هل تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، تصعيدًا غير مسبوق بين الجانبين منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي (2023).
الأمر الذي دفع بعض الدول بالتدخل من أجل وقف تلك الحرب ولكن فشلت تلك المساعي الأميركية والفرنسية مع السلطات اللبنانية في الدفع نحو احتواء التصعيد وانسحاب حزب الله من المواقع قرب الخط الأزرق.
تهديدات من حزب الله
ألقي زعيم حزب الله حسن نصرالله الأربعاء الماضي، كلمة في تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، تهديدات عدة ضد القوات الإسرائيلية.
إذ أكد أن الحزب المدعوم إيرانيًا قادر على ضرب كافة المواقع في إسرائيل، زاعمًا أن لديه العديد من الأسلحة الجديدة والمقاتلين أيضا.
كما توعد بحرب وهجمات من الجو والبحر والبر في حال وسعت إسرائيل حربها على الجنوب اللبناني.
رد إسرائيل على نصرالله
أعلن جيش الاحتلال، مؤخرًا إنهاء تدريبات الاستعداد للقتال على الحدود الشمالية.
حيث كشف مسؤولون أميركيون أن إسرائيل أبلغت واشنطن خططها لنقل أسلحة من جنوب غزة لشمال إسرائيل استعدادا لحرب مع حزب الله اللبناني، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
كما قال المسؤولان أن إسرائيل أبلغت واشنطن مخاوفها من تعرض القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من حزب الله.
وصرح مسؤول أميركي رفيع لشبكة CNN أن تداعيات الحرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمرة.
وتابع "احتمال حرب بين إسرائيل وحزب الله يتزايد مع تلاشي فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس".
كما نقلت الشبكة الأميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لتوغل بري وهجوم جوي على لبنان.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن لم تبلغ إسرائيل بمعارضها شن حرب على حزب الله.
تحجيم ساحة الحرب
من جانبه قال طوني بولس المحلل السياسي اللبناني، إن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات أمنية من خلال اغتيال قادة ميدانين وعسكريين من الموالين لإيران، في لبنان بالإضافة لاستهداف البنية التحتية بغارات بشكل دائم حيث تحول الجنوب اللبناني إلى ساحة حرب بالوكالة بين قوى موالية لإيران وإسرائيل.
وأضاف “بولس” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن توسيع الحرب يعود إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي حيث يرى أنه من الضروري توسيع العمليات العسكرية والقضاء على القوى الموالية لإيران وبالوقت ذاته يتقاطع هذا مع رغبة المستوطنين اليهود في استمرار الحرب وتوسيعها لتفادي الضربات التي يتعرضون لها من الجنوب اللبناني بين الحين والآخر.
وتابع: “ولكن هناك ضغوطات أمريكية كبيرة لمنع توسع الحرب في لبنان لأن أمريكا لديها توازنات في المنطقة تريد الحفاظ عليها ومن بينها عدم القضاء على إيران وبالتالي هذه الأذرع أدوات أمريكية بشكل أو بآخر، وتريد واشنطن أن تبقي على أدوات للفوضى بالشرق الأوسط وهذه سياسة الديمقراطيين باستخدام الذرائع الطائفية لزيادة التوتر في المنطقة واستخدامها كأداة للفوضى.
أكمل المحلل السياسي اللبناني، أن الاحتلال الإسرائيلي اليوم بين ضغط شعبي وعسكري نحو توسيع الحرب ومهاجمة أتباع إيران وبين ضغط أمريكي يريد الحفاظ على التوازنات الحالية”
خفض التصعيد
أوضح محمد الرز المحلل السياسي اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعي إلى خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، وتفيد المعلومات أن الجانب الأميركي طرح هذا الأمر مع الفريق الإيراني المفاوض في سلطنة عمان ووجد استجابة لديه بحصر القتال ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها حاليا.
أضاف الرز في تصريحات خاصة "الفجر"، أن زيارة قام بها آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي إلى لبنان ركز على إبقاء قواعد الاشتباك ضمن حدودها المعروفة فجاء الجواب اللبناني بأن حزب الله لم يستهدف المدنيين الاسرائيليين حتى الآن وهو لا يريد توسيع الحرب لتصبح شاملة رغم استعداده لها لكنه يطالب أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بقواعد الاشتباك المحدودة فلا تغير طائراته على مواقع داخل العمق اللبناني ولا يستهدف مسؤولي حزب الله وعناصره القيادية ولا المدنيين اللبنانيين وأن القتال في جنوب لبنان سوف يتوقف لحظة وقف النار في غزة.
