حافظت دولة الإمارات على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية عبر التطور الكبير الذي شهده قطاع الخدمات اللوجستية في الدولة على مدار عقود، والذي برز دوره الكبير خلال الجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية وغيرها من الأزمات التي يشهدها العالم حاليا.
ووفقاً لمركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي، أصبحت دولة الإمارات واحدة من أهم مراكز الخدمات اللوجستية العالمية كما تصدرت الدولة إقليمياً وعربياً في تطور قطاع سلاسل الإمداد، مدعومة ببنية لوجستية قوية ممثلة في ربط الموانئ والمطارات ومرافق التخزين والتوزيع ضمن شبكة واحدة عززت ارتباط الدولة بحركة التجارة الدولية وضمن الأسرع في العالم في توصيل البضائع والسلع.


وأكد المركز أنه ورغم الازمات العالمية التي مرت وتمر بها سلاسل الإمداد العالمية إلا أن دولة الإمارات استطاعت وبسرعة التغلب على التحديات التي صاحبت هذه الأزمات بخطوط تجارة وأسواق بديلة لتوفير آلية مبتكرة لنقل السلع والمنتجات إلى الأسواق ، كما تصدرت دولة الإمارات عربياً في مؤشر التجارة العالمية 2023، وحلت في المركز الـ 31 عالميا، وتم تصنيفها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق ناشئة في العالم وفقا لمؤشر “أجيليتي” اللوجستي لعام 2024.
وقال “انترريجونال” : أسهم تأثر سلاسل التوريد العالمية في ارتدادات سلبية على الأوضاع الاقتصادية وعلى الأمن الغذائي في كثير من دول العالم الأمر الذي فرض على العديد من دول العالم إعادة هيكلة القطاع لاستدامة حركة التجارة العالمية.
وأشار تقرير أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل بالتعاون مع مجلس دبي لمستقبل الخدمات اللوجستية، بعنوان “الحياة بعد كوفيد-19: مستقبل الخدمات اللوجستية” إلى مجموعة من التوصيات لدعم قطاع سلاسل الإمداد منها: الإقبال على الاستثمار في الخدمات اللوجستية ورفع كفاءة التخزين في الموانئ والمطارات والمناطق الحرة والمناطق الصناعية فضلا عن أتمتة سلاسل الطلب الاستهلاكي وإنشاء سلاسل إمداد مرنة.
وأكد “انترريجونال” أن دولة الإمارات تتمتع ببنية شحن شاملة تمكنها من تسريع عمليات نقل المنتجات من أبرز مراكز التجارة والصناعة في العالم وخلال فترات زمنية قياسية ، الأمر الذي جعل الدولة مركز للتجارة لصالح المنطقة وأفريقيا وجزء كبير من قارة آسيا ، كما تتمتع قدرات الدولة اللوجستية بكفاءة لخدمة حركة التجارة مع الصين.
وتوقع تقرير “فورورد” التابعة لـ”القابضة” ” (ADQ)، نمو قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات بـ8.4% ووصول حجم الأعمال إلى نحو 115.6 مليار درهم العام 2026 .
ووفقاً لتقرير أعدته “إيكونوميست” فقد حدث تحول كبير في سلاسل التوريد العالمية بفعل الجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية، تسبب في انخفاض حركة التوريد واختناقات في حركة التجارة العالمية؛ الأمر الذي دفع العديد من دول العالم إلى توسيع اعتمادها على القدرات الذاتية وتنويع قائمة الموردين لتأمين سلاسل التوريد.
وذكر “انترريجونال” نقلاً عن التقرير أن ظهور مشكلات سلاسل زادت مع ارتفاع وتيرة أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية الأمر الأسهم في تسريع التحول في القطاع عبر تعزيز البيانات المتعلقة بالمخزونات والاستثمار والتوظيف، وانتقال بعض مصادر الإنتاج والاستثمار إلى مناطق أكثر جاهزية وأماناً وعلى رأسها دولة الإمارات.
وأشار التقرير إلى أنه مع تنامي قلق صناع القرار بشأن أمن سلاسل التوريد، بدأت الدول توسع اعتمادها على الذات، ولا سيما في بعض التقنيات والأعمال الاستراتيجية، من خلال دعم الاستثمار في مثل هذه القطاعات داخل حدودها.
ولفت التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة تمثل أكثر من 90% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، طوَّرت خلال الأعوام الأخيرة استراتيجيات صناعية رسمية تسمح بتوسيع نشاطها المحلي الخاص.
ووفقاً للتقرير، يقوم 81% من قادة سلاسل التوريد الذين شملهم استطلاع أجرته شركة “ماكينزي” يقومون بشراء المواد الخام من موردَين اثنين، بدلاً من الاعتماد على واحد فقط.
ونوه “إيكونوميست” إلى أن أحد المؤشرات على تحول الشركات من الكفاءة إلى المرونة هو التراكم الهائل في المخزونات الاحترازية حيث تبني الشركات مخزونات لسلع ومنتجات نصف مصنعة أو مصنعة بالكامل، تُترك احتياطياً في المخازن، ويمكن بيعها إذا زاد الطلب فجأةً أو إذا فشل العرض الجديد.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الخدمات اللوجستیة التورید العالمیة سلاسل الإمداد سلاسل التورید دولة الإمارات حرکة التجارة

