فاسكو دا غاما.. رحالة برتغالي ارتكب مجازر ضد المسلمين بآسيا
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
فاسكو دي غاما ملاح ومستكشف برتغالي ولد عام 1460م، قاد أول رحلة استكشاف من أوروبا إلى الهند حول أفريقيا، وكان أول أوروبي يصل الهند عن طريق البحر، وهكذا اكتشف طريقا يربط أوروبا وآسيا عن طريق المحيط.
مكّن اكتشافه الطريق البحري الجديد البرتغاليين من الوصول بسهولة إلى آسيا واستعمار كثير من مناطقها، مما أتاح لهم فرصا تجارية وسياسية.
ولد فاسكو دا غاما عام 1460م في مدينة "سينيز" جنوبي البرتغال، وسط عائلة نبيلة؛ فهو الابن الثالث لوالده لاستيفاو دا غاما الذي كان حاكم منطقة سينيز، أما والدته فمن أصول إنجليزية، ولها قرابة بنجل ملك البرتغال.
نشأ على وقع الرحلات الاستكشافية منذ صغره، والتحق في عمر الـ11 عاما بوالده ضمن صفوف منظمة "فرسان سانتياغو"، وهي منظمة مسيحية عسكرية مساندة لملك البرتغال جواو الثاني، الذي تربع على العرش سنة 1481م.
تزوج حوالي سنة 1500م بكاتارينا دا أتايد، ابنة أحد النبلاء البارزين، وأنجبا 6 أبناء وبنتا وحيدة.
لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة، على الرغم من أن بعض المصادر تشير إلى أنه درس في مدينة إيفورا، ويعتقد أنه خلال هذا الوقت اكتسب كفاءته في علم الفلك والرياضيات.
وقيل أيضا إنه درس على يد المنجم وعالم الفلك أبراهام زاكوتو، إلا أنه لم يتم التحقق من هذا الادعاء.
تجربة الاستكشافخاض دا غاما العديد من الرحلات البحرية، أهمها 3 رحلات، ففي عام 1495م توفي الملك جواو الثاني وخلفه مانويل الأول، الذي كلفه برحلته البحرية الاستكشافية الأولى نحو الشرق عبر جنوب أفريقيا.
الرحلة الأولىلا يعرف المؤرخون إلا القليل عن السبب وراء اختياره لقيادة البعثة إلى الهند في عام 1497م، حيث كان لا يزال مستكشفا عديم الخبرة، لكنه في الثامن من يوليو/تموز من ذلك العام تولى قيادة فريق من 4 سفن بما في ذلك سفينته الرائدة "سانت غابرييل"، التي يبلغ وزنها 200 طن، لإيجاد طريق للإبحار إلى الهند والشرق.
روّج لرحلته الاستكشافية على أن هدفها تجاري، لكنها في الحقيقة هدفت إلى إيجاد مملكة الكاهن يوحنا والتحالف معه ضدّ الدولة العثمانية.
ومملكة الكاهن يوحنا هي مملكة مسيحية أسطورية، يُقال إنها سادت في آسيا الوسطى (أو شرق آسيا أو إثيوبيا) في القرون الوسطى. وقد شغلت بال العديد من الرحالة الذين حاولوا البحث عنها، ومن بينهم الإيطالي الشهير ماركو بولو، الذي ادعى أنه وجدها في الصين خلال رحلته الاستكشافية في القرن الـ13.
بعد أشهر من الإبحار، دار دا غاما حول رأس الرجاء الصالح، وبدأ يشق طريقه نحو الساحل الشرقي لأفريقيا باتجاه المياه المجهولة للمحيط الهندي.
بحلول شهر يناير/كانون الثاني 1498، وعندما اقترب الأسطول مما يعرف الآن بموزمبيق، أصيب العديد من أفراد طاقمه بمرض الإسقربوط، مما أجبر البعثة على الرسو للراحة والإصلاحات لمدة شهر تقريبا.
في أوائل مارس/آذار 1498، أنزل وطاقمُه مراسيهم في ميناء موزمبيق، وكان يهيمن عليها التجار المسلمون. وهناك تم إرجاعه من قبل السلطان الحاكم، الذي شعر بالإهانة من هدايا المستكشف المتواضعة.
بحلول أوائل أبريل/نيسان من العام ذاته، وصل الأسطول إلى ما يعرف الآن بكينيا، قبل أن يبحر في رحلة مدتها 23 يوما عبر المحيط الهندي.
