بدأ موسم صيد الحبار في الأول من أغسطس الجاري، ويزداد تواجده في سواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار، ويمثل الحبار ثروة وطنية وعاملا اقتصاديا مهما وقيمة غذائية جيدة، وتشهد سواحل ومرافئ الصيد التقليدية بولاية جعلان بني بوعلي حركة كبيرة من الصيادين الذين بدأوا في الاشتغال بموسم صيد الحبار والذي يسمى محليا (الغترو) ورغم ضعف البداية وقلة الإنزال إلا أنه من المتوقع أن ينشط الموسم خلال الفترة القادمة.

وأوضح المهندس عبدالله بن محمد المخيني مدير دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية جعلان بني بوعلي: ان موسم الحبار في سلطنة عمان يعتبر من المواسم المهمة للصيادين، حيث يبدأ عادة من شهر أغسطس ويمتد حتى نهاية شهر يناير، وخلال هذه الفترة توجد أعداد كبيرة من الحبار في المياه العمانية، مما يجعلها فترة مثالية للصيد.

وأشار إلى ان الإحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاء السمكي في المديرية العامة للتخطيط بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، أظهرت ارتفاع إنتاج سلطنة عمان من ثروة الحبار خلال المواسم الثلاثة الماضية حيث تجاوزت كمية الإنزال 50 ألف طن خلال 3 سنوات، لافتا ان كمية الانتاج بلغت أكثر من 13.8 ألف طن خلال عام 2021م، وارتفع ليصل الى 14.7 ألف طن خلال عام 2022م، وتضاعفت كمية الانتاج خلال العام المنصرم لتصل الى 26.1 ألف طن.

وعن الفوائد الغذائية للحبار أوضح المخيني ان الحبار يحتوي على العديد من الفوائد الغذائية التي تجعله خيارا صحيا لإضافته إلى النظام الغذائي، ومن أهم هذه الفوائد أنه مصدر غني بالبروتين نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين الذي يسهم في بناء العضلات وإعادة ترميم النسيج العضلي، والحبار منخفض السعرات الحرارية والدهون فيعتبر خيارا لمن يسعون للحفاظ على وزن صحي أو إنقاص الوزن، كما أنه غني بالمعادن مثل الفسفور والبوتاسيوم والزنك التي تلعب دورا مهما في وظائف الجسم المختلفة، بالإضافة إلى احتوائه على فيتامينات مثل فيتامين B12، الذي يدعم الجهاز العصبي وصحة الدم، وأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تساعد في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ويحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تقليل الالتهابات وحماية الخلايا من التلف، وبشكل عام يعتبر الحبار إضافة مفيدة وصحية إلى النظام الغذائي المتوازن.

وتتميز مياه سلطنة عمان بوجود قرابة 7 أنواع من الحبار، إلا أن أكثر الانواع رواجا هو الحبار القاعي الكبير والحبار المطوق، ⁠كما تتفرد مياه سلطنة عمان بنوع معين والمعروف بالحبار العماني.

وقال مدير دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية جعلان بني بوعلي: ان سلطنة عمان متمثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تولي اهتماما كبيرا بالمصائد السمكية باعتبارها جزءا أساسيا من الاقتصاد الوطني، ومصدرا مهما للأمن الغذائي، حيث تسعى لتعزيز هذا القطاع عن طريق التنمية المستدامة ، اذ تبني سياسات وإجراءات تهدف إلى ضمان استدامة الموارد السمكية من خلال فرض قوانين صارمة على الصيد الجائر وحماية المناطق البحرية الحساسة، وتُشجع على استخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات الصيد والمعالجة، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي لدراسة وتطوير قطاع المصائد السمكية، كما تقدم برامج تدريبية للصيادين المحليين لتحسين مهاراتهم وتعزيز معرفتهم بأفضل الممارسات في مجال الصيد بجانب تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان إدارة فعالة للموارد السمكية ومشاركة المعرفة والخبرات، وتقوم الوزارة بتطوير البنية التحتية لزيادة القدرة على تسويق المنتجات السمكية محليا ودوليا، وتعزيز جودة المنتجات لتلبية المعايير العالمية، ومن خلال هذه الجهود تسعى سلطنة عمان إلى تعزيز هذا القطاع الحيوي وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثروة الزراعیة والسمکیة وموارد المیاه سلطنة عمان ألف طن