إقرأ أيضاً:

مبادرات وشراكات.. الإمارات في قلب الجهود البيئية الدولية

في عالم يواجه تحديات بيئية غير مسبوقة، يصبح الحفاظ على الطبيعة قضية إنسانية عالمية تتجاوز الحدود وتوحد الجهود.

وهنا يبرز دور دولة الإمارات الرائد في الحراك البيئي العالمي برؤى مبتكرة ومبادرات خضراء وشراكات فعالة.

ومن المعروف أن الإمارات العربية المتحدة أول دولة في المنطقة تلتزم بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وتستضيف دولة الإمارات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من 8 إلى 15 أكتوبر.

ويعتبر المؤتمر منصة تجمع قادة العالم تحت سقف واحد لصياغة قرارات حاسمة لمستقبل الطبيعة.

ويشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 1400 منظمة، بحضور ممثلين عن 140 دولة. ويعرف كذلك تنظيم أكثر من 500 جلسة وأكثر من 70 معرضا تفاعليا، إلى جانب تقديم أكثر من 100 مشروع قرار.

وتُجسد استضافة الإمارات لهذا الحدث الدولي دورها الريادي كداعم رئيسي للتعاون الدولي والابتكار والتوازن في مجال العمل البيئي؛ حيث تأتي هذه الجهود ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي2031، التي تهدف إلى تعزيز الحلول القائمة على حماية الطبيعة، واستعادة النظم البيئية، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل المها العربي والمها الأفريقي (أبو حراب)، وتعكس هذه الجهود الحرص على الحفاظ على البيئة والالتزام بصون التراث الطبيعي للأجيال القادمة.

وعلى الصعيد الدولي، تواصل الإمارات دعم المبادرات العالمية في نشر الحلول القائمة على الطبيعة، وحماية الأنهار والمحيطات من التلوث، وتعزيز التنوع البيولوجي، وغيرها من جهود زيادة قدرات الطاقة المتجددة، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي العالمي، ودعم ابتكار الحلول البيئية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025 ترسم مسارات مستقبل التطور التكنولوجي
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الـ 23 لمعاهد الإدارة العامة بـ«دول التعاون»
  • فريق يضم جامعة خليفة يتأهل للمرحلة الثانية بمسابقة «إكس برايز» العالمية
  • الإمارات تحتفي بـ”يوم الأغذية العالمي”
  • الإمارات تحتفي غداً بـ«يوم الأغذية العالمي»
  • «مجالس المستقبل العالمية».. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية
  • محمد عبد الغني: قمة شرم الشيخ ترسخ دور مصر القلب النابض للعروبة وصوت الحق
  • مبادرات وشراكات.. الإمارات في قلب الجهود البيئية الدولية
  • قمة AIM للاستثمار تنظّم نسختها الدولية الأولى في الصين 7 نوفمبر المقبل
  • ابنة هيفاء وهبي تحسم الجدل حول ارتباطها بأحمد أبو هشيمة