سلَّط نقاش سياسي يمني – سعودي، على منصة إكس، الضوءَ على تغيُّر موقف الرياض من الأزمة اليمنية وتحوُّلها من قائد لتحالف دعم الشرعية إلى وسيط يمنح الطرف المعادي -مليشيا الحوثي الإرهابية- الكثير من المزايا على حساب الحكومة المعترَف بها دولياً.

هذا النقاش كان طرفاه السياسي اليمني، ماجد المدحجي رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، الذي انتقد تحركات الرياض الأخيرة على طريق إنهاء الازمة اليمنية، والصحافي السعودي بدر القحطاني مسؤول تحرير السعودية والخليج واليمن في صحيفة الشرق الأوسط، والذي أورد مبررات.

غطاء الرياض لهجمات الحوثي البحرية

المدحجي، في منشور له، اتهم الرياض بالتحوُّل عن أهدافها في دعم الشرعية إلى توفير الغطاء المالي والسياسي للحوثيين للقيام بأعمالهم المتهورة في البحر.

وقال: "بينما يتصاعد الحوثيون في البحر الأحمر، تضمن المملكة العربية السعودية استمرار التدفقات المالية التي تحتاجها الجماعة لمواصلة هجماتها في البحر الأحمر، بما في ذلك ضد القوات البحرية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهما من أقرب حلفاء المملكة العربية السعودية".

التواطؤ مع الحوثي

هذا الاتهام رد عليه القحطاني باتهام مماثل لإدارة وباحثي المركز، الذي قال إن هناك تحولاً كبيراً في رسالته، وإن جهوده تهدف إلى سلام يتقرر وفق الأهواء والمصالح، وليس اتفاق سلام شامل يعيد البلاد إلى ما كانت عليه قبل الحرب".

القحطاني ألمح إلى تواطؤ المركز مع الحوثيين، واستند في اتهامه إلى تحذيرات المركز من تدهور الوضع الإنساني خلال عملية تحرير الحديدة وغياب هذه التحذيرات بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة.

وتابع: "في ذلك الوقت، تجاوز المركز الوضع الإنساني ليحذر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في البحر الأحمر. وصدرت تلك التحذيرات عندما كانت قوات التحالف تقاتل هناك قبل سنوات، في خطوة أظهرت أن المركز يهدف إلى إخفاء أو تجاهل التهديد الذي يشكله الحوثيون في البحر".

ضغط سعودي لإنقاذ الحوثي

الاتفاق الاقتصادي الأخير بين الحكومة والحوثيين الذي أعلنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في 23 يوليو الجاري، كان إحدى نقاط النقاش غير المباشر بين المدحجي والقحطاني.

وتضمن الاتفاق، الذي وُصف بأنه "تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية"، إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة، واستئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً أو بحسب الحاجة.

والمدحجي كغيره يرى أن هذا الاتفاق جاء لإنقاذ الحوثي من خسارة المعركة الاقتصادية، وقال "إن السعودية كان لها دور في "إحباط" محاولة البنك المركزي اليمني في عدن لممارسة ضغوط مالية على الحوثيين التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها مجموعة إرهابية عالمية محددة".

وأضاف، إن "المملكة العربية السعودية تساعد في توسيع الفجوة بين الحوثيين ومنافسيهم اليمنيين من خلال تزويد الحوثيين بالاعتراف السياسي الذي طالما سعوا إليه، وتشجيع الآخرين في المنطقة على فعل الشيء نفسه".

وتحدث المدحجي عن ضغوط تمارسها السعودية الآن على الدول -في إشارة إلى مصر والهند- للسماح برحلات تجارية من وإلى مطار صنعاء دون أي تنازل من الحوثيين الذين رفضوا الإفراج عن طائرات اليمنية الأربع المحتجزة منذ أواخر يونيو الماضي، مشيراً إلى صمت السعودية باعتبارها قائدة التحالف عن الرحلة السرية التي سيّرتها المليشيا إلى بيروت، رغم أنها شركة طيران وطنية خاضعة لسيطرة الحكومة في عدن.

نجاح للسعودية وانتصار للشرعية

بدر القحطاني كان له نظرة مختلفة تجاه الاتفاق الاقتصادي الذي أعلنه المبعوث الأممي، فهو يعتبره تأكيداً على نجاح السعودية وكذلك الحكومة اليمنية في وقف التصعيد الاقتصادي الحوثي -الذي بدأ بسك العملة-، وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت مظلة الشرعية الدولية، إشراف الأمم المتحدة.

ويرى أن مساهمة السعودية في استئناف التحويلات المالية من الخارج وعودة النظام المصرفي وفتح مسارات طيران جديدة للمرضى والطلاب -إذا كان صحيحاً، حد قوله- تأكيد على ثبات الرياض في دعم مساعي اليمن من أجل السلام. وكانت جهودها السابقة تتضمن استراتيجية إقليمية للسلام في اليمن.

وأضاف: "أما الحكومة اليمنية فقد أثبتت للعالم أنها قادرة على محاربة الحوثيين اقتصادياً. لكنها كحكومة لكل اليمنيين، عملت على وضع مصالح الشعب قبل انتصاراتها الإعلامية والاقتصادية".

ويعتقد القحطاني "أنه إذا كان الدعم السعودي للحكومة اليمنية قد أعطى الرياض بعض النفوذ، فهذا أمر إيجابي، لأنه يسمح لها بدعم الجهود الدولية لحل الأزمة".

رسائل أخيرة

في ختام منشوره، قال المدحجي مخاطباً متابعيه، "إننا نشهد واقعًا غريبًا، حيث بعد فشلها في هزيمة الحوثيين خلال ما يقرب من عقد من الحرب، أصبحت المملكة العربية السعودية الآن واحدة من أهم الأصدقاء الأجانب للحوثيين - بعد إيران".

ليرد عليه القحطاني بقوله "كصديق لمركز صنعاء، أعتقد أنه يجب مراجعة هذه الرسائل وغيرها إذا ما أُريد استعادة الثقة بالمركز -وتقاريره- بين المهتمين به".

وذكّر القحطاني برسائل المركز "النبيلة" منذ بداية الحرب، وأشار إلى أن المركز كان يدعم ويدعو إلى وقف الحرب وإحلال السلام، في تلميح إلى توافق هذه الدعوات مع أهداف التحركات السعودية الأخيرة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة فی البحر

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن غزة والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس ترمب الهادف لوقف الحرب على القطاع

البلاد (الرياض)
أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن غزة، والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس ترمب الهادف إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتهيئة مسار سلام شامل وعادل.
وثمنت المملكة الدور الفاعل لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وجهود الوساطة التي بذلها الأشقاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية للتوصل إلى هذا الاتفاق. وعبرت المملكة عن أملها في أن تفضي هذه الخطوة المهمة إلى العمل بشكل عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، واستعادة الأمن والاستقرار والبدء في خطوات عملية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية وبيان نيويورك بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن غزة والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس ترمب الهادف لوقف الحرب على القطاع
  • المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي يرسّخ مكانته كممكّن أساسي للعمل التطوعي في المملكة
  • المملكة ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف الحرب على غزة
  • محمد الحوثي في مقابلة مع قناة المسيرة: جبهة الإسناد اليمنية أثبتت فعاليتها بعد عامين من طوفان الأقصى
  • انطلاق المؤتمر السنوي السادس والثلاثين لجمعية القلب السعودية 2025 في الرياض
  • السعودية تقصف معقل الحوثي وحشود عسكرية تتجه إلى جبهات تعز
  • هايسنس تكشف عن أكبر تلفزيون في المملكة العربية السعودية «شاشة RGB-MiniLED UX بحجم 116 بوصة»
  • «السديس»: المملكة رائدة عالميا وينبغي لكل سعودي المساهمة بمواكبة رؤيتها الطموحة
  • وظائف خالية بوزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية
  • لحصوله على الجنسية السعودية.. محمد هنيدي يشارك في تاجر السعادة بموسم الرياض