وزير الأوقاف: عيد الأضحى يرمز إلى التضحية والفداء ويعمق الإيمان بتقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
دمشق-سانا
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن عيد الأضحى المبارك يرمز إلى التضحية والصبر والفداء وهو بدلالاته العظيمة يعمق فينا الإيمان الصادق بتقديم الغالي والنفيس في سبيل عز الوطن وكرامة الأمة.
وقال الوزير السيد في كلمة متلفزة اليوم: “تحتفل الأمتان العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك تشريفاً وتكريماً لشعيرة الحج قمة أركان الإسلام ومنتهى حلقاته، ففي مثل هذه الليلة وقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خطيباً في الأمة والأجيال يضع المبادئ العامة للإسلام وحقوق الإنسان ويلقي على البشرية درساً أرسى فيه قواعد الحب والخير والعدل والإنصاف لكل بني الإنسان مخاطباً الناس جميعاً بمختلف أجناسهم وألوانهم وانتماءاتهم ليكون إعلاناً لكل الأزمان”.
وأشار الوزير السيد إلى أن أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها تلتقي في هذه الأوقات مع إخوانهم الحجاج حول بيت الله الحرام تطوف بأرواحها وأمانيها حول الكعبة المشرفة التي جعلها الله سبحانه علامة لوحدة المسلمين، وتلتقي ببصرها وبصيرتها مع الواقفين بعرفات، تبذل المهج في الضراعة إلى الله تعالى بقلوب مملوءة بالخشية وبأيدٍ مرفوعة بالرجاء وألسنة مشغولة بالدعاء وآمال صادقة في رب رحيم، وهي مؤمنة أن أمتها عصية على أعدائها تمتلك مقومات وحدتها وارتقائها وترنو إلى الآمال العظام والأهداف الكبرى في تطوير إمكاناتها وتحقيق وحدتها وبلوغ أقصى أمانيها في تحرير أرضها المقدسة.
وأكد الوزير السيد أن عيد الأضحى المبارك الذي يتوج مناسك الحج هو عيد يرمز إلى التضحية والصبر والفداء ويوحي بالصمود والإيمان وهو بدلالاته العظيمة يعمق فينا الإيمان الصادق بتقديم الغالي والنفيس في سبيل عز الوطن وكرامة الأمة ويعمق أيضاً الالتزام الصادق في ترجمة ذلك الإيمان الصابر حباً للأوطان وتعظيماً وتكريماً للشهداء وأسرهم وجرحانا وآلامهم فمن تضحياتهم العظيمة يولد الانتصار، وقال: “لا شك أن صبر أهل غزة وفلسطين أمام جرائم أعداء الله والأنبياء اليوم ومقاومتهم الباسلة ستثمر نصراً وعزاً وتمكيناً”.
ورفع وزير الأوقاف إلى السيد الرئيس بشار الأسد باسمه وباسم العلماء وأرباب الشعائر الدينية والعاملين في وزارة الأوقاف أسمى آيات التهنئة والتبريك وأخلص معاني الوفاء للحصن المنيع للأمة والشعب على طريق العزة والتقدم والازدهار والتسامح.
ختم الوزير السيد كلمته متوجهاً إلى الله بالدعاء بالرحمة للشهداء الأبرار الذين ارتقوا دفاعاً عن حياض الوطن في مواجهة أعتى القوى التي تساند الإرهاب وتعيث فساداً في أرضنا المباركة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الوزیر السید عید الأضحى
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية الأولى من سورة التوبة: “بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ”.
يعتبر نزول سورة التوبة مرحلة فاصلة في تاريخ الأمة، إذ بدأت المرحلة التي اشتد فيها ساعد المسلمين، وأصبحوا فيها قوة تمكنهم من فرض شروط عادلة، بعد أن كانوا قبلا ولأجل المحافظة على بقائهم يتقبلون بعض الشروط المجحفة التي يفرضها المشركون وهم المعسكر الأقوى، ولذلك بدأت السورة بهذا النص القوي، ومن غير الابتداء كجميع باقي السور باسم الله الرحمن الرحيم، ليفهم المسلمون أنه لا مهادنة مع معادي الله، فعليهم العمل لكي تبقى كلمة الله في بيته الحرام هي العليا.
