أزمة تهدّد حزب الله.. هكذا خسرَ أبرز العقول!
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
إغتيال إسرائيل للقياديّ في "الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي بإستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام، سيرتدّ بشكل أو بآخر على "حزب الله" بصورة مباشرة، فزاهدي كان أحد أبرز القادة الإيرانيين المرتبطين بالحزب ارتباطاً وثيقاً، وعمل على تعزيز قوته وصقل قدراته الصاروخية خلال السنوات الـ20 الماضية.
مسألة اغتيال زاهدي وغيره من القادة الإيرانيين الأساسيين تضع الحزب أمام معضلة تتصلُ بـ"غياب أركان محوريين" في العمل القتالي ضد إسرائيل. فعلياً، أول خسارة كبرى للحزب كانت عام 2008 حينما اغتالت تل أبيب قائده العسكري الشهيد عماد مغنية في دمشق. رغم الضربة الموجعة برحيل مغنية، تمكنت إيران منذ ذلك الحين من إعادة جعل الحزب يندفع أكثر نحو الأمام، فالمساهمة الفعلية ضمنه كانت حاضرة في أكثر من ميدان، والدليل كان خلال الحرب السورية التي بدأت عام 2011. هناك، كان الحزب حاضراً وما زال حتى الآن برعاية فعلية من الإيرانيين، رغم كل الحديث عن إنسحابٍ حصل خلال السنوات الماضية. عملياً، قد يكون وجود الحزب في سوريا مقتصراً على معنيين بتصنيع الأسلحة ونقلها إلى لبنان، كما أن الدور الأساسي لهؤلاء يمكن أيضاً في التنسيق مع الإيرانيين ومع زاهدي بشكلٍ خاص.
بعد إغتيال مغنية، كان هدف الحزب البناء على ما تركهُ الأخير، فأنشأ جيلاً قيادياً يعتبر امتداداً لفكر مغنية، لكن السؤال الأساسي هنا: هل استطاع أحد ملء الفراغ الذي أرساه غياب مغنية؟ المسألة هذه بحاجة إلى شرح محوري، لكن بعض الثغرات التي ظهرت في الحرب الحالية ضمن جبهة جنوب لبنان، كشفت أن الحزب يحتاج إلى عملية تقييم جديدة للأداء العسكري، لاسيما أن الخسائر التي مُنيَ بها كثيرة وعديدة، سواء على الناحية البشرية أو من الناحية اللوجستية والعسكرية.
في العام 2006، وبعد خبرة ميدانية وقتالية طويلة، استطاع مغنية خوض حرب تموز ضد إسرائيل وفق معايير عسكرية وإستخباراتية تختلف عما وصلت إليه الأمور الآن. منذ 18 عاماً، تبدلت كافة الموازين، حتى أن "حزب الله" تبدل وتغير، كما أن نطاقه اتسع، فيما الخروقات التي يواجهها باتت أكثر وأعمق نظراً لتمدده الجغرافي في أكثر من جبهة وساحة وإقليم.
الخبرة التي كان يمتلكها مغنية كبيرة، وحينما خسره الحزب تدخلت إيران بقادة مماثلين لتسيير شؤون الحزب العسكرية أقله من خلال صقل القدرات وتعزيز الوحدات القتالية وتمكين النظام الأمني داخله. أحد أبرز المسؤولين عن هذه المسيرة كان زاهدي، فيما كان قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني أبرز ركنٍ في دعم الحزب وتطويره على مدى السنوات الماضية لاسيما خلال الحرب السورية وأيضاً بعد حرب تموز.
صحيح أن غياب مغنية كان مؤثراً لكن وجود سليماني وزاهدي وآخرين مع الحزب أرسى نوعاً من الإطمئنان.. ولكن، ماذا سيحصل لاحقاً بعد تصفية أبرز "العقول" الأساسية التي استفاد الحزب منها؟
بخسارة زاهدي، سليماني وقادة آخرين أبرزهم وسام الطويل ومسؤولين ميدانيين بارزين في الوحدات الصاروخية التابعة للحزب مثل علي نعيم، بات الأخير أمام "فراغات" محورية يستوجب عليه ملؤها للوصول إلى مكانٍ جديد على صعيد القيادة. هنا، ما يظهر بشكلٍ جلي هو أنّ إسرائيل تعمد إلى "قصف العقول" التي كان يعتمد عليها الحزبُ كثيراً، وذلك باستخدام العمل العسكري والاغتيالات وعمليات التصفية، والأساس في ذلك هو تدمير قدرة التنظيم اللبناني على القتال باستخدام السلاح التقليدي وغيره.
