وزير السياحة الليبي: بلادنا تتعافى وستكون وجهة واعدة للسياحة الثقافية
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
خيوة، إقليم خوارزم- ليست أرض حضارة وتاريخ مجيد فحسب، بل تجتمع فيها مآثر الماضي والحاضر، من أصالة الصحراء وشموخ الجبال وحواضر البحر والواحات والجبال، فضلا عن روائع أثرية عريقة لا مثيل لها.
لكن تلك الميزات السياحية العديدة لم تجعلها مقصدا سياحيا رائدا رغم عديد من المواقع الأثرية الرومانية، والسواحل الطويلة، والصحاري الفريدة، وهو ما دفعنا لحوار مع وزير السياحة الليبي نصر الدين ميلاد الفزاني، لنسأله عن مستقبل تعافي السياحة الثقافية والتاريخية والطبيعية في ليبيا.
التقيناه في مدينة تاريخية عريقة لنحكي عن مدن تاريخية عريقة أخرى، وجرى هذا الحوار على هامش الدورة الـ12 لمؤتمر وزراء السياحة بمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة خيوة التاريخية بأوزبكستان.
السياحة قطاع حساس يتأثر بالاضطرابات؛ كيف ترون مسار تعافي السياحة في ليبيا؟لا بد لي أن أشير إلى أن هناك عديدا من الأزمات الأمنية والصحية تحدث في كل أنحاء العالم، مثل جائحة كورونا التي شلت الحركة الاقتصادية في العالم، وما حدث في ليبيا هو أزمة أمنية وسياسية، ولكن -الحمد لله- اليوم انفرجت الأزمة، وأصبحت ليبيا في مسار التعافي، ولاحظنا ذلك خلال وجود حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها عديدا من المشروعات لعودة الحياة في جميع المجالات. وجرى تنفيذ عديد من المشروعات في كل القطاعات سواء في المواصلات أو التعليم أو الصحة، وخاصة المشاريع التي تعنى بالسياحة، ومنها النقل وتنشيط القطاع الخاص، ولدينا اليوم أكثر من 17 شركة للنقل الجوي من الشركات الخاصة، وتطوير في المطارات وتطوير في صالات الاستقبال البحرية، والتطوير في المنافذ البرية والتطوير في البنية التحتية وفي قطاع اتصالات، اليوم لدينا برنامج التأشيرة الإلكترونية، وهذا كله يصب في صالح قطاع السياحة.
اليوم، الحمد الله، أصبح هناك طلب سياحي على ليبيا، وهناك مؤشرات واضحة للتعافي.
اختيرت بني غازي عاصمة للثقافة الإسلامية، فما الأنشطة المرتقبة فيها سياحيا وثقافيا؟ليبيا استضافت عديدا من الدورات في اجتماعات الجمعية العامة، وكذلك العديد من المنظمات في مدينة طرابلس ومدن أخرى وحتى في مدينة بنغازي.
اليوم مدينة بنغازي عاصمة الثقافة، وهي مدينة عريقة، وما تشهده من موروث ثقافي كبير جدا ومعالم ثقافية يؤهلها لأن تكون مدينة للثقافة وتكون رسالة للتعاون أيضا من مدينة بنغازي إلى كل مدن العالم، وما تشهده من استقرار أمني كذلك.
الفيضانات دمرت حياة البشر قبل الحجر في درنة، ما الوضع الحالي في هذه المدينة العريقة الغنية بالآثار؟لا شك أن التغير المناخي أثر على كل العالم، وجاء إعصار دانيال في المنطقة الشرقية بليبيا، خاصة مدينة درنة وانفجر السد، ونترحم من خلال قناتكم الموقرة على أرواح شهدائنا الأبرار.
وكانت للإعصار تأثيرات سلبية على درنة ومدينتها القديمة، لكن لا بد أن نشير هنا إلى أنه لم يكن هناك تأثير على مدينة شحات أو المدن الأثرية الأخرى، هناك بعض الشوائب والمخلفات التي تم نقلها وسيتم التعامل معها بطرق وتقنيات حديثة.
ليبيا أصبحت تتعافى في كل المجالات، ومدينة درنة تتعافى وتشهد عملية إعمار كبيرة جدا، في ظل وجود حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها إعمار هذه المدينة.
تشاركون في الدورة الـ12 لمؤتمر وزراء السياحة الإسلامي، هل جرى نقاش حول تراث ليبيا العريق بهذا المؤتمر؟تم إيضاح مؤشر التعافي اليوم في ليبيا، وكذلك إبراز عديد من المقومات السياحية المتنوعة المختلفة التي تحقق عديدا من أنماط السياحة في ليبيا، ومنها السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية والترفيهية والسياحة الصحراوية.
