رئيس وفد الاتحاد الأوروبي: شراكة استراتيجية بين «بروكسل» و«القاهرة».. والإعلان عن التفاصيل نهاية الشهر الجاري (حوار)
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
مصر بلد مستقر رغم التخبط المحيط بالمنطقة.. ونؤيد «حل الدولتين» ووقف دائم لإطلاق النار فى غزة ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود
أكد السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، أن هناك شراكة استراتيجية بين «بروكسل» و«القاهرة» يجرى الإعلان عن تفاصيلها نهاية الشهر الحالى، وأن مصر بلد مستقر فى ظل التخبط المحيط حولها فى ليبيا والسودان ومنطقة الساحل والصحراء وقطاع غزة، والاتحاد الأوروبى يسعى لدعم هذا الاستقرار، ما يعود بالنفع على أوروبا.
لماذا تركز أوروبا فى جزء كبير من استثماراتها فى مصر على الطاقة المتجددة؟
- تعد الطاقة المتجددة أمراً حيوياً لتحقيق الحياد المناخى وأمن الطاقة، وتمتلك مصر الأصول الرئيسية: الشمس والرياح، والاتحاد الأوروبى أكبر مزود لتمويل المناخ فى العالم، حيث يمثل أكثر من 40٪ من صناديق المناخ العامة فى جميع أنحاء العالم من خلال الدول الأعضاء فيه. وفى البلدان الشريكة لنا، نستخدم المساعدة الفنية وبناء القدرات والاستثمارات والضمانات للتخفيف من المخاطر وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ومن خلال الاستثمار والتشريعات المناسبة، يمكن أن تصبح الطاقة المتجددة سائدة، ما يفتح أسواقاً جديدة واقتصادات كبيرة وفرص الأعمال.
كيف تتعاون أوروبا مع مصر فى قطاع المياه الذى يعد حيوياً فى ظل متغيرات إقليمية حادثة؟
- الاتحاد يضخ استثمارات بـ600 مليون يورو فى قطاع المياه وأنتج هذا مشروعات أخرى باستثمارات 3.5 مليار يورو، فيما سيتم استمرار تقديم الدعم لمصر الفترة المقبلة فى مجال المياه الذى يعد أمراً حيوياً بالنسبة لمصر، والاتحاد له 16 مكتباً فى مصر، ووفر 30 ألف وظيفة دائمة و650 ألف وظيفة مؤقتة ودعم 24 مليون شخص، وقد عقدنا شراكة شاملة استراتيجية مع مصر فى مارس الماضى، والمياه ضمن هذه الشراكة، ولها أولوية قصوى فى ظل التعداد السكنى الكبير فى مصر والمتغيرات المناخية، كما عقدنا شراكة مع مصر أيضاً فى المياه فى قمة المناخ «كوب 28» ويعمل الاتحاد الأوروبى على تقديم الدعم المالى لمصر للحفاظ على المياه بالتنسيق مع القطاعين الحكومى والخاص، خاصة أن الأخير سيكون له دور كبير لأن 70% من الناتج القومى يأتى من القطاع الخاص واستثمرنا 600 مليون يورو فى 10 سنوات وسنعمل على زيادتها الفترة المقبلة.
ماذا يجب أن تفعل مصر لزيادة التقارب مع الاتحاد الأوروبى؟
- لدينا شراكة استراتيجية قوية وعميقة مع مصر، استناداً إلى قيم المساواة، والاحترام المتبادل، والثقة، لأن مصر لديها اهتمام عالٍ للشراكة مع الاتحاد الأوروبى فى ظل وجود عدد كبير من المستثمرين، ومصر بلد مستقر فى ظل التخبط المحيط فيها فى دول ليبيا والسودان ومنطقة الساحل والصحراء وقطاع غزة ونحن بالفعل نسعى لدعم استقرار مصر من أجل الشعب والحكومة وهذا بالطبع يعود بالنفع على أوروبا أن تكون جارتها مصر المطلة على النصف الآخر من المتوسط مستقرة وذات اقتصاد قوى.
إذا تم تخييرك للعيش فى دولة عربية، فهل ستكون مصر أم دولة أخرى؟
- أعتقد أننى سأختار مصر للعيش فيها، لأن لها تاريخاً عظيماً وهى بلد له تأثير قوى وبها أقاليم متنوعة، لذا أعتقد أننى سأفضل العيش فى القاهرة إذا قررت البقاء خارج النمسا، لأننى أقمت فى مصر وأعرف تفاصيل أكثر عنها ربما إذا أقمت فى دولة أخرى فسيكون لى اختيار آخر ولكن هذا لم يحدث فى الواقع.
