تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصل حركة طالبان ممارساتها المتشددة ضد النساء في فغانستان، فبعد قرارات من جانب الحركة بمنع السيدات من التعليم والعمل وارتياد النوادي الرياضية، تواصل الحركة قمعها للنساء اللاتي يمارسن أي أعمال لمواجهة ظروفهن الاقتصادية الصعبة، أو تلك الأسر التي لاتجد عائلا.

ونقلت تقارير أفغانية عن مصادر محلية في ولاية تخار قولها: إن حركة طالبان ألقت القبض على بعض النساء اللاتي كن يبيعن الخبز، وتم اعتقالهن من منطقة تشوك بمدينة طالغان وما زلن في السجن، ويحسب المصادر فإن عدد النساء المعتقلات يصل إلى ١٥ سيدة، اتهمتهن حركة بـ"الفساد الأخلاقي".

وأشارت المصادر إلى أن قوات طالبان ضربت هؤلاء النساء أثناء احتجازهن ونقلتهن بعنف إلى مكان مجهول، على الرغم من أنهن بيعن الخبز على الطرقات بسبب المشاكل الاقتصادية، وذلك في ظل شكاوى متكررة لاضطهاد السيدات الأفغانيات من جانب حركة طالبان.

وفي ظل الانتهاكات المستمرة لحقوق المرأة في أفغانستان، طالبت نساء أفغانيات المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بحركة طالبان ما لم تقم بإلغاء القيود المفروضة على النساء والفتيات، وحذرن من أن سجل طالبان في مجال حقوق المرأة يبرهن على أنه لا يمكن الوثوق بها لتحسين الوضع الحالي. ووفق تقرير لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان "يوناما"، فإن طالبان- ومنذ سيطرتها على السلطة في أغسطس ٢٠٢١- أصدرت أكثر من ٥٠ مرسوما يحد بشكل مباشر من حقوق المرأة وكرامتها. ولم يتم إلغاء أي من هذه المراسيم. وترتكز رؤية طالبان لأفغانستان على الحرمان الهيكلي من حقوق المرأة ورفاهيتها وشخصيتها.

واشار التقرير إلى أن النساء أعربن عن فزعهن وقلقهن عندما طلب منهن النظر في إمكانية الاعتراف بسلطات الأمر الواقع، وذكر حوالي الثلثين "٦٧ في المائة" أن الاعتراف سيكون له تأثير كبير على حياتهن. وفي ظل الظروف الحالية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة حقوق المرأة وزيادة خطر قيام سلطات الأمر الواقع بتعزيز وتوسيع القيود الحالية التي تستهدف النساء والفتيات.

وبحسب التقرير فإن ٣٢ في المائة من النساء ذكرن أن الاعتراف الدولي يجب أن يحدث فقط بعد إلغاء جميع القيود، فيما أشارت ٢٥ في المائة منهن إلى أن الاعتراف يجب أن يتم بعد إلغاء بعض أشكال الحظر المحددة المفروضة على النساء والفتيات. بينما قالت ٢٨٪ منهن إن الاعتراف لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق- تحت أي ظرف من الظروف.

وذكر التقرير أن النساء  واصلت ربط استمرار افتقارهن إلى الحقوق والآفاق التعليمية والوظائف بالانخفاض في التأثير داخل الأسرة. وصفت النساء الآثار الجنسانية للقيود التي تفرضها سلطات الأمر الواقع والتحولات المحافظة المصاحبة في المواقف الاجتماعية على الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمنظمة الدولية للهجرة وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أجرت مشاورات ربع سنوية مع نساء أفغانيات متنوعات تهدف إلى وضع المرأة في قلب عملية صنع القرار. تظل هذه المشاورات واحدة من الفرص القليلة المتاحة للنساء للتعبير عن آرائهن ووجهات نظرهن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طالبان أفغانستان قمع النساء المشاكل الاقتصادية حرکة طالبان حقوق المرأة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن

عدن- في منزل متواضع بمدينة عدن اليمنية، يتكئ الحزن على أحد جدرانه كأنه واحد من أفراد العائلة، حيث عاشت منى صالح، والدة الشاب محمد العلواني، الذي ابتلعته السجون السرية قبل 8 سنوات، لتستمر محاولاتها في البحث عنه حتى أنهكها الانتظار، فرحلت كمدا دون أن تعرف ما إذا كان حيّا يُرزق، أم مجرد رقم في مقبرة مجهولة.

على الكرسي الخشبي الذي اعتادت الأم الراحلة الجلوس عليه، وضعت أسرتها شهادة تقدير من رابطة أمهات المختطفين والمخفيين، تكريما لصبرها وصمودها، وإلى جانبها، علّقت لوحة كبيرة تضم صورتها مع ابنها المخفي، وقد كُتب عليها: "بصوت الأم المظلومة، أم محمد العلواني، المختطفون أمانة في أعناق كل من يملك سلطة في هذا الوطن".

محمد العلواني، شاب في الثلاثين من عمره، والابن الوحيد بين 4 شقيقات، كان المعيل الوحيد لأسرته، وفي صباح 24 فبراير/شباط 2017، غادر منزله متوجها إلى عمله الحكومي كالمعتاد، لكنه لم يعد منذ ذلك اليوم، واختفت آثاره، لتنطلق والدته في رحلة شاقة مع الألم والبحث، إلى أن أنهكها الغياب وفتك بها الانتظار.

وتقول آلاء شقيقة العلواني للجزيرة نت "كانت أمي تنهار في كل مرة تعود فيها بلا خبر عن شقيقي"، وتضيف بصوت متهدّج يخنقه الحنين "ظلت أمي تحمل صورته يوميا، تطرق أبواب السجون وتبكي، لكن لا أحد يجيب، وبقيت على ذلك حتى أكلها القلق، وأنهكها المرض، وماتت قهرا بعد 3 سنوات من اختطافه".

قصة العلواني واحدة من مآسٍ كثيرة تعيشها أسر المخفيين قسرا في عدن، حيث تصاعدت هذه الانتهاكات منذ 2016، بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة، وانتشار السجون السرية التي ابتلعت مصير العشرات دون تهمة أو محاكمة.

منى صالح إحدى أمهات المخفيين اللاتي أنهكهنّ الوجع والانتظار (الجزيرة)وجع يتكرّر

تعاني زينة أحمد (60 عاما) في حي التواهي بعدن من المأساة ذاتها، إذ أمضت 9 سنوات وهي تعيش على أمل اللقاء، جالسة على أعتاب الانتظار، تترقب أي خبر عن ابنها عماد العبادي، الذي فُقد قسرا منذ 17 سبتمبر/أيلول 2016.

إعلان

وفي منزل متهالك، ترتسم ملامح الإنهاك على وجه زينة المتعب، بين وطأة الحزن وقسوة الفقر تكابد معاناة مضاعفة بعد وفاة زوجها، لتتحمّل وحدها عبء إعالة 9 أفراد من أسرتها.

بجانبها تتدلى شهادة وفاة زوجها، وتحتها صندوق صغير يحتوي أدوية لأمراض القلب والضغط والسكري، التي تسللت إلى جسدها المنهك منذ لحظة اختفاء ابنها.

تضيف زينة للجزيرة نت "هذا كل ما تبقّى لي منه"، بينما تمسح دمعة تسللت من عينيها وهي تمسك بصورة باهتة لابنها "زوجي مات قبل أن يعرف مصير ابنه، وأنا أخشى أن ألحق به قبل أن أحتضن عماد من جديد".

تؤكد العائلة أن عماد، وهو شاب في الثلاثين من عمره، اختُطف من أمام منزله على يد عناصر من قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، أثناء خروجه لشراء دواء لوالده المريض، ومنذ ذلك اليوم، لم يُعرف له أثر، ولم توجَّه إليه أي تهمة.

