وكالة بغداد اليوم:
2025-06-24@20:36:48 GMT

لماذا أجلت إيران الهجوم على إسرائيل؟

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

لماذا أجلت إيران الهجوم على إسرائيل؟

بغداد اليوم - ترجمة

أبقت الحكومة الإيرانية العالم في حالة من الترقب منذ أن توعدت بمهاجمة إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين. ويعتقد الخبراء أن وقوع هذا الهجوم يمكن أن يقود المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.

وتقول إيران إن هذا الهجوم سيكون إجراء انتقاميا ردا على مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.

وبعد اغتيال إسماعيل هنية، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إن بلاده تعتبر "الثأر لدماء هنية" "واجبها" وأن إسرائيل "مهدت الطريق لعقاب شديد".

وبحسب تقرير لإذاعة "فردا" الإيرانية المعارضة وترجمته "بغداد اليوم"، "ففي الأسبوعين الماضيين، وُصِف الهجوم الإيراني على إسرائيل بأنه "وشيك"، وتحت تأثير هذا التوقع، تم نشر العديد من المقالات التي تثير القلق بشأن الهجمات التي تشنها إيران، على شبكات التواصل الاجتماعي".

ويقول راز زيمات، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "أعتقد أنهم يستمتعون بهذا الوضع، أي رؤية إسرائيل في حالة انتظار وتكاليفها الاقتصادية والنفسية الباهظة"، مضيفاً "لكن تكاليف هذا التوقع سلاح ذو حدين، وتتضرر منه أيضاً حكومة إيران وحلفاؤها".

فيما يقول مايكل هورويتز، رئيس قسم الأمن في شركة ليبيك انترناشيونال الاستشارية ومقرها البحرين: "إن العواقب السلبية لهذا الوضع بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك الضغط على الدفاع المدني، وتعبئة واستعداد القوات المسلحة، والتكاليف الاقتصادية، لا تقتصر على إسرائيل فحسب، بل لهذا التوقع عواقب أيضا على إيران ولبنان."

ما هو سبب الانتظار؟

ويقول محللون خبراء إن فكرة تأخير إيران الهجوم بسبب العواقب النفسية هي ذريعة أكثر من كونها استراتيجية محسوبة.

ويشيرون إلى أن المناقشات المكثفة والجادة داخل الحكومة الايرانية والتنسيق مع القوات العسكرية التابعة لها وتقدير مخاطر مثل هذا الهجوم لها تأثير في تأجيل الهجوم وتردد طهران.

ويرى راز زيمات، أن الحكومة الإيرانية تواجه "معضلة وخيارا صعبا، على الرغم من أن علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني يريدان استعادة قوة الردع التي تتمتع بها إيران ضد إسرائيل، إلا أن آخرين في الحكومة يشعرون بالقلق من أن هجوما كبيرا على إسرائيل قد يؤدي بطهران إلى حرب مع تل أبيب وربما الولايات المتحدة".

وأضاف: "حتى لو قررت طهران كيفية الرد على مقتل إسماعيل هنية، فإن التنسيق مع حزب الله اللبناني وأعضاء آخرين في شبكة القوات المتحالفة مع الحكومة الإيرانية، والتي تسمى "محور المقاومة"، عملية تستغرق وقتا طويلا".

وهناك عامل آخر يؤثر على الأرجح على عملية صنع القرار في إيران وهو تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل أكبر مما كان عليه في الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل في 24 أبريل من هذا العام.

وقال مايكل هورويتز، إن "الرد (الأمريكي) أكبر بكثير مما كان عليه في الأسابيع التي سبقت هجوم أبريل". وسبب الوجود العسكري الأميركي الأكبر هو على الأرجح إشارة إلى حساباتهم حول أبعاد الهجوم الإيراني، لأنهم يعتقدون أن الرد الإيراني سيكون على الأرجح أكثر اتساعا من هجوم أبريل الماضي.

ويضيف: "بإرسال المعدات وقوات الدفاع، وفي الوقت نفسه القوات التي يحتمل أن تكون هجومية، أرسلت الولايات المتحدة رسالة مفادها أن هدفها هو مواجهة واحتواء أي تهديد، وفي الوضع الحالي، مجرد إرسال مثل هذه الرسالة هو حقا مهم وفعال."

هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح؟

لقد رفضت الجمهورية الإسلامية بحزم طلب القوى الغربية بالتسامح وتجنب انتشار التوتر، وأكدت مراراً وتكراراً أنها تعتبر رد الفعل على اغتيال إسماعيل هنية في طهران حقاً مشروعاً لها.