إقرأ أيضاً:

مختصون: الطاقة المتجددة تقود قاطرة الصناعات الجديدة في سلطنة عمان

تخطو سلطنة عُمان خطوات استراتيجية مهمة نحو تحقيق التحول المستدام في الطاقة المتجددة، من خلال تنفيذ مشاريع نوعية تمثّل نقطة تحول في استغلال الموارد الطبيعية النظيفة، مستندة إلى رؤية واضحة ودعم حكومي متواصل، ويبرز دور القطاع الخاص بصفته شريكًا أساسيًا في هذا التحول، من خلال شركات متخصصة تقدم حلولًا متكاملة وتسهم بشكل فعّال في دعم المجتمعات المحلية بمشاريع طاقة نظيفة مستجيبة للظروف المناخية والاقتصادية.

"عُمان" استطلعت آراء مختصين حول ما يحمله هذا التحول من بُعدٍ اقتصادي واستراتيجي، مستعرضين بعض التجارب والمشروعات الريادية التي أثبتت فاعلية ونجاح هذا النوع من الصناعة.

حلول متقدمة

وأوضح المهندس سامي بن عيسى الصالحي، قائد فريق البيئة بشركة "أوكيو مصفاة الدقم إيت" أن الشركة حرصت منذ تأسيسها على اعتماد أحدث التقنيات والممارسات البيئية العالمية، بما يعزز كفاءة الطاقة ويحد من التأثيرات السلبية للعمليات الصناعية على البيئة، مشيرًا إلى أن المصفاة تبنّت حلولًا متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، أبرزها استخدام الألواح الشمسية لتوفير جزء من احتياجاتها التشغيلية من الطاقة، مما يسهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

وأضاف الصالحي: من بين المبادرات البيئية البارزة التي انتهجتها الشركة إعادة استخدام الغازات المصاحبة للعمليات الصناعية بدلاً من حرقها، حيث يتم توظيفها مجددًا في تشغيل وحدات الإنتاج، ما يقلل من الانبعاثات السامة ويمنع تسرب غازات ضارة إلى الغلاف الجوي، مبينًا أن هذا التوجه لا يدعم فقط الاستدامة البيئية، بل يعزز من كفاءة العمليات ويخفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل.

وفي السياق، قامت الشركة بتطوير منظومة متكاملة لإعادة استخدام المياه في العمليات الصناعية، ما قلّل من الاعتماد على عمليات التحلية التي ينتج عنها كميات كبيرة من الغازات الضارة، كما تضع الشركة إعادة التدوير ضمن أولوياتها البيئية، حيث أعادت تدوير أكثر من 71% من المخلفات الصناعية في عام 2024، إلى جانب الاستفادة من أكثر من 38 ألف طن من الغازات المصاحبة، وهو ما يُعد إنجازًا نوعيًا على مستوى الصناعة النفطية في سلطنة عمان.

وأكد الصالحي أن الشركة تسعى باستمرار إلى تعزيز حضورها في الفعاليات والمعارض الإقليمية والدولية المعنية بالطاقة والبيئة؛ لعرض تجربتها الناجحة في تقليل الانبعاثات، والحد من المخلفات، ودعم مسارات التحول الأخضر، من خلال حلول عملية تتماشى مع توجهات سلطنة عُمان في التصدي لتحديات التغير المناخي.

واختتم الصالحي حديثه قائلًا: إن "أوكيو – مصفاة الدقم" تقوم بهذه الجهود برؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري، وتقليل الحرق الروتيني، وتبنّي التقنيات النظيفة بصفتها جزءًا أصيلًا من عملياتها اليومية، في سعي حثيث نحو تحقيق مستقبل صناعي منخفض الكربون ومستدام بيئيًا.

مشروعات نوعية

وأشار مختص في مجال الطاقة المتجددة إلى أن سلطنة عُمان تخطو خطوات استراتيجية مهمة نحو تحقيق التحول المستدام في قطاع الطاقة، من خلال تنفيذ مشاريع نوعية تمثّل نقطة تحول في استغلال الموارد الطبيعية النظيفة. فقد بدأ هذا التحول بمشروعات كبرى تعكس رؤية واضحة واهتمامًا حكوميًا جادًا بتنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في مواجهة التغير المناخي وتحقيق الأمن الطاقي.

وقال المختص: إن من أبرز هذه المشاريع محطة ظفار لطاقة الرياح وهي المشروع الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربي من حيث الحجم والتقنية المستخدمة. حيث لا يُعد هذا المشروع الاستراتيجي مجرد تجربة، بل تحول إلى نموذج عملي أثبت أن طاقة الرياح يمكن استثمارها بنجاح حتى في بيئة كانت تُعد سابقًا غير مناسبة لهذا النوع من الطاقة، حيث إن قدرة المحطة التشغيلية العالية، والمردود الاقتصادي المجدي، جعلا من هذا المشروع علامة فارقة دفعت سلطنة عمان إلى التوسع في مشاريع مشابهة، مما يعكس نجاح الرؤية التي انطلقت منها هذه المبادرة.

وفي جانب آخر من التحول نحو الطاقة النظيفة، برز مشروع "مرآة" التابع لشركة تنمية نفط عمان، والذي يُعد نقلة نوعية في مجال استخدام الطاقة الشمسية، ما يميز هذا المشروع أنه يعتمد على تركيز حرارة الشمس لتوليد البخار، وليس فقط على الضوء كما هو شائع في الخلايا الشمسية التقليدية، هذا التوجه يعكس إدراكًا عميقًا لإمكانات البيئة العمانية، حيث تُعد الحرارة الشمسية موردًا طبيعيًا غنيًا لم يُستغل بالشكل الأمثل في السابق، وقد أثبت المشروع فاعلية هذا النوع من التكنولوجيا، مما يعزز مكانة سلطنة عمان في مجال تطوير حلول طاقة مبتكرة تتناسب مع خصوصيتها المناخية.

كما أن التطور الأحدث هو افتتاح محطتي "منح 1" و"منح 2" لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، حيث جاءت هذه المشاريع نتيجة لتغيرات وعوامل جوهرية في السوق العالمية، أبرزها الانخفاض الكبير في أسعار الألواح الشمسية خلال السنوات الأربع الماضية، وهو ما جعل تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية مساوية – وأحيانًا أقل – من تلك المنتجة باستخدام الغاز الطبيعي، وشكل هذا التغير في الكلفة الاقتصادية نقطة تحول حقيقية، وساهم في تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، التي كانت في الماضي تعاني من ضعف الجدوى المالية مقارنة بالمصادر التقليدية.

وأوضح أنه رغم هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات تقنية تواجهنا، لعل أبرزها تكامل هذه المشاريع الجديدة مع شبكة الكهرباء الوطنية، التي صُممت في الأصل لاستقبال الكهرباء المُنتجة من محطات الغاز الطبيعي وإدماج مصادر الطاقة المتجددة، التي تتميز بعدم الاستقرار الزمني مثل الشمس والرياح، ما يتطلب تطويرات كبيرة في البنية الأساسية لضمان استقرار الشبكة وكفاءة توزيع الطاقة.

تنامي دور القطاع الخاص

وقال المهندس إسماعيل بن إبراهيم الشيدي، من شركة نفاذ للطاقة: إن سلطنة عُمان تشهد تحولًا حقيقيًا نحو الطاقة المستدامة، بفضل التوجهات الحكومية الداعمة وتنامي دور القطاع الخاص، مؤكدًا أن الشركة تُعد من بين الشركات الرائدة في تقديم الحلول الهندسية المتكاملة لأنظمة الطاقة الشمسية في سلطنة عُمان.

وأوضح الشيدي في حديثه أن سلطنة عُمان بدأت في تنفيذ سلسلة من المشاريع النوعية التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع قد أثبتت جدوى الاستثمار في طاقة الرياح في منطقة كانت تُصنف سابقًا بأنها غير ملائمة لهذا النوع من الطاقة، مما فتح الباب لمشاريع مشابهة، مثل مشروع جعلان لطاقة الرياح، الذي يُعد حاليًا من المشاريع الواعدة في القطاع.

وفيما يتعلق بمساهمة شركة نفاذ للطاقة في هذا التحول، أشار إلى أن الشركة تعمل على مشاريع ملموسة تدعم المجتمعات المحلية وتعزز استخدام الطاقة النظيفة، ومن أبرز تجاربنا مع شركة BP بتروليوم في إطار برنامجها للاستثمار المجتمعي، حيث قمنا بتركيب أنظمة شمسية متكاملة مع حلول لتخزين الطاقة لصالح الأسر المتضررة من إعصار شاهين في ولايتي السويق والخابورة، وكانت هذه الخطوة مهمة في تأمين مصادر كهرباء مستقلة ومستدامة في بيئة تضررت بنيتها الأساسية بشدة.

إضافة إلى مبادرة أخرى بالتعاون مع جمعية دار العطاء، تم من خلالها تزويد فلل حي العطاء السكني بأنظمة الألواح الشمسية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى شملت تركيب أنظمة طاقة شمسية في عدد من المستشفيات والمدارس والمساجد، بما يخدم مختلف شرائح المجتمع ويُعزز من كفاءة استهلاك الطاقة في المؤسسات الخدمية.

ورغم هذا التقدم، يقول الشيدي: إن هناك تحديات تقنية لا تزال قائمة، أبرزها جاهزية شبكة الكهرباء الوطنية لاستقبال الطاقة المُنتجة من مصادر متجددة، مبينًا أن الشبكة بُنيت في الأساس لاستيعاب طاقة مستقرة من محطات الغاز، أما الطاقة الشمسية والرياح فهي متقطعة بطبيعتها، ما يتطلب تحديثًا للبنية الأساسية وتعزيز أنظمة التخزين والتحكم الذكي.

واختتم الشيدي حديثه مؤكدًا أن سلطنة عُمان تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها الوطنية في الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن الخطة الحكومية تستهدف رفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 20% من إجمالي الاستهلاك في الشبكة الرئيسية بحلول عام 2030.

مصنع توربينات الرياح

وفي خطوة تُعد نقلة نوعية في مشهد الطاقة المتجددة المستمدة من الرياح، دشّنت شركة "موارد توربين" المرحلة الأولى من أول مصنع لتصنيع توربينات الرياح في سلطنة عُمان، وذلك في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 ميجاواط سنويًا، وباستثمار تجاوز 70 مليون ريال عماني.

ويمثل هذا المشروع، الذي يُتوقع بدء تشغيله التجاري في عام 2026، أحد أهم اللبنات في مسار توطين تكنولوجيا الطاقة النظيفة؛ إذ لا يقتصر دوره على تصنيع مكونات التوربينات فحسب، بل يسهم كذلك في خلق نحو 1080 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز المحتوى المحلي، وفتح آفاق التصدير للأسواق الإقليمية والعالمية عبر شراكات تجمع القطاعين.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات سرية بين إيران وأمريكا في سلطنة عمان لاحتواء التصعيد
  • عاجل | إيران تنفي إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان
  • ‌‏رويترز: وفد تفاوض إيراني وصل إلى عُمان
  • «النجد» تحتضن أول مركز متكامل لتسويق المنتجات الزراعية بطاقة 50 ألف طن سنويً
  • الطاقة الذرية وتعزيز الإنتاجية الزراعية: استخدام سلمي نحو أمن غذائي مستدام
  • “صناعة عمان” تثمن دور “الزراعة” في دعم تنافسية الصناعات الزراعية
  • سلطنة عمان ضيف شرف الطبعة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي
  • مختصون: الطاقة المتجددة تقود قاطرة الصناعات الجديدة في سلطنة عمان
  • صادرات الصين عبر التجارة الإلكترونية العام الماضي تصل إلى مستوى قياسي
  • الصين: صادرات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود تسجل مستوىً قياسياً العام الماضي