أروى فضل زوجة المختطف عادل حداد (الجزيرة)أبشع من الموت

قصة منى وزينة ما هي إلا مجرد فصل من مأساة جماعية، تصف أروى فضل زوجة مختطف آخر، وناشطة في رابطة أمهات المخفيين بعدن، الإخفاء القسري بأنه "أبشع من الموت"، لأنه "يقتل الأرواح ببطء، ويترك العائلات بين الخوف والخذلان، وسط صمت رسمي خانق".

وتؤكد أروى، في حديثها للجزيرة نت، أن الرابطة وثّقت وفاة 6 أمهات و3 آباء من ذوي المختفين في عدن، دون أن يتمكنوا من معرفة مصير أبنائهم.

وتضيف "الكثير من الأمهات يعانين أمراضا مزمنة من شدة الحزن والقهر، فضلا عن الفقر بعد فقدان المعيل، والتجاهل الرسمي المستمر".

أروى، التي تبلغ من العمر 40 عاما، تقيم في حي كريتر منذ اختفاء زوجها عادل حداد، الذي اختطف عند نقطة تفتيش تابعة للحزام الأمني في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بسبب وجود "لاصق عاكس" على زجاج سيارته.

تقول أروى: "اختلقوا له شجارا واعتقلوه أمام الجميع، ومنذ ذلك التاريخ لم نره"، ثم تضيف بصوت خافت: "ترعرع أطفالي بلا والدهم، وأصغرهم توفي العام الماضي قبل أن يراه، لا أحد يمكنه تخيل مدى معاناة هذا الغياب القاتل".

عائلات المخفيين قسريا تعاني منذ سنوات بسبب غياب معيليهم وجهل مصيرهم (الجزيرة)قضية منسية

تواجه تشكيلات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن اتهامات متكررة من منظمات حقوقية بإدارة سجون سرية في عدن ومحيطها، يُحتجز فيها مئات الأشخاص دون محاكمات، كما وثّقت تقارير أممية حالات تعذيب وسوء معاملة داخل هذه السجون، أدّت بعضها إلى الوفاة أو اختفاء المعتقلين إلى الأبد.

وتصف المحامية اليمنية هدى الصراري، رئيسة مؤسسة "دفاع للحقوق والحريات" والحائزة على جائزة مارتن إينالز الدولية لعام 2020، قضية الإخفاء القسري بأنها "من أكثر مآسي الحرب المنسية، وأحد أعقد الملفات الإنسانية في اليمن".

وتؤكد الصراري في حديثها للجزيرة نت أن تقارير موثقة تشير إلى وجود أكثر من 150 حالة مؤكدة لمخفيين قسرا في عدن وحدها منذ عام 2016، بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة، ووقوع هذه الانتهاكات على يد تشكيلات أمنية تابعة له.

أما على مستوى اليمن، فتقول إن عدد ضحايا الإخفاء القسري تجاوز 1400 حالة، تورطت فيها أطراف عدة، من بينها جماعة الحوثي، وبعض التشكيلات الأمنية الحكومية، والقوات المدعومة خارجيا.

إعلان

وتضيف الصراري: "الانتهاكات لم تتوقف عند الإخفاء القسري فقط، بل وُثّقت أيضا حالات تعذيب شديد، انتهى بعضها بالموت أو الإعدام خارج إطار القانون".

وتختم بالقول "كما تعرضت أسر كثيرة للابتزاز المالي مقابل وعود بالإفراج عن أبنائها، لكنها لم تجد سوى المزيد من الخذلان والوجع".

مقالات مشابهة

  • حق أصيل لا يسقط.. محامٍ يكشف حقوق المرأة في قائمة المنقولات والذهب
  • نفقة ومؤخر صداق.. محامٍ يكشف حقوق المرأة في كل نوع من أنواع الطلاق
  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن
  • الإسكان: إطلاق التقرير الوطني الطوعي الثاني لمتابعة الخطة الحضرية الجديدة
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • هجوم مسلح يودي بحياة 5 من الشرطة في إقليم البنجاب الباكستاني
  • ندوة ضمن فعاليات جرش تسلط الضوء على حقوق المرأة والطفل 
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: دور النساء بالهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإسلامي
  • مقررة أممية: المرأة الفلسطينية تتعرض لعنف إنجابي ممنهج