وليبيا تزخر بعديد من المقومات، لجنة السياحة الثقافية حباها الله -سبحانه وتعالى- بكبرى المدن، مثل مدينة صبراتة ولبدة وشحات، وكذلك وجود مدينة (واحة) غدامس، و(جبال) أكاكوس المسجلة ضمن التراث العالمي، وهي ذات مقومات ومفردات وعناصر تنفرد بها مقارنة بعديد من المدن الأثرية في العالم
كيف أثّرت الاضطرابات السياسية الأعوام الماضية على حركة السياحة في البلاد؟الليبيون لديهم حس وطني، ولم تتأثر هذه المواقع (الأثرية) بالأزمات، وإن تعرّض جزء منها للسرقات، ولكن بفضل الشرفاء الليبيين وبعض المنظمات والمؤسسات الدولية تم استرداد هذه القطع.
ومن ثم، تزخر اليوم ليبيا بكل ما هو موجود من مقومات وشواهد مهمة، بما في ذلك الصحراء والبحيرات والحدائق الجيولوجية والواحات، وكذلك التنوع الكبير جدا في الموروث الثقافي وفي الصناعات التقليدية، فليبيا كلها رسالة بشرية للتعافي لخلق جسور التواصل بين الشعوب والتعرف على هذا الموروث في ليبيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی مدینة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
عُمان.. حضارات عريقة ورؤية مستقبلية للمتاحف
ناصر بن حمد العبري
سلطنة عُمان، تلك الأرض التي احتضنت حضارات ضاربة في القدم، لا تزال تحتفظ بكنوزها التاريخية والثقافية التي شكلت هويتها الفريدة؛ من حضارة مجان إلى الدولة البوسعيدية، مرّت عُمان بمراحل حضارية متعددة، تركت بصماتها في التجارة، عبر البحار، والثقافة والفنون، مما يجعلها واحدة من أغنى الدول العربية تراثًا وتاريخًا.
والحضارات التي شكلت تاريخ عُمان هي: حضارة مجان (3000 ق.م - 550 ق.م)، واشتهرت بتجارة النحاس والبرونز، وكانت مركزًا صناعيًا وتجاريًا مهمًا في المنطقة. وحضارة دلمون (2000 ق.م - 300 ق.م)، والتي لعبت دور الوسيط التجاري بين بلاد الرافدين والهند، وتميزت بتجارة الأقمشة والتوابل. وحضارة عُمان (550 ق.م - 300 م)؛ حيث ازدهرت تجارة البخور واللبان، وارتبطت بمسارات القوافل القديمة. والفتح الإسلامي (632 م)؛ حيث دخل الإسلام إلى عُمان في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت من أوائل الدول التي اعتنقته طواعية. ثم الدولة النبهانية (1154م- 1624م) التي ساهمت في تعزيز التجارة البحرية، خاصة في البخور واللبان. والدولة اليعربية (1624م- 1741م)، والتي شهدت نهضة عُمرانية وتجارية، وواجهت التحديات الاستعمارية. ثم الدولة البوسعيدية (منذ 1741م)، والتي قادت عُمان نحو الحداثة، وبرزت في تجارة النفط والغاز.
ولكن ما تزال الحاجة قائمة لإقامة متاحف متخصصة في كل محافظة بتحويل الحصون والقلاع إلى متاحف تعرض خلالها تاريخ تلك الحضارات والاكتشافات الأثرية؛ حيث إن المتاحف ليست مجرد مبانٍ؛ بل منصات تعليمية وثقافية تعكس هوية الشعوب وتربط الماضي بالحاضر وتسليط الضوء على أول عُماني وصل إلى الصين هو أبو عبيدة عبدالله بن القاسم، وهو تاجر وبحار عُماني معروف وصل إلى ميناء كانتون (غوانزو حاليًا) في الصين حوالي عام 133 هجري (750 ميلادي). كان أبو عبيدة شخصية بارزة في التجارة بين عُمان والصين، وقد لقبه الإمبراطور الصيني سون سين زون "جنرال الأخلاق الطيبة" أبو عبيدة عبدالله بن القاسم كان من أوائل المسلمين الذين وصلوا إلى الصين، وقد ساهم في نشر الإسلام في تلك البلاد. كما كان له دور مهم في تعزيز العلاقات التجارية بين عُمان والصين.
وفي عصر التكنولوجيا، أصبح استخدام الواقع الافتراضي في المتاحف ضرورة ملحة، خاصة في سلطنة عُمان التي تسعى لتقديم تراثها بأساليب مبتكرة. ومن فوائد منصات الواقع الافتراضي تعزيز تجربة الزائر يشعر الزائر وكأنه يعيش داخل الحدث التاريخي يعرض المحتوى الثقافي بشكل جذاب: يجذب فئات عمرية متنوعة ويزيد من التفاعل، كما يُعزز التعليم ويقدم المعلومات بطريقة تفاعلية وممتعة، ويساعد على جذب السياح ويوفر تجربة فريدة تميز المتاحف العُمانية عالميًا.
ومع إدماج تقنيات الواقع الافتراضي، يمكن للزائرين من داخل السلطنة وخارجها أن يعيشوا تجربة حضارية متكاملة؛ بل ويمكن عرض مقتطفات من فيلم "عُمان عبر التاريخ" بطريقة تفاعلية، تجعل من زيارة المتحف رحلة لا تُنسى.
رابط مختصر