بدأت يوم الثلاثاء محاكمة 3 من كبار مسؤولي النظام السوري غيابيا أمام محكمة الجنايات في باريس، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وذلك في سياق اختفاء مواطنين فرنسييْن سورييْن، هما الأب مازن وابنه باتريك الدباغ عام 2013 في دمشق، حيث توفيا في سجون النظام السوري.

وقد أجرت مجلة لوبس مقابلة مع المحامية كليمانس بيكتارت، لتوضيح ظروف وملابسات هذه المحاكمة الأولى في فرنسا عن جرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويحاكم فيها غيابيا علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود، وهم 3 من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية السورية، اتهمهم 3 قضاة محترفين بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في جرائم حرب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 23 مستوطنات جديدة لكل اعتراف.. خطة سموتريتش للتصدي للاعتراف الدولي بفلسطين3 مستوطنات جديدة لكل اعتراف.. ...list 2 of 2أكاديمي إسرائيلي: قرار الجنائية الدولية عار على إسرائيلأكاديمي إسرائيلي: قرار ...end of list

وذكرت المجلة أن جنودا ينتمون إلى المخابرات الجوية السورية، اعتقلوا الأب وابنه في منزلهما بالعاصمة دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وتم نقلهما إلى مركز المزة حيث يُسجن آلاف المعتقلين في ظروف غير إنسانية، ولم يعرف عنهما شيء بعد ذلك.

وفي أغسطس/آب 2018، تلقت عائلة الدباغ شهادتي وفاة مازن وباتريك، دون أي تفاصيل عن سبب وفاتهما، ولكن قضاة التحقيق اعتبروا في قرار الاتهام، أن الرجلين "عانيا مثل آلاف المعتقلين في مقر المخابرات الجوية، من تعذيب شديد لدرجة أنهما ماتا بسببه".

رمزية على عدة مستويات

وقالت كليمانس بيكتارت -في المقابلة التي حررها ديمتري كرير- إن هذه المحاكمة، وإن تمت في غياب المتهمين، تعتبر رمزية على عدة مستويات، أولا بالنسبة لعائلة الدباغ التي طالما أملت تحقيق العدالة لأبنائها، ولكن أيضا بالنسبة لجميع المختفين، لأنها تلقي الضوء على الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والوفاة تحت التعذيب ومصادرة الممتلكات، وهي الممارسات المعروفة عن نظام الأسد.

وهذه المحاكمة أيضا -كما تقول محامية عائلة الدباغ- تتويج لمعركة قانونية طويلة، وهي الأولى في فرنسا بشأن الانتهاكات التي ارتكبها نظام بشار الأسد في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية عام 2011، كما تشكل أيضا حصنا ضد إغراءات التطبيع الذي يخشاه كثير من السوريين مع الدولة السورية.

وأوضحت المحامية أن هذه المحاكمة لا تتوقف عند جرائم الماضي، بل تتابع الانتهاكات التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، لأن الحكومة لا تزال في مكانها تعذب وتسجن وتقتل، كما أن اثنين من المتهمين لا يزالان جزءا من النظام السياسي السوري، مما يعني أن قرار المحكمة يمكن أن يشمل رسميا أن هذا النظام يتكون من مجرمين ضد الإنسانية.

ونبهت بيكتارت إلى أن إضافة وصف الجرائم ضد الإنسانية إلى المحاكمة أمر أساسي يهدف إلى توصيف نظام القمع، وإظهار أن نظام الأسد جزء من سياسة القمع المعمم ضد الشعب السوري، وأن المحاكمة معركة من أجل الحقيقة وضد القمع المنهجي المنظم من أعلى مستويات الدولة.

وقد وجهت إلى المتهمين أيضا تهمة ارتكاب جرائم حرب، حيث طردت زوجة مازن وابنته من منزلهما في دمشق، وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل المدير السابق لفرع المخابرات الجوية السورية عبد السلام محمود، وهو أحد المتهمين الثلاثة في هذه القضية، خاصة أن هناك، إضافة إلى القمع، نهبا ومصادرة للممتلكات المنقولة وغير المنقولة العائدة لعائلات المختفين.

