تطوير “نسيج ذكي” يولد الكهرباء من حرارة الجسم
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
كندا – صمم باحثو جامعة واترلو الكندية نسيجا مبتكرا لتحويل حرارة الجسم وأشعة الشمس إلى كهرباء، في خطوة هامة ضمن مجال تطوير “الأقمشة الذكية”.
وقال الباحثون إنه يمكن تعزيز وظائف “النسيج الذكي” عند دمجه مع أجهزة الاستشعار، بحيث يمكن استخدامه لمراقبة معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة، وحتى اكتشاف المواد الكيميائية في الأنفاس.
وأوضحت الدراسة أن فريق البحث نجح في الجمع بين مواد مطوّرة، مثل MXene والبوليمرات الموصلة، التي تُعرف بموصليتها الكهربائية العالية ومرونتها، وطرق إنتاج المنسوجات المتطورة.
وابتكر الفريق سطحا يجذب جزيئات MXene عبر الروابط الهيدروجينية، ما أدى إلى إنتاج نسيج حراري كهربائي قابل للتمدد.
وقال يونينغ لي، الأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية: “طورنا مادة قماشية ذات قدرات استشعار متعددة الوظائف وإمكانات ذاتية التشغيل. وهذا الابتكار يقربنا من التطبيقات العملية للأقمشة الذكية”.
وتتطلب معظم الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء اليوم “طاقة خارجية أو إعادة شحن منتظمة”، لكن هذا النسيج المبتكر يلغي الحاجة إلى البطاريات تماما.
ويؤكد الباحثون أن النسيج الجديد أكثر استقرارا ومتانة وفعالية من حيث التكلفة، من الخيارات الموجودة في السوق.
وقال لي: “تعتبر أجهزة الاستشعار المطبوعة، بما في ذلك تلك المضمنة في الأقمشة الذكية، مثالية لجمع البيانات ومراقبتها بشكل مستمر. وهذا النسيج الذكي الجديد هو خطوة إلى الأمام في جعل هذه التطبيقات عملية”.
وكشف الفريق إنه عند دمج “النسيج الذكي” في قناع ما، فإنه يعمل على تحويل حرارة الجسم إلى كهرباء باستخدام الفرق في درجة الحرارة بين الجسم والبيئة، ما يتيح مراقبة دقيقة لمعدل التنفس، مع اكتشاف المؤشرات الكيميائية للفيروسات وأمراض أخرى.
كما أفادت الدراسة أن “قدرات استشعار الإجهاد الاستثنائية للنسيج الكهروحراري القائم على MXene، تسهل مراقبة حالة مفاصل الجسم من خلال تشوهها”.
ويخطط الفريق لتحسين أداء النسيج ودمجه مع المكونات الإلكترونية، بالإضافة إلى خطط لإنشاء تطبيق للهواتف الذكية من شأنه جمع ونقل البيانات الصحية مباشرة إلى مقدمي الرعاية الصحية.
نُشرت النتائج في مجلة علوم وتكنولوجيا المواد.
المصدر: interesting engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة
بين بسطات خلت إلا من بعض حبات الخضار وبقايا الطعام المعلّب، تتفحّص سُعاد عفانة، نازحة من مخيم جباليا، نقودها المعدنية، باحثةً عن معادلة حسابية من شأنها أن تساعدها على العودة بطعامٍ يكفي أطفالها بما تملكه من شواكل معدودة.
تقول عفانة: «منذ أن استُشهد زوجي، وأنا أواجه هذه الحياة وحدي؛ صرتُ الأم والأب معًا لخمسة أطفالٍ، أصغرهم لم يُكمل عامه الرابع».
مُضيفةً: «لا أحد يسأل عنّي، ولا قريب يطرق بابي؛ فالجميع غارقٌ في أزمته مثلي. في كل صباحٍ، أحمِل مسؤولية بيتي على كتفيّ، وأخرج بما توفّر معي من نقودٍ قليلة لأشتري ما يسدّ رمق أطفالي. لا أطلب من أحد، ولا أمدّ يدي لأحد».
وتتابع عفانة: «أعود إلى بيتي بكيس خبز، وربما بعض العدس إن وُجد، وأحاول أن أُخفي خوفي عن أطفالي بابتسامةٍ مطمئنة؛ لكن في داخلي صراعٌ لا ينتهي: "هل سيكفيهم هذا؟ ماذا لو لم أستطع أن أُطعمهم غدًا؟ أصعب ما في الأمر ليس الجوع، بل أن أشعر أنني وحدي تمامًا، لأن كل من حولي أيضًا يقاوم وجعه بصمتٍ ثقيل".
مراكز الإيواء.. مساحات تعج بالضغط والانفجار:
ويروي محمود أبو عودة، نازح يعيش مع عائلته المكوّنة من 17 فردًا داخل غرفة لا تتجاوز 20 مترًا في إحدى المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء، إن المشاحنات اليومية باتت واقعًا لا مفرّ منه.
ويُكمل أبو عودة: "والدي يتشاجر مع عمي، ووالدتي تدخل في خلافات متكررة مع زوجة عمي، مرة على تنظيف المكان وتارةً لأنها استخدمت أدوات المطبخ دون إذن، وبين شدّ هذا وجذب ذاك تنفجر براكين الكبت في وجوهنا جميعًا".
ويشير إلى أن ابنهم الأكبر، الذي كان طالبًا متفوّقًا، أصبح سريع الانفعال ومنعزلًا، لا يتحدث مع أحد، وينفجر لأتفه الأسباب: "حتى الأطفال لم نعد نسمح لهم باللعب معًا، نخشى أن ينقلب اللعب إلى شجار، فصارت البراءة عبئًا إضافيًا".
ويعزي أبو عودة هذه الصراعات اليومية كنتيجة حتمية للواقع الذي فرضته الحرب، فيقول: "الضغط، والتكدّس، وقلة الحيلة، حوّلونا من عائلة متماسكة إلى غرباء تحت سقفٍ واحد... وكأننا نعيش حربًا أخرى، لكن هذه المرة بيننا".
بفعل منهجية الاحتلال التي تغلغلت في تفاصيل الحياة اليوميّة، لم يَعُد الدمار مقتصرًا على البيوت والشوارع فحسب، بل امتدَّ ليَهُزّ الروابط والعلاقات داخل الأسرة والمجتمع، ويزرع التزعزع والخلاف بدل الأمان والتماسك؛ ليُهدِّد النسيج الاجتماعيّ من الداخل بصمتٍ أخطر من أصوات القصف.
تفتيت المجتمع كإستراتيجية
يشير الدكتور سلامة أبو زعيتر، رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، إلى أن الحرب على غزة وما صاحبها من أزماتٍ إنسانية تسبّبت بضغوطٍ مركبة على الروابط الأسرية والنسيج الاجتماعي، وزيادة حدّة التوتر وضعف الاستقرار والثقة بين الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، مما أدّى إلى انتشار ظواهر اجتماعية سلبية كالسرقة والعنف والانحراف؛ مدفوعين باليأس والإحباط.
ويؤكّد أبو زعيتر أن ما يجري في غزة ليس عشوائيًا، بل هو جزء من استراتيجيةٍ ممنهجة ينفّذها الاحتلال لإضعاف وتفتيت المجتمع الفلسطيني، عبر الحصار وتدمير البنية التحتية ومنع المساعدات واستمرار القصف والتهجير، مما يهدّد بزيادة التفكك الأسري وتآكل الهوية الوطنية، ويترك آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة على الأجيال المقبلة، ويحرم غزة من مقوّمات التنمية وإعادة الإعمار؛ نتيجة دفع الكفاءات الشابة للهجرة.
مبادرة الصمود والدعم:
ويشدّد على أن المجتمع الغزّي، برغم الحصار والحرب، لا يزال يثبت قدرةً عالية على الصمود والتحصين الذاتي، من خلال شبكة دعم تشكّلها العائلات الممتدة والمبادرات الشبابية واللجان التطوعية التي تعمل على تأمين الاحتياجات التي تعجز المؤسسات الرسمية عن توفيرها وابتكار حلول اقتصادية وإبداعية وتوثيق الانتهاكات ليظلّ نسيجه الاجتماعي متماسكًا، وتبقى هويّته حاضرة في مواجهة التفتيت والعزل.
خطة إنقاذ متكاملة:
ويختم رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالتأكيد على ضرورة تبنّي خطة متكاملة لمواجهة الظروف المعقّدة في غزة، تقوم على تخفيف الأزمة الإنسانية بتدخّلاتٍ فورية طارئة على صعيد الدعم المادي والنفسي، ودفع التنمية المستدامة بإنهاء الحرب والحصار ومعالجة الاقتصاد، وتعزيز قيم التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية وإصلاح الحوكمة ومؤسسات الدولة والاستثمار في الأجيال القادمة.
أرقام واحصائيات أممية:
وتشير تقارير صادرة عن هيئات الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمةٍ إنسانية حادة، بعد أن تسبّبت الحرب في تدمير 92% من المنازل وتشريد نحو 1.9 مليون شخص داخليًا، في ظروفٍ مأساوية وانعدامٍ لتوفّر المقوّمات الأساسية للحياة، في ظلّ تفشّي المجاعة والنقص الحاد في مصادر المياه الصالحة للشرب، مما يستدعي تحرّكًا عاجلًا لإنقاذ الوضع الإنساني في قطاع غزة المنكوب.
لم يختر الغزيون أن يعيشوا هكذا، ولم تكن لهم حرية تقرير مصيرهم؛ بل هو واقعٌ فُرض عليهم، وما زالوا يحاولون النجاة رغم كل شيء أمام محتلٍّ لا يترك فرصة لإضعافهم وكسر صمودهم.
ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025
المصدر : وكالة سوا - حلا أبو لمضي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة المساعدات الأمريكية.. غزة بين جوع قاتل ونار لا ترحم أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد أزمة العملات الذائبة بغزة... بين عجز السوق وصمت السياسات الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة ألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديث مصطفى: حريصون على الارتقاء بقطاع الحكم المحلي الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهر عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025