صحيفة البلاد:
2025-08-12@02:44:36 GMT

قراءة مع وقف التنفيذ

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

قراءة مع وقف التنفيذ

تستخدم عبارة (مع وقف التنفيذ) في بعض دول العالم، غالبًا في الأحكام القضائية، حين تقضي المحكمة على شخص بالسجن في الحق العام، لكنها توقف تنفيذه بناء على اعتبارات عدة؛ منها: أخلاق المحكوم عليه، أو عمره، أو ماضيه الجيد، أو حتى لظروفه الشخصية، أو منزلته الاجتماعية، وعادة ما تكون مدة الحكم المعنية لا تزيد على السنة.

أما ما يعنينا في هذا المقال، فهو شراء الكتب، وتكديسها، وعدم قراءتها. وتعود أسباب هذا السلوك عند بعضهم، إلى شعور بأهمية القراءة، إما بسبب ضغوط خارجية، أو بسبب أصدقاء محبين للقراءة، أو الرغبة في القراءة، مع عدم القدرة عليها في الوقت الراهن، على أمل أن يأتي ذلك الوقت الذي يستطيع صاحبها ذلك، أو أن الشراء كان منذ البداية للتباهي بها ليس إلا.

وينطبق على هؤلاء قول الشاعر:
بِبَيتِ الشَّيخِ كُتْبٌ قد شراها – وجمَّعها ولكنْ ما قراها
وطابتْ نفسُهُ منها بسلوى – إذا فتح المكانَ بأن يراها
وينظر في قطائعها ويمضي – وهل تدري القطائع ما وراها؟
فوا أسفا على الأيام تمضي – سدى وقضى على نفسي كراها
نعـم نرجو الإلـه يمن لطفـًا – فيمنحهـا الشفا مما اعتـراها
وإذا كان الوضع هكذا، فهل البديل هو عدم شراء الكتب؟

بالتأكيد لا يمكن أن ننصح بذلك، لأن مصير هذه الكتب في الغالب، هو القراءة، ولو بعد مدة، إما من قبل من اشتراها، أو حتى من قبل آخرين، قد يقعون عليها، ويقرؤونها قريبًا أو بعيدًا، وربما يأتي من يقرأ منها ولو بعض الفصول أو الصفحات، حتى لو كان ذلك بعد وفاة مشتريها.

شخصيًّا، اشتريت بعض الكتب وقرأتها بعد عشرين وثلاثين وأربعين عامًا، ولم أندم قط على شراء أي كتاب سوى بعض الكتب التي توقعتها في مجال معين، وتعجَّلت في شرائها، فتبين لي أنها في مجال آخر لا يستهويني، ولا يهمني من الأساس؛ الآن ولا في المستقبل.

فلنشترِ الكتب التي تعجبنا، ولو في أغلفتها أو شكلها، ثم لنترك الزمن يقرر ما نقرأ منها، ولربما استفاد منها آخرون كأبنائنا أو أقاربنا، فللكتب أرواح كما يقال، وبها طاقة إيجابية، تبثَّها في القريبين منها، ربما حتّى دون قراءة، فكيف إذا قرئت؟ كما أنها تظل تنادي من يمرّ بالقرب منها، أن يتناولها ويتصفَّحها، وربما صادف ذلك النداء، من يستمع إليه ويستجيب له.
(تظل الكتب وإن لم تفتح أجمل ما يزين البيت – ويل سميث –

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية»: القراءة المستدامة ترسخ مجتمع المعرفة

حققت الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، خلال شهر فبراير من العام الجاري، بالتزامن مع شهر القراءة الوطني، نجاحات كبيرة، خلال النصف الأول من العام الجاري، وحملت شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات العام 2025 «عام المجتمع»، وضمن الرؤية الاستراتيجية للمركز، الرامية إلى تعزيز اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة لدى المجتمع بكافة فئاته العمرية.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للغة العربية» يشارك في البرنامج الفكري لمعرض «مكتبة الإسكندرية»