وصل إلى "كاليكوت" بالهند يوم 20 مايو/أيار من العام نفسه. ولكن جهله بالمنطقة، فضلا عن افتراضه أن السكان كانوا مسيحيين، أديا إلى بعض الارتباك، حيث كان سكان كاليكوت من الهندوس، وهي حقيقة غابنت عنه وعن طاقمه، إذ إنهم لم يسمعوا عن هذه الديانة.
ومع ذلك، رحب الحاكم الهندوسي المحلي به وبرجاله في البداية، وانتهى الأمر بالطاقم بالبقاء في كاليكوت ثلاثة أشهر. ولم يتقبل السكان وجودهم، وخاصة التجار المسلمين الذين لم يكن لديهم أي نية للتخلي عن أراضيهم التجارية للزوار المسيحيين.
في نهاية المطاف، اضطر دا غاما وطاقمه إلى المقايضة على الواجهة البحرية من أجل تأمين ما يكفي من البضائع للعودة إلى الوجهة التي انطلق منها.
في أغسطس/آب 1498، انطلق ورجاله في رحلة عودتهم إلى البرتغال، وأخذ معه 5 أو 6 هندوس حتى يتمكن الملك مانويل من التعرف على عاداتهم، وتزامن رحيلهم مع بداية الرياح الموسمية.
بحلول أوائل عام 1499، زار جزيرة أنجيديف (بالقرب من غوا) قبل الإبحار إلى ماليندي، التي وصل إليها في 8 يناير/كانون الثاني من العام ذاته. وبعد ما يقرب من 3 أشهر من عبور بحر العرب، مات العديد من أفراد الطاقم بسبب مرض الإسقربوط.
وفي ماليندي، وبسبب الانخفاض الكبير في الأعداد، وفي محاولة لتوفير أسطوله، أمر بحرق إحدى سفنه. ولم تصل السفينة الأولى في الأسطول إلى البرتغال حتى 10 يوليو/تموز 1499، أي بعد عام كامل تقريبا من مغادرتهم الهند.
في المجمل، قطعت الرحلة الأولى ما يقرب من 24 ألف ميل في حوالي عامين، ولم ينج سوى 54 من أفراد الطاقم الأصليين البالغ عددهم 170 فردا. كما لم يجد دا غاما أثرا للكاهن يوحنا ومملكته، ولم يلتقِ إلّا بعددٍ قليل من المسيحيين. إضافة لخيبة أملٍ كبيرة حين علم أن "راجا" ملك مدينة كاليكوت الهندية ليس مسيحيا، بل هندوسيا.
كانت لهذه الرحلة نتائج من أهمها زيادة الأطماع الاستعمارية للبرتغاليين، ورغبتهم في الاستيلاء على طريق التجارة إلى الهند وأخذه من المسلمين، فبعث الملك مانويل الأول بحملة بحرية عسكرية بقيادة "بيدرو ألفاريز كابرال" مؤلفة من 13 سفينة إلى الهند، وقد صدَّ الهنود بدعم من العرب هذه الحملة ببسالة، وقتلوا عددا كبيرا منها، في المقابل قتل كابرال 600 رجل في سفن المسلمين.
وبعد هذه الحملة التي كان أبرز نتائجها تأسيس أول ميناء تجاري برتغالي في الهند، أوكل الملك مانويل الأول إلى فاسكو دا غاما مهمة رحلة من أجل تحقيق ما لم تحققه الحملة السابقة.
أعطيت قيادة الأسطول إلى دا غاما، الذي حصل في يناير/كانون الثاني 1502 على لقب أميرال. كان يقود 10 سفن، وكانت بدورها مدعومة بأسطولين، يتألف كل منهما من 5 سفن، وكان كل أسطول تحت قيادة أحد أقربائه.
أبحر الأسطول في فبراير/شباط 1502، وتوقف في الرأس الأخضر، ووصل إلى ميناء سوفالا في شرقي أفريقيا يوم 14 يونيو/حزيران 1502.
وبعد التوقف لفترة وجيزة في موزمبيق، أبحرت البعثة البرتغالية إلى كيلوا، التي تعرف الآن بتنزانيا، وكانت علاقة حاكم كيلوا الأمير إبراهيم سيئة مع كابرال. فهدد دا غاما بحرق كيلوا إذا لم يستسلم للبرتغاليين ويقسم الولاء للملك مانويل، وهو ما فعله بعد ذلك.
