أكّدت ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية أنَّ مصر تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في توثيق القطع المتحفية والترميم الافتراضي وعمل توصيف للمناظر الأثرية باللغة الطبيعية لها سواء بالعربية أو الإنجليزية منذ أوائل تسعينات القرن الماضي.

جاء ذلك خلال كلمتها بالجلسة الرئيسية للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف والذي أقامه المكتب الإقليمي لهيئة اليونسكو بالقاهرة في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، بالتعاون مع وزارة الأثار والسياحة والمجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم).

ترميم الاثار 

وقالت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية إن العالم يحتفل باليوم العالمي للمتاحف كل عام كمناسبة لإلقاء الضوء على أهمية وجود المتاحف، ومدى ارتباطها بنمو الدول، وتطورها، موضحة أنَّ بدايات إنشاء المتاحف يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، ويمكن أن نرى ذلك في شكل المقابر الفرعونية، إذ تمّ الاحتفاظ فيها بكل ما هو قيم وثمين بأشكال مختلفة عبر الزمن لتكون منارة علمية وثقافية وبحثية.

وأضافت: «بعد عودتي لمصر عام 1992 طُلب مني في عام 93 الاشتراك في المشروع القومي لتوثيق القطع المتحفية من خلال الجانب البحثي وكيفية استخدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التوثيق المتحفي، وبالفعل قمنا بعمل مشروعين ناجحين في هذا الشأن، وكان المشروع الأول هو استخدام تقنيات معالجة اللغات الطبيعية والتي تعد أحد فروع الذكاء الاصطناعي في عمل لوغاريزم شبه آلي يأخذ من قاعدة البيانات التي يوجد بها توصيف للشواهد الموضوعة على مقابر الملوك وغيرها والتي تعد جزء من القطع المتحفية، ويقوم النظام آليا بترجمة هذه البيانات إلى توصيف كافة الرسوم التي تحتويها تلك القطع إلى نصوص وشرح باللغة الطبيعية سواء العربية أو الإنجليزية».

وتابعت قدم طالب من كلية الهندسة بجامعة القاهرة رسالة ماجستير، وكانت نتائجها توصيف اللغات الطبيعية لجميع الشواهد الموجودة في المتحف المصري وتم استخدامها أيضا في رسالتين للدكتوراه من قبل الباحثين بقطاع الآثار.

وأوضحت أنَّ المشروع الثاني كان باستخدام تقنية الـComputer vision أو الرؤية بالحاسب وهي أحد فروع الذكاء الاصطناعي، وقمنا باستخدامها لتحليل نتائج المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد لبعض القطع الأثرية المهمة في بعض المتاحف بمصر والتي قد تكون بحاجة إلى ترميم أو ينقصها بعض الأجزاء، ومن هذا المنطلق نقوم بعمل ترميم افتراضي لها بحيث نبحث عن أفضل تقنية لترميمها، بالإضافة لاستنتاج الأجزاء الناقصة وما تعبر عنه، وهو ما يتطلب تدخل الذكاء الاصطناعي.

وتعقيباً على تساؤل نوريا سانز مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لمصر والسودان، عن إمكانية واستعداد جامعة مصر للمعلوماتية تنظيم برنامج دراسي لمتخصصي الآثار لكي يتعلموا أحدث التكنولوجيات الحديثة التي يمكن استخدامها في أعمالهم المتحفية بما فيها استخدامات الذكاء الاصطناعي الآمنة، أجابت ريم بهجت قائلة: بالطبع نستطيع إعداد هذا البرنامج، ولكن علينا أن نكون مدركين أننا بحاجة إلى تأهيل العاملين في مجال الآثار ليصبحوا مستخدمين محترفين للتكنولوجيات الحديثة وتقريب اللغة بينهم وبين متخصصي البرمجيات ومتخصصي مجالات الذكاء الاصطناعي الذين سيقومون بإعداد البرامج والتقنيات المطلوبة في المتاحف.

ورداً على سؤال حول رأيها في الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وربط استخداماته في المتاحف؟ قالت الدكتورة ريم بهجت: «بدأت مصر منذ عام 1990 بتوثيق كل القطع المتحفية الموجودة بجميع متاحفنا، من خلال ذلك المشروع القومي الضخم، حيث كان يعتمد تسجيل القطع الأثرية قبل ذلك المشروع على التسجيل الورقي، وبعضها كان يتم تسجيله في Word file على الكومبيوتر ولم يكن هناك تنظيم لهذا الأمر من خلال قواعد البيانات».

وحول رؤيتها للموضوعات الهامة التي تنصح دارسي الدكتوراه من متخصصي علوم وهندسة الحاسب بالبحث فيها وتفيد الأعمال المتحفية، أفادت بأن الأبحاث مستمرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأحد المجالات البحثية التي قد تفيد العمل الأثري، هو التحليل الدلالي وتحليل السياق حتى يتم استنتاج المعلومات الأثرية وارتباطها ببعضها البعض واتصالها بمواقع أثرية وأحداث تاريخية وشخصيات معينة لكي يكون التحليل ومن ثم استنباط المعلومات أعمق وأدق، وتلك هي بعض الأفكار وهناك العديد من النقاط البحثية التي يمكن البحث بها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاثار جامعة مصر للمعلوماتية التعليم العالي وزراة التعليم العالي جامعة مصر للمعلوماتیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!

في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.

تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.

ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته. 

تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية». 

دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.

أخبار ذات صلة تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه "واتساب" يختبر ميزة إنشاء مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • خروف العيد.. ورشة عمل بـ متحف مطار القاهرة صالة 3
  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • هجوم حاد على راشد الماجد لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في أغنيته الجديدة.. فيديو
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
  • عاجل | الغارديان: جامعة ميشيغان الأميركية تستخدم محققين خاصين سريين لمراقبة مجموعات طلابية مؤيدة لفلسطين
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي