اللاجئون السودانيون بغابات أولالا يتمسكون بخيار الإجلاء خارج إثيوبيا
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
التغيير: أديس أبابا
قالت تنسيقية اللاجئين السودانيين العالقين في إثيوبيا، بأنه تبقى القليل منهم بمعسكري (كومر وأولالا)، بعكس ما تقول به مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في آخر بيان لها.
وأشارت التنسيقية في بيان اليوم اطلعت عليه “التغيير”، إلى أن اللاجئين اختاروا الفرار من المعسكرين لخطورتهما على الحياة وقرروا الاعتصام بموقع احتجازهم في أدغال غابات أولالا، التي تبعد عن معسكر أولالا التابع للمفوضية والذي لايقل خطورة عن معسكر كومر.
وأكد البيان إن القليل من اللاجئين اختاروا البقاء في المعسكرات، وأن هذا العدد تم نقله لمعسكر أفتيت الذي تم رفضه من قبل العالقين بغابات اولالا لتمسكهم التام بخيار الإجلاء خارج دولة إثيوبيا.
وخاطب البيان المجتمع الدولي مؤكد استمرار وجود اللاجئين السودانيين في (غابات أولالا) بين خطر البيئة والهشاشة الأمنية المطبعة على الإقليم بلا حماية من قبل المفوضية أو أي من شركائها المحليين حتى وقت كتابة البيان.
وجدد البيان التذكير بما تعرض له اللاجئون من هجمات من جهات غير معروفة تزامنت مع تهديدات ممثل المفوضية وممثلي السلطات المحلية، التي تزامنت مع انسحاب القوات التي أوقفت اللاجئين بغابات اولالا، نتيجة تصعيد في الأوضاع الأمنية بين السلطات الفيدرالية والميليشيات المحلية والضغوط التي تعرضوا لها لارجاعهم للمعسكرات التي فروا منها، مع فقدان عدد كبير منهم ما بين هارب وقتيل.
وأكدت التنسيقية تناقص عدد اللاجئين بغابات اولالا من 6080 الي 3025 لاجئ، وناشدت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وباقي مؤسسات الأمم المتحدة، بتحقيق ما وعدوا به من تحرك يلبي النداء الإنساني، بدلا من تضليل الرأي العام وإيهامه برضوخ اللاجئين للضغوط والتهديدات والموافقة على النقل لموقع أفتيت الذي لا يطابق معايير الأمم المتحدة.
وناشدت المنسقية الأمين العام للأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومجلس السلم والأمن الأفريقي والاتحاد الأوروبي والسلطات السودانية والإثيوبية وجميع المنظمات الإنسانية التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة والمتعاونة معها بتوضيح موقفها حيال ما يتعرض له اللاجئون السودانيون العالقون في غابات أولالا إقليم أمهرا.
وطالبت بالتدخل العاجل وتحمل مسؤولياتهم الإنسانية، وإلا فإنهم جميعا سيكونون مسؤولين وشركاء فيما يحدث من إبادة بطيئة، كما جاء في البيان.
وأوضح البيان إنه منذ الأول من مايو حتى اليوم ولأسباب عديدة أهمها الوضع الأمني داخل المعسكرات وخارجها بإقليم أمهرا (كومر وأولالا) خرج اللاجئون السودانيون متجهين عبر غابات أولالا صوب مكاتب مفوضية اللاجئين بمدينة قوندر، إلا أن السلطات الإثيوبية أوقفتهم في وسط أدغال(غابات أولالا) واحتجزهم إجباريا لمدة تزيد عن ثلاث أشهر.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
في مخيم "كارياري" شرقي تشاد، يواجه آلاف اللاجئين السودانيين واقعا مريرا، فبعد رحلة شاقة وطويلة قطعوها سيرا على الأقدام للوصول إلى تشاد هربا من الرصاص القاتل، وجدوا أنفسهم بمواجهة معاناة مريرة في ظل نقص أساسيات الحياة من مأوى ومأكل وشراب.
وفي وسط الصحراء، اضطر اللاجئون السودانيون للاستعاضة عن الخيام بأغصان الأشجار والعصي الجافة، في حين يكابدون الصعاب لتأمين بعض الطعام والماء لسد جوع وعطش أطفالهم.
وفي ظل الواقع المأساوي والمؤلم الذي وجدت فاطمة نفسها وأسرتها فيه، أصبحت هذه السيدة مضطرة لصنع حياة من العدم، لذلك استخدمت قطع القماش المهترئة التي تملكها وبعض العصي الجافة التي جمعتها من العراء لبناء مأوى بسيط يأوي عائلتها المكونة من 8 أفراد، بعد أن عزّت الخيام وتأخرت المساعدات.
وفي مخيم كارياري تتشابه قصص الهروب من جحيم الحرب في السودان، لكن التفاصيل تحمل وجعا خاصا لكل أسرة.
وتروي فاطمة لمراسل الجزيرة فضل عبد الرازق، بكثير من المرارة تفاصيل رحلة اللجوء المريرة إلى تشاد والتي استمرت 15 يوما سيرا على الأقدام، ولم تكن مشقتها في طول المسافة فحسب، بل واجهت مع أسرتها "قطاع الطرق" الذين يترصدون الفارين.
تقول فاطمة بلهجة سودانية مثقلة بالخوف الذي لم يغادرها بعد "الطريق كان مليئا بالمسلحين، يطلبون المال قسرا، ومن لا يملك المال لا يمر، لفينا ودرنا وسيرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى هنا".
مأوى من لا مأوى لهالضغط الهائل على المنظمات الإنسانية جعل من الاستجابة السريعة أمرا أشبه بالمستحيل، خاصة مع تزايد الأعداد يوميا، بينما الموارد تتضاءل، ليجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع الطبيعة القاسية.
وتصف إحدى اللاجئات للجزيرة المشهد بدقة مؤلمة: "نحن نجلس في الوادي، "بلا طعام، ولا أي مقومات للحياة" وتضيف أن الناس "يفترشون الأرض ويلتحفون الشجر".
نداءات الاستغاثة التي تطلقها هؤلاء النسوة تتلخص في مطلب واحد: "ساعدونا لنبقى على قيد الحياة".
إعلانوإذا كان المأوى "ناقصا"، فإن الحصول على شربة ماء بات معركة يومية، وترصد كاميرا الجزيرة صفوفا تمتد لعشرات الأمتار أمام نقاط توزيع المياه.
إذ يقف اللاجئون ساعات طوال تحت شمس تشاد الحارقة، وفي نهاية هذا الانتظار المرهق، قد لا يحصل الفرد إلا على لترات قليلة، لا تكاد تبلغ الحد الأدنى من معدل الاستهلاك الآدمي اليومي.
بصيص أملوسط هذا المشهد القاتم، تبرز قصص صغيرة للنجاة، تحكي لاجئة أخرى "زينب"، كيف تمكنت بعد عناء من تسجيل اسمها في قوائم برنامج الأغذية العالمي.
وتصف البطاقة التي يمحنها لها برنامج الأغذية العالمي، أنها "بطاقة الحياة"، إذ ستتمكن من شراء بعض المواد الغذائية من السوق المحلي، لتسد رمق أطفالها بعد جوع طويل.
ويختصر هؤلاء الفارون من الموت يومهم في "كارياري" بين محاولات ترقيع مأواهم الهش، والوقوف في طوابير الانتظار الطويلة.
وعلى الرغم من قسوة الواقع، يظل الأمل هو الزاد الوحيد؛ الأمل في أن تكون هذه المحطة القاسية بداية لطريق أكثر أمنا واستقرارا، بعيدا عن دوي الرصاص الذي خلفوه وراء ظهورهم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.