وخلال عمليات الاغتيال السابقة التي طالت قادة الحزب منذ بدء حرب غزّة يوم 7 تشرين الأول الماضي، كان الهدف الإسرائيلي واضحاً في التركيز على أشخاص معينين لتصفيتهم، والغاية من هذه الخطوة هو كسر قاعدة أساسية للحزب تكاد تشكل "بنية مهمة" لإستمراريته العسكرية لاحقاً. هنا، فإن هذا الأمر لم يطل القادة الأساسيين في الحزب وحسب، بل شمل أيضاً الأطراف التي يحتاج إليها الأخير للإتكاء عليها، ما يعني أن "قصقصة الجوانح" باتت تفرض نفسها ميدانياً وحربياً، سواء داخل الحزب أو حتى على صعيد حلفائه الإيرانيين.
إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن اعتبار أن الواقع الحالي فرض على الحزب معركة جديدة عنوانها "تأسيس قيادات جديدة ومحورية"، فالحرب الحالية كشفت أنماطا قتالية جديدة لم تكن موجودة سابقاً. ضمنياً، قد يكون من صالح الحزب حدوث هذه الحرب لإكتشاف نقاط القوة والضعف وتحديد مسارات تطويرية جديدة.
وقد تكون عملية "طوفان الأقصى" طريقاً نحو منعطفين: الأول وهو تطوير الحزب والاستفادة من كل دروس الحرب الحالية للبقاء والإستمرار، فيما المنعطف الثاني سيكون عنواناً لاتجاه الحزب نحو الضعف والتراجع.. وطبعاً، العبرة في ما ستحمله الأيام والسنوات المُقبلة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قطيعة بين حزب الله وفرنسا؟
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بادر "حزب الله" إلى فتح النار على الدور الفرنسي في لبنان والمنطقة عموما، وكان لافتا أن الحزب الذي كان يبدي دوما حرصا على الإيحاء بأن ثمة علاقة إيجابية تربطه بالجانب الفرنسي، سارع إلى القول بلسان مصادره إن المبادرة الفرنسية "ستكون محدودة الإطار والأثر، ومنتهى الآمال عند واضعيها، قد يقتصر على تنظيم مؤتمر لدعم الجيش والمشاركة في قوة دولية يعمل على تشكيلها لتنتشر في الجنوب وتكون بديلا من قوة "اليونيفيل".
ويبقى السؤال: ما الذي دفع الحزب في هذه المرحلة بالذات إلى الإضاءة على نقطة "محدودية الدور الفرنسي" الذي لم يكن يوما خارجا عن المشيئة الأميركية؟
يوحي الأمر ضمنا بأزمة علاقة ثقة بين الجانبين، شاءت الظروف والمستجدات أن تنفجر الآن، وفرضت على الحزب أن يبادر إلى الإفصاح عن تراكمات يضمرها من الأداء السياسي الفرنسي.
ومع ذلك، فإن المصادر عينها في الحزب تحرص على التأكيد أن التطورات لن تفسد تماما علاقة الحزب بالجانب الفرنسي، ولن تكون مقدمة لقطيعة نهائية، خصوصا أن التنسيق مستمر مع السفارة في بيروت.
والحزب لا يخفي أنه يكنّ احتراما للدور الفرنسي في اللجنة الخماسية كما أنه رحب بوجودها في لجنة "الميكانيزم"، لكنه يجد أن الموقف الفرنسي الحالي يتماهى مع الموقف الدولي الذي يبدي شكليا حرصه على إنجاز سلام في المنطقة، علما أنه يخدم في المضمون المشروع الإسرائيلي الهادف إلى توسيع نطاق هيمنته عبر إقامة ما سمي "المناطق العازلة" على الحدود الجنوبية وفي غزة أيضا، لتكون تحت سلطة إسرائيلية غير مباشرة.
وبناء على هذه الوقائع، لا يتعامل الحزب بجدية مع القول إن لودريان أتى هذه المرة حاملا عرضا فرنسيا جديدا، أو على الأقل يختلف عن جوهر ما تسعى واشنطن إلى فرضه على بيروت.
