سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، الضوء على ردود أفعال أعضاء مجلس النواب الأمريكي خلال خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته إلى واشنطن، مشيرة إلى "حقيقة واحدة تكشفت خلال الزيارة وهي عدم وجود خطة قابلة للتنفيذ نحو السلام".

الأونروا: المنظومة الإغاثية والصحية بقطاع غزة تتجه نحو الانهيار الكامل الأونروا: مقتل 199 موظفا في الأمم المتحدة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

وذكرت الصحيفة "أن أعضاء الكونجرس الأمريكي رحبوا بنتنياهو في الكابيتول بتصفيق حار، وارتفع صوت التصفيق خلال خطابه بعد إعلانه أن إسرائيل ستنتصر في حربها، كما صفقوا عندما سلط الضوء على صمود المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس".

. مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه عندما

تحدث نتنياهو عن رؤيته لمستقبل فلسطين، انخفضت وتيرة التصفيق وعدد الهتافات داخل قاعة مجلس النواب الأمريكي، لأنه بالنسبة للعديد من الديمقراطيين الذين انتقدوا نتنياهو، فإنه لم يقدم شيئا جديدا أو حلا استراتيجيا.

وتعليقا على خطاب نتيناهو، قال النائب الديمقراطي الأمريكي جيسون كرو، الذي تابع الخطاب من داخل قاعة مجلس النواب، "إنه لأمر سخيف الاعتقاد بأن الاستمرار في فعل الشيء نفسه سيؤدي إلى نتيجة مختلفة"، منتقدا استمرار رؤية نتنياهو كما هي منذ 10 شهور عندما بدأت حرب إسرائيل على غزة.

وأكدت الصحيفة "أنه وسط إحباط متزايد من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وعزلة نتنياهو على الساحة الدولية، لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي أي لفتة جديدة نحو التسوية، ولم يتطرق خلال زيارته إلى واشنطن إلى إمكانية الحكم الذاتي الفلسطيني، ولم يناقش حقوق الفلسطينيين في الحياة والحرية، ولم يبذل بايدن أي محاولة لمعالجة المظالم التي يعاني منها الفلسطينيون منذ عقود تحت حكم إسرائيل، وبدلا من ذلك، تحدث نتنياهو عن غزة منزوعة من السلاح والتطرف، وسيطرة إسرائيل على غزة في المستقبل المنظور"، وفقا للصحيفة.

وانتقادا لخطاب نتنياهو، قال السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش الذي شاهد الخطاب على شاشة التلفزيون في مكتبه كونه ضمن أكثر من 50 نائبا ديمقراطيا قاطعوا الخطاب ، "إن هذه كانت اللحظة المناسبة لنتنياهو لوضع رؤية للمستقبل .. لكنه لم يفعل ذلك، لم يستعرض أي خارطة طريق.. بل لم يتغير على الإطلاق".

وذكرت الصحيفة، أن إدارة بايدن تسعى منذ أشهر إلى التفاوض على اتفاق سلام طموح من 3 مراحل لإنهاء حرب إسرائيل في غزة، مع تأكيد البيت الأبيض وسط زيارة نتنياهو لواشنطن أن الأطراف المتفاوضة كانت أقرب "أكثر من أي وقت مضى" إلى الاتفاق على وقف إطلاق نار قصير الأمد وإطلاق سراح المحتجزين.

وأضافت إن إدارة بايدن ترى أن المرحلة الثانية في خطتها، تتضمن المفاوضات بشأن إنهاء دائم للقتال والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، إلى جانب إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، أما المرحلة الثالثة ستجلب حكما فلسطينيا جديدا وتفتح سبل الأمن وإعادة البناء، وستكون مسارا إلى دولة قائمة بذاتها، وهي العناصر الحيوية لنجاح أي سلام طويل الأمد.

وأكدت الصحيفة "أن مفهوم مستقبل عادل لفلسطين لم يكن أحد اعتبارات نتنياهو قبل حرب غزة، وجاءت تصريحاته الأخيرة في الكونجرس لتضعف أي آمال قد تشير إلى تغيير رؤيته وتفكيره".

وفي هذا السياق، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الذي يرأس لجنة فرعية في مجلس الشيوخ تركز على الشرق الأوسط، "من الواضح أنه لم يتحدث على الإطلاق عن خطة طويلة الأجل للفلسطينيين، لأن نتنياهو تخلى فعليًا عن الدولة الفلسطينية.. أعتقد أن خطته لفترة من الوقت كانت عدم وجود خطة قابلة للتنفيذ".

ورأت الصحيفة أن الديمقراطيين الليبراليين في الكونجرس، الذين ازدادوا إحباطا إزاء سلوك إسرائيل طيلة فترة الحرب، بدأوا يعترفون بأن الحكومة الإسرائيلية أحجمت إلى حد كبير عن تنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام أيضا، وتنامى هذا الإحباط بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية، وشهادات الشهود، وتعليقات القادة العسكريين على مدى الأشهر الماضية، أن الاستعدادات جارية لتواجد إسرائيلي طويل الأمد في غزة، وفقا للصحيفة.

وأشارت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، قامت إسرائيل بتحصين طريق استراتيجي، يُعرف باسم ممر نتساريم، والذي يقسم غزة إلى قسمين ويسمح بالانتشار السريع للقوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء المنطقة، كما قامت القوات الإسرائيلية بهدم المنازل وجرف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لإنشاء وتوسيع المناطق العازلة على طول ممرها الاستراتيجي.

ونوهت الصحيفة إلى أن القادة الإسرائيليين يتحدثون عن خطة توفر لقواتهم حرية كاملة للعمل، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتحويل الأرض والحطام إلى سواتر دفاعية، وبدأوا في بناء قواعد عسكرية وتحويل المباني التي تم الاستيلاء عليها لأغراض عسكرية أخرى.. مؤكدة في الوقت نفسه أنه حتى مع إصرار مسؤولي إدارة بايدن هذا الأسبوع على أنهم اقتربوا من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، فإنهم اعترفوا أيضًا بأن نتنياهو يستمر في وضع المطالب على الطاولة، وهذا التناقض بين تفاؤل إدارة بايدن بشأن الاتفاق، والسلوك الإسرائيلي على أرض الواقع في غزة، تسبب في إرباك المراقبين في واشنطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واشنطن بوست نتنياهو واشنطن غزة إدارة بایدن فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيروزاليم بوست: إسرائيل تعاني من أزمة داخلية حادة ستدمرها

قالت صحيفة جيروزاليم بوست، إن دولة الاحتلال، لا تخوض حربا في غزة فقط، بل تخوض حربا على روحها، وما يجري أن الأزمة تتعمق ولن تنتهي.

وأوضحت الصحيفة، أن سيل التصريحات من جانب اليسار واليمين لدى الاحتلال، يكشف عن أزمة عميق داخل نسيج مجتمع الاحتلال، وينذر بعواقب "مدمرة على الدولة برمتها".

وأشارت إلى أن "تصريحات يائير غولان هذا الأسبوع بأن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية ليست فقط كاذبة، بل مدمرة بعمق"، وقالت إنها "تمنح الذخيرة لمنتقدي إسرائيل، وتمنح الشجاعة للمعادين للسامية، وتلطخ سمعة دولة تكافح أصلا لكسب الشرعية على الساحة الدولية".

ولفتت إلى أنه و"بنفس القدر من القلق، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث أشار إلى أن العملية العسكرية الموسعة للجيش الإسرائيلي في غزة في طريقها لأن تتحول إلى جريمة حرب".

وعلى عكس ما قاله أحد الوزراء، "فإن المسلح الذي قتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن ليل الأربعاء لم يكن بحاجة إلى أولمرت أو غولان لتبرير عنفه، ولكن لا يمكننا أن نتظاهر بأن الكلمات لا تهم".

وقبل بضعة أشهر، وخلال جلسات محكمة العدل الدولية بشأن اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود موشيه سعدة لإذاعة محلية إنه "لا يمانع في موت أطفال غزة". وفي يوم الأربعاء، صرح موشيه فيجلين، النائب السابق في الليكود والمعلق الحالي على قناة 14، قائلا: "كل أطفال غزة هم أعداء".

وأضافت الصحيفة: "ما هو الحل الذي اقترحه؟ احتلال غزة وتوطينها دون ترك أي طفل فلسطيني فيها، وقد يتساءل البعض: لماذا نهتم بما يقوله فيجلين؟ فهو لا يشغل منصبا رسميا في الكنيست. لكن جولان وأولمرت أيضا لا يشغلان مناصب رسمية. لا يمكننا أن نتجاهل التحريض بناء على الراحة السياسية".

وعلى جانب اليمين المتطرف، "صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مؤخرا بأن إسرائيل تدمر كل ما تبقى في غزة وقال وزير التراث عاميخاي إلياهو بعد شهر من اندلاع الحرب إن على إسرائيل أن تفكر في إسقاط قنبلة نووية على غزة، وهو تصريح يلقي جانبا بسياسة الغموض النووي التي استمرت أكثر من 75 عاما".



عضو الكنيست تسفي سوكوت، المنتمي لحزب سموتريتش، صرح قبل أيام بأن إسرائيل يمكنها قتل 100 فلسطيني يوميا و"لن يهتم أحد". هذا لا يكشف فقط عن استخفاف عميق بالحياة البشرية، بل أيضا عن جهل مدهش بما يحدث في العالم.

وقالت الصحيفة: "هل لم يسمع سوكوت عن تهديد المملكة المتحدة وكندا وفرنسا باتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل إذا لم تنته الحرب؟ هل لم يلاحظ التوتر بين القدس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ هل يعتقد فعلا أن لا أحد يهتم؟".

وأوضحت: "ومع ذلك، عندما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول مؤتمر صحفي له منذ ستة أشهر هذا الأسبوع، وجه انتقاده إلى جولان فقط، متجاهلا سيل الخطابات المتطرفة من معسكره السياسي نفسه، هذا الغضب الانتقائي يكشف عن مشكلة أعمق: إسرائيل تفتقر اليوم إلى إدارة فعلية. لا يوجد خطاب موحد، ولا فريق اتصالات حكومي فاعل، ولا وضوح بشأن أهداف الحرب".

في مؤتمره الصحفي، أعاد نتنياهو طرح فكرة ترامب بإجلاء السكان المدنيين من غزة، معلنا أنه اعتمدها سياسة رسمية إسرائيلية. ومع أن ترامب لم يتطرق إلى هذه الخطة منذ أسابيع، إلا أنها عادت فجأة كوسيلة جديدة لإطالة أمد الحرب عبر وضع هدف ضبابي آخر دون نقطة نهاية واضحة.

وقال نتنياهو إن التوصل إلى صفقة "لا يعني نهاية الحرب، بل مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار. ثم وعد مجددا بأن إسرائيل ستنتصر. وأضاف: "لا أريد الكشف عن الخطط، لكنها ستتحقق. سنصل إلى نتيجة حاسمة ومستقبل مختلف لغزة".

لكننا نسمع نسخا من هذه "الخطة" منذ 19 شهرا، خطة لا يمكن الكشف عنها، ووعود بنتائج حاسمة لم تتحقق بعد. والحقيقة أكثر قسوة: لا يبدو أن هناك خطة فعلية. بل مجرد نقاط حوار وقرارات رد فعلية تتغير مع تطورات الضغوط العسكرية والسياسي بحسب الصحيفة.

في يوم ما، تكون الأولوية هي إنقاذ الرهائن. وفي اليوم التالي، القضاء على حماس. يوما يطلب من الجيش إعادة احتلال غزة وتوزيع المساعدات، واليوم التالي تعلن الحكومة أن "غراما واحدا من الطحين" لن يدخل غزة، ثم بعد أيام تتراجع وتعلن أن مقاولين أمريكيين سيديرون تسليم المساعدات.

وقالت الصحيفة: "ثم هناك وصف نتنياهو لهجوم السابع من أكتوبر. وفقا له، حماس غزت إسرائيل بالشباشب والكلاشنيكوفات والشاحنات، ما يعطي انطباعا بأن الهجوم كان عشوائيا، والحقيقة؟ كانت قوة إرهابية مدربة جيدا ومسلحة بشكل مكثف استخدمت طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات وقوات بحرية في هجوم منسق على جبهات متعددة".

وتساءلت: "لماذا يريد التقليل من حجم الخطر؟ السبب واضح، إن كانت قوة عسكرية منظمة، فهذا يعني أنها نظمت نفسها بينما كان هو يتجاهل الأمر، وإن كانت مجرد مجموعة إرهابية عشوائية، فلا يمكن لأحد أن يتوقعها".

مقالات مشابهة

  • عاجل | واشنطن بوست عن مصدر دبلوماسي: وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان تعدان حزم عقوبات محتملة ضد روسيا
  • إسرائيل تستدعي 450 ألف جندي احتياط.. واشنطن تكشف عن اتفاق لـ«وقف إطلاق النار» في غزة
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • واشنطن تايمز: بايدن ليس أول رئيس أميركي تحجب معلوماته الصحية عن العامة
  • واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية في غزة
  • جيروزالم بوست: واشنطن تطلب من إسرائيل تأجيل العملية البرية الشاملة في قطاع غزة
  • جيروزاليم بوست: واشنطن طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية بغزة
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن
  • جيروزاليم بوست: إسرائيل تعاني من أزمة داخلية حادة ستدمرها