عند ساحل جنوب شبه الجزيرة العربية، وصل إلى "جوا" (التي أصبحت فيما بعد مركز القوة البرتغالية في الهند) قبل أن يتوجه إلى "كانانور"، وهو ميناء في جنوبي غربي الهند شمال كاليكوت، حيث كان ينتظر الشحن العربي.
وبعد عدة أيام وصلت سفينة عربية تحمل بضائع وعلى متنها ما بين 200 و400 مسافر من الحجاج العائدين من مكة، من بينهم نساء وأطفال. وبعد الاستيلاء على الشحنة، حبس دا غاما الركاب على متن السفينة وأضرم فيها النار، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، ونتيجة لذلك، تعرض للتشهير وارتبطت أساليب التجارة البرتغالية بالإرهاب.
كما شنق 38 صيادا وقطع رؤوسهم وأطرافهم لإرهاب السكان وإجبارهم على الخضوع والاستسلام. وعندما وصل إلى موزمبيق قصفها بالمدافع ودمرها على رؤوس ساكنيها. أما في الهند فقد طلب من حاكم مدينة كاليكوت طرد جميع المسلمين، وعاقب كل من لا ينزل تحت أوامره، وفرض على جميع التجار العرب الضرائب والإتاوات مقابل السماح لهم بحرية الملاحة وممارسة نشاطهم التجاري.
أخيرا، في 20 فبراير/شباط 1503، بدأ في العودة إلى دياره مع طاقمه. ووصلوا إلى البرتغال يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، ولم يعتبر الملك هذه الرحلة ناجحة، ومن لم يحصل دا غاما على أي مكافآت منه.
بعد رحلتيه إلى الهند، فضّل البقاء رفقة عائلته. وتمتع براحة اختيارية استمرت 20 سنة بدأت عام 1503م.
لكن الملك جواو الثالث (خليفة الملك مانويل الأول) عيّنه في منصب نائب الملك بالهند عام 1524 من أجل محاربة الفساد الذي كان قد بدأ يتفشى في المرافئ التجارية البرتغالية بالهند.
وللقيام بمهمته الجديدة، شدّ رحاله نحو الشرق في العام نفسه، لكنه أصيب بالملاريا بعد وقت قصير من وصوله إلى الهند، وتدهورت صحته بشكل مستمر إلى أن توفي.
ما قدمه للاستعمار البرتغاليكان أول شخص يبحر مباشرة من أوروبا إلى الهند. وأكبر مساهمة قدمها للبرتغاليين هي اكتشاف طريق بحري مباشر يربط بين أوروبا وآسيا لأول مرة.
هذا العمل الذي أنجزه في رحلته الأولى إلى الهند، لم يفتح العديد من السبل للتجارة العالمية فحسب، بل مهد الطريق أيضا للاستعمار البرتغالي في آسيا.
وفاتهتوفي فاسكو دا غاما عشية عيد الميلاد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1524م عن عمر ناهز 55 عاما، بعد إصابته بالملاريا.
وقد مات في كوشين، ودُفن في البداية فيها قبل أن يتم نقل رفاته إلى البرتغال من قبل أحد أبنائه عام 1539م.
ودفن رفاته في ديرٍ كاثوليكي في القرية التي كان يعيش فيها جنوبي البرتغال قبل رحلته الأخيرة إلى الهند.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى البرتغال إلى الهند العدید من وصل إلى
إقرأ أيضاً:
شرط جديد سيغير طريقة استخدامك لـ واتساب.. هل أنت جاهز للتغيير؟
أصدرت الحكومة الهندية توجيها جديدا قد يغير كيفية استخدام ملايين الأشخاص للتطبيقات الشهيرة مثل واتساب وتيليجرام وسيجنال وسناب شات وشير تشات وجيو تشات وأراتاي وجوش.
وبحسب ما ذكره موقع “indiatoday”، طلبت وزارة الاتصالات الهندية DoT، من هذه التطبيقات جعل من المستحيل على المستخدمين الوصول إلى خدماتها دون وجود شريحة SIM نشطة في جهازهم.
يأتي هذا التوجيه في إطار قواعد التعديل للأمن السيبراني في مجال الاتصالات لعام 2025، التي تضع خدمات الاتصال عبر التطبيقات تحت تنظيم يشبه تنظيم خدمات الاتصالات لأول مرة في الهند.
