محاكمة 3 جلادين سوريين بفرنسا.. لوبس: هذه رسالة لنظام الأسد
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
بدأت يوم الثلاثاء محاكمة 3 من كبار مسؤولي النظام السوري غيابيا أمام محكمة الجنايات في باريس، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وذلك في سياق اختفاء مواطنين فرنسييْن سورييْن، هما الأب مازن وابنه باتريك الدباغ عام 2013 في دمشق، حيث توفيا في سجون النظام السوري.
وقد أجرت مجلة لوبس مقابلة مع المحامية كليمانس بيكتارت، لتوضيح ظروف وملابسات هذه المحاكمة الأولى في فرنسا عن جرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويحاكم فيها غيابيا علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود، وهم 3 من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية السورية، اتهمهم 3 قضاة محترفين بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في جرائم حرب.
وذكرت المجلة أن جنودا ينتمون إلى المخابرات الجوية السورية، اعتقلوا الأب وابنه في منزلهما بالعاصمة دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وتم نقلهما إلى مركز المزة حيث يُسجن آلاف المعتقلين في ظروف غير إنسانية، ولم يعرف عنهما شيء بعد ذلك.
وفي أغسطس/آب 2018، تلقت عائلة الدباغ شهادتي وفاة مازن وباتريك، دون أي تفاصيل عن سبب وفاتهما، ولكن قضاة التحقيق اعتبروا في قرار الاتهام، أن الرجلين "عانيا مثل آلاف المعتقلين في مقر المخابرات الجوية، من تعذيب شديد لدرجة أنهما ماتا بسببه".
رمزية على عدة مستويات
وقالت كليمانس بيكتارت -في المقابلة التي حررها ديمتري كرير- إن هذه المحاكمة، وإن تمت في غياب المتهمين، تعتبر رمزية على عدة مستويات، أولا بالنسبة لعائلة الدباغ التي طالما أملت تحقيق العدالة لأبنائها، ولكن أيضا بالنسبة لجميع المختفين، لأنها تلقي الضوء على الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والوفاة تحت التعذيب ومصادرة الممتلكات، وهي الممارسات المعروفة عن نظام الأسد.
وهذه المحاكمة أيضا -كما تقول محامية عائلة الدباغ- تتويج لمعركة قانونية طويلة، وهي الأولى في فرنسا بشأن الانتهاكات التي ارتكبها نظام بشار الأسد في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية عام 2011، كما تشكل أيضا حصنا ضد إغراءات التطبيع الذي يخشاه كثير من السوريين مع الدولة السورية.
وأوضحت المحامية أن هذه المحاكمة لا تتوقف عند جرائم الماضي، بل تتابع الانتهاكات التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، لأن الحكومة لا تزال في مكانها تعذب وتسجن وتقتل، كما أن اثنين من المتهمين لا يزالان جزءا من النظام السياسي السوري، مما يعني أن قرار المحكمة يمكن أن يشمل رسميا أن هذا النظام يتكون من مجرمين ضد الإنسانية.
ونبهت بيكتارت إلى أن إضافة وصف الجرائم ضد الإنسانية إلى المحاكمة أمر أساسي يهدف إلى توصيف نظام القمع، وإظهار أن نظام الأسد جزء من سياسة القمع المعمم ضد الشعب السوري، وأن المحاكمة معركة من أجل الحقيقة وضد القمع المنهجي المنظم من أعلى مستويات الدولة.
وقد وجهت إلى المتهمين أيضا تهمة ارتكاب جرائم حرب، حيث طردت زوجة مازن وابنته من منزلهما في دمشق، وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل المدير السابق لفرع المخابرات الجوية السورية عبد السلام محمود، وهو أحد المتهمين الثلاثة في هذه القضية، خاصة أن هناك، إضافة إلى القمع، نهبا ومصادرة للممتلكات المنقولة وغير المنقولة العائدة لعائلات المختفين.
طريقة التحقيق
وتلقي هذه القضية -حسب المحامية- الضوء على الطريقة التي تجري بها التحقيقات القضائية المتعلقة بسوريا، في فرنسا وأماكن أخرى من أوروبا، وتشمل الشهادات التي أدلى بها العديد من السوريين أمام لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، وأمام الأجهزة القضائية، وفي فرنسا أمام المحققين وقضاة التحقيق، كما تشمل وثائق مادية من النظام توفر فهما أفضل لتسلسل القيادة وتنفيذ القمع.
وبالإضافة إلى ذلك، يشكل "تقرير قيصر" (الاسم الرمزي للمصور السابق للشرطة العسكرية السورية الذي فر من سوريا ومعه 55 ألف صورة لجثث تعرضت للتعذيب في سجون السلطة) شهادة على الاستخدام المنهجي للتعذيب الذي أدى إلى الوفاة.
وختمت المحامية بأن غياب المتهمين يعني عدم وجود محامين للدفاع عنهم، مشيرة إلى أن النظام ومسؤوليه البارزين يدركون أهمية المبادرات القانونية التي تتكاثر في أوروبا، ولكنهم يتبعون إستراتيجية مقابلتها بازدراء مطلق، وبالتالي إنكار الجرائم المرتكبة، ومع ذلك، سيتم إبلاغهم في حالة وجود إدانة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات ضد الإنسانیة هذه المحاکمة فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن سوريا وفرنسا طلبتا من لبنان اعتقال مدير المخابرات السورية السابق جميل حسن، المتهم بارتكاب جرائم حرب، بعد الاشتباه بوجوده في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي تأكيده أن باريس ودمشق تقدمتا بطلب لبيروت باعتقال الحسن المدان غيابيا في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكم نظام بشار الأسد.
وجميل حسن مطلوب أيضًا بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أمريكيين.
في المقابل، أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
ومع فرار الحسن عقب انهيار نظام الأسد، تؤكد مصادر غربية وسورية أن المسؤول الأمني السوري السابق موجود حاليًا على الأراضي اللبنانية، بحسب الصحيفة التي قالت إن مسؤولي المخابرات السابقين في نظام بشار الأسد يحاولون إعادة بناء شبكة دعم.
مخابرات القوات الجويةوتحت إشراف حسن، أقام جهاز مخابرات القوات الجوية محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق، حيث كانت تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى سجن صيدنايا سيئ الذكر، وفق وسائل إعلام.
Related بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تطلب تأييد مذكرة التوقيف بحق بشار الأسدبتهم جرائم حرب.. بشار الأسد تحت الملاحقة القضائية في فرنسا للمرة الثالثةالقبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة بعد سقوط النظامكما احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وفقا لمركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط النظام.
وتتهم وزارة العدل الأمريكية حسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.
من هو جميل حسن؟ولد حسن عام 1953 بالقرب من بلدة القصير الحدودية مع لبنان، وانظم إلى الجيش وتمت ترقيته في المناصب خلال فترة حكم حافظ الأسد، الي استولى على السلطة عبر انقلاب عام 1970.
وفي عام 1982، شارك حسن في العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات عسكرية من الجيش السوري مع ما كان يعرف وقتها بـ "سرايا الدفاع" التابعة لرفعت الأسد، ضد مجموعات مسلّحة من الإخوان المسلمين.
ومع صعود بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، واصل جميل حسن التدرج في المناصب إلى حين توليه قيادة المخابرات الجوية، التي أُنشأت بهدف حماية النظام من الانقلاب، وأصبحت لاحقًا إحدى أكثر المؤسسات الأمنية نفوذا، وتولت قضايا حساسة، بما في ذلك دور في برنامج الأسلحة الكيميائية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة