باريس: خطة المغرب للصحراء الغربية محل إجماع دولي متزايد
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أعلن وزير الخارجية الفرنسي مساء الثلاثاء أن دعم فرنسا لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية هو تطور "طبيعي" وأن هناك "إجماعا دوليا" متزايدا حول المبادرة التي قدمتها الرباط عام 2007.
وقال ستيفان سيجورنيه خلال حفل استقبال أقامته سفارة المغرب في باريس لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي الملك محمد السادس العرش، إن "فرنسا، بوضوح وثبات، اعترفت دائما بالطابع الوجودي للصحراء الغربية بالنسبة إلى المغرب.
تأتي هذه التصريحات بعدما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة وجهها إلى الملك ونشرتها الرباط الثلاثاء، أن المقترح المغربي "يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأضاف سيجورنيه "'حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية'، هذا كلام رئيس الجمهورية، وهو قناعة فرنسا".
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها ويقترح خطة حكم ذاتي لها تحت سيادته.
لكن جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر تطالب بالسيادة عليها منذ مغادرة الاحتلال الإسباني المنطقة عام 1975، وتطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
وتعتبر الأمم المتحدة المنطقة التي تحتوي على ثروات سمكية واحتياطات كبيرة من الفوسفات، من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
وتابع سيجورنيه "نحن ندعم جهود الأمم المتحدة"، معتبرا أن "هذه الجهود يجب أن تشكل بداية عملية تكامل إقليمي متجددة، تعزز التعاون والاستقرار والازدهار في منطقة المغرب" العربي، ولافتا الى أن هذه الجهود "يجب أن ترتكز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصحراء".
وأكد أن باريس ستستخدم "كل الوسائل المتاحة لها لدعم المغرب في هذه السياسة التنموية".
ووجه وزير الخارجية الفرنسي "تحية تقدير" للملك محمد السادس "على التقدم والإنجازات المهمة التي شهدها المغرب تحت قيادته"، مسلطا الضوء على "الصداقة العميقة والفريدة" بين الشعبين.
وتابع سيجورنيه "سنكون إلى جانب المغرب، متى شاء، لدعمه في مشاريعه... الأكثر طموحا".
وعلقت سفيرة المغرب في باريس سميرة سيطايل قائلة "نعيش اليوم مرحلة تاريخية في العلاقات" الثنائية.
والثلاثاء، أعلنت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى فرنسا، بأثر فوري، بدعوى إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية، وفقا لما أوردته وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في بيان لها.
واعتبر البيان أن الحكومة الفرنسية أقدمت على "إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية. وإن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها".
كما شدد البيان على أنه "باعترافها بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلا عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحراء الغربیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
اللايف كوتش.. بين التطوير الذاتي والموضة الخطِرة
في السنوات الأخيرة، بات لقب "اللايف كوتش" أو مدرّب الحياة من أكثر الألقاب انتشاراً في العالم العربي. فمن يتصفّح منصّات التواصل الاجتماعي اليوم، لا بد أن يصادف عشرات الأشخاص الذين يقدّمون أنفسهم كمدرّبي حياة، يَعِدون متابعيهم بالسعادة والنجاح والتوازن النفسي. غير أنّ هذا الانتشار السريع يثير تساؤلات جوهرية: ما المؤهلات التي يجب أن يمتلكها اللايف كوتش؟ وكيف يمكن الوثوق به؟ وماذا يحدث حين يكون المدرّب نفسه غير مؤهَّل أو محمَّلاً بمشكلاته الخاصة؟
اللايف كوتش في جوهر عمله يُعنى بمساعدة الأفراد على تحديد الأهداف، ووضع خطط لتحقيقها، وتنمية مهارات مثل التنظيم، والتواصل، والثقة بالنفس. وهو لا يُعالج الاضطرابات النفسية بقدر ما يركّز على التحفيز وتطوير الأداء والسلوك اليومي. لكنّ المشكلة تبدأ حين يتخطّى اللايف كوتش حدوده المهنية، أو حين يفتقر إلى خلفية علمية في علم النفس، فيقدّم نصائح غير ملائمة لحالات تحتاج علاجاً نفسياً متخصّصاً.
يقول مدرب الحياة الدولي ابراهيم سليمان سليمان إنّ "اللايف كوتش يجب، على الأقل، أن يكون قد درس اختصاص العلاج النفسي، حتى يتمكّن من التعامل مع الحالات التي تستشيره. كما يجب أن يكون معالَجاً هو نفسه من كل مشكلاته، وعلى دراية بها، حتى لا يُسقطها على الآخرين، لأنّ كل تجربة إنسانية تختلف عن الأخرى". كلام سليمان يسلّط الضوء على جانب جوهري: الوعي الذاتي للمدرّب هو شرط أساسي قبل أن يبدأ بمرافقة الآخرين في رحلة التطوير.
من الناحية المهنية، تنصّ مؤسسات التدريب العالمية، مثل الاتحاد الدولي للكوتشينغ (ICF)، على مجموعة من المعايير الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها المدرّبون، منها السرّية، والشفافية، وعدم تجاوز الاختصاص. وتشير تقارير مهنية إلى أنّ أفضل اللايف كوتشينغ هو الذي يجمع بين التدريب الموثوق والخبرة النفسية الكافية، وأنّ المدرّب الجيّد لا يَعِد بنتائج سحرية أو فورية، بل يساعد العميل على الوعي والتدرّج والتغيير الواقعي.
أما المخاطر المحتملة عند التعامل مع لايف كوتش غير مؤهّل، فهي عديدة. فقد يعطي نصائح مغلوطة أو مبنية على تجاربه الشخصية المحدودة، ما يعرّض العميل للارتباك أو الفشل. كما أن بعض المدرّبين يتجاوزون حدودهم، فيتدخلون في حالات نفسية معقّدة من دون تدريب أو إشراف، وهو ما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للعميل بدل تحسينها. وتسجّل أيضًا حالات استغلال مادي أو معنوي، حين يقنع الكوتش عملاءه بشراء برامج باهظة الثمن مع وعود "التّحول السريع"، أو حين يستخدم ضعفهم النفسي لبناء شهرته الخاصة.
إذن، كيف يمكن الوثوق باللايف كوتش؟ ينبغي على الباحث عن الدعم أن يحتقق من شهادات المدرب ومصدرها، وأن يتأكد من أنّه تلقّى تدريبًا معترفًا به من جهة دولية أو محليّة محترفة. كما يستحسن أن يطّلع على تجارب عملاء سابقين، وأن يسأل الكوتش عمّا إذا كان يعمل بإشراف مهني أو يلتزم بمعايير أخلاقية واضحة.
ومن المهم أن يوضّح الكوتش منذ البداية حدود عمله، وأن يُحيل العميل إلى معالج نفسي عندما تتطلب الحالة تدخّلاً علاجيًا أعمق.
في النهاية، لا شكّ أنّ اللايف كوتش يمكن أن يكون أداة فعّالة في مساعدة الناس على تطوير ذواتهم، متى كان مؤهَّلاً وواعياً ومخلصاً لمهنته. لكنّ انتشار "موضة الكوتشينغ" على مواقع التواصل الاجتماعي جعل المهنة سيفاً ذا حدَّين: إمّا وسيلة للنمو الحقيقي، أو بابًا للاستغلال النفسي والمادي. لذلك، تبقى القاعدة الذهبية بسيطة: لا تتّبع من يدّعي أنه يعرفك أكثر من نفسك، بل من يساعدك على أن تفهمها بعمق ومسؤولية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة في أفريقيا.. "تاكسي جوي" ذاتي القيادة! Lebanon 24 في أفريقيا.. "تاكسي جوي" ذاتي القيادة!