هذه المعطيات قد تشير إلى إمكانية خفض التصعيد وفق المنطق العلمي العسكري، لكن مع نتنياهو وحكومته يغيب المنطق وتتصدر العنصرية وعنقيتها المتطرفة فهو يهاجم الأمم المتحدة لأنها ادرجت إسرائيل على لائحة العار ويدعو لمعاقبة الجنائية الدولية لأنها وصمته بمجرم حرب بل أنه ينتقد بايدن وادارته لأنه يتردد في إرسال القنابل الثقيلة اليه ليحسم حرب الابادة في غزة ويهدد الدول الأوروبية وارمينيا لأنها اعترفت بدولة فلسطين، وإذا كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض صرحت بأنهم لا يفهمون ما يريده نتنياهو، فهل ثمة من سيفهم عليه في تهديداته المتتالية للبنان؟.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية حزب الله الصراع بين حزب الله و إسرائيل لبنان اسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
فيديو.. ماذا ستفعل بعد انتهاء الحرب؟ أهالي غزة يجيبون
غزة – في قطاع غزة لا تُقاس الأحلام بحجمها، بل بقدرتها على الصمود تحت الركام، فبعد حرب أنهكت كل شيء، باتت الأمنيات الصغيرة تُشبه المعجزات الكبيرة.
هنا، لا يحلم الناس بالترف، بل بالنجاة، بسماء خالية من الطائرات، وبصباح يشبه الحلم، يستيقظون فيه على أمل في الحياة من جديد، وشمس لا تُحجبها المقاتلات والمسيّرات، ونسمة تُعيد إلى القلوب ما سُرق منها من هدوء.
في الأزقة التي عرفت الخوف، يعود صدى الضحكات خجولا، فبعد كل هذا الركام، يولد صباح مختلف؛ صباح لا يُحصي الناس فيه عدد الغارات، بل عدد الأحلام المؤجلة التي آن أوانها: فنجان قهوة يُشرب بهدوء، وليلة نوم بلا قصف، وبابُ بيت يُفتح من جديد على الحياة.
وفي حارات وأحياء ذاقت الدمار، تتناثر كلمات الغزيين وسط الغبار: "خلصت (انتهت) الحرب.. شو أول شي رح أعمله (ماذا سأفعل أولا؟)"، عبارة تختصر عامين من الخوف والانتظار، وتفتح نافذة على الغد.
وتتنوع الأمنيات لكنها تجتمع على حلم واحد: عودة الحياة، فهناك من يريد إعادة بناء بيته، ومن يحلم بلمسة أم، أو بصوت البحر بلا مدافع، وحتى الأطفال أحلامهم بسيطة: اللعب، والذهاب للمدرسة، والضحك كما كانوا سابقا.
غزة اليوم تمسك بأنفاسها في انتظار لحظة تتدفق فيها الحياة مجددا، لتصنع فسيفساء من الأمل والحنين والإصرار على النهوض من تحت الرماد، فحين تتوقف الحرب لا تنتهي الحكاية، بل تبدأ من جديد، بأمل صغير يشبه الحلم، لكنه هذه المرة حقيقي.
عامان من الحرب والدمار والقتل غيّرا كل شيء، فلم تعد الحياة كما كانت، وتبدلت ملامح المدن والمخيمات، وكذلك وجوه الناس ونظراتهم.
والمساء لم يعد وقتا للسهر، بل ساعة لحساب الخسائر، والأعياد لم تعد للفرح، بل لعدّ وتذكّر من غابوا عن المائدة، والأطفال كبروا قبل أوانهم، والشباب شاخت أرواحهم من ثِقَل الأيام، حتى الضحك صار يحتاج إذنا من ذاكرة مثقوبة لا تنسى.
إعلانومع ذلك، وسط الركام، يولد شيء يشبه الأمل، خافتٌ لكنه عنيد، يهمس للغزيين بأن للحياة، رغم كل شيء، وجها آخر ينتظرهم.
مرّ عامان على العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الحرب ما زالت حاضرة في ملامح الأطفال وذاكرتهم. فقد تبدل عالمهم في لحظات، وسُلبت طفولتهم، ليعيشوا واقعا مريرا ستظل آثاره ترافقهم لسنوات طويلة.
في هذا المقطع من فيلم "غزة.. صوت الحياة والموت" الذي أنتجته الجزيرة 360، تروي الطفلة غزل… pic.twitter.com/pyOszyjp3H
— الجزيرة الوثائقية (@AljazeeraDoc) October 8, 2025
أمنيات وأحلامالقاضي زياد أبو الحاج تحدث للجزيرة نت عن أمله في أن "تستقر غزة، ويعود الأمن والأمان لمواطنيها، ونقضي على الفلتان والفساد الذي خلّفته حرب الإبادة، لنبدأ مرحلة البناء من جديد، ونعيد فتح المعابر أمام الطلبة لاستكمال دراستهم واكتشاف ثقافات جديدة تمنحهم خبرات علمية وعملية".
ويحلم الأساتذة والمعلمون بالعودة إلى جامعاتهم ومدارسهم، وسماع صوت الأجراس لا الطائرات، وضحكات الطلاب لا أصوات الصواريخ، وأن يعودوا لتصحيح الدفاتر لا لعدّ الغارات، ولرواية قصص الأمل بدل أخبار الفقد.
ويتحدث المحاضر الجامعي علي الخطيب للجزيرة نت عن أحلامه قائلا "أتمنى أن يعمّ الأمن والسلام، وتعود الحياة التعليمية إلى طبيعتها، ونشارك كهيئة تدريسية في بناء الإنسان الفلسطيني القادر على إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال".
والأطباء والممرضون الذين أنهكتهم الحرب ما زالوا يمسكون بخيط الأمل، ويحلمون بمستشفيات يبرأ فيها المرضى بسرعة، لا تمتلئ بصراخهم وأوجاعهم، وبأقسام طوارئ تستقبل الحياة لا الموت، يريدون ارتداء معاطفهم البيضاء كرمز للحياة لا كدرع في الحرب.
ويحلم الإعلاميون أيضا بيوم يحمل الخبر الأول دون رائحة دم، وصورة لا يحيطها الغبار، ويتمنون توثيق حياة تولد، لا موتا يتكرر، وأن يكتبوا تقارير عن المدارس والأسواق وليس عن القصف والركام، وأن يركضوا خلف الفرح لا خلف سيارات الإسعاف.
ويقول الصحفي محمد نصار للجزيرة نت إن أحلامه التي سرقتها الحرب بسيطة، تكمن في العودة لحياته الطبيعية، وأن يصوّر الفرح بدل الحزن، والابتسامة بدل الخوف.
وتحلم نساء غزة بتجمّع العائلة حول مائدة عامرة، وبفسحة على البحر مع الأزواج والأبناء والبنات، ويضحكن بصوت لا يقطعه الحزن، ويزغردن لنجاح أبنائهن، ويرقصن في أفراح بناتهن كما كنّ قبل الحرب، ويتمنّين بيتا مضيئا، ونوافذ تُفتح على رائحة الخبز لا البارود، وأطفالا ينامون على حكايات الجدّات لا على أصوات الانفجارات.
وعن ذلك، تقول الحاجة سهام شبير إن طموحها وأمنياتها بسيطة، وتضيف للجزيرة نت "أتمنى أن ينتهي الجوع والغلاء، وأفرح بتزويج أولادي، وأراهم يعملون، وأن نتخلّص من حياة الخيام التي أتعبتنا".
أما المهندسة إسلام محسن فقالت للجزيرة نت "آمل استكمال دراستي العليا، والعودة لممارسة عملي الهندسي الذي فقدته خلال الحرب".
وطن آمنويفكر الشباب بالزواج والاستقرار والسفر وتحقيق الطموحات التي خطفها القصف، في حين يتمنى العمال عودة الحياة إلى المصانع والورش والأسواق ليؤمّنوا لقمة عيشهم بكرامة.
إعلانأمنيات بسيطة كأيديهم المتعبة، لكنها كبيرة كقلوبهم الصامدة؛ أن يستيقظوا على صباح بلا حرب، وعلى وطن يمنحهم عملا بدل وجع جديد.
ويتطلع طلاب الجامعات للعودة إلى قاعاتهم التي غطَّاها الركام، وإلى مقاعد كانت تضج بالنقاش والعلم والحياة، ويحلمون بحياة جامعية طبيعية: مقهى صغير في ساحة الجامعة، وأصدقاء يخططون لمشاريعهم، ومحاضرات تُبنى فيها الأفكار ولا تُهدم فيها الجدران.
وتقول الطالبة سهى منصور "غايتي أن أصبح صحفية مشهورة، لكن بعد أن انهار التعليم في غزة لم يبق أمامي سوى السفر".
بعد عامين من الإبـ ـادة الجماعية.. طفـ ـلة من غـ ـزة: "نجوت للمرة الثانية لأبقى شاهدة على وطن ينهض من تحت الركام"#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/BDa2J7gqJH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 10, 2025
أما الأطفال، فيحلمون بالعودة إلى مدارسهم وألعابهم التي ضاعت تحت الركام، وأن يحتفلوا بأعياد ميلادهم التي غابت، وأن يركضوا في الشوارع دون خوف، أحلامهم بسيطة لكنها أنقى ما في هذه الأرض المتعبة: أن يكبروا في وطن آمن، يعلّمهم الحلم بدل الخوف، والحياة بدل الحرب.