مواضيع ذات صلة قائد الجيش في باريس وتباين فرنسي –إيراني حاد بشأن سلاح "حزب الله" Lebanon 24 قائد الجيش في باريس وتباين فرنسي –إيراني حاد بشأن سلاح "حزب الله"
11/12/2025 06:15:44 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 قلق فرنسي من التصعيد الإسرائيلي وخطاب "حزب الله" ومستشارة ماكرون في لبنان ليومين Lebanon 24 قلق فرنسي من التصعيد الإسرائيلي وخطاب "حزب الله" ومستشارة ماكرون في لبنان ليومين
11/12/2025 06:15:44 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 تشدد ايراني بشأن سلاح حزب الله وفرنسا تحذر وغارات تدميرية متلازمة على الجنوب Lebanon 24 تشدد ايراني بشأن سلاح حزب الله وفرنسا تحذر وغارات تدميرية متلازمة على الجنوب
11/12/2025 06:15:44 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 خيارات "حزب الله" بين مسار الدولة وتحولات المنطقة! Lebanon 24 خيارات "حزب الله" بين مسار الدولة وتحولات المنطقة!
11/12/2025 06:15:44 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 المبادرة الفرنسية الإسرائيلي الفرنسية حزب الله الخماسية إسرائيل ابراهيم واشنطن قد يعجبك أيضاً
مؤشرات التصعيد مستمرّة ومساع ديبلوماسية لاطالة التهدئة
Lebanon 24 مؤشرات التصعيد مستمرّة ومساع ديبلوماسية لاطالة التهدئة
22:06 | 2025-12-10 10/12/2025 10:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
Lebanon 24 وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
22:08 | 2025-12-10 10/12/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لودريان يطالب بتسريع الاصلاحات وحصرية السلاح و "مؤتمر باريس" معلّق على السلاح
Lebanon 24 لودريان يطالب بتسريع الاصلاحات وحصرية السلاح و "مؤتمر باريس" معلّق على السلاح
22:09 | 2025-12-10 10/12/2025 10:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ترقّب للاجتماع المقبل لـ"الميكانيزم".. 32 بنداً على جدول مجلس الوزراء غداً
Lebanon 24 ترقّب للاجتماع المقبل لـ"الميكانيزم".. 32 بنداً على جدول مجلس الوزراء غداً
22:25 | 2025-12-10 10/12/2025 10:25:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لا ضمانات اميركية للبنان
Lebanon 24 لا ضمانات اميركية للبنان
23:11 | 2025-12-10 10/12/2025 11:11:15 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة
Lebanon 24 المنخفض الجويّ يصل الليلة إلى لبنان... أمطارٌ طوفانيّة وثلوج كثيفة
07:59 | 2025-12-10 10/12/2025 07:59:48 Lebanon 24 Lebanon 24 رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟
Lebanon 24 رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟
06:09 | 2025-12-10 10/12/2025 06:09:50 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟
Lebanon 24 تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟
10:30 | 2025-12-10 10/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تعقيدات شمال الليطاني واحتمالات الحرب
Lebanon 24 تعقيدات شمال الليطاني واحتمالات الحرب
10:00 | 2025-12-10 10/12/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ
Lebanon 24 تحذير عاجل من الأمن العام للبنانيين: هذا الموقع تابع للعدوّ الإسرائيليّ
05:27 | 2025-12-10 10/12/2025 05:27:55 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:06 | 2025-12-10 مؤشرات التصعيد مستمرّة ومساع ديبلوماسية لاطالة التهدئة
22:08 | 2025-12-10 وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
22:09 | 2025-12-10 لودريان يطالب بتسريع الاصلاحات وحصرية السلاح و "مؤتمر باريس" معلّق على السلاح
22:25 | 2025-12-10 ترقّب للاجتماع المقبل لـ"الميكانيزم".. 32 بنداً على جدول مجلس الوزراء غداً
23:11 | 2025-12-10 لا ضمانات اميركية للبنان
23:08 | 2025-12-10 لبنانيون أميركيون يدعون لصياغة اتفاقية دفاعية أميركية لبنانية فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب !
Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب !
05:09 | 2025-12-06 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو)
Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو)
04:00 | 2025-12-06 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء
Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء
09:14 | 2025-12-01 11/12/2025 06:15:44 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24