ومع ذلك، فإن الاتصالات العديدة التي أجراها قادة مختلف البلدان، بما في ذلك القوى الأوروبية، مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، وعلي باقري كني، القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، في الأيام الأخيرة، أثارت تكهنات بأن الجهود الدبلوماسية قد أخرت مساعي إيران في الهجوم، واستبعاده حتى.

ويقول مايكل هورويتز: "لست متأكداً من أن الدبلوماسية وحدها ستكون كافية لتغيير حسابات إيران وقرارها"، وأضاف: "على الرغم من كل الدعوات والطلبات للتحلي بالصبر، فإن إيران ستفعل ما تشعر أنه سيخدم مصالحها على أفضل وجه".

وأشارت إيران مؤخراً إلى أن نوعاً آخر من الدبلوماسية، وهو وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، يمكن أن يقنع البلاد بـ "تأجيل" الهجوم على إسرائيل.

ويتكهن فرزان ثابت، أحد كبار الباحثين في معهد جنيف للتعليم العالي (جامعة حكومية في سويسرا)، بأن "الحكومة الإيرانية ربما تبحث عن طرق مختصرة" لتقليل شدة ردها وأن وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يكون انتصارا دبلوماسيا تحتاجه إيران للتخفيف من ردة فعلها.

ويقول راز زيمات أيضًا، إن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد لا يكون مهمًا جدًا بالنسبة للحكومة الإيرانية، "لكنه ذريعة جيدة لهذا البلد لتبرير التأخير في مهاجمة إسرائيل وخاصة في الخارج".

ويعتقد زيمات، أن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يدفع إيران إما إلى تقليص حجم هجومها أو اختيار أسلوب مختلف تماما، لانتقام لا يتضمن هجوما مباشرا على إسرائيل"، مشيراً إلى "إن الوقت وكيفية رد فعل إيران يكتنفهما الغموض، ولكن في الوضع الحالي، يبدو أن إيران ليس لديها خيارات جيدة".

ويقول فرزان ثابت: "يبدو أن عملية اتخاذ القرار في طهران لإيجاد خيار معتدل "مشوشة".

وبحسب الخبير، فإن اللغز الذي يواجه صناع القرار في طهران، يمكن وصفه على النحو التالي: "هجوم انتقامي ليس ضعيفا بشكل خاص من حيث القيم الرمزية وقوة الردع، لكنه في الوقت نفسه قوي".

ونتيجة لذلك، يمكن القول إن الجمهورية الإسلامية بشكل عام أمام خيارين: رد فعل ضعيف أو تجاوز عتبة حرب واسعة النطاق.

ويعتقد مايك هورويتز أن كلا الخيارين ينطويان على مخاطر كبيرة: "إذا كان رد إيران ضعيفا، فإنه سيعرض خطر تطبيق قوتها الإقليمية. إما إذا كان رد فعل إيران قويا جدا، فإنها ستتجاوز الخط الأحمر وستكون هدفا لهجمات خطيرة في المقابل".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة الإیرانیة إسماعیل هنیة على إسرائیل فی طهران النار فی

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله المرتقب؟

في حين تتوالى التصريحات من واشنطن وتل أبيب بشأن مستقبل المواجهة مع إيران، تبقى طهران محور الترقب الإقليمي والدولي، وسط تساؤلات ملحة حول سبب تأخر الرد الإيراني بعد الهجوم الأميركي واسع النطاق على منشآتها النووية، ومآلاته المنتظرة في الساعات المقبلة.

وبحسب مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، فإن إيران لم تصدر حتى الآن موقفا رسميا واضحا بشأن طبيعة ردها المحتمل، رغم مرور نحو 24 ساعة على ما وصف بأنه ضربة استهدفت العمود الفقري لبرنامجها النووي في 3 منشآت رئيسية.

ونقل فايز عن مصادر إيرانية مطلعة أن مجلس الأمن القومي الإيراني طلب تقارير دقيقة ومفصلة من المؤسسات المختصة، لتقييم حجم الأضرار الناتجة عن الهجوم الأميركي، بعيدا عن الخطاب الدعائي أو التصريحات السياسية المرتجلة.

ويتضمن هذا التقييم تقارير من هيئة الطاقة الذرية الإيرانية حول مستوى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية النووية، فضلا عن تقرير عسكري مفصل عن مسار الهجوم، ونقاط انطلاقه وآلية تنفيذه، تمهيدا لصياغة رد محسوب يتناسب مع الخسائر ومع مصالح البلاد العليا.

