من الوحدة 8200 إلى الصفقة الكبرى.. غوغل في طريقها للاستحواذ على ويز الإسرائيلية بـ23 مليار دولار
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تُجري شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، مفاوضات متقدمة للاستحواذ على شركة "ويز" (Wiz) الإسرائيلية الناشئة للأمن السيبراني مقابل 23 مليار دولار تقريبًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأضاف هؤلاء الأشخاص أن الصفقة قد تُبرم قريبًا، على افتراض عدم تعثر المفاوضات، وبهذا ستكون أكبر عملية استحواذ في تاريخ شركة ألفابت.
شهد تقييم شركة "ويز" ارتفاعًا ملحوظًا منذ تأسيسها في عام 2020 على يد رئيسها التنفيذي الإسرائيلي عساف رابابورت وعدد من زملائه. جمعت الشركة، التي تقدم برمجيات الأمن السيبراني للحوسبة السحابية، مليار دولار في فترة سابقة من هذا العام بتقييم قدره 12 مليار دولار. وهي واحدة من الشركات الناشئة القليلة خارج قطاع الذكاء الاصطناعي التي نجحت في جمع تمويل بتقييم مرتفع في عام 2024، وتعمل الشركة الناشئة مع شركات عالمية كبرى مثل "سيلز فورس" و"بي إم دبليو".
استحواذ غوغلرغم قيمتها السوقية التي تتجاوز 2 تريليون دولار، فإن شركة غوغل كانت أكثر تحفظًا في عمليات الاستحواذ مقارنة ببعض منافسيها من شركات التقنية الكبرى في السنوات الأخيرة. فقد تجنبت الاستحواذات الضخمة مثل استحواذ مايكروسوفت على "لينكدإن" بقيمة 26 مليار دولار أو الاستحواذ على شركة "أكتيفيجن بليزارد" بقيمة 75 مليار دولار. بينما كانت أكبر صفقة استحواذ تنفذها غوغل بنحو 12.5 مليار دولار على شركة "موتورولا موبيليتي" عام 2012.
تسعى شركة ألفابت إلى إبرام هذه الصفقة في ظل الرقابة التنظيمية المُكثفة لمكافحة الاحتكار على الشركة وغيرها من عمالقة شركات التقنية. وقد تساعد عملية الاستحواذ أيضًا في تعزيز جهود ألفابت في مجال الحوسبة السحابية، وهو قطاع مهم ويشهد نموًّا متزايدًا، ولكن الشركة تخلفت فيه عن منافسيها، كما أشارت "وول ستريت جورنال".
غوغل ليست قوية في سوق الحوسبة السحابية كما هو الحال في سوق البحث والإعلانات على الإنترنت. إذ تحتل الشركة المركز الثالث بعد أمازون ومايكروسوفت، ولكنها تستثمر بكثافة في هذا المجال الذي ينمو بوتيرة سريعة. في العام الماضي، نمت إيرادات غوغل السحابية بنسبة 26% وحققت أرباحًا تشغيلية لأول مرة.
تعمل شركة غوغل على تعزيز نشاطها في مجال الأمن السيبراني، مع التركيز على الحوسبة السحابية، وكانت أكبر عملية استحواذ حديثة -وثاني أكبر عملية استحواذ لها- هي صفقة الاستحواذ التي بلغت قيمتها حوالي 5.4 مليارات دولار قبل عامين على شركة أمنية أخرى هي "مانديانت" (Mandiant).
تأسست شركة "ويز" عام 2020 بأيدي فريق إسرائيلي وهم رئيسها التنفيذي عساف رابابورت، والرئيس التنفيذي للشؤون التقنية عامي لوتواك، ونائب الرئيس التنفيذي للمنتجات ينون كوستيكا، ونائب الرئيس التنفيذي للبحث والتطوير روي ريزنيك.
شغل عساف رابابورت منصب المدير العام للبحث والتطوير في شركة مايكروسوفت إسرائيل بعد أن باع شركته السابقة "أدالوم" لمايكروسوفت مقابل 320 مليون دولار في عام 2015. أما بقية مؤسسي شركة "ويز" فقد عملوا مع رابابورت منذ أيام خدمته في الجيش الإسرائيلي وشغلوا مناصب مختلفة في شركته السابقة "أدالوم" أيضًا، كما أشار تقرير في فوربس.
اجتمع رابابورت ورفاقه الثلاثة خلال الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، والتحقوا بالوحدة 8200، وهي الوحدة الاستخبارية الخاصة بالنخبة. قبل أن يغادر رابابورت إلى مجموعة سيبرانية نخبوية أصغر وأكثر سرية تسمى الوحدة 81، وفقا لتقرير فوربس.
يقع مقر شركة "ويز" في نيويورك ولها مكاتب أخرى بالولايات المتحدة وإسرائيل. تتعاون الشركة الناشئة مع عدد من أكبر شركات الحوسبة السحابية، ومنها أمازون ومايكروسوفت وكذلك غوغل، وفقًا لما ذكرته على موقعها الإلكتروني.
استثمرت الشركات بقوة في الخدمات السحابية بهدف تسريع وتيرة عملها وتحسين مرونة تكنولوجيا المعلومات لديها، لكن جاء هذا التحول مصحوبا بتغيرات أمنية ملحوظة في تلك المؤسسات، إذ أصبحت هياكل البيانات والشبكات أكثر تعقيدًا، وزادت مساحات الهجمات السيبرانية معها بصورة أكبر، مما أتاح فرصًا أمام القراصنة لإيجاد أساليب لاختراق الأنظمة في تلك الشركات.
وهنا برزت شركة "ويز" للأمن السيبراني في ظل سوق مزدحمة باتباع نظام أمني أساسي شامل، فمن خلال استيعاب البيانات من منصات سحابية لشركات أمازون ومايكروسوفت وغوغل وغيرها من الشركات، تفحص "ويز" التطبيقات والبيانات والعمليات في الشبكة بحثًا عن أي عوامل خطر أمنية وتوفر مجموعة من العروض التفصيلية لمستخدميها لمعرفة أين توجد تلك المخاطر، وكذلك كيفية إصلاحها. تغطي منصتها حاليا نحو 13 مجالاً، مثل أمن التعليمات البرمجية وأمن سلاسل التوريد، كما أشار تقرير في موقع "تك رنش" التقني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحوسبة السحابیة ملیار دولار على شرکة
إقرأ أيضاً:
تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 30 مليار دولار في 10 أشهر.. ما السر؟
شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج زيادة ملحوظة خلال الأشهر العشرة الأخيرة، حيث تضاعف المبلغ المسجل ليصل إلى حوالي 29.4 مليار دولار.
جاء ذلك مقارنة بـ16.6 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث تعود هذه الزيادة بنسبة 77.1% إلى عدة عوامل اقتصادية واجتماعية.
شهدت الفترة من يناير إلى أبريل، ارتفاعا بمعدل 72.3% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 12.4 مليار دولار، وعلى المستوي الشهري، وارتفعت تحويلات شهر أبريل 2025 بمعدل 39% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 3 مليارات دولار (مقابل نحو 2.2 مليار دولار).
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة، عن ارتفاع ملحوظ في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، إذ قفزت 84.4% لتصل إلى 8.33 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ 4.52 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2024.
ما أسباب زيادة تحويلات المصريين بالخارج؟بحسب خبراء الاقتصاد والمصرفيين فإن زيادة تحويلات المصريين بالخارج ترجع للأسباب التالية:
مرونة سعر الصرفتُعد القرارات الاقتصادية التي اتخذها البنك المركزي المصري في مارس 2024 أحد الأسباب الرئيسية وراء نمو تحويلات المصريين في الخارج. فقد أدت مرونة سعر صرف الجنيه المصري وتحجيم السوق السوداء إلى تعزيز الثقة في التحويلات البنكية. وهذا، بدوره، شجع العاملين بالخارج على تحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية بدلاً من السوق السوداء.
فائدة مرتفعة على الودائعكما قامت البنوك في مصر برفع الفائدة منذ مارس 2024، مما خلق فرصًا استثمارية جاذبة للمصريين العاملين بالخارج. تم إصدار شهادات استثمار بفوائد غير مسبوقة، مما حفز العديد من الأشخاص على تحويل أموالهم للاستفادة من هذه العوائد.
مبادرات استثماريةطرحت الدولة مجموعة من المبادرات مثل استيراد السيارات وشراء عقارات ومدن جديدة بأسعار مقسطة بالنقد الأجنبي. هذه المبادرات ليست فقط جاذبة للمستثمرين ولكنها أيضًا تعزز من رغبة المصريين في تحويل أموالهم إلى الوطن.
استقرار الأوضاع السياسيةساهم ابتعاد مصر عن التوترات السياسية في المنطقة في تعزيز حالة الاطمئنان. هذا الاستقرار يُعتبر عاملًا مهمًا لجذب المزيد من التحويلات، خصوصًا من دول الخليج حيث يعمل عدد كبير من المصريين.
زيادة تدفقات النقد الأجنبيالإحصائيات تشير إلى أن تدفقات تحويلات المصريين من الخارج قد انعكست بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني، حيث تجاوزت القيمة الاجمالية للتحويلات 48 مليار دولار. يُتوقع أن تصل التحويلات إلى ما بين 35-40 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية، في حال استمر الاستقرار في دول الخليج.
سهولة التحويل من الخارجتطور التكنولوجيات المالية مثل خدمات التحويل السريع عبر التطبيقات المستخدمة في الهاتف الجوال، مثل "إنستاباي"، ساعدت في تبسيط عمليات التحويل. هذه الخدمات تتيح للعاملين في الخارج تحويل الأموال بسهولة وأمان، مما يعزز من استخدام القنوات الرسمية بدلاً من القنوات غير الشرعية، التي تحمل مخاطر عالية.
القضاء على السوق السوداءاختفاء السوق السوداء للعملات الأجنبية يُعتبر عاملاً مهمًا آخر في زيادة التحويلات. ومع ظهور الخدمات المصرفية الجديدة، بدأ العديد من المصريين في الاعتماد على القنوات الرسمية التي تقدم الأمان والمرونة، مما جعلهم يشعرون بالراحة في تحويل أموالهم.