أفادت المواقع العالمية، أن  سيطر مقاتلو تيغراي في شمال إثيوبيا على المزيد من المناطق المتنازع عليها على الحدود مع منطقة أمهرة، مما أجبر السكان على الفرار من منازلهم.

الحرب الإثيوبية

واندلع القتال بعد اتهام مقاتلي تيغراي بالتقدم نحو ألاماتا، وهي بلدة رئيسية، في منطقة رايا المتنازع عليها.

وقال مسؤولون في كوبو، وهي بلدة مجاورة في أمهرة، لبي بي سي إن "الكثيرين" من الناس وصلوا في الأيام الأخيرة هربا من الاشتباكات.

وفي بيان شديد اللهجة صدر أمس الأربعاء، اتهمت حكومة أمهرة الإقليمية قوات تيغراي بشن "غزو" وهددت باتخاذ إجراءات ضدها.

ولم تعلق قوات تيغراي بعد على هذه الاتهامات الأخيرة، لكن غيتاشيو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة في تيغراي، كان قد ألقى باللوم في وقت سابق على بعض "الأعداء المتشددين" الذين لم تذكر أسماءهم في اندلاع الاعتدال.

كانت المنطقة تحت إدارة جنوب تيغراي حتى اندلعت الحرب بين الحكومة الفيدرالية وقوات تيغراي في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، استولت قوات أمهرة، التي قاتلت إلى جانب الجيش الاتحادي خلال الحرب، على المناطق.

ولم تعلق السلطات الاتحادية على الاشتباكات الأخيرة، لكنها قالت في وقت سابق إن المناطق المتنازع عليها ستكون تحت سيطرة الجيش حتى يتم التوصل إلى حل.

يهدد التصعيد بتعطيل تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعتها الحكومة الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في بريتوريا بجنوب إفريقيا في نوفمبر 2022 والتي أنهت الحرب الأهلية.

اندلع القتال في إحدى المناطق المتنازع عليها بين منطقتي تيغراي وأمهرة الإثيوبيتين، في حلقة نادرة من العنف بعد أن أنهى اتفاق سلام وقع في أواخر عام 2022 واحدة من أكثر الحروب دموية في إفريقيا.

أزمة إثيوبيا

وكانت منطقة رايا ألاماتا، التي تطالب بها المنطقتان، تخضع لجنوب تيغراي قبل اندلاع الحرب، لكن قوات أمهرة استولت عليها منذ ذلك الحين.

وقال سكان لبي بي سي، إن القتال بدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع واستمر لعدة أيام.

واتهم مسؤولو أمهرة المقاتلين المتحالفين مع جبهة تحرير شعب تيغراي بشن هجمات، في حين قال قائد جنوب تيغراي إن رجال ميليشيا أمهرة فتحوا النار.

وألقت الحركة الوطنية لأمهرة المعارضة في بيان باللوم على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي قالت إنها تشن "غزوا".

وألقى غيتاشيو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة في تيغراي، في منشور على "إكس" (تويتر سابقا)، باللوم على "الأعداء المتشددين" لاتفاق السلام "من قريب أو بعيد" في الحوادث الأخيرة دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال إن العنف المبلغ عنه لا ينطوي على صراعات بين قوات تيغراي والحكومة الاتحادية أو بين منطقتي تيغراي وأمهرة المجاورتين.

ولم يتضح ما إذا كانت هناك أي إصابات لكن وسائل إعلام موالية لأمهرة ذكرت أن قوات تيغراي تقدمت إلى بعض المنطقة يوم الاثنين.

وقالت الحكومة الاتحادية الإثيوبية مؤخرا إن الجيش سيسيطر على المناطق المتنازع عليها حتى يتم التوصل إلى حل.

وهناك مخاوف من أن هذا قد يزيد من تعقيد الصراع المحتدم منذ أغسطس من العام الماضي في أمهرة - ثاني أكبر منطقة في إثيوبيا من حيث عدد السكان  بين الميليشيات المحلية والجيش.