وأكدت الحملة، الممتدة على مدار العام، أهمية القراءة بوصفها أداة فاعلة لتجسيد مبادئ «عام المجتمع»، حيث هدفت إلى تمكين اللغة العربية كمكون أصيل لهوية المجتمع المعبر عن تراثه وقيمه، وترسيخ ثقافة القراءة، وزيادة شغف المجتمع بها، وتشجيع الأجيال الجديدة على تبني القراءة كعادة يومية توسّع آفاقهم وتُنمي مواهبهم. ونجحت من خلال فعالياتها، بما فيها برامج الدورة 34 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي استقبل 2350 رحلة مدرسية، في إبراز أهمية القراءة، ودورها في التنمية الفردية والمجتمعية. وتضمنت الحملة أكثر من 2000 نشاط إبداعي، منها 250 فعالية ومبادرة رئيسة، نفذت بالتعاون مع أكثر من 100 جهة حكومية وخاصة، وبمشاركة نحو 400 مبدع، وأكثر من 15 جامعة، مستهدفة أكثر من 50 ألفاً، من فئات المجتمع في المدارس، والجامعات، والمؤسسات، والأماكن العامة، ما يعكس القدرة الفائقة للحملة على جذب واستقطاب المشاركين، والمبدعين، والجمهور، سواء بشكل مباشر من خلال حضور الفعاليات، أو عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، إن الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، نجحت في استيفاء مؤشرات الأداء المستهدفة، وحققت أهدافها الرامية إلى جعل القراءة عادةً مستدامة في حياة المجتمع. وأضاف أنه بعد ستة أشهر من الأنشطة النوعية التي غطت تقريباً قطاعات العمل والحياة كافة، تواصل الحملة مسيرتها حتى نهاية العام الجاري، بباقة متجددة ومتنوعة من الأنشطة والفعاليات موزعة على 14 حقلاً معرفياً، تمس فئات المجتمع المختلفة على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم وثقافاتهم، يتضمن كل مجال مجموعة مدروسة من المبادرات، والندوات، والجلسات القرائية، واللقاءات الحوارية، والورش وغيرها من الأنشطة المبتكرة التي تعكس التزام المركز بمسؤوليته في خدمة المجتمع، وترسيخ مفهوم الاستدامة الثقافية، وتعزيز حضور اللغة العربية بوصفها لغة ابتكار وإبداع وعلوم وفنون. وشاركت كافة إدارات مركز أبوظبي للغة العربية، ومشاريعه الثقافية، في فعاليات، وبرامج الحملة، التي غطت معظم اهتمامات المجتمع. وشملت هذه الفعاليات أندية قرائية، وورش كتابة إبداعية، ومحاضرات فكرية، ولقاءات حوارية مع مبدعين ومفكرين. كما نظمت الحملة جلسات نادي «كلمة» للقراءة بمختلف فروعه، وندوات فنية، وجولات «خزانة الكتب»، ودورات متخصصة، وأمسيات شعرية، وقراءات قصصية. وشملت الأنشطة أيضاً برامج تُعنى بالتراث الشعبي، وبرامج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرامج إذاعية وتعليمية ترفيهية، إضافة إلى إنتاج مقاطع فيديو، وتنظيم زيارات ميدانية إلى المكتبات، والمدارس والجامعات، والأماكن التاريخية. ومن بين المبادرات النوعية، أطلقت الحملة «شهر القراءة الرقمية» عبر منصات الجوائز الأدبية التابعة للمركز، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة كنز الجيل، وجائزة سرد الذهب، وشهدت إقبالاً كبيراً على المشاركة فيها. كما تم إطلاق مبادرات مجتمعية أخرى، منها «100 قصة من مجتمعنا»، و«نقرأ للأطفال»، و«الطفل يقرأ»، واختُتمت هذه الجهود بتنظيم جلسة تعريفية بمسابقة «أصدقاء اللغة العربية». وتواصل الحملة النوعية فعالياتها القيّمة، لتشمل العديد من البرامج، والمبادرات، من أبرزها: مبادرة «القراءة في المرافق الحيوية»، في إمارة أبوظبي ومدنها، ومبادرة «ماذا تقرأ في أسبوع؟» وفعالية «لنقرأ بالعربية»، الرامية إلى خلق مساحة لتبادل المعرفة والأفكار بين محبي القراءة، مما يسهم في تعظيم أثر الحملة وتحقيق نتائج ملموسة على الصعيد المجتمعي. وتعكس هذه البرامج والمبادرات جهود مركز أبوظبي للغة في تعزيز حضور اللغة العربية بين أفراد المجتمع كافة، وترسيخ ثقافة القراءة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • افتتاح معرض الرياض للكتاب أكتوبر المقبل
  • قواعد الشفافية الجديدة للذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في أوروبا
  • «أبوظبي للغة العربية»: القراءة المستدامة ترسخ مجتمع المعرفة
  • تعلن المحكمة التجارية بالأمانة أن على المنفذ ضده أحمد قاسم الدبعي التنفيذ الاختياري للحكم
  • ماذا يفعل المصلي عند عدم قدرته على القراءة والذكر في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • وداعًا لـ«استمارة 6».. وزير العمل: حل جذري لاستقالات الإكراه.. «التسوية بالتراضي» تدخل حيز التنفيذ
  • الأوقاف في اليوم العالمي لمحبي الكتب: أداة لبناء الوعي ومواجهة التطرف
  • نائب رئيس هيئة الكتاب: القراءة تُقوّي العقل.. والكتاب خير جليس في كل زمان
  • قرار حصر السلاح إلى التنفيذ…والضغوط الاميركية تفتح المواجهة على المجهول
  • نائب رئيس هيئة الكتاب: القراءة تُقوّي العقل وأداة رئيسية لبناء الشخصية