ما أوجه التعاون الاقتصادى بين الاتحاد الأوروبى ومصر؟
- فيما يخص الاستقرار الاقتصادى والاستثمار والتجارة، يدعم الاتحاد الأوروبى جدول أعمال التنمية 2030 الذى صاغته مصر لضمان استقرار الاقتصاد الكلى على المدى البعيد والنمو الاقتصادى المستدام، لذا سننظم مؤتمراً للاستثمار لإحضار المزيد من الشركات الأوروبية لمصر ولتعزيز التعاون لإطلاق العنان لكل القدرات الكامنة فى اتفاقيتنا للتجارة الحرة. كما نتوسع فى تعاوننا بشأن قضايا المياه على أساس الإعلان المشترك بشأن شراكة المياه الأوروبية - المصرية الموقع فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى فى دورته الثامنة والعشرين، فإننا نعى تماماً اعتماد مصر الكبير على نهر النيل ونؤكد دعمنا لأمن مصر المائى واحترام القانون الدولى، كما أننا سنقر نهاية يونيو الحالى نهجاً شاملاً للهجرة والحراك بناء على مبادئ الشراكة، والمسئولية المشتركة، والمشاركة فى تخفيف الأعباء، ولعل أهم جزء فى تعاوننا المعزز هو تنمية رأس المال البشرى من خلال التدريب، والتعليم، والبحث، والتعاون العلمى.
ماذا عن تقارب وجهات النظر بين مصر والاتحاد الأوروبى حول القضية الفلسطينية؟
- مصر والاتحاد الأوروبى يتفقان على «حل الدولتين»، على ألا تكون هذه نقطة البداية لعملية لا تنتهى، بل يجب أن تكون هذه المرحلة النهائية، لكن علينا أولاً أن ننهى المعاناة فى غزة. وهذا يتطلب وقفاً دائماً لإطلاق النار وإطلاق سراح كافة الرهائن، ودخول كل المساعدات الإنسانية دون أى قيود، وهذا هو الهدف من جهود وساطة مصر وأطراف أخرى والتى يدعمها الاتحاد الأوروبى دعماً تاماً، إذ إن أى عملية برية فى رفح ستكون عواقبها كارثية وغير محمودة. وستواصل مصر والاتحاد الأوروبى العمل على الوفاء بالتزاماتنا لتعزيز الديمقراطية، والحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وتكافؤ الفرص.
حدثنا عن اليوم الأوروبى الذى يجرى الاحتفال به سنوياً؟
- بدأت القصة بقرار أصدره وزير الخارجية الفرنسى روبرت شومان فى عام 1950 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بخمسة أعوام، وبعد ألف سنة من الحروب والأهوال فى أنحاء القارة الأوروبية. وكانت الرسالة واضحة حملت فى سطورها أننا قد نلنا كفايتنا من الحروب، بل أيضاً الأمر لن يكون هيناً وأن الرحلة ستستغرق وقتاً، وثقةً، وتعاوناً. ويحتفل الاتحاد الأوروبى فى مايو بالذكرى العشرين لعملية التوسع التى بدأت فى 2004، إذ انضمت قبرص، والتشيك، وأستونيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، ومالطا، وبولندا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا للاتحاد الأوروبى فى الأول من مايو لعام 2004، وبانضمام بلغاريا، ورومانيا، وكرواتيا تباعاً، تمتع ما يقارب من 450 مليون مواطن أوروبى بالمساواة فى الحقوق، واتساع نطاق حرية الحركة والتنقل، واقتصادات أقوى.
تحتفل أوروبا باليوم الأوروبى فى 9 مايو من كل عام.. لماذا لا تحاولون تصدير الفكرة للتجمعات الإقليمية الأخرى؟
- لا أعرف حقاً لماذا لا يوجد يوم للعرب، وللتكتلات الأخرى، لكن أعرف أن هناك يوماً لأفريقيا يجرى الاحتفال به سنوياً ويشبه كثيراً نظام الاتحاد الأوروبى ويوجد يوم للغة العربية ولكن ليس اليوم العربى، وأعتقد أن هذا يعتمد على الرؤية الخاصة بكل إقليم، وحقيقة نحن كاتحاد أوروبى لا نخجل من إبلاغ العرب أو الأفارقة للاحتفال بيوم مثل هذا من أجل تعظيم تاريخهم وتعريف الآخرين به.