قال غيتاشيو رضا،  رئيس الإدارة المؤقتة في تيغراي، إن  التغيير الحالي في التركيبة الديموغرافية لغرب البلاد، إلى جانب النزوح المستمر لسكانها، يحول دون جدوى إجراء استفتاء

وجاء تصريح غيتاشيو بعد اختتام اجتماع برئاسته وضم القيادة العليا للإدارة المؤقتة، إلى جانب كبار المسؤولين في جبهة تحرير شعب تيغراي، وشاركوا في مناقشات مع رئيس الوزراء أبي أحمد وحكومته.

وقد حدث ذلك في أديس أبابا على خلفية سلسلة من الاتهامات المضادة،  بين الجانبين بشأن التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية، ولا سيما الوضع الذي لم يتم حله في غرب تيغراي، والاستجابة للجفاف الشديد المستمر الذي يودي بحياة المئات في منطقة تيغراي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكومة أمهرة تيغراي المناطق المتنازع علیها

إقرأ أيضاً:

هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟

الخرطوم – بعد أكثر من 4 أشهر منذ إنشائه، اختار تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" هيئته القيادية برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في خطوة عدّها مراقبون مسعى لإيجاد موقع لقيادة التحالف في المشهد العسكري والسياسي بعد الحرب، لتزامنها مع تحركات دولية متسارعة لطي ملف الأزمة في البلاد.

وتأسس التحالف رسميا في العاصمة الكينية نيروبي يوم 22 فبراير/شباط الماضي، ويضم في صفوفه قوات الدعم السريع، و"الحركة الشعبية- شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، و"الجبهة الثورية"، إضافة إلى تيارات منشقة من حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، وشخصيات سياسية وقبلية.

ويستهدف توحيد المواقف السياسية والمدنية المناهضة للجيش السوداني، وتشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع والفصائل المتحالفة معه.

التحالف

وخلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، أعلن التحالف إقرار نظامه الأساسي وتشكيل هيئة قيادية من 31 عضوا برئاسة حميدتي، وعبد العزيز الحلو نائبا له، ومكين حامد تيراب مقرّرا، وعلاء الدين نقد متحدثا رسميا باسم التكتل.

وقال المتحدث علا الدين نقد إن هدف التحالف هو "القضاء الكلي على المؤسسات الفاسدة، وبناء سودان جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والمساواة".

ووفق المصدر نفسه، فإن ميثاق السودان التأسيسي والدستور الانتقالي لعام 2025، اللذين تمت إجازتهما والتوقيع عليهما في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، يُجسّدان "رؤية متكاملة لبناء سودان علماني ديمقراطي فدرالي، موحد طوعا على أسس العدالة والمساواة".

وأقر ميثاق التحالف "مركزا قياديا عسكريا موّحدا" يتضمن مجلسا للأمن والدفاع وهيئات عسكرية، على أن تضم في عضويتها قادة الفصائل المسلحة الموقعة على الميثاق، لتكون جزءا من المؤسسات العسكرية.

إعلان

كما حدد الدستور الجديد فترة انتقالية من مرحلتين:

الأولى: تُعرف بـ"ما قبل الانتقال التأسيسي"، وتمتد من لحظة سريان الدستور حتى إعلان نهاية الحرب. الثانية: هي "الفترة التأسيسية"، وتبدأ رسميا بعد إعلان وقف الحرب وتمتد 10 سنوات، وهدفها إعادة بناء الدولة. ترتيبات

وكشفت مصادر في التحالف للجزيرة نت أن الهيئة القيادية، بعد إعلانها أمس، انخرطت في اجتماعات لاستكمال تشكيل الهيئة التي تتكون من 24 عضوا وقعوا على ميثاقه التأسيسي، بإضافة 7 أعضاء جدد يتم اختيارهم بالتشاور، وسيلي ذلك تكثيف المشاورات تمهيدا لإعلان تشكيل "حكومة السلام".