وأشار فايز إلى أن هذا التريث الإيراني يعكس توجها نحو رد إستراتيجي مدروس، لا يقوم على الانتقام اللحظي، بل على مقاربة أشمل تتيح لطهران تعدد الخيارات بدلا من الانجرار إلى مواجهة تكتيكية محدودة أو رد فعل مباشر وغير مدروس.

تمييز ضروري

وفي هذا السياق، تسعى إيران -بحسب المصادر ذاتها- إلى التمييز بين الهجوم الأميركي المعلن والمنفرد، وبين التصعيد الإسرائيلي الميداني الجاري، وهو تفريق تعتبره طهران ضروريا لفهم طبيعة المرحلة المقبلة، خاصة أن الضربة الأميركية الأخيرة تُعد الأولى من نوعها من حيث وضوحها وتبني واشنطن العلني لها.

ويرى فايز أن إيران تتعامل مع المشهد على أنه تغيير في قواعد الاشتباك، يتجاوز حروب الظل السابقة مع الولايات المتحدة، كما حدث في العراق أو خلال الحرب الإيرانية العراقية، لتدخل المواجهة الآن طورا جديدا قد يفضي إلى مواجهة علنية على امتداد الإقليم.

إعلان

رغم ذلك، تؤكد المصادر الإيرانية أن طهران لا تميل إلى خيار الانزلاق نحو حرب مفتوحة ومباشرة مع الولايات المتحدة، بل تفضل الحفاظ على مساحات للمناورة والمواجهة المركبة التي تدمج بين أدوات متعددة.

وفي هذا الإطار، تُرجّح التقديرات أن يكون الرد الإيراني "تركيبيا"، أي لا يقتصر على ضربة عسكرية واحدة، بل يشمل قرارات سياسية وأمنية قد تمتد إلى البرنامج النووي ذاته، بما في ذلك احتمال إعادة النظر في علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن بين الخيارات المطروحة على طاولة القيادة الإيرانية، كما يقول فايز، مراجعة الانخراط في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والتعامل مع المفتشين الدوليين، وإجراءات في مياه الخليج، بما في ذلك مضيق هرمز، إلى جانب تغييرات على مستوى التحالفات الإقليمية والدولية.

رد إستراتيجي

ويعكس هذا التوجه سعيا إيرانيا لرفع سقف الرد إلى مستوى إستراتيجي يغير التوازنات في الإقليم، بدلا من الاكتفاء بضربة مباشرة قد لا تحدث فارقا ملموسا، خصوصا أن الضربة الأميركية نفسها هدفت -بحسب الرواية الإسرائيلية- إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لـ10 سنوات على الأقل.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب مستعدة لوقف إطلاق النار "غدا" إذا أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي رغبته بذلك، مشيرين إلى أن إسرائيل لا تريد الدخول في حرب استنزاف طويلة مع إيران.

كما أضافت الصحيفة أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران لن تتمكن من استعادة قدراتها النووية في المدى المنظور، وأن مصالح تل أبيب تقتضي إنهاء المعركة في أسرع وقت، مع استعداد لمواجهة مطوّلة إذا تطلب الأمر.

ورغم أن الأجواء مشحونة بإشارات التصعيد، فإن الصورة العامة من طهران -وفق عبد القادر فايز- تشير إلى مقاربة أكثر برودا وتحسبا، تستند إلى فهم عميق لحجم الضربة الأميركية ورغبة في تجاوز حدود الرد الفوري إلى بناء معادلة ردع جديدة.

وختم فايز بالإشارة إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الرد الإيراني، إن كان سيتخذ طابعا متدرجا أو سيأتي دفعة واحدة، ولكن المؤكد هو أن طهران تبحث عن رد يُحدث تأثيرا إستراتيجيا دون أن يُقيدها أو يضعها في زاوية ضيقة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني لأمير قطر: نأسف للأضرار التي سببها الهجوم على قطر
  • لماذا سخر ترامب من إيران ثم شكرها؟
  • هل يمكن لكل من إيران وإسرائيل وأميركا أن تدعي النصر؟
  • لماذا قصفت إسرائيل سجن إيفين في طهران؟
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله المرتقب؟
  • بعد قرار البرلماني الإيراني إغلاق مضيق هرمز.. باحث أمريكي: طهران تحارب ترامب باللغة التي يفهمها
  • الخارجية الروسية: لا يمكن التنبؤ بعواقب الهجوم الأمريكي على إيران
  • إسرائيل تدمر صواريخ من طراز خرمشهر بوسط إيران
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران