كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الساعات الأخيرة، تداولت أوساط نيابية سلسلة أفكار يمكن اعتبارها مفاتيح لتنفيس الوضع الداخلي وتثبيت الضمانات المطلوبة، وأبرزها فتح باب الحوار السياسي مجدداً على مستوى القيادات.
وإذا كان الحوار بشكله الموسّع، كما يدعو إليه الرئيس نبيه بري، يقابَل بتحفظات من جانب بعض القوى المعارضة، ولا سيما «القوات اللبنانية»، فإنّ في الأوساط النيابية من يطرح فكرة إطلاق حوارات بين القيادات على مستويات ثنائية.
وترى هذه الأوساط أنه من الممكن الرهان على تفعيل قناة التواصل ما بين الرئيس بري والدكتور سمير جعجع، كضمانة لمنع أي صدمة محتملة على الأرض، أو لاستيعابها إذا وقعت. وفي الموازاة، يمكن الرهان على ضمانة من نوع آخر من جانب بكركي، بهدف طمأنة الشارع المسيحي القلق، لا سيما لجهة السعي إلى ملء الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وفي هذا الشأن يمكن النقاش في العديد من الطروحات التي ترضي بكركي وتؤمن تغطية مسيحية لعملية الانتخاب.
السؤال الذي تطرحه الأوساط النيابية هو: هل ستوافق القوى المسيحية على هذا النوع من الحوار أم تعتبره أيضاً مضيعة للوقت وإشاحة للنظر عن المشكلة الأساسية، كما هو الحوار الشامل الذي يدعو إليه بري؟ وهل من وسطاء يمكن أن يبادروا إلى الاضطلاع بدور لتقريب المسافات وفتح هذه الأقنية؟
أيّاً يكن الأمر، تقول المصادر النيابية، فإن حال الطلاق النفسي بين اللبنانيين باتت تحتّم مد خطوط التواصل، لأنّ تحديات خطرة تبدو في أفق الوضع في الشرق الأوسط، وهي تنعكس على لبنان وقد تهدد بزعزعة استقراره كدولة وكيان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
برلماني: إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تطور جوهري لمنع التصعيد
أشاد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بـ مجلس النواب، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل تطورا جوهريا نحو كبح جماح التصعيد الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الماضية، وفتح الباب أمام العودة للمسار السياسي والحلول الدبلوماسية.
موقف مصر ثابتوقال "محسب"، إن الموقف المصري كان ثابتا وواقعيا منذ بداية الأزمة حيث دعت القاهرة بشكل واضح ومباشر إلى وقف إطلاق النار وخفض التوتر، وواصلت تحركاتها المكثفة عبر القنوات الدبلوماسية مع الأطراف الدولية والإقليمية بهدف الحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق، مؤكدا أن إعلان وقف إطلاق النار هو بمثابة انتصار للنهج السياسي الذي تتبناه مصر دائما في تعاملها مع أزمات المنطقة، انطلاقا من التزامها التاريخي بدورها كركيزة للاستقرار الإقليمي.
وأكد وكيل لجنة الشؤون العربية، أن وقف إطلاق النار لا يجب أن يكون مجرد هدنة مؤقتة، بل يجب أن يُستثمر كفرصة حقيقية لإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية نحو تسوية شاملة للأزمات التي تؤجج الصراعات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشددا على أنه لا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي دون معالجة جذرية للظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، وإنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
حل عادل للقضية الفلطسينيةوأشار إلى أن مصر طالما أكدت أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو حجر الأساس لأي أمن واستقرار مستدام في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تنفيذ حل الدولتين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وثمن ، الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية لوقف نزيف الدماء، محذرا من أن أي إخلال باتفاق وقف إطلاق النار سيقود المنطقة مجددا نحو الانفجار، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وممارسة ضغوط حقيقية لضمان التزام كافة الأطراف بخيار التهدئة واستئناف مفاوضات شاملة تُفضي إلى سلام دائم وعادل.