالي كل ذلك سينعكس في نموها واستدامتها.

تواصل الورش

من جانب آخر يلتقي فريق عمل حوكمة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية اليوم مع رؤساء الاتحادات واللجان، كما سيلتقي بعد الغد أيضا مع المسؤولين في الاتحاد العماني لكرة القدم رؤساء أندية 13 ناديا اختارهم الاتحاد العماني لكرة القدم وذلك بهدف الاطلاع على حوكمة الاتحاد الرياضية والمفاهيم التي تهدف إلى تحسين إدارتها وظروفها المؤسسية والمالية والقانونية والتدابير والسياسات التي تساعد على تعزيز رفع مستوى الشفافية في اتخاذ القرارات الإدارية والمالية والرياضية والامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها وكذلك استقلالية مجالس إدارات الاتحادات واللجان الرياضية وإيجاد بيئة عمل مستدامة ومنضبطة من حيث التخطيط واتخاذ القرارات على أسس دقيق وشفاف ورفع جودة الإدارة الرياضية واختيار افضل الكفاءات الإدارية والإسهام في جذب الاستثمارات والشراكات التجارية وكذلك نشر قيم النزاهة والأخلاق الرياضية.

وكان صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب قد أصدر في وقت سابق قرارا وزاريا بتشكيل فريق عمل حوكمة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية برئاسة مستشار الوزير لشؤون المجالس واللجان وعضوية كل من مدير عام الشؤون الإدارية والمالية ومدير عام الرعاية والتطوير الرياضي ومدير دائرة الشؤون القانونية والمدير التنفيذي للجنة الأولمبية العمانية.

وتتخلص عمل فريق عمل حوكمة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية في حوكمة الهياكل التنظيمية للجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية العمانية، بما يتفق مع اختصاصاتها وحجم أنشطتها، وتحديد الاختصاصات والمهام لكل من اللجنة الأولمبية العمانية وكل اتحاد من الاتحادات الرياضية العمانية، حسب الأدوار المسندة إليه، وتحديد العلاقة والأدوار التنفيذية بين مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية باللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية العمانية، وأيضا تحديد أدوات الرقابة الداخلية والخارجية للجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية العمانية، وكذلك تحديد أدوات التقييم ومؤشرات الأداء للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية العمانية، وإعداد اللوائح الإدارية والمالية وشؤون الموظفين للجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية العمانية، والهيكلة التنظيمية للإدارة التنفيذية وفق الأنظمة والقوانين الدولية المعمول بها في هذا الشأن.

كما يمارس الفريق مهام إعداد خطة عمل زمنية لبرنامج وآليات العمل بالتنسيق مع مركز عمان للحوكمة المستدامة وتوفير البيانات والمعلومات التي يتطلبها عمل المركز وتقديم التسهيلات والدعم الفني للمركز في سبيل إنجاز العمل والتحقق من قيام المركز بكافة البنود المتفق عليها في العقد ومتابعة إعداد دليل حوكمة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية ويشمل كافة الجوانب الإدارة والمالية والهيكلية والتنسيق بشان اقتراح الحلول التنفيذية الرقابية ووضع مؤشرات الأداء للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية مع مركز عمان للحوكمة المستمدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب من خلال

إقرأ أيضاً:

س & ج.. كيف أسقطت الإدارية العليا نتيجة «الدقي–العجوزة»؟.. أهم المخالفات الجسيمة التي قلبت النتيجة

في حكم يعدّ الأكثر تفصيلاً وتأثيرًا في مسار الطعون الانتخابية لعام 2025، كشفت المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار أسامة يوسف شلبي، عن أسباب قرارها التاريخي بإلغاء نتيجة انتخابات الدائرة الأولى بمحافظة الجيزة (الدقي–العجوزة–الجيزة)، في الطعن رقم 6083 لسنة 72 ق عليا، بعد ثبوت مخالفات جسيمة مست العملية الانتخابية في جوهرها، ووصفتها المحكمة بأنها مخالفات أهدرت سلامة الإرادة الانتخابية وأفقدت النتيجة حجيتها.

هذا الحكم لم يكشف فقط عن تجاوزات خطيرة في لجان الفرز والرصد، بل رسم أيضًا الخط الفاصل بين اختصاص الإدارية العليا في طعون جولة الإعادة، واختصاص محكمة النقض في الطعون المتعلقة بصحة عضوية الفائزين.

س: ما هو أصل الطعن الذي أدى إلى إلغاء الانتخابات في دائرة الدقي–العجوزة؟

ج: الطعن قدمه المرشح دندراوي أبو الفضل، مطالبًا بإلغاء قرار الهيئة الوطنية للانتخابات الصادر في 18 نوفمبر 2025، ومتهمًا العملية الانتخابية بوجود مخالفات مؤثرة في التصويت والفرز والرصد داخل اللجنة العامة.