ما أكثر طعام مصرى تحبه؟
- أحب الفول والطعمية، أما فى الغداء فأنا أحب تناول الملوخية وقد أكلتها من قبل فى أسيوط وأعجبت بها وأحب أيضاً كباب الحلة، أما بالنسبة للعشاء فأنا أتناول الفطير أحياناً ومصر بها أنواع متنوعة من الطعام، وحقيقى أكثر طعام أحب تناوله أثناء وجودى فى الشارع فى مصر هو «الحواوشى».
ما الشىء المشترك بين المصريين والنمساويين بعد أن قضيت كل هذه السنوات فى القاهرة؟
- روح الدعابة، فمواطنو البلدين يمكنهم الضحك على أنفسهم فى ظل الأوقات الصعبة من أجل أن يتجاوزوها، وأنا حقاً أشعر كأنى فى بلدى الثانى.
ما المكان فى مصر الذى يشبه أوروبا؟
- هناك أماكن فى مصر تشبه أوروبا، مثل كمباوند هايد بارك ومدينة الإسكندرية مشابهة إلى حد كبير مدن أوروبا، لذا يسكن عدد ليس بالقليل من الأوروبيين فى هذه المدينة، وكذلك وسط البلد فى القاهرة يشبه باريس وروما وحقاً لا أشعر بالغربة عندما أكون فى هذه الأماكن، ولكن نحن فى أوروبا لا نمتلك الأهرامات التى هى رمز مصر السياحى الأول.
لماذا لا يوجد تنسيق للإنتاج الفنى بين مصر وأوروبا؟
- نحن فى الاتحاد الأوروبى نمول مهرجانات الأفلام فى مصر وصناع الأفلام سواء بصالات العرض أو بالتمويل أو التدريب على التقنيات الحديثة وندرب 100 صانع فيلم من مختلف العالم أيضاً، فمثلاً فى أسوان، وقّع الاتحاد الأوروبى وألمانيا اتفاقية للحفاظ على التراث الثقافى فى الضفة الغربية لأسوان. ويهدف المشروع إلى إنشاء حديقة أثرية بالجانب الغربى من أسوان، ويتم تنفيذه من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولى على مسافة 5 كم يغطى 5000 سنة من التاريخ والتراث، ونعرف مدى ثراء مصر فى صناعة السينما حيث كان يسيطر الفيلم المصرى فى الخمسينات والستينات على العالم العربى وتم تصوير أفلام يونانية فى مصر، وسنطرح فكرة التشارك الإنتاجى مع مصر مستقبلاً، لأن الفيلم أداة قوية للتعريف برؤيتك.
ما النادى الذى تشجعه، وكيف ترى نموذج محمد صلاح كلاعب مصرى فى أوروبا؟
- كثير من الأشخاص فى مصر يخبروننى بأنهم يشجعون الزمالك أو الأهلى، أما بالنسبة لى، فأنا شاهدت إعلانات محمد صلاح فى إنجلترا وأرى أن المنتخب المصرى لديه فريق قوى، و«صلاح» أظهر للعالم أجمع أن دولة مصر لديها فريق كرة قدم قوى لا يستهان به وأحدث دعاية إيجابية لمصر، وأنا حقاً لا أشاهد كرة قدم كثيراً، لأنى أفضل كرة السلة التى لعبتها من قبل، فيما يشجع ابنى نادى تشيلسى الإنجليزى. وأعتقد أن الشىء الإيجابى فى كرة القدم قدرتها على تقديم الدول بشكل أفضل وإظهار دعاية إيجابية للدولة، والاتحاد الأوروبى حرص على إقامة العديد من البطولات فى مختلف الألعاب من أجل التقارب والتعريف بالثقافة الأوروبية.