نزلت هذه السورة من أواخر ما نزل من القرآن، وكان ذلك بعد غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وقد آن الأوان لتطهير البيت الحرام وإلى الأبد من دنس المشركين، لذلك احتوت هذه السورة على قرارين هامين:
الأول: ورد في الآية 28 : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا” وفيها أمر بعدم السماح للمشرك بالاقتراب من المسجد الحرام، وليس عدم دخوله فقط، بمعنى أن يحظر دخول المشرك الى محيط الحرم، ويحدد هذا المحيط ما يعرف بالميقات الذي يجب على زائر البيت الاّ يتجاوزه إلا بملابس الإحرام.
والثاني: ورد في الآية 29 : “قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”، وفيها أمر صريح بعدم جواز بقاء أتباع العقائد السابقة الذين يرفضون الايمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض الجزيرة العربية، إلا بصفة أهل الذمة، والتي تعني اعترافهم بسيادة الدولة الإسلامية الكاملة على هذه البقعة التي أرادها الله أن تبقى موئل الدولة الإسلامية، وخالصة لدينه، لا يكفر فيها ولا يشرك.
وقد صدع المسلمون بهذين الأمرين، منذ نزول هذه السورة، وطوال القرون الماضية حاول الكافرون أن يبطلوا كلام الله بشتى الطرق، لكن المسلمين لم يمكنوهم من ذلك، سواء في حالات الضعف أو القوة التي انتابت الدولة الإسلامية، لذلك لم يُبنَ في الجزيرة أي معبد شركي منذ فجر الدعوة، ولم يسمح لغير المسلمين بدخول الحرم.
في آخر قرن تم الاختراق، فأقدمت بعض الزعامات القبلية في الجزيرة على محالفة هؤلاء الذين حرم الله على المسلمين موالاتهم، طمعا بالحكم بعد الانفصال عن الدولة العثمانية، وبسبب فساد الحكم في هذه الدولة وضعفها، نجم عن ذلك القضاء على اخر صورة للدولة الاسلامية الموحدة، فتقسمت الأمة مقاطعات متشاكسة، همُّ زعمائها الوحيد البقاء في الحكم، وفي سبيل ذلك يتقبلون ما يفرضه عليهم عدو الأمة الأزلي.
بدأ الاختراق أولا بالسماح بإقامة معبد بوذي في الطرف الشرقي القصي للجزيرة، وكان ذلك بمثابة بالون اختبار لبحث مدى نجاح مخالفة الأمرين الصريحين الآنفي الذكر، بعدها تطور الأمر بالسماح بإقامة معبدين لأصحاب العقيدتين السابقتين في المنطقة ذاتها، وكل ذلك بحجة التسامح.
المرحلة الثالثة من الاختراق تتمثل بخرق الأمر الأول، وذلك من خلال دخول أقطار الجزيرة في اتفاقيات “ابراهام” التي هي جزء أساسي من عملية التطبيع التي تحاول تحاول أمريكا فرضها على الدول العربية، بهدف إلغاء العمل بالأمرين السابقين، وبالتالي هدم ركن أساسي من أركان الدين.
لقد ذكر الله لنا كثيرا مما جرى مع بني إسرائيل الذين كرمهم الله وفضلهم على كثير من العالمين بأنبياء ورسالات تترى لهدايتهم، لكنهم حينما عصوا الله كتب عليهم الذلة والمسخ في الدنيا، إضافة الى عذاب مخز في الآخرة.
علينا أن نفهم أن ما قصه الله علينا من أخبارهم ليس للامتاع والمؤانسة، بل لكي نفهم سننه وتعامله مع من ينعم الله عليهم فيعصوه، فتعظ بهم ونتوب إليه قبل فوات الأوان.
الأمة الآن على مفترق خطر: فأمتنا التي كرمها الله بهديه، إما تبقى لاهية عما يفعله السفهاء بها، ومصلحيها ساكتون عما يجري دفعها اليه، وحينها يأخذه الله أخذة رابية، العاصين منها والطائعين.
وإما أن تثبت على إيمانها وطاعتها، وتأخذ على أيدي سفهائها، فلا تسمع لهم بمخالفة أوامر الله.