س: لماذا قالت المحكمة إن بعض جوانب الطعن خارج اختصاصها؟

ج: المحكمة أكدت أن الحكم بصحة فوز المرشح أحمد الوليد يدخل في اختصاص محكمة النقض فقط، لأنها الجهة الوحيدة صاحبة الولاية في الفصل في صحة العضوية، وفقًا للدستور وقانون مجلس النواب.

س: ما هو الجزء الذي يدخل فعليًا في اختصاص الإدارية العليا؟

ج: كل ما يتعلق بـ قرارات اللجان العامة، وإجراءات الرصد، وعدم تمكين المرشحين أو المندوبين، والأخطاء في التجميع، والقرارات المتعلقة بجولة الإعادة، لأن هذه كلها إجراءات انتخابية لا تتصل بصحة العضوية.

س: ما المخالفات التي رصدتها المحكمة وأسقطت النتيجة بسببها؟

ج: الحيثيات أكدت أن المخالفات لم تكن شكلية بل جسيمة ومؤثرة، وجاء أبرزها:
• منع اللجنة العامة تسلّم توكيلات مندوبي المرشحين ومنع تحرير التفويضات.
• منع الطاعن من الحصول على كشوف الحصر العددي المعتمدة.
• تداول بطاقات الرأي خارج اللجان في مشاهد وصفتها المحكمة بأنها تهدد نزاهة التصويت.
• وجود أخطاء ضخمة في رصد وتجميع الأصوات داخل اللجنة العامة.
• وجود فروق غير منطقية وغير قابلة للتفسير بين محاضر اللجان الفرعية واللجنة العامة.
• عجز اللجنة العامة عن تقديم مبررات أو أثباتات تؤكد صحة ما أعلنته من أرقام.

س: هل رأت المحكمة أن هذه المخالفات أثرت بالفعل في النتيجة؟

ج: نعم أكدت المحكمة أن المخالفات قلبت مراكز المتنافسين، وأن التصحيح مستحيل دون إعادة العملية برمتها، لأن الخلل ضرب أساس الحصر العددي نفسه، وليس مجرد رقم أو لجنة واحدة.

س: ماذا قالت الحيثيات عن تداول بطاقات الرأي خارج اللجان؟

ج: المحكمة اعتبرت هذا أخطر المخالفات، لأنه يضرب سرية التصويت ويُسقط الثقة العامة في العملية الانتخابية، وأكدت أن ذلك وحده كفيل بإلغاء النتيجة.

س: لماذا رفضت المحكمة اعتماد محاضر اللجنة العامة؟

ج: لأن محاضرها خالفت محاضر اللجان الفرعية في أرقام مؤثرة، ولم تقدم اللجنة تفسيرًا أو تصحيحًا، وهو ما وصفته المحكمة بأنه “خلل جوهري في ركن الحصر العددي”.

س: ما القرار النهائي الذي أصدرته الإدارية العليا؟

ج:
1. عدم اختصاصها بنظر صحة فوز أحمد الوليد وإحالة الملف لمحكمة النقض.
2. قبول الطعن شكلاً وموضوعًا فيما يتعلق بقرار خوض الإعادة.
3. إلغاء قرار الهيئة الوطنية بخوض المرشحين عبد الرحيم علي (الدالي) وبدوي جولة الإعادة.
4. إعادة الانتخابات بالدائرة بالكامل بالنظام الفردي بين جميع المرشحين.




مقالات مشابهة

  • تحليل فني: أفضلية تكتيكية لـ"الأحمر" أمام السعودية
  • رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبطال مصر في الكاراتيه والسلاح
  • اللجنة الأولمبية المصرية تشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبطال العالم في الكاراتيه والسلاح
  • رئيس اللجنة الأولمبية يشكر الرئيس السيسي على تهنئة أبناء مصر أبطال العالم في الكاراتيه والسلاح
  • سكرتير عام الدقهلية يعقد اجتماعا للجنة مراقبة وتنفيذ العقد المبرم مع ايكارو
  • الدولة يناقش مشروع قانون البيانات والمعلومات الجغرافية المكانية
  • س & ج.. كيف أسقطت الإدارية العليا نتيجة «الدقي–العجوزة»؟.. أهم المخالفات الجسيمة التي قلبت النتيجة
  • تعليق عضوية الاتحاد العراقي للألعاب المائية بسبب الفساد
  • العليمي يرأس اجتماعا للجنة الأمنية العليا والمحرمي يلتقي محافظ حضرموت الجديد
  • محافظ بني سويف يناقش جهود ونتائج 19 زيارة للتفتيش المالي والإداري بالمحافظة