كيف كانت العلاقات والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال توليك المنصب لـ4 سنوات؟
- لمحة سريعة على السنوات الأربع الأخيرة التى شهدت تطوراً ملحوظاً فى العلاقات الأوروبية - المصرية، بدءاً من العديد من الزيارات على أرفع مستوى ومروراً باجتماعات لا حصر لها بين مؤسسات الاتحاد الأوروبى والحكومة، وارتفاع معدل التجارة والاستثمار، والاتفاقات المبرمة بشأن الطاقة، والمياه، والهيدروجين، والمشاركة فى رئاسة العديد من الندوات الدولية، وإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وصولاً إلى فتح الطريق لمشاركة مصر فى أكبر برنامج بحثى عالمى وفتح أكبر حافظة ببنك الاستثمار الأوروبى خارج أوروبا، وكل هذا الإنجاز ما كان ليحدث لولا تفانى فريق عمل وفد الاتحاد الأوروبى وتعاون ودعم سفارات دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء، والتعاون الوثيق مع شركائنا فى الأجهزة الحكومية والبرلمان فى كل المحافظات، وتعاون منظمات المجتمع المدنى، وأسرة الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية العالمية، وعالم الأعمال، والإعلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي بنك الاستثمار الأوروبي بروكسل القاهرة بلجيكا الاتحاد الأوروبى الأوروبى فى فى القاهرة مع مصر مصر فى من أجل فى مصر
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يطلق "أسبوع البحث والابتكار بين مصر والاتحاد الأوروبي"
أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، فعاليات "أسبوع البحث والابتكار بين مصر والاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والسفيرة أنجلينا إيخهورست رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، بجانب مشاركة واسعة لنخبة من كبار المسؤولين والخبراء والأكاديميين من الجانبين المصري والأوروبي ورؤساء الجامعات وقيادات الوزارة.
ويأتي إطلاق فعاليات "أسبوع البحث والابتكار بين مصر والاتحاد الأوروبي"، والذي يُعد الأكبر من نوعه منذ انضمام مصر كدولة شريكة في برنامج "أفق أوروبا"، ضمن الاحتفال بمرور عشرين عامًا على اتفاق التعاون المصري–الأوروبي في العلوم والتكنولوجيا، وهو ما يشكل محطة جديدة في مسار التعاون العلمي بين الجانبين.
وفي كلمته، أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن التجربة المصرية خلال السنوات الماضية أثبتت أن الاستثمار في الإنسان سواء من خلال التعليم أو الصحة أو بناء المهارات يمثل نقطة الانطلاق الحقيقية لأي نهضة وطنية، مؤكدًا أن برامج التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مثل Horizon Europe وPRIMA وErasmus+ وMSCA، لعبت دورًا محوريًا في دعم الباحثين المصريين وربطهم بشبكات البحث العالمية.
وأوضح أن العالم يواجه تحديات متسارعة في مجالات الصحة والطاقة والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي، مما يجعل تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار ضرورة وطنية تتماشى مع رؤية الدولة، لافتًا إلى أن الحكومة تعمل على ربط المعرفة بصنع القرار، وتحويل نتائج البحوث إلى تطبيقات عملية تُسهم في تحسين جودة الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين.
وأشار الوزير إلى أن أسبوع البحث والابتكار يمثل منصة عملية لتعميق التعاون بين الجانبين، من خلال جلسات تخصصية وورش عمل لإعداد المقترحات البحثية، وتبادل الخبرات بين الجامعات المصرية والأوروبية، فضلًا عن الزيارات الميدانية التي تدعم بناء شراكات فعّالة في مجالات البحث والابتكار.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار أن المرحلة المقبلة من التعاون ستُركّز على عدد من الأولويات المشتركة، تشمل: الصحة العامة والتحول الرقمي في نظم الرعاية الصحية،والتكنولوجيا الحيوية والطب الدقيق، والأمن الغذائي والمائي، والطاقة الجديدة والمتجددة والتكيّف المناخي، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والصناعة الذكية، والابتكار الموجه لخدمة المجتمع.
كما شدّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان على أن الشباب الباحثين يمثلون ركيزة أساسية في مسار التطوير، لما يمتلكونه من خيال وطموح وقدرة على الابتكار، مشيرًا إلى أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تفتح أمامهم فرصًا واسعة لاكتساب الخبرات العالمية التي تعود بالنفع على منظومة البحث العلمي في مصر.
وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور خالد عبدالغفار الشكر لبعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكافة المؤسسات والجامعات المشاركة، مؤكدًا أن فعاليات هذا الأسبوع تمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل قائم على العلم والابتكار بما يخدم الإنسان ويعزز مسار التنمية المستدامة.
وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن عاشور أن حضور هذا الجمع من الخبراء والباحثين وصنّاع السياسات من مصر والاتحاد الأوروبي يعكس الاهتمام الكبير بدعم منظومة البحث والابتكار وتعزيز التعاون العلمي بين الجانبين، في إطار شراكة راسخة وممتدة، مشيرًا إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، شاركت مصر في أكثر من 300 مشروع بحث وابتكار ممول من الاتحاد الأوروبي عبر البرامج الإطارية المتعاقبة، وخاصة في مجالات الصحة، والمناخ–البيئة، والمياه، والطاقة النظيفة، مما يعكس التوافق بين الجانبين على الأولويات العلمية الوطنية ونقاط القوة التنافسية، لافتًا إلى أن مساهمة المؤسسات المصرية بشكل فاعل في مشاريع برنامج "أفق أوروبا" (Horizon Europe) في مجالات الصحة العامة والتقنيات الطبية، والتكيف مع المناخ والصلابة البيئية، ومعالجة المياه المتقدمة والتحلية، وأنظمة الطاقة المتجددة، إلى جانب تزايد المشاركة في أبحاث التراث الثقافي، والعلوم الاجتماعية، والتنقل المستدام.
كما نوه الوزير إلى مشاركة مصر في 92 مشروعًا ضمن مبادرة PRIMA بين عامي 2018 و2024، والتي شهدت أكثر من 100 مشاركة مؤسسية وحصلت من خلالها المنظمات المصرية على أكثر من 17 مليون يورو كتمويل، وتوزعت هذه المشاريع على أربعة محاور، حيث تناول 36% منها الأنظمة الزراعية، و34% لسلاسل القيمة الغذائية الزراعية، وركز 23% على الموارد المائية والابتكار، فيما شارك 7% في أبحاث الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والمناخ.
وأكد وزير التعليم العالي أهمية برنامج "أفق أوروبا"، الذي يعد أكبر برنامج للبحث والابتكار في العالم، يتيح للباحثين المصريين المشاركة على قدم المساواة مع نظرائهم الأوروبيين، مما يمنحهم إمكانية الوصول إلى التقنيات المتقدمة وشبكات المعرفة العالمية والائتلافات متعددة التخصصات وفرص القيادة في المجالات الاستراتيجية.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى التوقيع على اتفاقية شراكة لانضمام مصر لبرنامج أفق أوروبا، التي شهدها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والسيدة/ أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا العام، مؤكدًا أنه كان بمثابة خطوة تاريخية تعكس تأكيدًا مشتركًا على أن البحث والعلوم والابتكار هي ركائز أساسية للشراكة المصرية الأوروبية، وأدوات ضرورية للاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة عبر الجوار المشترك.
وعلى الصعيد الوطني، أكد الوزير أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، تعمل على إنشاء خارطة وطنية للتجمعات الإنتاجية التي توحد الجامعات ومراكز البحوث والصناعة والحكومة، لضمان تفعيل دور البحث والابتكار والوصول إلى تأثير اقتصادي واجتماعي، موضحًا أن المبادرة تحاكي تركيز "أفق أوروبا" على البحوث الموجهة نحو المهام ونظم الابتكار البيئية ونقل التكنولوجيا.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الأولوية الاستراتيجية المستقبلية تتمثل في تعظيم مشاركة مصر في برنامج "أفق أوروبا"، سواء من حيث الحجم أو الجودة، والعمل على ما يتطلبه هذا من انخراط في قاعدة أوسع من أصحاب المصلحة الوطنيين بما في ذلك الجامعات ومراكز البحوث والوزارات والصناعة والشركات الصغيرة والمتوسطة والمبتكرين ورفع تنافسيتها، ليس فقط للمشاركة في الائتلافات الدولية بل لقيادتها أيضًا.