تفاصيل التوجيه الجديدبموجب القاعدة الجديدة، يجب على هذه التطبيقات، التي تم تصنيفها رسميا كـ "كيانات مستخدم معرف الاتصالات" TIUEs، التأكد من أن شريحة الـSIM تظل مرتبطة بخدماتهم بشكل مستمر خلال 90 يوما.
بالنسبة للمستخدمين الذين يسجلون الدخول عبر متصفح الويب، تم إدخال تغيير كبير آخر، ستحتاج المنصات إلى تسجيل الخروج للمستخدمين كل ست ساعات، مع ضرورة إعادة التوثيق عبر رمز QR.
وتؤكد الحكومة أن هذا الإجراء سيصعب على المجرمين استغلال التطبيقات عن بعد، حيث يجب الآن ربط كل جلسة بـSIM نشطة ومعتمدة.
سبب القراروفقا لوزارة الاتصالات الهندية، فإن الهدف من هذه الخطوة هو سد ثغرة كبيرة في طريقة التحقق من المستخدمين في تطبيقات الاتصال.
في الوقت الحالي، تقوم معظم الخدمات بالتحقق من رقم الهاتف المحمول للمستخدم مرة واحدة فقط أثناء التثبيت، بعد ذلك يستمر التطبيق في العمل حتى إذا تمت إزالة الشريحة أو تعطيلها.
كما أوضحت جمعية مشغلي الهواتف المحمولة في الهند COAI، في تصريحات نقلتها ميديا ناما، "تتم عملية الربط بين خدمات الاتصال المعتمدة على التطبيقات ورقم الشريحة فقط أثناء التثبيت، وبعد ذلك يستمر التطبيق في العمل بشكل مستقل".
هذه الثغرة تخلق فرصا للاستغلال، إذ يمكن للمجرمين الإلكترونيين، الذين يعملون في كثير من الأحيان من خارج الهند، الاستمرار في استخدام هذه التطبيقات حتى بعد تغيير أو تعطيل الشرائح، مما يجعل من الصعب تتبع الأنشطة الاحتيالية من خلال سجلات المكالمات أو بيانات الموقع أو بيانات الشبكة.
وأكدت COAI أن الربط المستمر للـSIM "سيحافظ على إمكانية تتبع حاسمة بين المستخدم والرقم والجهاز"، وأضافت أنه قد "يساعد في تقليل البريد العشوائي والاحتيال في الاتصالات" ويحد من الاحتيال المالي عبر منصات المراسلة.
إجراءات مشابهة في قطاعات أخرىتشمل إجراءات الأمان المماثلة قطاعات مثل المدفوعات الرقمية، تفرض تطبيقات البنوك وUPI المدفوعات الموحدة، تحققا صارما من الـSIM لمنع الوصول غير المصرح به، بينما اقترحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الهندية SEBI، حتى ربط حسابات التداول بالشرائح واستخدام التعرف على الوجه كإجراء حماية إضافي.
ماذا يقول الخبراء؟بينما يرى بعض الخبراء أن ربط الـSIM قد يساعد في الحد من الاحتيال من خلال ضمان إمكانية تتبع المستخدمين وأجهزتهم، فإن البعض الآخر يبقى غير مقتنع.
وقال متخصصون في الأمن السيبراني لموقع ميديا ناما إن المحتالين يمكنهم بسهولة التلاعب بهذه الإجراءات عن طريق استخدام هويات مزورة أو مستعارة للحصول على شرائح جديدة، مما يوفر "فوائد محدودة".
من جهة أخرى، يعتقد ممثلو صناعة الاتصالات أن أرقام الهواتف المحمولة هي أكثر معرفات الهند الرقمية موثوقية، ويرون أن هذه الخطوة ستساعد في "استخلاص المزيد من الفائدة" من النظام الحالي للتحقق لتعزيز الأمن السيبراني والمساءلة.
التحدي الكبير أمام التطبيقاتالسؤال الكبير الآن هو ما إذا كانت منصات مثل واتساب وتيليجرام يمكنها تنفيذ هذه الإجراءات دون التأثير على تجربة المستخدم أو الخصوصية، بالنسبة لملايين المستخدمين، قد يعني ذلك فقدان راحة البقاء مسجلين على المتصفحات أو حتى فقدان الوصول إلى تطبيقاتهم المفضلة إذا أصبحت شريحتهم غير نشطة.