وعزت المصادر -التي طلبت عدم كشف هوياتها- تأخر تشكيل الحكومة الموازية إلى ترتيبات إدارية وأمنية ولوجستية، وأوضحت أنه لا توجد خلافات بين فصائل التحالف بشأن توزيع الحقائب الوزارية والمناصب القيادية في السلطة، ورفضت تحديد مقر الحكومة، مؤكدة أنه تم الاتفاق عليه.

في المقابل، قللت مصادر في مجلس السيادة من أهمية تشكيل هيئة قيادة لتحالف "تأسيس" أو حكومة موازية، وقالت للجزيرة نت إن قيادة الدعم السريع تحاول "غسل جرائمها والهروب من فشلها العسكري" وتقديم نفسها بوجه جديد، ولم يعد بمقدورها تغيير الميزان العسكري لصالحها أو التأثير على المشهد السياسي.

وفي تعليقه على تشكيل هذه القيادة، قال رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي إن الخطوة تكتيك سياسي من قوات الدعم السريع بعدما خسرت عسكريا ولايات وسط السودان والخرطوم، وتستهدف زيادة الضغط على الجيش للتوصل إلى تسوية لوقف الحرب، واستبعد أن تتجه هذه القوات إلى فصل دارفور.

تعقيد الأوضاع

ويشير المهدي -في مقابلة مع الجزيرة مباشر- إلى أن التحالف "موجّه سياسيا ضد الجيش وتم تشكيله لخوض مرحلة التفاوض وسينتهي دوره بعدها، وسيكون عمره قصيرا".

وبرأيه، فإن الحرب فقدت أهدافها، وهناك توجه واضح من القيادة العسكرية السودانية نحو الانخراط في مفاوضات تبدأ من أرضية اتفاقات "جدة" و"المنامة"، والتي -بحسب تقديره- لا تمنح الجيش أو قوات الدعم السريع أي دور سياسي مستقبلي، مما يعكس تغيرا في معادلة إدارة المرحلة الانتقالية.

أما الكاتب والمحلل السياسي عثمان ميرغني فيرى أن تشكيل قيادة لتحالف "تأسيس" سيزيد الأوضاع تعقيدا في السودان، وفي حال تأخر إنهاء الحرب فسيتجه التحالف لتشكيل حكومة موازية تؤدي إلى انفصال سياسي وربما يصل الأمر لنشوء دولة جديدة.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الكاتب إن المتغيرات الخارجية المؤثرة على البلاد تتحرك بسرعة كبيرة بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأخيرة بأن "السودان وجهة تالية لقطار السلام الدولي، إلى جانب ترتيبات للشرق الأوسط الجديد".

ووفقا لميرغني، فإن السودان مطالب بخارطة طريق واضحة لمفاوضات متعددة المسارات داخلية وخارجية لتعجيل إيقاف الحرب والقفز إلى مربع جديد، "لأن الرياح الدولية والإقليمية تنفخ في أشرعته لا ليتعافى فحسب، بل ليرتقي بمقعده بين الأمم ويتحول لدولة مانحة لا مستجدية للسلام".

مقالات مشابهة

  • قوات إسرائيلية تنفّذ إنزالا جويا قرب دمشق.. وتفجير مبان في لبنان
  • 60 مليار شيكل.. ميزانية الحرب تشعل الخلافات في إسرائيل
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • “الأرصاد”: رياح شديدة على منطقة حائل
  • هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟
  • غزة.. مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني وإصابة 142 ألفاً في غزة منذ أكتوبر 2023
  • قوات الاحتلال تقتحم منطقة جبل أبو رمان في الخليل
  • مختص بالسياحة: الفعاليات المجدولة جاذبة للسائحين
  • درعا… دراسة لإزالة الألغام في بصرى بدعم سويسري
  • حركة مسلحة تُعلن الفاشر «منطقة عمليات».. وتحذير عاجل للمدنيين بالمغادرة فوراً