وفي سياق متصل، أعلن الدكتور أيمن عاشور عن إعادة تشغيل مكتب الاتصال المصري الأوروبي للبحث والابتكار، ووجه الدعوة لسفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر لحضور افتتاح المكتب إلى جانب الحدث الختامي لأسبوع البحث والابتكار، مؤكدًا أن مصر والاتحاد الأوروبي سيواصلان معًا تسخير قوة العلم والمعرفة والابتكار لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا واستدامة لشعوب المنطقة.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن برنامج الاستدامة يعكس التزام الدولة بدعم البحث العلمي والابتكار كمسار رئيسي لبناء المستقبل، مشيرةً إلى أن الاستثمار في الشباب والباحثين ورواد الأعمال يمثل حجر الزاوية لأي نهضة اقتصادية حقيقية. مضيفة أن مصر، من خلال تعاونها مع الاتحاد الأوروبي وبرامج مثل برنامج Horizon Europe، تعمل على تعزيز قدرات الجامعات والمؤسسات البحثية، وتوسيع مجالات التعاون الدولي بما يفتح آفاقًا جديدة أمام الابتكار والتكنولوجيا.
وأوضحت وزيرة التخطيط أن تطوير رأس المال البشري هو جوهر خطة التنمية الشاملة، مؤكدةً أن الدولة تسعى إلى خلق بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال، وتحديث السياسات لضمان دعم الشركات الناشئة وتمكينها من الوصول إلى التكنولوجيا والتمويل، مشيرة إلى أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لا تقوم فقط على الدعم الفني والمالي، بل على رؤية مشتركة لتعزيز التنمية البشرية والصناعية، وخلق فرص نمو وفرص عمل جديدة، معتبرةً أن كل هذه الجهود تأتي في إطار بناء اقتصاد قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات المواطنين.
وأعربت الدكتورة رانيا المشاط عن سعادتها بالشراكة الممتدة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث أن الشراكة بين الجانبين تُسهم في دفع جهود التنمية المستدامة وتدعم البحث العلمي والابتكار، معربة عن تمنياتها بنجاح هذا الأسبوع في دعم جهود الارتقاء بالبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار خاصة وأنهم جزء من المستقبل، مقدمة الشكر لجميع الجهات التي تعمل على تعزيز التعاون بما يسهم في دعم جهود الدولة في التحول نحو اقتصاد المعرفة، مشيرة إلى أهمية فعاليات أسبوع البحث والابتكار وما يقدمه من فرص للتعارف والتعلم وتبادل الخبرات، داعية الباحثين المصريين للاستفادة منها، من أجل العمل جميعًا لضمان الأفضل، وبناء مجتمع بحثي مبتكر ونابض بالحياة.
وأعرب الدكتور محمود عصمت عن سعادته بالمشاركة في الفعالية معربًا عن ثقته في نجاح مكتب الاتصال المصري الأوروبي للبحث والابتكار، في تحقيق أهدافه، لافتًا إلى أن الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي تهدف إلى دعم الرؤية المصرية بأن تكون مركزًا للابتكار والبحث العلمي، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إلى جهود الدولة في دعم مشروعات الطاقة المتجددة، وذلك في ظل التزام الدولة المصرية بتأمين إمدادات مستدامة للطاقة لضمان توفير حياة أفضل للمجتمع، مؤكدًا أن هناك الكثير من مجالات التعاون والأفكار التي يمكن المشاركة فيها بين الجانبين، لتعزيز وصول آمن للطاقة وتشجيع استخدام موارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن جانبها، أكدت السفيرة أنجلينا أيخهورست أن هذا التجمع يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي أثمرت عن أكثر من 300 مشروع تعاون ناجح في مجالات الصحة والمناخ والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، بما يدعم التنمية ويعزز الابتكار ويقدّم حلولًا فعّالة للتحديات المشتركة، مثمنة مشاركة مئات الباحثين المصريين في هذه المشروعات، مؤكدة أن تبادل الخبرات بين الجانبين يمثل حجر الزاوية لهذه الشراكة المتنامية.
وأعربت السفيرة عن اعتزازها بأن الاحتفال اليوم يتزامن مع مرور 20 عامًا على اتفاق التعاون المصري الأوروبى في العلوم والتكنولوجيا، مشددة على أن هذا الحدث يأتي في إطار شراكة آخذة في تعميق التعاون، مؤكدة أن يوم 22 أكتوبر في بروكسل شكّل محطة مفصلية بعد توقيع مصر على برنامج «أفق أوروبا»، لتصبح أول شريك كامل المشاركة في هذا البرنامج الطموح. كما أشادت بجهود فرق العمل من الجانبين التي أسهمت في تحقيق هذا التقدم، موجهة الشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دورها في إنجاز الاتفاقات، ولا سيما افتتاح مكتب الاتصال المصري–الأوروبي للبحث والابتكار، مع الإطلاق الرسمي للبرنامج الجديد في العاصمة الإدارية الجديدة في ديسمبر المقبل، مشيرة إلى تمديد شراكة PRIMA مما سيمنح مساحات أوسع للتعاون في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة المياه، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي ومصر يتحركان معًا نحو بناء منظومة بحث وابتكار إقليمية متكاملة.
ويشمل "أسبوع البحث والابتكار بين مصر والاتحاد الأوروبي (EU-Egypt R&I Week)"، الذي يمتد حتى 9 ديسمبر، على تنفيذ سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تسلط الضوء على أولويات التعاون في مجالات التحول الأخضر، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي، وإدارة المياه، والفضاء، والآثار، وتنمية المهارات الأكاديمية والمهنية، وتطوير قدرات الباحثين المصريين، وتعزيز مشاركتهم في البرامج الأوروبية.
وعلى هامش الفعالية، قام المشاركون بجولة داخل معرض موسع للمشروعات البحثية المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث تم عرض مبادرات تعاونية متنوعة وفرص مستقبلية ضمن برامج Horizon Europe وPRIMA وErasmus+ والمجلس الأوروبي للابتكار والمركز المشترك للبحوث، في إطار الترويج لقصص النجاح، وتحفيز الباحثين المصريين على الاستفادة من هذه المبادرات.
وقدمت الدكتورة هبة جابر مسئولة البحث والابتكار بوفد الاتحاد الأوروبي عرضًا شاملًا استعرضت خلاله الإنجازات المتحققة والفرص الجديدة المتاحة في إطار برنامج "أفق أوروبا".
كما قدم الدكتور عبد الحميدالزهيري، الرئيس المشارك لبرنامج PRIMA، عرضًا موسعًا حول رؤية البرنامج للفترة المقبلة، وأبرز ما يتيحه من فرص لدعم البحوث التطبيقية في منطقة البحر المتوسط.
وشهدت الفعالية جلسة حول تنقل المواهب وتطوير القدرات، قدمتها الدكتورة زينب الصدر المنسقة الوطنية لبرنامج "إيراسموس بلس"، واستعرضت دور البرنامج في تعزيز التعاون الأكاديمي والتبادل الطلابي.
واختُتمت المداخلات بكلمة الدكتورة سلمى يسري، مساعد وزير التعليم العالي للتعاون الدولي، والتي أكدت خلالها أن هذا الحدث يجسد مرحلة جديدة من الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الاستثمارات المتزايدة في منظومة البحث والابتكار من شأنها فتح آفاق واسعة أمام الباحثين والمبتكرين المصريين، مضيفة أن: "هذا الحدث يمثل فصلاً جديدًا في التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي بمجالات البحث والابتكار في ضوء شراكات متعمقة ونظم ابتكار معززة وفرص أوسع لطلابنا وباحثينا ورواد الأعمال والمبتكرين المصريين".
وأشارت الدكتورة سلمى يسري إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل على تعظيم الاستفادة من البرنامج، من خلال بناء شبكة فعالة من نقاط الاتصال الوطنية والقطاعية والمؤسسية، ودعم الباحثين والمبتكرين وربطهم بالشبكات العالمية، وتحسين الجاهزية المؤسسية لإدارة مشاريع الاتحاد الأوروبي، وإنشاء نظام للمراقبة والتقييم والمتابعة.
جدير بالذكر أن أسبوع البحث والابتكار يمتد ليشمل أنشطة متخصصة في القاهرة وعدد من المحافظات، من بينها ورشة كتابة المقترحات البحثية في المكتب الإقليمي لوزارة الدفاع الألمانية وDAAD، وفعالية تعريفية ببرنامج MSCA في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وفعالية "يوم الفضاء الإيطالي: ورشة مصنع الفضاء" في وكالة الفضاء المصرية، وفعالية "جائزة نوبل الابتكار السويدي" في سفارة السويد، كما تشمل الفعاليات زيارات وجلسات تعريفية بعدة جامعات.
ويُختتم الأسبوع بمائدة وزارية مستديرة تُعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان "تشكيل المستقبل معًا"، حيث يناقش القادة والخبراء آفاق العمل المشترك خلال السنوات المقبلة، بما يعزز مسيرة التنمية المستدامة ويعظم من مشاركة مصر في منظومة الابتكار الأوروبية.
ي