طريقة التحقيق

وتلقي هذه القضية -حسب المحامية- الضوء على الطريقة التي تجري بها التحقيقات القضائية المتعلقة بسوريا، في فرنسا وأماكن أخرى من أوروبا، وتشمل الشهادات التي أدلى بها العديد من السوريين أمام لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، وأمام الأجهزة القضائية، وفي فرنسا أمام المحققين وقضاة التحقيق، كما تشمل وثائق مادية من النظام توفر فهما أفضل لتسلسل القيادة وتنفيذ القمع.

وبالإضافة إلى ذلك، يشكل "تقرير قيصر" (الاسم الرمزي للمصور السابق للشرطة العسكرية السورية الذي فر من سوريا ومعه 55 ألف صورة لجثث تعرضت للتعذيب في سجون السلطة) شهادة على الاستخدام المنهجي للتعذيب الذي أدى إلى الوفاة.

وختمت المحامية بأن غياب المتهمين يعني عدم وجود محامين للدفاع عنهم، مشيرة إلى أن النظام ومسؤوليه البارزين يدركون أهمية المبادرات القانونية التي تتكاثر في أوروبا، ولكنهم يتبعون إستراتيجية مقابلتها بازدراء مطلق، وبالتالي إنكار الجرائم المرتكبة، ومع ذلك، سيتم إبلاغهم في حالة وجود إدانة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات ضد الإنسانیة هذه المحاکمة فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

مضطرب يقتل 5 شبان سوريين وينتحر ليلة عيد الأضحى في تركيا

جريمة مروعة شهدتها مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا ليلة عيد الأضحى، حيث أقدم رجل سوري على قتل 5 شبان سوريين بالرصاص وأصاب اثنين آخرين، ثم أنهى حياته منتحراً بعد مطاردة مع الشرطة.

 

بدأ الحادث عندما دخل القاتل الذي يعاني من أمراض نفسية، إلى أحد صالونات الحلاقة في شارع "وطن" التابع لمنطقة "شاهين بيه"، حيث أطلق النار على شاب سوري، ما أدى إلى مقتله على الفور، بحسب صحيفة "حرييت" التركية.

 

وانتقل القاتل بعد ذلك إلى منطقة "أوجوكلار"، حيث دخل إلى أحد المنازل وفتح النار على الأشخاص الموجودين، ما أسفر عن مقتل أربعة شبان سوريين وإصابة اثنين آخرين.

 

انتحار القاتل

بعد ذلك، هرب القاتل وأقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه في مكان آخر بعد مطاردة مع الشرطة التركية.

 

في موازاة ذلك نقلت فرق الإسعاف جثث الضحايا إلى معهد الطب الشرعي في غازي عنتاب، بينما نُقل المصابون إلى مستشفيات مختلفة لتلقي العلاج.

فيما ما زالت التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادثة، حيث اتخذت فرق الشرطة إجراءات أمنية واسعة النطاق في المناطق التي وقعت فيها الأحداث.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مضطرب يقتل 5 شبان سوريين وينتحر ليلة عيد الأضحى في تركيا
  • ‏هنية: الضفة والقدس تتعرضان لأبشع عمليات القمع والتنكيل الإسرائيلية
  • فوم: نظام محاسبي شامل للشركات السعودية
  • غليان سياسي بفرنسا.. اليسار يستنفر لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف ولوبان تعد بمفاجآت
  • المقاومة اللبنانية تدمر منظومة فنية للعدو الإسرائيلي في موقع المطلة بمسيرة ‏انقضاضية وتصيبها مباشرة وتدمرها، وتستهدف انتشاراً لجنود العدو في ‏محيط حرش برعام بالأسلحة الصاروخية وتصيبه مباشرة
  • وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 37266 شهيداً و85102 جريح
  • وزير الوحدة في سيئول يؤكد "انهيار" نظام التموين الاشتراكي في كوريا الشمالية
  • بوتين: ندعو إلى عالم متعدد الأقطاب وهذا يتطلب تعديلات في الأمم المتحدة.. وإننا نشهد انهيار نظام الأمن الأورو – أطلسي وعلينا إيجاد صيغة بديلة.
  • الطفولة الجانحة في ميدان المنظومة القانونية والعنف الاجتماعي / زاهدة العسافي
  • مصادر: لبنان يسلم ضابطا سوريا منشقا لنظام الأسد